No Script

حلّ ضيفاً على الديوانية... تسبقُه صراحته وضحكاته «الجادة» واشتياقُه إلى جمهوره!

طارق العلي لـ «الراي»: المسؤول الكذّاب لا أحترمُه... والمحترَم «أحطُّه على راسي»!

تصغير
تكبير
• وزير الإعلام والمجلس الوطني للثقافة لهما دور كبير في دعم نقابة الفنانين ومساندتها

• «المسرح العربي» قالوا إنهم معنا و«ما بيَّنوا»... وخذلونا!

• نحن لسنا ضد المعهد... بل نسعى فقط إلى رفع الظلم عمّن تعرضوا له

• إذا كانت لجنة الحُكام في مهرجان المسرح الأخير مرتبطة بـ «المعهد»... فلماذا لا نسمّيه «مهرجان المعهد»؟!

• لست وحدي من يساعد المظلومين... هذه شيمة أصيلة في الشعب الكويتي

• أقول للمعهد المسرحي: لماذا سمحتُم لبعض الطلبة بالتمثيل وعاقبتم آخرين؟!

• بعض الكارهين وصلت بهم المواصيل أنهم سعوا إلى أن يدبِّروا لنا سحراً لإعاقتنا!

• هل لأنني انتصرت لحق طالب ما يتهمونني بأنني أصنِّف الطلبة وفقاً للجنسية؟!

• أنا لا أشكِّك في حيادية المعهد المسرحي... لكن لماذا تضعون أنفسكم في دائرة الشبهة؟

• أحياناً أرى أنني متسبب في معضلة عند بعض الناس ... لا أعلم لماذا!

• عودة الفنان عبدالحسين عبدالرضا إلى النقابة فرصة لكي يتحدث مع رفاق جيله كي يدخلوا النقابة

• أنا أترك الحكم لجمهوري... فهو الفيصل وإذا لم يعجبه العرض فسينصرف!
حضر إلى ديوانية «الراي»، ضيفاً غالياً، ونجماً محبوباً، تسبقه ضحكاته البشوشة، ورحابة صدره، وصراحته الواعية، وفكره الناضج... واشتياقه إلى جمهوره!

إنه الممثل الكبير طارق العلي.


ممثل كبير صاحب موهبة ومدرسة خاصة في المسرح!... ونقابي عنيد يقف مع الحق وينتصر للمظلوم... وقبل ذلك وبعده هو كويتي أصيل تعلّم فعل الخير من والدته التي طالما ربَّته على «أن من يحتاج إليه الناس، كان الله في حاجته».

بالرغم من كثرة انشغالاته، سارع بتلبية الدعوة لزيارة ديوانية «الراي»، مواصلةً لود لم ينقطع يوماً مع الفنان المحبوب، وحرصاً على وضع جمهوره ومحبيه على مسافةٍ قريبة من مواقفه وآرائه على صعيد مسيرته الفنية والنقابية والشخصية.

العلي الذي وصل إلى «الراي» قبل موعده المحدد، ومثلما هو بطل على خشبة المسرح كان بطلاً في الديوانية أيضاً... دافع عن مواقفه بجرأة وتواضع معاً!

قال إنه عندما يبادر إلى مساعدة مظلوم لا يفعل سوى ما يراه واجباً، وأنه ليس وحده من ينهض بهذا الواجب، بل إنها شيمة كل كويتي ورثها عن الآباء والأجداد.

دافع العلي عن مواقف نقابة الفنانين، موضحاً: «نحن لا نتدخل في شؤون أحد، بما في ذلك معهد الفنون المسرحية الذي نحترمه، لكننا فقط نرفع الظلم عن ظهر من تعرضوا له»، مستغرباً «أن يشن البعض هجوماً على النقابة في حين أنها طالما وقفت إلى جانب الكثيرين منهم»!

طارق العلي - الذي فاجأنا بعرضه من خلال «الديوانية»، دور البطولة على ميس قمر في مسرحيته المقبلة - فنَّد رأي من يرى «أن النقابة بلا فاعلية»، مؤكداً «أن النقابة حاضرةٌ بقوة وفعالة، منذ سبعة أعوام، ونقابل شخصيات رسمية، فكيف لا يكون معترفاً بنا»، متهماً البعض ممن ينتمون إلى الجسم الفني بالتقليل من شأن النقابة، ومعقباً: «مع الأسف، بلانا من ربعنا»، ومفجراً قنبلةً مدويةً بقوله: «إن البعض وصلت بهم المواصيل إلى حد أنهم يسعون إلى أن يدبروا لنا سحراً، أو يعملوا عملاً لتعطيلنا»!

طارق العلي الذي حرص على استقباله - في الديوانية - نائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام لقناة «الراي» الفضائية يوسف الجلاهمة، تحدث عن رؤيته للفن، وعلاقته بـ «السوشال ميديا»، وتطرق إلى أعماله المقبلة، وقطار عروضه الذي لا يكف عن المسير طوال العام، استجابة لانتظار جمهوره المنتظر دائماً لأعماله، وعرَّج على علاقاته بزملائه الفنانين، وتلامذته الذين أسهم في إبرازهم على الساحة، مقسماً إياهم إلى «أوفياء» يحفظون الجميل، و«آخرين» ناكرين للمعروف!

ديوانية «الراي»، في حضور طارق العلي، كانت تعج بالفكاهة والكوميديا، من دون أن تفقد جديتها لحظة واحدة، ولمَ لا... وقد أثبت العلي على الدوام أن الكوميديا والجدية لا يتعارضان، وهو أحد فرسان الكوميديا الذين يؤمنون برسالتها في إضاءة قضايا المجتمع، وهو الأمر الذي أشاد به أكثر المشاركين - بالاتصالات - من الجمهور والفنانين الذين أثنوا على قيمة الفنان الكبير وقامته على المسرح وفي الحياة أيضاً.

الديوانية شملت قضايا كثيرة مهمة، نرفع عنها الستار في السطور الآتية:

? وقفتَ وقفةً صُلبة مع الطلبة الذين عانوا في مواجهة قرارات صدرت بمنعهم من العمل ما داموا لم يتخرَّجوا بعد في المعهد العالي للفنون المسرحية؟

- أولاً هم لم يقولوا «عدم العمل في عمل فني بالتحديد»... وإن أرادوا أن يعملوا فلا بد من وجود ورقة إذن... وإذا كان الأمر كذلك، فأنا أسألهم: لماذا إذاً سمحتم بمشاركة الطلبة في المهرجانات؟ مثلاً في مسرحية «العرس» لِمَ هناك 14 شخصية منهم 11 ممثلاً لا يزالون طلبة في المعهد، كانوا يأخذونهم من محاضراتهم للتدريب؟. أنا لا أرفض هذا الأمر فهو يعود بالفائدة على الطلبة أنفسهم، وبالعكس نحن «مستانسين» بوجودهم في المهرجان، وقد فازت مسرحيتهم، لكن كيف تكافئون هؤلاء بزيادة درجاتهم، بينما هناك طلبة آخرون زملاء لهم في المعهد نفسه، عاقبتموهم على مشاركتهم بالفصل والحرمان؟ هذا هو الأمر الذي يحتاج إلى وقفة ومناقشة!

? وبالطبع، من أجل هذا تحركتم أنتم في نقابة الفنانين؟

- ما أود تأكيده أننا لسنا ضد المعهد العالي للفنون المسرحية إطلاقاً، بل نحن نسعى إلى أن نحل المشاكل إن وُجدت، أو على الأقل نُسهم في حلها، ولكن هناك أموراً لافتة للنظر وتستحق التوقف عندها منها مثلاً: أنني رأيت في لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان الأخير عضوين من معهد الفنون المسرحية، أحدهما رئيس قسم التمثيل والثاني من قسم الديكور، وبالمناسبة أنا أحترمهما وأقدرهما ولا أشكك في علمهما ونزاهتهما مطلقاً، والثالث جان قسيس الذي دعَوه في المهرجانات أكثر من ثلاث مرات لمصلحة المعهد، وهناك عبدالكريم الجراح، وهو صديق لبعض الدكاترة في المعهد العالي وصديق صالح الحمر، وأستثني الدكتورة منال فودة لأنها أتت حديثاً من مصر... فهل يُعقل ألا يوجد أحد من الكويت يشارك كمعقب في الندوات، بل في الندوات التطبيقية وجدنا أربعة من المعهد العالي للفنون المسرحية هم الدكاترة بدر الدلح وجاسم الغيث وطارق جمال ومحمد زعايمة، والدكتور فيصل القحطاني مشارك في الندوة الفكرية، وهو متخصص في التلفزيون، وليس في المسرح... وأقول إننا جميعاً درسنا في المعهد، لكن كلاً منا أخذ تخصصه ومساره المختلف والمستقل.

? وما تقديرك لهذا الأمر؟

- كما قلتُ من قبل: لا تسموه «مهرجان المسرح المحلي»، بل سموه «مهرجان المعهد العالي للفنون المسرحية»، وعندما تأخذ مسرحية «العرس» المركز الأول... والذي نعرفه كأفضل إخراج وأفضل عرض مسرحي لفرق أخرى، مع العلم أنا لم أشاهد أي عرض من العروض... وهذا تخمين الناس، وآراء الجمهور، قالوا إن هناك أخطاء إخراجية... كيف إذاً تكون هناك إشادة بنص مسرحية «القلعة»؟ وأشادوا بعرض فرقة مسرح الخليج، ووصفوه بأنه عرض متكامل، فكيف إذاً تُلغونهم وتعطون الجائزة للمعهد، والذي لم يحصل على أي جائزة إلا في التمثيل!

? وماذا عن الشكوى التي قدمها المسرح الكويتي؟

- فرقة المسرح الكويتي قدمت شكوى، وفي هذه المناسبة أشكر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، الذي اجتمع بنا وجلس معنا، وتعرَّف على وجهة نظرنا، والمسرح العربي قالوا إنهم معنا، وبعد المهرجان بيوم عقدنا اجتماعاً، ومن يومها «ما بينوا»، وخذلونا بصراحة... وأحب أن أبين نقطة أراها مهمةً: نحن لا نشكك في نزاهة صالح الحمر ولجنة التحكيم، وسبعة دكاترة محترمين بلا شك ونقدِّرهم للغاية، ولكننا نقول لهم: إنكم عندما تشاركون في فعاليات المهرجان المسرحي المحلي.. تكونون وضعتُم أنفسكم في دائرة «شبهة»!

? وماذا عن انتقاد المعهد لمواقف النقابة؟

- هذه نقطة أخرى مهمة أود أن أقولها لعميد المعهد العالي للفنون المسرحية... تصور أن أحد ضيوف المهرجان يتحدث عن النقابة، ومع العلم - إن شئتم الدقة - الضيف لم يطعن في مواقف النقابة، لكن المعهد بدأ في ترويج نغمة مُفادها «ما دخل النقابة في شؤون المعهد؟»، وعبارات من هذا القبيل! والهاجري استغل وجود هذا الضيف، وهو صديق وضيف علينا، ونحن نحترمه بلا شك، وهو رئيس لجنة تحكيم أيضاً، ليطعن في النقابة الكويتية... الذي حصل أيضا أن نجمة كبيرة اتصلت بي تعرب عن غضبها من النقابة، ثم تحدثت عن طالب سعودي وآخر عراقي، أو أي جنسية أخرى، لكن هذا يعني أن المعهد جلسوا معها أو كلموها حول دفاعي عن الطلبة، لكن هل لأنني وقفت مع طالب رأيتُ أنه مظلوم، يعني أنني أُصنف الطالب بحسب جنسيته.

? وكيف ترد على من يتهمونك بأنك تتدخل في أمور المعهد، وأنك تحرِّض الطلبة ضد إدارته؟

- يا أخي، أنا «رجّال» كبير ولستُ طفلاً... وبصراحة أقولها لك على الملأ: المسؤول المحترم أحطه على راسي... والذي يكذب ليس له عندي أي احترام... مع العلم، عندما فاز المعهد بالجائزة عن مسرحية «العرس» باركتُ لهم، وصعدتُ الخشبة وهنأتهم لأنني رأيت ضرورة أن أشارك في فرحة الطلبة، فهؤلاء ليس لهم ذنب... وبخصوص من يتهمونني بأنني أحرض الطلبة، فمع الأسف أي طالب لديه مشكلة اتهموا طارق العلي بأنه يحرضه، «غير سالفة هذي»! وأقولها ومتمسك بها: إني سأقف دائماً إلى جوار من أراه مظلوماً، وسأنتصر له حتى يسترد حقه.

? على ذكر المعهد، منذ سنوات عدة وهو يسير على أتم وجه، ولم نكن نسمع فيه عن إثارة أي زوبعة، كما يحدث أخيراً مع الأسف... «شلي صار»؟

- أعتقد، أنه بقدر ما يحقق إنجازات، يبدو كأنه ضايع، والطلبة الآن في حيرة وارتباك... والدكاترة بين رابطة وجمعية وغيرهما. وهنا لا بد أن أقول: «يا وزير التعليم العالي، اجتمِعْ بالدكاترة وتحدث معهم حول اللائحة التي تحتوي على مواد مثيرة للجدل والعناد... كما فعلتموها بادِروا بتعديلها»... ونحن دخلنا على وزير التربية، وهو قرر أن يرفع «الحرمان» عن الطلبة الذي - مع الأسف - لم يُرفَع حتى الآن، ولكنه وعدنا، وكمبادرة منا كنقابة والمنتسبين إلينا قررنا ألا نأخذ منهم رسوماً، وأنا شخصياً واحد من الناس تحركتُ من أجل مكافآت الطلبة الذين اشتكوا من ذلك، وذهبت إلى مسؤول كبير في وزارة التعليم العالي، وقال لي: «فالك طيب»، وأقول ما علاقتي أن أذهب وأحرك هذا الموضوع؟ هل هذا من صميم عملي!

? وما دخل هذا بالتحريض؟

- لا أعلم! إنما أنا تحركتُ كطارق العلي من أجل الطلبة، وانتصاراً لما أرى أنه حقهم... وهناك تصريح من العميد نشرته الصحف قال فيه «هذه بركات» نقابة الفنانين، حين ألغوا حرمانات الطلبة! إذاً، ماذا فعل والإنجاز الذي عمله العميد، إنما حركة وصوت نقابة الفنانين.

? لكنكم تلقيتم - ومعكم النقابة - هجوماً شرساً... ما السبب؟

- نحن عالجنا أموراً... وقابلنا شخصيات مهمة، واهتموا بطروحاتنا وآرائنا، إذاً كيف نكون غيرَ معترفٍ بنا، وفي الأساس نقابتنا معترف بها، ومنذ سبع سنوات نحن موجودون، ولا نروِّج لأخطاء... وللأسف أكثر بلانا من ربعنا!

? أنتَ فنان معروف عنك أن لك دوراً اجتماعياً وخدماتياً في الكويت، ومن المعروف أنك تزور وزارتين على الأقل كل أسبوع؟

- نعم، صحيح.

? نسألك عن هذا الدور، هل هو نابع من دورك في الفن والمسرح... أم هو طبع ملازم لطارق العلي الإنسان العادي والمواطن الكويتي؟

- أنا، بكل أمانة، تربيتُ في بيئة بسيطة، من عجوز والدتي فاطمة الدريع التي دائماً تقول لنا الناس للناس والكل بالله... وأنا في يوم من الأيام احتجت الناس، والحق أنني وجدتُ أناساً «أجاويد» وقفوا معي ودعموني، ومن هذا المنطلق أنا أتحرك من أجل الناس - على المنوال ذاته - كطارق العلي ابن الكويت، وليس كفنان، وأسعى وأركض، «وأروح وأجي، ومن ينخاني بشي أسعى إليه قدر المستطاع»، وأمي قالت لي: «يا وليدي، اللي ينخاك بحاجة ربك مسخرك لحاجته»، وحتى الكل، وعلى مستوى الوزراء يعرفون جميعاً أن طارق العلي عندما يتدخل في موضوع لا يريد مصلحة، بل لا يسعى إلا إلى الأجر من الله... وهذا شيء لا أفعله وحدي، بل يفعله الكثيرون من أهل الكويت، ولستُ أنا الذي ابتكرته وحدي أو اكتشفته منفرداً... فهذه شيمنا نحن الكويتيين جميعاً، وهذه نقطة مهمة تكلمت عنها أيضاً في مسرحياتنا، وأضف عندك اليوم أصبحت الواسطة عرفاً منتشراً، حتى الأخوة الوافدون يحفظون هذا الشي، لذلك بعض الناس يطلبون العون، وهناك مسؤولون يفتحون أبوابهم للناس مباشرةً، ويرفضون مبدأ «الواسطة»، والبعض يحب أن يكون مكتبه مملوءاً بالبشر، وهناك من يتجمل على فلان... وأنا أحاول أن أوصل رسائل الناس، وهذه نعمة من الله يرزقني إياها.

? دائماً نسمع أن مسرحك يثير بعض اللغط والاتهامات... فما مدى مصداقية ما يُثار في تقديرك؟

- البعض يردد أن مسرحي لا يتناول القضايا الثقيلة، ويزعمون أنه يحتوي على شتائم!

? الحقيقة أنا - كمشاهد - لم أجد على خشبة مسرحك أي خروج على الآداب أو الذوق العام، بل إن المرء لا يستحي أن يصطحب أهله وأولاده ليشاهدوا مسرحياتك، وفي غالبية المرات أهلك أنفسهم يكونون موجودين؟

- كل أهل الكويت أهلي.

? وهل ترى أن هذه الاتهامات المسيئة لك، منبعها الغيرة من استمراريتك مثلاً، أم أن هناك أموراً خفيةً لا نعلمها؟

- أتوقع أن طارق العلي متسبب في معضلة عند بعض الناس، بل هي معضلة ومشكلة مركبة، ومع العلم ما أقدمه هناك من يقدمه مثلي، أساتذة وتلاميذ، وهناك غيري - مع احترامي - يقدِّم «أشياء رديئة»، وحتى الموضوع المقدم بايخ، وهناك شغلة عندي: هناك من يقولون إنني أتلفظ ألفاظاً إباحية! أنا أتحدى أي شخص في إثبات أنني نطقتُ لفظاً غير نظيف، واليوم يأتي شخص يحاسبني على شخصية «عايض»، لم أقل شيئاً، ولم أقل إنه «إنسان زين». هذا شاب سلوكه هكذا، ومثلاً إحدى المرات قلتُ جملة من كلام «شيابنا»: هذا بلا أبوك يا عقاب! أتكلم عن شغلات رأيتُها في دواويننا وتجمعات الشياب، ومن ينتقدني دعه يجلس في مجلس «شيبان» (الذين هم آباؤنا وأجدادنا)، ويسمعهم حين يتداعبون... وأذكر موقفاً حدث مع «الرقابة» يتعلق بأحد الأعمال عندي في المسرح، سألتُهم: «لماذا حذفتم مشهداً من المسرحية؟»، قالوا: «انظر إلى نظرة عيونك»! وألغوا المشهد... وكأن المطلوب مني أن أصد عن الممثل الذي أمامي! وهذا ما يجعلني أتساءل: لماذا توجد أمور في المجتمع مباحة ومقبولة، وعندما أسلط أنا الضوء عليها أصير رديئاً، أو قليل الذوق؟! هناك أمور أريد أن أحاربها، وأقولها، وهي موجودة، فلماذا الهجوم نحوي؟

? هل تترك الحكم للجمهور، فإذا لمس أمراً مسيئاً أو مسفاً فعليه ألا يكمل العرض؟

- صحيح... الجمهور هو الحكَم الفيصل، فإن رأى «قلة أدب» يمشي، وستكون هذه أكبر وأبلغ رسالة! لكن لماذا يجلسون، ويكملون العرض؟ بل لماذا يعودون للعرض نفسه، ثم للعروض التي تليه؟! ألم أقل لكم: إنني متسبب (من دون قصد طبعاً) في معضلة لبعض الناس، ومسوي أزمة عند البعض الآخر!

? طارق العلي، معروف عنك أنك تصنع فنانين و«تسويهم وتسنعهم وتزهلقهم»، فهل تجد وفاءً من تلاميذك؟

- هذا الأمر يعود لكل منهم على حدةٍ، وكلٌ على طينته ومعدنه... فمن يكن أصله طيباً وأسرته كريمة لا ينكر الطيب، ويظل يحفظه، وهناك أصول طيبة والسلوك سيئ، وهناك أناس يُذكرونني بالخير، وشخصياً أستانس وانبسط وأغير أيضاً «فيني غيرة» على ربعي، حين ينجحون.

? تغبطهم بحب؟

- بل وأشجعهم... مثلاً اليوم الفنان خالد مظفر، وهو شاب جهراوي، هناك من قالوا له إننا سوف نحتكره لنا في شركة فروغي، وأتاني وقال لي: «أنا سوف أوقع مع (فلان)، وأخاف تزعل»! قلتُ له: «روح يا وليدي، واعمل». لماذا أهدم مستقبله ومستقبل الشركات الأخرى؟ وهناك أسماء عدة أخرى غير مظفر.

? لكن الجمهور ليس لديه إلا الظاهر؟

- نعم، هناك ناس يظهرون ويسبونني، وناس «مش عارف إيش»، وهناك آخرون شتموني، ثم عادوا وندموا... ويبدو أن هذه طبيعة اختلافات البشر.

? وهل تتأثر كثيراً بما تلقاه من جحود البعض؟

- يا أخي هناك أناس وصلت بهم المواصيل إلى حد أن يطلبوا من آخرين أن «يعملوا لي عملاً»... أو يدبروا لي سحراً!

? الآن الساحة الكويتية... عندما يظهر لنا شخص جديد نفرح به، إضافة إلى أن رواد المسرح السابقين ابتعدوا عن المسرح ولهم أسبابهم... واليوم نقول: لا يوجد سوى طارق العلي تقريباً في المسرح، والسؤال أين دور المعهد العالي للفنون المسرحية؟ وأين دور نقابة الفنانين أيضاً؟

- كي تكون في الصورة... اليوم النقابة لا تصدِّر ممثلين، وهنا أجد الفرصة كي أشكر الأخ رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ووزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، بعد الزوبعة، اليوم ثبتْنا وفي المحافل الدولية بدأنا نثبت أنفسنا واسم الكويت، واليوم لدينا بعض التشريعات والقوانين، ووجودها ضروري... فأنا لا أستطيع أن أعاقب أحداً بلا تشريع، وأنجزنا قوانين، واليوم عودة الفنان عبدالحسين عبدالرضا إلى النقابة، وهو يتحدث مع زملائه من جيله كي يدخلوا النقابة. وبخصوص المعهد العالي للفنون المسرحية، مشكلتي معهم على ماذا؟ أنهم دخلوا وأثاروا زوبعة! أقولها اليوم: يوجد دكتور ورق وهناك دكتور علم وخبرة وأعمال، ودكتور الورق لا يُبدع مع احترامي لكثير من الإخوة في المعهد، ويسير على قوانين. أما أن يأتيك شخص دخل الساحة وتدرج إلى أن صار دكتوراً ومتفهماً، فهنا فقط يكون حاملاً للخبرة، ولا أقصد الطعن في أي أحد... وأشبِّه دكتور المعهد بدكتور الجراحة، لأنك في هذه الحالة تصدِّر ناساً، والمعهد صرح أكاديمي لا يهمل... لكن دكتور لا يفهم ولا يفقه «ما يصير» يدخل! لماذا الجامعة لا تقبل أي دكتور؟ وأقولها: ليس أي شخص يصبح دكتوراً يكون له الحق كي يدرس في المعهد، وهذه نقطة مهمة... لا بد من اختيار الشخص المناسب، ومن لديه الخبرة الكافية بالفعل.

? لماذا لا يوجد للمؤلفين نصيب معكم في النقابة؟

- بالعكس، يوجد لهم مكان فسيح... ومن يريد يقدم فأهلاً وسهلاً به، وأود أن أقول نقطة هنا عن النقابة بخصوص ذلك، وهذا معلن... أننا منذ بدأنا تأسيس النقابة أنا والدكتور نبيل الفيلكاوي أتينا بأسماء الكبار، وأسسنا النقابة على قواعد صحيحة، وبالقانون أخذناها، ونحن اليوم نحارَب من زملاء لنا، وليس وزارات أخرى. وللأمانة، وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود متعاون جداً، والدليل أنه وضع النقابة في أكثر من موضع تتعلق بلجان تطوير المسرح، والمنتج المنفذ، وأيضاً المجلس الوطني لا أنسى الأخ الأمين العام المهندس علي اليوحة، الجميع متعاونون.

? أحد المتصلين من البحرين سأل العلي: لماذا تنحصر الأعمال الكوميدية في الكويت فقط؟

- نحن لسنا وكلاء... هذا فن منتشر في العالم كله.

? لماذا لا تعملون لجنة خليجية لجمع المسرحيين، وتنمون الكوميديا في البحرين والسعودية وقطر، إذ إننا نتكبد مشقة الحضور إليكم في الكويت كي نتابع المسرح؟

- يا أخي، في البحرين أسماء كوميدية نعتز بها، منهم علي الغرير وأم هلال وفضيلة المبشر وسعاد علي، وغيرهم من الإخوة، وأنتم لديكم أقدم الفرق المسرحية الناجحة، والكوميديا ليست مقصورة على الكويت، ولا أستطيع أن أجيب اكثر... وهناك أعمال كويتية يشارك فيها فنانون من الخليج أعتبرها توليفة.

? نتحدث عن مشاركتك الأخيرة في أوبريت «خليج النور»؟

- مشاركة مهمة وعزيزة على قلبي... ومن خلال «الراي» بالفعل أشكر هيئة الشباب والرياضة الذين أنجزوا هذا الأوبريت «خليج النور»، والشيخ أحمد العبدالله، والأخ عبدالله عبدالرسول، ومحمد المزعل، والمجموعة الطيبة الذين جمعوا مجموعة من الممثلين الشباب مع طلبة وزارة التربية، ومع الحرس الوطني والشرطة. أوبريت جميل وحضره الشيخ سلمان الحمود الصباح ومجموعة جميلة، ومشاركة الفنان في مثل هذا الأوبريت «حق وواجب».

? أنتَ أيضاً قدَّمتَ فقرة في افتتاح مؤتمر التواصل الاجتماعي قبل فترة وجيزة، بعنوان «هاشتاق الكويت»، وقدمتم جزءاً بسيطاً من إحدى لوحات مسرحيتكم «أن فولو»؟

- صحيح... أعتبرها مشاركات مهمة وفعالة، وقد حضرها عدد من الشخصيات الراقية ووجودنا يعطينا الدافع.

? نريد أن نعرف ما جديدك الذي تعتزم إنجازه في الفترات المقبلة؟

- لديّ أكثر من عمل... لكنني أخصُّكم حصرياً - في «الراي» - بأنني أعكف حالياً على التحضير من أجل برنامج مسابقات في شهر رمضان مع تلفزيون الكويت.

? ما علاقتك بالوسائل الإعلامية (السوشال ميديا)؟

- جيدة جداً، ويومياتي أضعها في «سناب شات» و«إنستغرام»، والعلاقة وطيدة في ما بيننا، وهي صارت من أولوياتنا صحيح أحياناً تشغل الكثيرين، لكنها أصبحت جزءاً من حياتنا بالفعل. وقد يتعرض الإنسان للضرر في دقيقة، بينما ترفعه دقيقة أخرى.

? هل هذا ما قصدتَ تسليط الضوء عليه من خلال مسرحيتك «أن فولو» التي تتكلم عن تأثير وسائل «السوشال ميديا»؟

- بالفعل... «فقد أصبحنا نشاهد بعضنا ونطمئن على بعضنا» من خلال الأجهزة النقالة والمواقع المختلفة.

? وهل هناك أعمال فنية أخرى تشغلك حالياً؟

- قريباً سوف نعاود عروضنا، ونكمل جولاتنا الخارجية، حيث عرضنا أخيراً أيضاً في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقتين، ثم الكويت بعد ذلك، وقطار عروضنا يواصل مسيرته بإذن الله في بقية الدول على مدى الفترات المقبلة.

مداخلات

ميس قمر حرصت على أن تشارك ضيفنا «بو محمد»، فتواصلت معه عبر «الراي» قائلةً: «يا غالي، أنا سعيدة بأنني أتكلم معك... وأنت اليوم في ديوانية (الراي)، ووجدتُ أنني لازم أشارك (من نفسي وهواية)، وأنت لك معزَّة في قلبي، وأراكَ فناناً ومدرسة جميلة في المسرح، وكل الناس في العراق (هواية يحبوك)، ويعجز لساني بوصفك... ولي الشرف أكون بين أهلي وناسي هنا في الكويت».

بدوره أجاب طارق العلي الفنانة قمر بقوله: «زوجتي تسلم عليك... واستعدي معنا سوف تكونين بطلة عملي المسرحي المقبل، ومن الحين وافقي، وقدام (الراي) أصرح وأعرض عليك الطلب، ونتمنى وجودك في مسرحيتنا المقبلة... جهِّزي نفسك، ولك الحق أن تردي لنا الجواب بعد أن تقرئي النص».

المذيع عبدالرحمن الدين تحدث قائلاً: «اليوم أنتم ونحن مع العلي، وهو نجم في أخلاقه ويتميز بقدر عالٍ وراقٍ من الأخلاق والسمو، وكل يوم يثبت أنه إنسان، وأثبت لكم أنه لا (يردني) إن طلبته في برامجي، ولا مرة طلبته وردني، وهذا إن دل فإنما يدل على أنه يحترم الشباب ويقف معهم، وهناك شغلة مهمة، أن الكثيرين يرون الآن دور الفنان طارق العلي، ويظنون أن ذلك يعود إلى كونه في النقابة، لكن الحقيقة أنه كذلك منذ بدايته، وهو يسعى إلى أن يساعد الكل (وين ما كانت حاجتهم)، ومشكور على الكلام الجميل الذي تقوله عني».

الدكتور في قسم التلفزيون والإذاعة محمد الزنكوي شارك قائلاً: «تربطني صداقة بالفنان الإنسان طارق العلي الذي تسبقه إنسانيته بكل شيء، وتواضعه الملحوظ، وأنا اتصلتُ بكم كي أقول فقط إنه مبدع في حرصه على الناس، ويقف مع الصغير قبل الكبير، وأنت إنسان يحتار المرء فيك، وأشبهك بالغيمة التي تمر على كل بيت وكل مكان... وأنت دائماً مع الحق».

في سياق المشاركات تحدث الفنان حميد البلوشي قائلاً: «أحببتُ أن أشارك وأقول: للأمانة طارق أخٌ وصديق، وله وقفات كبيرة، وأنا سعيد بمشاركتي معه في مسرحية (أن فولو)، ولم يقصر معي كممثل، وأتمنى له التوفيق، وأكنُّ له كل احترام».

أما الممثل علي الغدير، الذي بدأ خطواته مع مسرح طارق العلي، فحرص على أن تكون له مداخلة، فقال للعلي: «حبيت أسلم عليك... أنا ولدك علي، وأقول إنك أغلى أب عندي، وسامحني ما أزورك كثيراً، لأني مشغول بالدراسة والامتحانات، وأحبك وايد... وخالي طارق حريص على دراستي ويشجعني على الدوام»

العلي لـ «الراي»: لم أتصالح مع الهاجري!

نفى الفنان طارق العلي ما تردد أخيراً عن «حدوث صلح بينه وبين عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد الهاجري».

العلي قال لـ«الراي»: «أنا والدكتور الهاجري لم نتصالح، لسبب بسيط هو أننا لم تكن بيننا خصومة من الأصل حتى تستدعي الصلح»، مردفاً:«لستُ على أي خلاف شخصي معه من أي نوع، بل هو مجرد اختلاف بين وجهتي نظر حول الطريقة المثلى لتحقيق مصلحة طلبة المعهد، ومعروف أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»!

وأردف العلي:«لقد ذهبت لحضور حفل المعهد بمسرحية (العرس) استجابةً للفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا الذي أمرني بضرورة الحضور، ومعه الفنان أحمد السلمان، وأنا لا أملك أن أرد طلباً من بو عدنان وذهبتُ، وعلى رغم أنني وجدتُني ضيفاً ثقيلاً على الحفل، فإنني شاركتُ والتقطت صوراً مع الجميع، ومن بينهم الدكتور الهاجري بطبيعة الحال»!

لقطات

? حضر الفنان طارق العلي قبل الموعد المحدد بفترة كافية، وأدى صلاة العشاء مع الزملاء في مصلّى «الراي»، ثم صافح بقية الزملاء من مختلف الأقسام، والتقط معهم صوراً تذكارية بكل رحابة صدر.

? نائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام لقناة «الراي» يوسف الجلاهمة حرص على الحضور في الديوانية لاستقبال العلي، حيث شارك في حوار مع ضيفنا أثرى اللقاء كثيراً.

? تميز العلي ببساطته وصراحته وفتح قلبه وصرح بكل ما يجول بخاطره.

? استمر وجود العلي حتى بعد الوقت المحدد، إذ استرسل في «سوالفه الونيسة» التي لا يملها المتلقي، بالرغم من التزاماته الكثيرة.

? متصلةٌ حرصت على المشاركة، وطلبت من ضيفنا المساعدة في أمر خاص، ولم يقصِّر العلي تجاه طلبها... «ما ردها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي