No Script

وجع الحروف

العيد وقياس الولاء...!

تصغير
تكبير

خلال أيام عيد الفطر السعيد، التقيت ببعض الشباب من اتحاد الطلبة في الجامعة والتطبيقي، وكان هناك امتعاض وغضب شديدان من الهجمة التي تعرض لها الطلبة من أبناء القبائل... فماذا حصل بالضبط؟
مجموعة من الشباب المتحمس لخدمة أبناء عمومته المستجدين من خريجي الثانوية العامة من جانب الإرشاد والتوجيه وطريقة التسجيل وخلافه وهو توجه محمود يقر ويثني عليه من يعرف العقبات التي يواجهها الطلبة المستجدون... فلماذا صورها البعض بالقبلي والعنصري؟
أولا اتفاقي في جزئية التوجيه والإرشاد، أما خلافه من ممارسات فأنا ضدها شكلاً ومضموناً، وتبقى مسألة القياس نسبية ولا يجب أن تضخم بهذا الشكل غير المنطقي.


أرى بأنهم صوروا الوضع بهذه الطريقة لضيق نظرهم ولربما برعاية من لديه حساسية من أبناء القبائل... والسؤال: لماذا يلجأ الطالب أو الفرد عموما لمن يمثله من القبيلة أو المكون الاجتماعي الذي ينتمي له سواء للتسجيل في الجامعة أو لقضاء حاجة في أروقة الوزارات أو لاسترداد حق انتزع منه؟
للإجابة عن السؤال، نطرح تساؤلنا المستحق: من أوجد الواسطة؟ ومن رعى حقبة الهجوم على أبناء القبائل؟
نذكر أنه في الحقبة الزمنية الماضية والحاضرة كيف كان مستوى الهجوم على أبناء القبائل وتم التشكيك بوطنيتهم ومستوى الولاء لديهم... الغريب في الأمر أن هذا النهج حصل وبغاية معلومة!
عندما أنشأنا ملتقى الثلاثاء التنموي? الثقافي والاجتماعي، كان أحد أهم أهدافه «الحفاظ على الوحدة الوطنية» حيث تم تأسيسه على أساس حر وطني المسعى وفتح المجال لكل مخلص لهذا الوطن بالانضمام إليه.
هم? رعاة المصالح الضيقة? لا يرغبون للسواد الأعظم من أبناء المجتمع الكويتي بأن يتنفس الصعداء حتى على مستوى الجامعة... هم يريدوننا أن نعيش الفشل ونشاهد الفساد مستشريا.
على مستوى طلبة الجامعة? نذكر في الثمانينات كيف كان سلوك قائمة الوسط الديموقراطي (لاحظ ديموقراطي تعني قبول الرأي والرأي الآخر ولرأي الأغلبية أن يحترم) وكانوا آنذاك ما «ما خلوا شيء» من المنتمين لهم من الليبرال إلا وانتقدوه وغيره من سلوكيات مشينة ولم يرد عليهم المحافظون وأبناء القبائل.
في السنوات الأخيرة? خرج لنا «الجهلاء» وهم يضربون أبناء القبائل ويشككون في ولائهم ووطنيتهم... دفعتهم المادة «خشم الدينار» لتنفيذ أجندة خبيثة لا تريد الخير للوطن والعباد.
لقد دفعتهم «الكثرة» وبروز رموز وطنية من أبناء القبائل ممن حمل فكرا نيرا وعلى درجة عالية من الثقافة الصالحة والحس الأخلاقي القويم وحاولوا أن يغيروا سلوكهم عبر الطعن فيهم كي يشعروا بالعزلة وتبقى الساحة لهم.
إنها العنصرية البغضاء? إن الأساس وجذور المشكلة يعود للقبلية التي عززتها «الواسطة» وجعلت تنخر في فئات المجتمع الكويتي ومكوناته حتى بلغت مستوى الأسرة الواحدة لفضل نظام الصوت الواحد حسب ما أوردت التقارير الرسمية.
لذلك? نطالب برفع الكرت الأحمر في وجه داء «الواسطة» وفي وجه كل من سمم العقول عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجاميع عنصرية المسعى وهو ما يطلق عليه «الخط الجاهلي» الذي ينم عن الجهل بالمعطيات لا سيما في ظل الظروف الإقليمية الحرجة من حولنا.
ويأتيك آخرون «حفن» تتحدث عن أهل الكويت ودواوينها وآخر يريد أن ينصب على إنه حامي المجتمع والجميع يعلم إنه الخط الأقصر لتدمير المجتمع بهذا السلوك... والجميع يعلم أن الوصول إلى التنمية الحقيقة إنما يأتي عبر مكافحة الفساد والتعليم «تثقيف الطلاب والطالبات» وتوفير متطلبات العيش الكريم لأفراد القبائل وأفراد مكونات المجتمع الكويتي والطلبة من ضمنهم طبعا.
 
الزبدة:
تنص المادة 2 من الدستور إن دين الدولة الإسلام... ويقول عز شأنه في محكم تنزيلة «إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
لذا? إن ما تعرض له الطلبة لا يقتصر على أبناء القبائل من طلبة الجامعة والتطبيقي وإن كنت كما أشرت أرفض بعض السلوكيات إنما هو أمر مؤسف من مجموعة لا تشكل نسبة وتناسب العدد المؤثر مقارنة بعدد أبناء القبائل.
نريد تحقيق الصحوة من غفلتنا على نحو عاجل فسيطرة «الأقليات» العنصرية الجاهلة باحتياجات النهوض بأي مجتمع إنما هو تفعيل للإستراتيجية الغربية «فرق تسد» وهي لا تتناسب مع ثقافة مجتمعنا التي صنفت في سياق علم الاجتماع إنها قبلية/‏بدوية وإن كنا في واقع الحال نعيش في مجتمع مدني لا يوجد حضر وبدو ونرفض أي رعاية من شيوخ أو تجار لهذا الهجوم المبرمج على أبناء القبائل.
ارفعوا أيديكم عن «الجهلاء» والرويبضة ولا تدعموهم فإنهم في نهاية المطاف سيوقعون الدمار الاجتماعي الذي نحاول قدر المستطاع التحذير منه... فهل وصلت الرسالة لأصحاب القرار؟... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي