No Script

إبداع / التشكيلي الكويتي حميد خزعل... فنان الرمز والأسئلة

تصغير
تكبير
يتبدى الفعل التشكيلي لدى الفنان حميد خزعل قريبا من مضامين إنسانية، مغلفة بالرمزية، مع قدرته الشفافة على التوغل في أعماق الأشياء من أجل الوصول إلى مستويات فنية مفعمة بالحيوية والتألق.

هكذا اتسمت تجربة خزعل عبر رحلته الشاقة والشيقة مع الفنون التشكيلية، وبالتالي فإن روحه الملتصقة بالجمال ساعدته على إبراز جوانب حيوية وحية في الحياة، ومن ثم استحق خزعل أن يكون من ضمن الفنانين التشكيليين الكويتيين والخليجيين والعرب الذين تمسكوا برؤاهم المنصفة للفن، والمتفاعلة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، كي نشاهد أعمالا فنية اتسمت بالخصوصية والتميز.

وتقول السيرة الذاتية لخزعل انه درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الفحيحيل الابتدائية (عثمان بن عفان) لاحقا أكمل بعد ذلك المرحلة المتوسطة في مدرسة المعري المتوسطة وبناء على توجيهات مدرسي التربية الفنية في المدرسة بعد أن لاحظوا شغفه وحبه لمادة الرسم ورغبته في صقل هوايته الفنية بالدراسة الأكاديمية ولعدم وجود كلية متخصصة للفنون الجميلة التحق بمعهد المعلمين وأنهى بعد أربع سنوات دراسته بحصوله على دبلوم التربية الفنية سنة 1970.

عمل مدرسا للتربية الفنية في المرحلة الابتدائية لمدة خمس سنوات حصل بعدها على إجازة تفرغ دراسية سافر خلالها إلى القاهرة التحق بكلية الفنون الجميلة - قسم الرسم والتصوير الزيتي- وتتلمذ خلال فترة الدراسة التي استمرت خمس سنوات على يد مجموعة كبيرة من أساتذة الكلية الفنانين منهم: ( حامد ندا - كمال السراج - مصطفى الفقي- محمد رياض- احمد نيبل وغيرهم) حصل بعد ذلك على بكالوريوس الفنون الجميلة سنة 1980 - 1981 عاد بعدها الى التدريس في ثانوية (الصباحية) ثم عين موجها فنيا في قسم النشاط الفني بمنطقة حولي التعليمية

عمل ناقدا تشكيليا في جريدة «الرأي العام» الكويتية لمدة ست سنوات ويعمل حاليا ناقدا تشكيليا في جريدة «الأنباء» الكويتية وله عدة مقالات نقدية في المجلات الكويتية والعربية؛ كما اشترك في تأليف كتاب عن الحركة التشكيلية الكويتية المعاصرة مع الدكتور عادل المصري بتكليف من منظمة اليونسكو- المكتب العربي للتربية والعلوم والثقافة.

عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ«1982» وأمين سر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ 1983 وحتى 1999.

عضو جمعية الصحافيين الكويتية وعضو منظمة الصحافيين العالمية.

ويرى النقاد أن خزعل اتخذ الرمزية فلسفة خاصة لتعبيراته التشكيلية، وظل كذلك لفترة ليست بالقصيرة بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة مخلصا لهذه النهج مسخرا كل عناصر العمل الأدبية والتقنية لهذا الإطار الفلسفي حتى أصبحت مكونات اللوحة البصرية مقيدة بشكل أو آخر إلى وجهة النظر هذه مما صبغ صياغاته التشكيلية بالجمود وفرض عليها إحساسا وشكلا «ميكانيكيا»، لكنه سرعان ما أدرك أهمية أن يحرر مكونات اللوحة البصرية من تأثير فلسفة التعبير الأدبية وساعده في ذلك كتاباته وتحليلاته النقدية في جريدة «الرأي العام»، وكانت أول ملامح هذا التحول في عمله وأصبح جو العمل لديه متوازنا وحصلت مكونات لوحاته -الشخوص والمساحات اللونية وحركة الريشة- على استقلاليتها وأصبح لها دور في تشكيل موضوعه الفلسفي.

وقالت عنه الدكتورة عالية شعيب في مقال لها: «أقيم منذ أيام معرض شخصي للفنان حميد خزعل في صالة «ال ام» بالصالحية. أسميه فنان اللوحة السؤال، لأنه ابتدع لوحة شخصية ذات الكتفين المرفوعتين في حالة تساؤل**، فالشخوص عنده لاتهدأ تتساءل حائرة غير مستقرة باستمرار من دون راحة أو كلل. ولعلها حالة الفنان عامة تلك التي يعيشها في واقعه الذي يحبطه ويصدمه باستمرار، أو تلك الحالة التي يعيشها من أجل أن يبدع ويرسم. جاء المعرض احتفاء واحتفالا بهذا الفنان الذي ضمته صالات البلاد والوطن العربي والعالمية السنوات جاهد فيها للعثور على تشكيله الخاص تميز بحسه العالي وخطوطه المميزة وألوانه الحادة، يحمل انسانه سمكته الساقطة أو السابحة أفقيا فوقه ويتلو نصوصه على العالم. ورغم تخطيطاته التجريدية وانتمائه لمدارس تجريبية تجريدية الا انه مال أخيرا ومنذ سنتين للمرأة، فرسمها بثوبها التقليدي بنقوشه التراثية الجميلة».

وقال في أحد حواراته عن المرأة: «المرأة مفردة مهمة في الحياة والمجتمع وبالتالي ما نقدم من أعمال هي من واقع مجتمعاتنا ولا بد أن يكون لها وجود ولا يمكن تغاضيه. والمتابع للوحاتي يجد المرأة في مختلف صورها في هيئتها المجردة وكأنها البديل المشروع عن كل النساء في الحياة وليست امرأة واحدة تم رسمها بعينها».

كما أكد أن إبداع الفنان يكمن في إحساسه لأنه الناقل لما يشعر ويحس به ويبدو ذلك جلياً في اللوحات والصور التي يقدمها لنا، لذا تأتي أعماله بإيحاء من إحساسه ومشاعره. لذا عدد من لوحاتي لا تحمل مسميات أو عنوانا لأنني أحب أن يجد المتلقي الفكرة ويبحر في آفاق اللوحة بحثاً عن الفكرة والمعنى العام. وأحاول تشبيه ذلك بالكتاب الذي نقوم بقراءته للوقوف على أفكار الكاتب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي