No Script

حدث ورؤية

«العبث التغريدي»!

تصغير
تكبير

تمر منطقتنا بظروف استثنائية خطيرة لم يسبق لها مثيل من حيث أدوات ووسائل الصراع الاخلاقي والمجتمعي، الذي يتملكه كل فرد بلا قيود ولا رادع.
وأشد تلك الأسلحة هي ما تكتبه الأيادي عبر وسائل الاعلام الحديث، وخلق العداوات وتبادل الاتهامات بين مكونات المجتمع الواحد والآخرين في دول شقيقة وصديقة، وعلى اثر ذلك تحدث خلافات على المستوى الرسمي، بسبب هؤلاء المغرضين والمُقتاتين على بذور الفتنة وراعيها.
إن ما نعاني منه اليوم في علاقاتنا الخليجية، سببه تصدر هؤلاء المسيئين للمشهد الاعلامي ودق إسفين الفرقة والتهم والتجني على حكومات أهل الخليج، من دون وضع حد لتلك المهاترات، التي بدأت تحقق أهدافها المشبوهة والدخيلة علينا وعلى قيم وعادات جميع دول مجلس التعاون.


فهل يعقل أن تتبع وترعى جهات ما مجموعات لتستعين بها كمنصات إعلامية بسبب اعداد «الفلورز» فقط من دون قناعة بالأهداف والرسائل التي يحملها هؤلاء، الذين لا يمثلون مجتمعا ولا ثقافة ولا دينا، بل عُرف عنهم الابتذال والإساءة للأعراض وعلاقات الدول الشقيقة، وبث الأخبار الكاذبة التي تهدد الأمن المجتمعي والاخلاقي، ونسأل: لماذا هذا الصمت المريب؟! أين دور المؤسسات الرسمية ذات السيادة في وقف مثل تلك الاعمال الفتاكة، لا حرية مع انتهاك خصوصية الآخرين ونشر الأخبار الكاذبة.
فتطبيق القانون بحزم هو الرادع من دون انتقائية، لان السلم الوطني خط أحمر، لا يمكن المساس به، فحرية التعبير يجب أن تتصف بالمسؤولية وتخضع لمعايير أخلاقية.
مطلوب تدخل رسمي يوقف العبث «التغريدي» تجاه العلاقات التاريخية بين الاشقاء، وصنع فجوة بين الحكومات يحاول الذباب الالكتروني صناعتها، ففي السابق كان نشر الاكاذيب والمنشورات الإعلامية في فترة الحروب الباردة تستخدم من قبل جهة واحدة، تتولى تلك المهمة لزعزعة الثقة وإيهام العامة، بعكس الحقيقة واليوم امتلك أفراد المجتمع لهذا السلاح المدمر!
من أجل المحافظة على ما تبقى من المحبة الأخوية... أوقفوا هذا العبث بردع الطابور الخامس، الذي يدمر ما جمعه الأشقاء على مر عقود من الزمن الجميل.
وهنا أقترح ان تنشئ كل دولة خليجية إدارة مختصة في الإعلام الالكتروني في «وزارة الخارجية» للنظر فقط في ما يمس علاقات الدول الشقيقة وشعوبها، وعدم التعرض للمصالح العليا فقط.

Mubarakalajmi120@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي