No Script

حوار / «اشتقتُ إلى الإعلام وأفكر في إنشاء صفحة على يوتيوب كي أعبّر عمّا يهمّني»

هيام أبو شديد لـ «الراي»: كم تمنَّيتُ نهاية سعيدة لـ... «أمير الليل»

u0647u064au0627u0645 u0623u0628u0648 u0634u062fu064au062f
هيام أبو شديد
تصغير
تكبير
مقدَّمات البرامج أنيقات... لكنهن لا يُجِدْن اللفظ ولا الإلقاء ولا «بيشتغلوا على حالن»!

«أهجم» على العرض الذي «يدغدغ» شعوري وحشريتي

سبق أن عُرضتْ عليّ أدوار كثيرة... لكنني رفضتُها

لا أسعى وراء الكتابة... بل ألبِّي الطلب عندما يُعرَض عليَّ

قلتُ لمنى طايع إنني ضد موت «زينة» زوجة «رجا»... في «أمير الليل»
هي ممثلةٌ كثيراً... وكاتبة بحسب الطلب... وفي الخلفية مقدمة برامج!

هكذا ترى هيام أبو شديد نفسها!


فعند الاختيار بين الكتابة والتمثيل، تميل الكفّة عندها كثيراً نحو التمثيل، بينما لا تكتب إلا «على الطلب»، وهي منهمكة حالياً بكتابة فيلم ديني جديد بعد آخر أعمالها «بغمضة عين».

إلى «الراي» تحدّثتْ هيام أبو شديد عن جديدها التمثيلي، عن رأيها في الدراما اللبنانية، والتقديم والمقدّمات، وعن مشاريعها الجديدة، كاشفةً النقاب عن أنها طالما تمنت أن تكون النهاية سعيدة لـ «أمير الليل»، ومشيرة إلى أنها «ضد موت (زينة) زوجة (رجا) في العمل ذاته»!

شنت أبو شديد انتقاداً لاذعاً على بعض مقدمات البرامج، واصفةً إياهن بأنهن «يبدنّ كفراشات أنيقات، لكنهن يتعثرن في الكلام والإلقاء، ولا يشتغلن على أنفسهن بما فيه الكفاية»، في حين تحدثت - في زاوية أخرى - عن أن كثيراً من الأدوار عُرضت عليها لكنها رفضتها، معرِّجة على مسلسل «الشقيقتان»، فأشادت بممثليه لأنهم يتقنون أدوارهم ويؤدونها بجمال، معربة عن إعجابها بإخراج وكاميرا سمير حبشي... إلى جانب العديد من الزوايا تنقلت بينها هيام أبو شديد في ثنايا حديثها مع «الراي» تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• انشغالك بالتمثيل والكتابة هل يُشْعِرك بالاكتفاء، خصوصاً أنك لم تطلّي على الشاشة كمقدمة برامج منذ أعوام؟

- يهمني أن أقدم الجديد في أي شيء أقوم به، وهذا الأمر يُشْعِرني بالاكتفاء، ولكنني أشعر بأن الإعلام يمنحني الفرصة لتسجيل أفكاري ومواقفي، ويجعلني أحمل رسالة تهمّني، بينما في التمثيل يتمّ تجسيد شخصية مطلوبة مني. الإعلام يستهويني واشتقت إليه، ولذلك أفكر في إنشاء صفحة على «يوتيوب» كي أعبّر عن الأمور التي تهمّني، لأن البرامج التي تحمل هَمّاً معيناً لا تستهوي المحطات التي تعتمد حالياً سياسة مختلفة. أنا أفضّل البرامج التي تتناول مواضيع إنسانية واجتماعية وروحانية.

• برغم الازدهار الذي تشهده الدراما اللبنانية، هناك مَن ينتقد أداء الممثل اللبناني ويقول إنه ضعيف لأنه لم تتح أمامه الفرصة لصقل موهبته وأدائه من عمل إلى آخر بسبب قلة الإنتاجات المحلية، ما رأيكِ؟

- بل نحن كنا سبّاقين في تقديم الدراما على مستوى العالم العربي من خلال «تلفزيون لبنان». وحتى اللهجة اللبنانية انتشرت عربياً قبل اللهجتين المصرية والسورية من خلال الأعمال المسرحية التي قدّمها الأخوان الرحباني وفيروز وصباح.

• أقصد في المرحلة الحالية؟

- أحياناً لا تتم الاستعانة بالممثل الجيّد للدور المناسب. يوجد في لبنان ممثلون جيّدون يمكن أن يمثّلوا في أعمال عالمية، ولكنهم في الكواليس ويتمّ التعتيم عليهم. ونحن نعرف في كواليس المهنة، ونعرف أن هناك ممثلين أكفاء. للأسف، أحياناً يستعين صناع الدراما بالأشخاص أنفسهم طوال الوقت، مع أنه توجد خامات جيدة في لبنان.

• ولكن عند إنتاج مسلسل يستعينون بملكة جمال أو بمذيعة جميلة تطلّ على الشاشة ويقدّمونها كبطلة للعمل، ومن الطبيعي ألا تجيد التمثيل؟

- هذا الأمر يحصل حتى في الخارج. صوفي مارسو التي لعبتْ أدواراً عالمية ومثّلتْ مع جيمس بوند، كانت تنتمي إلى مجال لا علاقة له بالتمثيل. ولكن الفارق بيننا وبينهم أنهم يستعينون بأشخاص يشتغلون على الممثل، أو ما يُعرف بإدارة الممثل، ويقومون بتدريبه أشهراً عدة قبل أن يطلّ على الشاشة، وعندما يحقق الشهرة يشارك في محترفات تمثيلية، وهذا ينقصنا. إذ عندما يشتهر الممثل، فإنه لا يملك النفَس كي يشتغل على نفسه. وحتى مقدمات البرامج، نجد أنهن مهضومات وفَراشات وأنيقات وعلى الموضة لكنهن لا يُجِدْن اللفظ ومخارج الحروف عندهنّ غير سليمة، وإلقاؤهن غير جيد ولا يحْسنّ التنفس عند لفظ الجملة و«ع القليلة لا يشتغلوا على حالن». بينما في الخارج، يمكن أن تكون المذيعة أقلّ جمالاً، «وأوقات ما بتنشاف»، ولكنها تكون أنيقة وملمّة بموضوعها وتعرف كيف تتناوله وكيف تُحاوِر. للأسف نحن تنقصنا هذه الثقافة.

• هل يمكن القول إنكِ من جيل الممثلات غير المحظوظات، إذ لم يعد بإمكانك تقديم جميع الأدوار على الشاشة والإنتاج الدرامي كان في أسوأ مراحله عندما كنتِ في عمر الشباب؟

- نحن حُرمنا من حياتنا، ومراهقتنا وشبابنا. الحرب اللبنانية خطفت منا سنوات كثيرة، والمسألة عندي ليست مسألة تمثيل وأدوار، وهذا الأمر ليس أولوية عندي. «حرام على حياتنا وشبابنا». نحن كبرنا وتعلّمنا وتزوّجنا وأنجبنا وربّينا واشتغلنا في زمن الحرب، ولم نعش الحياة كما عاشها الأشخاص الذين هم في مثل عمرنا في دول أخرى، وربما هذه الناحية جعلتنا أكثر نضجاً وأكثر تقديراً للأمور لأننا «تخاوينا مع الموت وعشنا إلى جانبه».

• هل الأولوية عندك للكتابة أم للتمثيل؟

- لا توجد عندي أولوية. و«أهجم» على العرض الذي يدغدغ شعوري وحشريتي. سبق أن عُرضتْ عليّ مشاريع كثيرة ولكنني رفضتُها، لأنني شعرتُ بأنني لا أريد أن أقدّمها. وبالنسبة إلى الكتابة، أنا لا أسعى وراءها، بل أنا ألبّي الطلب عندما يُطلب مني.

• الممثل - الكاتب، هل يصبح متطلباً أكثر؟ وهل تعجبه نصوص الكتّاب الآخرين؟

- طبعاً، ولماذا لا تعجبه! أنا شخصياً لا يمكنني أن أقول عن نص جيد إنه غير جيد، ولا أعرف كيف يفكر الآخرون تجاه هذا الموضوع. وضمناً، لو قالوا بلسانهم إن النص لا يعجبهم، فلا شك أن عقولهم تقول العكس. وفي مثل هذه الحالة، يكونون غير قادرين على التجرد بسبب عداوة «الكار»، والغيرة المهنية.

• هل ترين أن لبنان يعاني أزمة كتّاب، خصوصاً أن الكتابة الدرامية صارت محصورة بأسماء معينة؟

- بين كلوديا مارشليان ومنى طايع وطوني شمعون وطارق سويد وفراس جبران وغريتا غصيبة وشكري أنيس فاخوري، أصبحنا نشعر بأن هناك روحاً جديدة في الدراما. تصلني نصوص كثيرة من كتّاب شباب، وعندما أقرأ 3 حلقات أجد أنها جيدة. يوجد عندنا كتّاب شباب يتمتعون بالكفاءة، ولكن الفرصة لا تتاح أمامهم دائماً، لكن في العامين الأخيريْن فتح المنتجون الأبواب أمام الكتّاب والمخرجين الجدد. هناك جيل جديد، غادر بمعظمه إلى الخارج، ومن بينهم ابني الذي تخصص في الجامعة اليسوعية، للبحث عن فرصة أفضل، لأنه يشعر بأن هذا المجتمع لا يروي غليله فنياً. هم يشعرون بأنهم يريدون أن يتوجهوا بالزخم الموجود عندهم إلى مكان أوسع. ويجب ألا ننسى أن نسبة المشاهدة في لبنان ليست عالية، كما في الهند أو مصر، إذ بمجرد أن يُطرح الفيلم يشاهده نصف الشعب الذي يُقدّر عدده بالملايين.

• هل أنتِ راضية عن نهاية مسلسل «أمير الليل»؟

- أنا كما غيري من المشاهدين شعرنا بأن حلقاته الأخيرة كانت فيها خيبة أمل، وكانوا يفضّلون أن تكون النهاية مختلفة. أنا قلتُ لمنى طايع إنني ضد موت «زينة» زوجة «رجا»، فقالت لي: «هيك ببيّن إنو المعتّر بياكلها دايماً»، فأجبتُها: «بس حلو الفن يعطي أمل للناس». وكان بالإمكان أن تكون النهاية مختلفة، وأن تتمكّن من أن تجعل زوجها يتغيّر بعد الحادث. نهاية «أمير الليل» أوجعتني، خصوصاً أننا نعيش في زمن «قلبنا من الحامض لاوي»، وكمْ كنتُ أتمنى نهاية سعيدة للمسلسل.

• ماذا تصوّرين حالياً؟

- «كل الحب... كل الغرام» الذي أقدّم فيه شخصية «سعدى» أخت الرجال التي تهرّب السلاح وتدعم الثوار، وهو من كتابة مروان العبد، وإنتاج إيلي معلوف، وأيضاً «المحرومين» للكاتبة غريتا غصيبة من إنتاج «أونلاين برودكشن»، وإخراج وائل أبو شعر. كما أنني بصدد كتابة فيلم سينمائي جديد لا علاقة له بالكوميديا الرومانسية، وذلك بعد فيلم «بغمضة عين» لزياد برجي. الفيلم الجديد ديني يدور حول القديسة الفلسطينية مريم بواردي التي قدّسها البابا فرانسيس، وهي تُلقب بـ «العربية الصغيرة»، وقد شارفتُ على الانتهاء من الكتابة.

• هل ترين أن الأفلام الدينية تحظى بمتابَعة الجمهور؟

- بل هي تستهوي جمهوراً معيناً. الفيلم طلبه منا «دير الكرمل» في «بيت لحم» بفلسطين، وربما يتمّ عرضه في فترة الأعياد وعلى شاشات التلفزيون.

• هل أنتِ راضية عن أصداء فيلم «بغمضة عين»؟

- الأصداء جيدة جداً، وهو يحقق نسبة مشاهدة عالية. زياد محبوب يتمتّع بالكاريزما وقريب من القلب، عدا أن الفيلم خفيف وشعبي ومَن يشاهده يمضي وقتاً لذيذاً ومهضوماً. كما أن في إمكان كل أفراد العائلة مشاهدته لأن لغته السينمائية سهلة.

• وهل ستعرض الأعمال التي تصوّرينها في رمضان؟

- بل خارجه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي