No Script

نسمات

وما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ!

تصغير
تكبير

أضعف دولة أو كيان في العالم العربي والتي تعتمد بالكامل على غيرها قد طفح بها الكيل إلى أن تعلن عن تخليها عن الولايات المتحدة الأميركية ورفض وصايتها على القضية الفلسطينية لأنها وسيط غير نزيه، وقد عدد الرئيس الفلسطيني أبو مازن في مؤتمر نصرة القدس في الأزهر الشريف أكثر من مئة قرار وتوصية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن كلها جاءت مؤيدة للقضية الفلسطينية منذ عام 47 ولكن لم يتم الالتزام بتطبيق أي منها على مدى هذه السنين!
لقد جاء رد الولايات المتحدة على تلك المطالبات بالتهديد بالانسحاب من منظمة اليونسكو وبتوقيف مساعداتها لمنظمة الأونروا (وكالة غوث اللاجئين) وقررت وقف المساعدات عن منظمة التحرير الفلسطينية وقرارات كثيرة قادمة في الطريق.
حتى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثر من ثلثي أعضائها برفض اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني لم يكن له أي تأثير، لأن العالم لا يأبه بغير قرار تلك الدول الكبرى التي تحكم العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، وهذه من سخريات هذا الزمن الذي استطاعت فيه دول خمس أن تتحكم بمصير العالم من دون النظر إلى آراء بقية الدول!


إذاً، فالقضية لا تتعلق بترامب وولائه الأعمى للكيان الصهيوني، ولكنها تتعلق بدول أخضعت رقابها لمن يتحكم في مصير دول العالم ويحلّ ما يشاء ويحرّم ما يشاء!
وللأسف فان العديد الدول العربية والإسلامية تنفذ ما يطلب منها من دون ردة فعل أو احتجاج، وهي مستعدة للحروب الطاحنة في ما بينها من دون تفكير... فقد شاهدنا الخلافات المستعرة وحروب الكلام، وشاهدنا تسابق بعض الدول إلى استرضاء الصهاينة وتطبيع العلاقات معهم، بينما يقف «النتن ياهو» متبجحاً أمام العالم يفتخر بأن كل الدول العربية تتسابق على إقامة العلاقات الديبلوماسية مع اليهود!
قبل أيام قاطعت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله والذي قرر تعليق اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني بناء على اتفاقية أوسلو. ومع أننا لا نعترف بأهمية ذلك المجلس المشبوه، ولكننا نعتقد بأن سبب المقاطعة هو ارتباط «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الوثيق بإيران وسعيهما لترسيخ نفوذها في المنطقة!
إن المطلوب اليوم هو السعي نحو التفاهم الفلسطيني - الفلسطيني وعقد التحالفات المشتركة من أجل توحيد كلمة الفلسطينيين ورفض الهيمنة على قراراتهم!
نحيي قرار «أبو مازن» وندعمه ونطالب حكام العرب والمسلمين بوقف الهرولة نحو الكيان الصهيوني، ونطالب بالنأي ببلادنا عن الوقوع فريسة في براثن أعدائنا الذين لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة وصدق الشاعر المتنبي حين قال:
لا افتخار إلا لمن لا يضام
مدرك أو محارب لا ينام
ذل من يغبط الذليل بعيش
رب عيش أخف منه الحِمام
كل حلم أتى بغير اقتدار
حجة لاجئ إليها اللئام
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرحٍ بميّت إيلامُ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي