صديقنا حمود، يتسلم راتباً شهرياً بمقدار 980 ديناراً، لكنه يصرف في كل شهر 1200 دينار ولا يستطيع أن يحجّم مصاريفه على قدر راتبه، وهو يحتاج كل شهر إلى 220 ديناراً يستلفها ليسدد مصاريفه التي لم يستطع معالجتها... في أول شهر ذهب واستلف من أخيه مبلغ 220 ديناراً، وفي الشهر الذي بعده احتاج 440 ديناراً نصفها ليسدد دين أخيه والباقي ليوفي باقي مصاريفه... استلفها من زميله في العمل، في الشهر الثالث احتاج 660 دينارا لسداد ديونه وباقي مصاريفه، سحبها من كرت البنك على «المكشوف»، في الشهر الرابع زاد المبلغ مضافا إليه فوائد البنك.
وظل حمود هكذا يسدد ديناً بدين ويزيد مبلغ دينه كلما مر عليه شهر جديد وحالته في النهاية لا تحتاج لشرح، لأنها معروفة وواضحة للجميع وصورة «الفلس» التي يعيشها صاحبنا جلية للعيان!
سياسيا... نحن نفعل ما يفعله حمود تماما، نحن نعالج أزمة بأزمة أكبر، نستدين لنسدد دينا قديما من دون أن نعالج أصل المشكلة - مع مقدرتنا على ذلك - في الكويت مثلا انظر إلى المشاكل السياسية التي تدور حولها البلد من سنين طويلة، كما تدور الساقية حول نفسها تجدها كلها «تكييش قروض سياسية»، نحن نعالج مشكلة سياسية بخلق مشكلة أكبر منها، حتى تحالفات الحكومة السياسية مع الكتل لا تخرج عن مبدأ سداد القرض بالقرض الأكبر منه!