No Script

حروف مبعثرة

صديقي... الشبح

No Image
تصغير
تكبير

يتسلل ليلاً لينيرعتمة لياليه بأنوار باريسية متلألئة. رجل هزيل يترنح بسبب سوء تغذية. سيمفونية صرير عظام تكاد تنكسر من برودة جو!
أصابعه الرشيقة أصابع فنان ارتسمت النوتات الموسيقية عليها. يطقطق مؤلفاته على أسوار المدينة أملاً في التأثير على أحلام الغارقين في السبات أو القلق.
يمشي بحثاً عن وجه حنون، عن قلب مهتم، عن عين ساهرة، واعية، ناصحة، وعن أذن ناصتة!


صوته اخترق ليلي الهادئ... ليحجب النوتة المبدعة ويحول السكون إلى صوت نعيق أليم... إلى قصة ألم رجل بنصف وجه!
«إنه الحب الجنوني... الملهم لكل نغمة وكل قطعة موسيقية أؤلفها. كيف لي أن أصف مشاعر أحيتني وأحيت إبداعي! مؤلفاتي الموسيقية من عشق لنظرة، لنبض قلب!
شعلة حب موقدة تحولت إلى رماد بسبب لهيب من نوع آخر. رماد ماضيَّ وحاضري ومستقبلي.
الحريق الذي التهم دارالأوبرا التي أعزف على خشبتها أطبق على المكان. ذهب بمعشوقتي إلى سماء عليا وحولني إلى مسخ بنصف وجه!
اعتزلت الحياة وأقفلت نفسي في أرض سفلية لكي أبتعد قدر الإمكان عن معشوقتي! كيف لي أن أريها وجهي وقد أصبحت شبه إنسان! اليوم أصبحتِ أنتِ صديقتي وقد ألفت الحديث مع الأسماك! أخرج ليلاً كي لا ينزعج المارة من نصف وجهي الآخر!».
«ما اسمك وأي أسماك صادقت وأين!؟».
«إريك هو اسمي. أعيش منذ أعوام، لم أعد أذكر التاريخ تحديداً، تحت سابع أرض أسفل الأوبرا. الأسماك في الماء هناك أصدقائي... لكنها أحياناً تتحول إلى قوتي اليومي! فاقد الإحساس أنا! خسرت محبوبتي، فهل أحزن على مصير سمكة!».
وأشاح بوجهه المشوّه بعيداً عني ومشى بخطوات مسرعة ليختفي تدريجياً كضباب يوم عاصف!
طيف يسكن زوايا أوبرا باريس، لا تزال المساحة المائية أسفل دار الأوبرا شاهدة على قصة عزلته ووحدته.
 قصة نقشت بقلم على صفحات كتاب، رواية، فعرض مسرحي!
«شبح الأوبرا» أو «فانتوم أوف ذي أوبيرا» من أشهر العروض المسرحية عالمياً! عروض بدأت العام 1986 لرواية كتبت العام 1910 لحادثة حريق حصلت في 1763.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي