No Script

اجتهادات

الدروع أنواع!

تصغير
تكبير

الدروع - كما نعرف منذ قديم الزمان - نوعان، دروع بشرية وأخرى حربية، والشاهد أن كلاهما يستخدم في المعارك وفي صد هجوم العدو، وفي قتال الشوارع وغيرها، وهذا يعني - باختصار - في حالات الحروب، الله يبعدنا ويبعد الجميع عنها!
وفي عصرنا الحديث ظهر نوع آخر من الدروع وهي الدروع التذكارية، ولعل المميز في مثل هذا النوع من الدروع أنها على عكس سابقاتها، فإنها تستخدم لإهدائها إلى شخص عرفاناً وتقديراً لدوره المميز أو عمله الدؤوب أو إنجازه غير المسبوق، أو ربما - وفي كثير من الأحيان وكما نقول بالعامي - «من غير سالفة»!
الشاهد أنني وفي طريق عودتي من رحلة عمل، وعلى غير العادة، قررت أن أتصفح إحدى الصحف، وأيضاً على غير العادة، لأنني أصبحت مدمناً على الاطلاع على الجرائد من خلال جهاز «الأيفون».


وكما يقول إخوننا المصريون «ما علينا»، إلا أن الملاحظة التي لفتت انتباهي، ذلك الكم الهائل من الصور التي تحمل في طياتها هذا الكم من الإهداءات لتلك الدروع لكل من «هب ودب»، وكأن شغلنا الشاغل هو البحث عن الهادي والمهدى إليه!
ولعل كثرة الشيء يعني أن يفقد قيمته وبريقه، فأضحت تلك الدروع، وسيلة غير مجدية للإهداء وطريقة سهلة للتكريم، ولا ننسى أنها أيضاً رخيصة القيمة، وربما - وفي كثير من الأحيان - كي تستخدم في ملء مكاتب وطاولات المسؤولين الفارغ بعضها أحياناً. وبعد أن كانت لدينا موضة قص شريط افتتاح المعارض والمؤتمرات، وما كان يطلق عليه في مسرحياتنا «مقص الوزير»، فإنني أقترح على مؤلفينا الأعزاء أن يغيروا ذلك إلى ما يمكن أن نطلق عليه «درع المسؤول».
ورب ضارة نافعة، فالدروع التذكارية أصبحت تجارة زاهرة هذه الأيام، وباب رزق للعديد من التجار. ما عليك عزيزي القارئ سوى أن تتجول في شارع ابن خلدون في حولي والشوارع المتفرعة منه، لتجد هذا الكم الهائل من المحال التجارية التي تقدم لك تلك الدروع، وكما يقال بالعامية «أشكال وألوان» وأضف إليها كذلك «أنواع».
وحتى لا أطيل عليك عزيزي القارئ، أعتقد أنه من الأفضل لكل من قرر تقدير شخص ما أن يبحث عن وسيلة أخرى للتكريم، لأن موضة الدروع التذكارية أصبحت رثة وبالية، وحتى أكون أكثر إنصافاً سخيفة!
***
أعتذر منك عزيزي القارئ عن أي خطأ - إن وجد - في مقالي، فضيق الوقت جعلني مضطراً لكتابته عن طريق جهاز «الآيفون» على متن الطائرة - وللمرة الأولى - إنها تجربة جديدة ومسلية ساعدتني كثيراً في أن أقضي على مللي في كل مرة أركب فيها الطائرة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي