No Script

خواطر صعلوك

خيالات زوجية مريضة!

تصغير
تكبير

طريق طويل مُعبّد بالإسفلت وعلى جانبيه أشجار خضراء فاقعٌ لونها، ولكنها لا تسرُّ الناظرين، يفصل بين كل شجرة وشجرة إعلان مضيء يحثك على شراء ما لا تحتاجه من أجل تحقيق أهداف لم تضعها لنفسك، لكي تصبح ذلك الرجل الذي لا تعرفه الذي يبحث عن ذاته في عالمها الخارجي.
تسير السيارة بسرعة معتدلة وتشير الساعة الإلكترونية على الشاشة أنها الحادية عشرة مساء من السنة الثانية للزواج. وفي عمق الصمت داخل السيارة تجري الموسيقى من الراديو بين الزوجين، وبينما كانت الزوجة تجري محادثة كتابية عبر الهاتف... كان الزوج في مكان آخر...
- هل كان قرار الزواج قراراً صائباً ؟ أشعر أنني تسرّعت، فلو كنت تفرغت لمشروع تجاري ربما أصبحت الآن مثل «صقر» و«مشعل»، وها هو «فيصل» يتنقل بين البلاد كما يريد من دون حسيب أو رقيب أو أسئلة زوجية لا تنتهي واتصالات مملة ومتكررة لا تتوقف!


أشعر أنني لم أخذ كفايتي من حياة العزوبية.
ولكن ماذا سيقول الناس عني إذا طلقت زوجتي الآن؟
أعوذ بالله... طلاق... ما الذي حشرَ هذه الكلمة بين أفكاري.
مشكلتها فقط أن دمها ليس خفيفاً مثل السكرتيرة التي عند «بوخالد» وقوامها ليس ممشوقاً كما في صورة الإعلان، الذي أمامي الآن، وعندما تغط في النوم تتغير ملامحها بحيث لا أعود قادراً على التأمل فيها كما في الروايات والأفلام!
وفي الصباح تكون صامته ولا رغبة لها في الحديث مع أحد، حتى لو كان المارد الذي يخرج من الفانوس لتحقيق رغباتك.
حسناً... بالتأكيد هي أفضل من جارتنا الثرثارة التي تتكلم مع الجميع في كل شيء حتى يحين المساء، وفي الصباح تشرك الجميع في «السماع» وهي تناقش زوجها في مصاريف الشهر.
ماذا كانت تقصد عندما قالت لي إنها عندما كانت تطلب من أبيها القمر يأتيها بالنجوم!
هل تريد أن أضغط على نفسي في المصاريف؟
هل تعتقد أني مسؤول يتسلّم إيراد أنبوب نفطي في دولة من دول العالم الثالث.
اااه... المرأة لغز يفكه الزواج ويحوله إلى نكتة تثير الغضب أكثر مما تثير الضحك في الحياة.
أريد أن أطلب منها أن تنقل صورة والدها التي على مكتبي، والتي ربما التقطت له قبل عشرين عاما... لماذا تضع صورة مثل هذه على مكتبي؟... ناقصات عقل.
ثم يجب عليّ في المرة المقبلة أن أرد عليها إذا كررت تلك المزحة السخيفة، التي شبهتني فيها بالحصان عندما سألتها:
- هل كنت فارس أحلامك؟
- نعم لقد كنت الفارس والحصان معاً... ثم انفجرت في الضحك.
إنه مزاح يحمل ما يحمل من طعن الرماح على تفسير أحسن النوايا... يا لها من خبيثة.
قاطعت الزوجة خيال الزوج قائلة:
- بماذا تفكر يا حبيبي...؟
انتفض برعشة خفيفة ورد سريعاً:
- لا شيء يا عزيزتي... مجرد تفاهات.
قالت وهي تلتفت وكأنها اعتادت تفاهاته:
- هل أجد عندك شاحن تلفون سيارة؟
رد وقد بدا عليه أنه عاشق ولهان يحترق من الجانبين:
- أصيرلك شاحن سيارة يا حبيبتي.
قصة قصيرة قديمة - جديدة:
كان هناك منشق محبوس في غياهب السجن في زنجبار من قِبل الرئيس جوليوس نيريري في الستينات، أمضى جزءاً من وقته في الحبس، وهو يترجم رواية «مزرعة الحيوان» للكاتب جورج أورويل إلى اللغة السواحلية، وما إن خرج من السجن وذهب للمطبعة، اكتشف أن الرئيس نفسه قد أمر بترجمة الرواية والاعتناء بها.

moh1alatwan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي