حسين محمد عريقات: الحروب التي خضتها فلسطين عام 1948 ومصر 1967 والاستنزاف و1973
حسين محمد عريقات يروي ذكرياته لـ «الراي» (تصوير اسعد عبد الله )
في احدى المناورات العسكرية
... و مع زملائه في درع الجزيرة
سنة 1975
الشيخ عودة أبوتايه
في رتبته العسكرية
مع اصغر احفاده
مع اخيه
مع ابنه واحفاده
إعداد : سعود الديحاني نحن اليوم مع ضيف عاصر الحروب العربية بدءا بحرب 1948 على ارض فلسطين ثم حرب 1967 على ارض مصر كما شارك في حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر وادرك تأسيس قوة درع الجزيرة، احاديث متنوعة وشيقة نقضيها مع ضيف حديث الذكريات فلنترك له ذلك:
لقد ولدت في قرية أبو ديس في القدس وهي تبعد ثلاثة كيلو مترات عن القدس، وكان يعمل والدي في البوليس الفلسطيني في قسم السجون وكان قبلها يعمل في قوة الحدود في شرق الاردن مع عبدالرحمن عريقات حيث كان عبدالرحمن باشا مسؤولاً من قبل الحكومة العثمانية عن شرق الاردن.
عريقات
اسرة العريقات اصلها من الحويطات من الجزيرة العربية واستوطنت جنوب الاردن وخرج من هذه القبيلة اناس ذهبوا إلى الاردن للرعي هناك ومنهم من ذهب باغنامهم للرعي في فلسطين في منطقة ابو ديس شرق القدس وكانت هذه المنطقة كلها تابعة لقبائل اخرى وكان لهذه القبائل السلطة في اخذ الضرائب من قبائل هذه المنطقة وقبائل القدس ولكن اجدادنا لم يعجبهم هذا فقامت معركة كبيرة بينهم فنزحوا إلى منطقة الخليل واستوطنا نحن منطقة الخليل وفلسطين، وكان جدي عبدالرحمن خريج اسطنبول فعين من قبل الحكومة العثمانية على شرق الاردن وكانت عاصمة الاردن هي مدينة الصلت وليست عمان، وعندما جاء الملك عبدالله إلى الاردن ظل عمي عبدالرحمن باشا حاكما على شرق الاردن إلى ان نزح بنا إلى الضفة الغربية واستقر الوضع هناك.
هاشم
عمي هاشم عريقات هو اخو عبدالرحمن باشا عريقات وكان ضابطا في قوة الحدود حتى حدثت ثورة 1936 فترك شرق الاردن وجاء على القدس وألف فرقة جهادية من اهل القرية، وكانت هناك فرقة يهودية تخرج على البحر الميت تستخرج البوتاسيوم والاملاح وتشحن في سيارات يهودية بريطانية وتصدر من ميناء عكا وكل سائق في هذه القوافل لديه حارس وبندقية وكانت تقطع طريق القدس - اريحا طريق بين الجبال فقطعوا عليهم الخط فلا تأتيهم النجدة من القدس ولا تأتيهم من اريحا فاشتبكوا مع هذه القوافل وكان معهم دبابتان عليهما رشاشات فهجموا عليهم ودمروهم فجاءت بريطانيا وفرضت حصاراً حول القرية وارادت ان تأخذ المجاهدين وكانوا يعتقلون المجاهدين ويأخذونهم على معتقلي نور شمس وعتليت، وكانت بريطانيا إذا وجدت بندقية عند احد تعطيه حكماً بالاعدام او بالسجن المؤبد.
الدراسة
لقد درست المرحلة الابتدائية في قريتي ابو ديس، وكان المنهج عبارة عن سبع سنوات المرحلة الابتدائية واربع سنوات المرحلة الثانوية فدرست خمس سنوات في قرية ابو ديس والبقية في مدينة القدس.
القرية
تقوم قريتنا على الزراعة في المقام الاول فبعض سكان القرية يقوم على زراعة القمح وهناك ايضا الشجر الروماني القديم لان منطقتنا منطقة آثار رومانية قديمة وبها اثار رومانية قديمة مدفونة ففيها كنيسة الامبراطورة هيلانا.
صلاح
كانت قريتنا هي مركز التموين لصلاح الدين الايوبي عندما حاصر القدس وفتحها وفي مقابل البلد جبل اسمه جبل المكبر وسمي بهذا الاسم لان صلاح الدين اوقف الجيش هناك وصار يكبر في الجنود لاحتلال القدس عندما جاءت الحملات الصليبية على القدس.
حرب 1948
بعدما انهيت الدراسة في القدس قامت حرب 1948 وكانت عائلتي كلها في هذا الوقت تملك سلاحا فكل من معه سلاح او يقدر على شراء السلاح يشتريه ويشترك في الحرب فاشتركت انا ووالدي مع المجاهدين اينما وجدت المعارك كنا نذهب مع المجاهدين للقتال وكان النائب عبدالقادر الحسيني هو عمي عريقات وكان مسافرا الى الشام وكانت هناك قافلة يهودية تأتي من القدس على صور بجانب الخليل وكانت هذه القافلة مصفحة بالاخشاب وغيرها من المواد فحاصرها المجاهدون في بيت لحم بقيادة عمي عريقات فجاء قائد القوات البريطانية وطلب منه فك الحصار فرفض واخبره ان حكمه الان في بريطانيا وليس هنا لان موعد الجلاء كان قريبا.
العمل
بعد نهاية حرب 1948 اتجهت للعمل في وكالة اغاثة اللاجئين الذين نزحوا من اللد ومن الرملة ومن يافا واهالي صفد والمناطق الوسطى من فلسطين، وبعدها اتجهت للعمل مع النقطة الرابعة وكانت مهمتها عمل تعداد للسكان في فلسطين وتقييم الثروة الزراعية والثروة الحيوانية.
السفر
كان لي ابن عم سافر الى السعودية ليعمل مساحا هناك ومن السعودية سافر إلى الكويت واخبرني في حال مجيئي إلى الكويت سوف اتسلم عملا هناك فقررت السفر وسافرت في شهر 12 عام 1954 إلى عمان في الاردن ومن عمان إلى بغداد ومن بغداد ركبنا القطار إلى البصرة ثم ركبنا الباص من البصرة إلى الكويت ودخلنا من بوابة الجهراء ودخلنا في وقت المساء إلى ساحة الصفا وسألنا عن فندق في الشارع الجديد وكان اسم الفندق دمشق وسكنا فيه الى الصباح حتى سألت عن ابن عمي فتعرفنا عليه.
الكويت
كان معظم الشباب الفلسطينيين في ذلك الوقت عندما اتيت إلى الكويت يسكنون في احواش في المرقاب وفي منطقة شرق وكانت منطقة شرق عبارة عن بركة وحفرة، فسكنا في المرقاب.
بعد الاستقرار فترة في الكويت دلني صديق لي على الميناء حيث كانت تطلب شبابا كتاباً ومساعدين لمن يعرفون الانكليزية قليلا فقدمت طلبا وتم تعييني وكان مدير الميناء في هذا الوقت محمد قبازرد وكان السكرتير اسمه جاسم العنجري وكان دليل البواخر محمد النشمي وكان هناك مبارك عبدالعزيز الحساوي ومحمد البدر وكان عبدالسلام الشعيب مدير دائرة الجمارك وكانت وظيفتي كاتبا على البواخر اسجل البضائع التي تأتي على الرصيف وكان معاشي 500 روبية.
وكنا نصعد على البواخر لان البواخر كانت تأتي في مقابل المستشفى الاميري ولا تدخل البواخر جميعها ولكن باخرة واحدة هي التي تدخل إلى رصيف الشويخ، وبعد ذلك جاءت شركة اسمها شركة بومباي وانشأت الرصيف الجديد بجانب الرصيف القديم وانشأوا الشبرات وذلك في الكويت.
الشويخ
بعد سنتين من عملي في الميناء انتقلت للعمل على رصيف الشويخ وصرت مسؤولا عن البواخر التي تدخل وعن الرصيف وبعدها انقسمنا إلى قسمين قسم التسلم وقسم التسليم وقسم التسلم هو الموجود في المستودعات وقسم التسليم هو الذي يشحن السيارات.
مع قلة الناس وقلة السيارات في ذلك الوقت الا ان الكويت كانت تمر بنهضة تجارية ومعمارية كبيرة جدا وكان السوق موجوداً في ذلك الوقت، وكان الشخص المغترب الذي يأتي الى الكويت لا يشعر انه في غربة وكان يشعر انه يعيش بين اهله وعشيرته فلا توجد تفرقه وكانت هناك جميع الخدمات متوافرة لجميع المواطنين.
الماء
كان يأتي المهارة قديما ومعهم عربات ينادون على المياه فاذا افرغ لك يقوم بالكتابة على الحائط ليعرف كم اعطى وكانت المياه تأتي في ذلك الوقت باللون الاحمر وكانت المياه المستخدمة اليوم هي من امس لا تشرب في نفس اليوم.
وكانت المياه في منطقة الشرق تأتي جماعة اخرى يحملون القرب ويبيعون فيها المياه، قبل ان تأتي الشركة التي انشأت محطة التصفية.
الجيش
في عام 1963 تركت الكويت ورجعت الى الاردن لاقوم بعمل تجاري هناك ولكني لم اوفق ورجعت مرة اخرى الى الكويت وعملت هذه المرة في الجمارك وبعد الجمارك اشتغلت في الجيش حيث دخلت عسكريا في المستودعات الفنية وكان ذلك عام 1965، حيث كان الجيش في ذلك الوقت يريد من يعمل في المخازن يعلم اللغة الانكليزية ولهم خبرة في قطع الغيار فقدمت واختبروني وتيسر امري وعينت عسكريا في المستودعات الفنية، ودخلت في الجي وان لمدة ستة اشهر للتدريبات العسكرية.
وقد قام بالتدريب دلي علوان حيث كان هو المسؤول عن مدرسة التدريب وكان مدربنا اسمه الديان سعيان وكان برتبة رقيب وانهينا الدورة وقاموا بتوزيعنا وذهبت انا إلى المستودعات الفنية.
المستودعات
بعد انتهاء التدريب في الجي توزعنا وذهبت إلى المستودعات الفنية وكان مسؤولي هناك اسمه محمد ذيب وكان معنا ضابط يعقوب يوسف الغنيم يعيش الان في لندن وبعده جاء ضابط صالح العجيمان وبعد صالح العجيمان جاء حمد جاسم السميط وكانت وظيفتي مسؤول قطاع الآليات.
حرب 1967
عندما جاءت حرب 1967 كان اول من تقدم للحرب انا وشخص اسمه حاتم الزعبي حيث ذهبنا إلى مصر وكان الجيش الكويتي ارسل رحلة جوية سبقتنا وعندما وصلت هذه الرحلة إلى العريش قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب هذه الرحلة ونقلوهم بالقطار ومن نجا من العريش ذهب مشيا على الاقدام إلى منطقة فايد بالاسماعيلية، وكانوا يريدون ان يأخذوا الدبابات ولكن لا يوجد من يحملها فأخذوا الآليات المتحركة وكان مسؤولنا اسمه النقيب محمد الرسام. وكان من زملائي في هذه المعركة حاتم الزعبي ومحمد سعيد صبري عن المشاغل وسعيد البدري مسؤول نقليات، وخرجنا من الكويت إلى العراق في الفالوجة وبعدها إلى اربد في الاردن ومشينا إلى سورية ثم إلى بيروت ثم انضممنا إلى الجيش اللبناني وانضممنا إلى ثكنة هنري شهاب حتى جاءت باخرة فحمُلنا عليها مع المعدات من ميناء بيروت الى ميناء الاسكندرية ثم قسمونا إلى قسمين، قسم يذهب إلى خط النار الاول في الاسماعيلية وقسم يذهب إلى معسكر دهشور على طريق الفيوم، ومكثنا في مصر من عام 1967 إلى عام 1973.
الاستنزاف
اشتركنا في حرب الاستنزاف التي قامت بها مصر وكنا نذهب شهرين ثم نرجع، وقد حدث حادث ونحن على جبهة القتال حيث جاء عبدالمنعم رياض رحمه الله والرئيس جمال عبدالناصر إلى خط النار ورأى خط بارليف فقال للجنود دمروا بارليف باي ثمن فبدأنا بذلك وبدأت المدفعية تضرب وتدخل سرية قوامها 120 عسكريا يقتلون ويرجعون ومرة دخل ضابط كويتي اسمه علي النصار فدخل بالسرية على خط بارليف وجرح منه عسكريان مصريان احدهما جرحه خطير والاخر جرحه بسيط فأمر الجنود بحمل الجندين الى وحدتهم للذهاب بهما الى المستشفى فحمل الجنود الجندي ذا الجرح الخفيف وتركوا الاخر وعندما علم بهذا امر المدفعية ان تضرب من جديد لتغطية العبور مرة اخرى فعبر مرة اخرى واحضر العسكري الآخر.
الحشان
وفي ليلة من ليالي رمضان في حرب الاستنزاف على الافطار كان يأتي كل مندوب عن خندقه ليأخذ افطار العساكر وكان هناك عسكري اسمه مطر حشان كان سائقا وجاء من عندنا واحد اسمه رشاد نعيم من يافا وكان مطر حشان يريد ان يأتي للافطار عندنا فتشبت به نعيم للافطار عنده وفي لحظة انطلاق آذان المغرب دخل الصاروخ على الخندق الذي يريد مطر ان يذهب اليه فقتل 16 عسكريا فاختلط الدم العربي مع بعضه البعض.
درع الجزيرة
أُقيم درع الجزيرة اول سنة في بداية الثمانيات على الحدود العمانية - الاماراتية في منطقة اسمها سلوى او الحمرا والسنة التالية كانت في حفر الباطن وذهبت ايضا معهم وبعد نهاية الحروب استقر بي الحال في نفس الوحدة في المخازن الفنية وكان آمرنا صالح العجيمان وكان آخر آمر لي هو حمد جاسم السميط وكانت رتبتي وكيل اول.
التقاعد
في عام 1986 تقاعدت عن العمل العسكرية برتبة وكيل اول واستحققت معاش التقاعد كاملا لانني كنت من الدفعة الاولى التي شاركت في حرب 1967 وحرب اكتوبر 1973 اما الدفعة الثانية فاستحقت 60 في المئة فقط من المعاش.
الزواج
لقد تزوجت عام 1960 ولي هنا في الكويت ولدان وبنت ولكن كل اولادي من مواليد الكويت والحمد لله عندي اربع بنات وثلاثة اولاد وقد تزوجت من نفس منطقتي من ابو ديس من القدس.
الأهل
لقد شعرت طوال فترة اقامتي في الكويت اني اعيش بين اهلي ولست في الغربة ولك رعاية صحية واجتماعية كاملة متكاملة حتى واني اذكر في الخمسينات ان العمال الذي يعملون في دائرة الاشغال كانت الاشغال تعطيهم وجبة الغداء، والطلاب في المدارس كانوا يأخذون ملابس وكتبا ومدارس مجانية ويأخذون روبيات بعد كل ذلك فكنت إذا اردت ان تجد في الكويت اي مجتمع تريده وجدته في الكويت مثل القومية العربية والمجتمع الاسلامي فكانت الكويت لا تفرق بين احد من ابنائها وايضا توافرت فيها الامانة والصدق حيث كان التجار قديما في الخمسينات والستينات إذا اراد ان يذهب للغداء لا يغلق باب دكانه، وكان سوق التجار قديما به من التجارات الكثيرة مثل تجارة الذهب وكان الذين يتاجرون في الذهب ابواب محلاتهم خشبية حيث كان الامان والاطمئنان موجودين قديما بين الناس، وهذا يوجب علينا شيئا آخر مثلما لنا الحق في العيش في هذا البلد هي ايضا لها كل الحق في ان ندافع عنها.
البوابات
لقد عاصرت بوابات سور الكويت مثل بوابة الشامية وبوابة الجهراء وبوابة البريعصي وكان اول بناء خارج السور كان في الشويخ لكبار الموظفين التي بني فيها قصر السلام وكان اول ضيف دخل قصر السلام هو المرحوم الملك حسين وبدأوا في بناء بيوت الشامية والدسمة والنقرة وحولي.
السالم
كان الشيخ عبدالله السالم رحمه الله يأتي على الاسكلة يأتي السائق ويخرج له السجادة القصيرة ويجلس من دون حراسة ولا حراس، وصادف في يوم من الايام كنت ذاهبا انا وعيال عمي على الجهراء وهو امامنا هو والسائق من دون حراسة فكان انسانا في غاية الاحترام وفي غاية التواضع.
فقد كانت الكويت في هذا الوقت بشعبها وحكامها ملاذا لاي شخص يريد ان يعيش بكرامته آمن.
الحويطات
عائلة ابو تايه من قبيلة الحويطات ومنهم حمدي بن جازي ومحمد عودة بن تايه وعائلة التايه هي من فرسان العرب المشاهير فتعتبر عائلة التايه هي اقرب لنا وعائلة بن جازي وعائلة شديد في مصر والشيخ عودة بو تايه لم اره ولكني رأيت ابنه محمد عندما جاء الى ابو ديس في عام 1948 وزارنا في بيتنا وقضى عندنا ثلاث ليالي.
كامل
كامل عريقات ابن عمي رئيس البرلمان في الاردن، ومحمد عودة كان نائبا في البرلمان الاردني وايضا هناك عشيرة من عشائر السعودية تتبع الحويطات رئيسهم اسمه ابراهيم دكيكات.
عبدالحميد
سلطان عبدالحميد جاءنا مع امبراطور المانيا غليوم وتبار مع عمي الحاج رشيد عريقات في الفروسية وفاز عليه الحاج رشيد عريقات وكافأه بساعة ذهبية وسيف ونياشين لاتزال موجودة عند احفاده.
محمود
السلطان العثماني للباب العالي ولى الشيخ محمود عريقات قضاء فلسطين.
لقد ولدت في قرية أبو ديس في القدس وهي تبعد ثلاثة كيلو مترات عن القدس، وكان يعمل والدي في البوليس الفلسطيني في قسم السجون وكان قبلها يعمل في قوة الحدود في شرق الاردن مع عبدالرحمن عريقات حيث كان عبدالرحمن باشا مسؤولاً من قبل الحكومة العثمانية عن شرق الاردن.
عريقات
اسرة العريقات اصلها من الحويطات من الجزيرة العربية واستوطنت جنوب الاردن وخرج من هذه القبيلة اناس ذهبوا إلى الاردن للرعي هناك ومنهم من ذهب باغنامهم للرعي في فلسطين في منطقة ابو ديس شرق القدس وكانت هذه المنطقة كلها تابعة لقبائل اخرى وكان لهذه القبائل السلطة في اخذ الضرائب من قبائل هذه المنطقة وقبائل القدس ولكن اجدادنا لم يعجبهم هذا فقامت معركة كبيرة بينهم فنزحوا إلى منطقة الخليل واستوطنا نحن منطقة الخليل وفلسطين، وكان جدي عبدالرحمن خريج اسطنبول فعين من قبل الحكومة العثمانية على شرق الاردن وكانت عاصمة الاردن هي مدينة الصلت وليست عمان، وعندما جاء الملك عبدالله إلى الاردن ظل عمي عبدالرحمن باشا حاكما على شرق الاردن إلى ان نزح بنا إلى الضفة الغربية واستقر الوضع هناك.
هاشم
عمي هاشم عريقات هو اخو عبدالرحمن باشا عريقات وكان ضابطا في قوة الحدود حتى حدثت ثورة 1936 فترك شرق الاردن وجاء على القدس وألف فرقة جهادية من اهل القرية، وكانت هناك فرقة يهودية تخرج على البحر الميت تستخرج البوتاسيوم والاملاح وتشحن في سيارات يهودية بريطانية وتصدر من ميناء عكا وكل سائق في هذه القوافل لديه حارس وبندقية وكانت تقطع طريق القدس - اريحا طريق بين الجبال فقطعوا عليهم الخط فلا تأتيهم النجدة من القدس ولا تأتيهم من اريحا فاشتبكوا مع هذه القوافل وكان معهم دبابتان عليهما رشاشات فهجموا عليهم ودمروهم فجاءت بريطانيا وفرضت حصاراً حول القرية وارادت ان تأخذ المجاهدين وكانوا يعتقلون المجاهدين ويأخذونهم على معتقلي نور شمس وعتليت، وكانت بريطانيا إذا وجدت بندقية عند احد تعطيه حكماً بالاعدام او بالسجن المؤبد.
الدراسة
لقد درست المرحلة الابتدائية في قريتي ابو ديس، وكان المنهج عبارة عن سبع سنوات المرحلة الابتدائية واربع سنوات المرحلة الثانوية فدرست خمس سنوات في قرية ابو ديس والبقية في مدينة القدس.
القرية
تقوم قريتنا على الزراعة في المقام الاول فبعض سكان القرية يقوم على زراعة القمح وهناك ايضا الشجر الروماني القديم لان منطقتنا منطقة آثار رومانية قديمة وبها اثار رومانية قديمة مدفونة ففيها كنيسة الامبراطورة هيلانا.
صلاح
كانت قريتنا هي مركز التموين لصلاح الدين الايوبي عندما حاصر القدس وفتحها وفي مقابل البلد جبل اسمه جبل المكبر وسمي بهذا الاسم لان صلاح الدين اوقف الجيش هناك وصار يكبر في الجنود لاحتلال القدس عندما جاءت الحملات الصليبية على القدس.
حرب 1948
بعدما انهيت الدراسة في القدس قامت حرب 1948 وكانت عائلتي كلها في هذا الوقت تملك سلاحا فكل من معه سلاح او يقدر على شراء السلاح يشتريه ويشترك في الحرب فاشتركت انا ووالدي مع المجاهدين اينما وجدت المعارك كنا نذهب مع المجاهدين للقتال وكان النائب عبدالقادر الحسيني هو عمي عريقات وكان مسافرا الى الشام وكانت هناك قافلة يهودية تأتي من القدس على صور بجانب الخليل وكانت هذه القافلة مصفحة بالاخشاب وغيرها من المواد فحاصرها المجاهدون في بيت لحم بقيادة عمي عريقات فجاء قائد القوات البريطانية وطلب منه فك الحصار فرفض واخبره ان حكمه الان في بريطانيا وليس هنا لان موعد الجلاء كان قريبا.
العمل
بعد نهاية حرب 1948 اتجهت للعمل في وكالة اغاثة اللاجئين الذين نزحوا من اللد ومن الرملة ومن يافا واهالي صفد والمناطق الوسطى من فلسطين، وبعدها اتجهت للعمل مع النقطة الرابعة وكانت مهمتها عمل تعداد للسكان في فلسطين وتقييم الثروة الزراعية والثروة الحيوانية.
السفر
كان لي ابن عم سافر الى السعودية ليعمل مساحا هناك ومن السعودية سافر إلى الكويت واخبرني في حال مجيئي إلى الكويت سوف اتسلم عملا هناك فقررت السفر وسافرت في شهر 12 عام 1954 إلى عمان في الاردن ومن عمان إلى بغداد ومن بغداد ركبنا القطار إلى البصرة ثم ركبنا الباص من البصرة إلى الكويت ودخلنا من بوابة الجهراء ودخلنا في وقت المساء إلى ساحة الصفا وسألنا عن فندق في الشارع الجديد وكان اسم الفندق دمشق وسكنا فيه الى الصباح حتى سألت عن ابن عمي فتعرفنا عليه.
الكويت
كان معظم الشباب الفلسطينيين في ذلك الوقت عندما اتيت إلى الكويت يسكنون في احواش في المرقاب وفي منطقة شرق وكانت منطقة شرق عبارة عن بركة وحفرة، فسكنا في المرقاب.
بعد الاستقرار فترة في الكويت دلني صديق لي على الميناء حيث كانت تطلب شبابا كتاباً ومساعدين لمن يعرفون الانكليزية قليلا فقدمت طلبا وتم تعييني وكان مدير الميناء في هذا الوقت محمد قبازرد وكان السكرتير اسمه جاسم العنجري وكان دليل البواخر محمد النشمي وكان هناك مبارك عبدالعزيز الحساوي ومحمد البدر وكان عبدالسلام الشعيب مدير دائرة الجمارك وكانت وظيفتي كاتبا على البواخر اسجل البضائع التي تأتي على الرصيف وكان معاشي 500 روبية.
وكنا نصعد على البواخر لان البواخر كانت تأتي في مقابل المستشفى الاميري ولا تدخل البواخر جميعها ولكن باخرة واحدة هي التي تدخل إلى رصيف الشويخ، وبعد ذلك جاءت شركة اسمها شركة بومباي وانشأت الرصيف الجديد بجانب الرصيف القديم وانشأوا الشبرات وذلك في الكويت.
الشويخ
بعد سنتين من عملي في الميناء انتقلت للعمل على رصيف الشويخ وصرت مسؤولا عن البواخر التي تدخل وعن الرصيف وبعدها انقسمنا إلى قسمين قسم التسلم وقسم التسليم وقسم التسلم هو الموجود في المستودعات وقسم التسليم هو الذي يشحن السيارات.
مع قلة الناس وقلة السيارات في ذلك الوقت الا ان الكويت كانت تمر بنهضة تجارية ومعمارية كبيرة جدا وكان السوق موجوداً في ذلك الوقت، وكان الشخص المغترب الذي يأتي الى الكويت لا يشعر انه في غربة وكان يشعر انه يعيش بين اهله وعشيرته فلا توجد تفرقه وكانت هناك جميع الخدمات متوافرة لجميع المواطنين.
الماء
كان يأتي المهارة قديما ومعهم عربات ينادون على المياه فاذا افرغ لك يقوم بالكتابة على الحائط ليعرف كم اعطى وكانت المياه تأتي في ذلك الوقت باللون الاحمر وكانت المياه المستخدمة اليوم هي من امس لا تشرب في نفس اليوم.
وكانت المياه في منطقة الشرق تأتي جماعة اخرى يحملون القرب ويبيعون فيها المياه، قبل ان تأتي الشركة التي انشأت محطة التصفية.
الجيش
في عام 1963 تركت الكويت ورجعت الى الاردن لاقوم بعمل تجاري هناك ولكني لم اوفق ورجعت مرة اخرى الى الكويت وعملت هذه المرة في الجمارك وبعد الجمارك اشتغلت في الجيش حيث دخلت عسكريا في المستودعات الفنية وكان ذلك عام 1965، حيث كان الجيش في ذلك الوقت يريد من يعمل في المخازن يعلم اللغة الانكليزية ولهم خبرة في قطع الغيار فقدمت واختبروني وتيسر امري وعينت عسكريا في المستودعات الفنية، ودخلت في الجي وان لمدة ستة اشهر للتدريبات العسكرية.
وقد قام بالتدريب دلي علوان حيث كان هو المسؤول عن مدرسة التدريب وكان مدربنا اسمه الديان سعيان وكان برتبة رقيب وانهينا الدورة وقاموا بتوزيعنا وذهبت انا إلى المستودعات الفنية.
المستودعات
بعد انتهاء التدريب في الجي توزعنا وذهبت إلى المستودعات الفنية وكان مسؤولي هناك اسمه محمد ذيب وكان معنا ضابط يعقوب يوسف الغنيم يعيش الان في لندن وبعده جاء ضابط صالح العجيمان وبعد صالح العجيمان جاء حمد جاسم السميط وكانت وظيفتي مسؤول قطاع الآليات.
حرب 1967
عندما جاءت حرب 1967 كان اول من تقدم للحرب انا وشخص اسمه حاتم الزعبي حيث ذهبنا إلى مصر وكان الجيش الكويتي ارسل رحلة جوية سبقتنا وعندما وصلت هذه الرحلة إلى العريش قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب هذه الرحلة ونقلوهم بالقطار ومن نجا من العريش ذهب مشيا على الاقدام إلى منطقة فايد بالاسماعيلية، وكانوا يريدون ان يأخذوا الدبابات ولكن لا يوجد من يحملها فأخذوا الآليات المتحركة وكان مسؤولنا اسمه النقيب محمد الرسام. وكان من زملائي في هذه المعركة حاتم الزعبي ومحمد سعيد صبري عن المشاغل وسعيد البدري مسؤول نقليات، وخرجنا من الكويت إلى العراق في الفالوجة وبعدها إلى اربد في الاردن ومشينا إلى سورية ثم إلى بيروت ثم انضممنا إلى الجيش اللبناني وانضممنا إلى ثكنة هنري شهاب حتى جاءت باخرة فحمُلنا عليها مع المعدات من ميناء بيروت الى ميناء الاسكندرية ثم قسمونا إلى قسمين، قسم يذهب إلى خط النار الاول في الاسماعيلية وقسم يذهب إلى معسكر دهشور على طريق الفيوم، ومكثنا في مصر من عام 1967 إلى عام 1973.
الاستنزاف
اشتركنا في حرب الاستنزاف التي قامت بها مصر وكنا نذهب شهرين ثم نرجع، وقد حدث حادث ونحن على جبهة القتال حيث جاء عبدالمنعم رياض رحمه الله والرئيس جمال عبدالناصر إلى خط النار ورأى خط بارليف فقال للجنود دمروا بارليف باي ثمن فبدأنا بذلك وبدأت المدفعية تضرب وتدخل سرية قوامها 120 عسكريا يقتلون ويرجعون ومرة دخل ضابط كويتي اسمه علي النصار فدخل بالسرية على خط بارليف وجرح منه عسكريان مصريان احدهما جرحه خطير والاخر جرحه بسيط فأمر الجنود بحمل الجندين الى وحدتهم للذهاب بهما الى المستشفى فحمل الجنود الجندي ذا الجرح الخفيف وتركوا الاخر وعندما علم بهذا امر المدفعية ان تضرب من جديد لتغطية العبور مرة اخرى فعبر مرة اخرى واحضر العسكري الآخر.
الحشان
وفي ليلة من ليالي رمضان في حرب الاستنزاف على الافطار كان يأتي كل مندوب عن خندقه ليأخذ افطار العساكر وكان هناك عسكري اسمه مطر حشان كان سائقا وجاء من عندنا واحد اسمه رشاد نعيم من يافا وكان مطر حشان يريد ان يأتي للافطار عندنا فتشبت به نعيم للافطار عنده وفي لحظة انطلاق آذان المغرب دخل الصاروخ على الخندق الذي يريد مطر ان يذهب اليه فقتل 16 عسكريا فاختلط الدم العربي مع بعضه البعض.
درع الجزيرة
أُقيم درع الجزيرة اول سنة في بداية الثمانيات على الحدود العمانية - الاماراتية في منطقة اسمها سلوى او الحمرا والسنة التالية كانت في حفر الباطن وذهبت ايضا معهم وبعد نهاية الحروب استقر بي الحال في نفس الوحدة في المخازن الفنية وكان آمرنا صالح العجيمان وكان آخر آمر لي هو حمد جاسم السميط وكانت رتبتي وكيل اول.
التقاعد
في عام 1986 تقاعدت عن العمل العسكرية برتبة وكيل اول واستحققت معاش التقاعد كاملا لانني كنت من الدفعة الاولى التي شاركت في حرب 1967 وحرب اكتوبر 1973 اما الدفعة الثانية فاستحقت 60 في المئة فقط من المعاش.
الزواج
لقد تزوجت عام 1960 ولي هنا في الكويت ولدان وبنت ولكن كل اولادي من مواليد الكويت والحمد لله عندي اربع بنات وثلاثة اولاد وقد تزوجت من نفس منطقتي من ابو ديس من القدس.
الأهل
لقد شعرت طوال فترة اقامتي في الكويت اني اعيش بين اهلي ولست في الغربة ولك رعاية صحية واجتماعية كاملة متكاملة حتى واني اذكر في الخمسينات ان العمال الذي يعملون في دائرة الاشغال كانت الاشغال تعطيهم وجبة الغداء، والطلاب في المدارس كانوا يأخذون ملابس وكتبا ومدارس مجانية ويأخذون روبيات بعد كل ذلك فكنت إذا اردت ان تجد في الكويت اي مجتمع تريده وجدته في الكويت مثل القومية العربية والمجتمع الاسلامي فكانت الكويت لا تفرق بين احد من ابنائها وايضا توافرت فيها الامانة والصدق حيث كان التجار قديما في الخمسينات والستينات إذا اراد ان يذهب للغداء لا يغلق باب دكانه، وكان سوق التجار قديما به من التجارات الكثيرة مثل تجارة الذهب وكان الذين يتاجرون في الذهب ابواب محلاتهم خشبية حيث كان الامان والاطمئنان موجودين قديما بين الناس، وهذا يوجب علينا شيئا آخر مثلما لنا الحق في العيش في هذا البلد هي ايضا لها كل الحق في ان ندافع عنها.
البوابات
لقد عاصرت بوابات سور الكويت مثل بوابة الشامية وبوابة الجهراء وبوابة البريعصي وكان اول بناء خارج السور كان في الشويخ لكبار الموظفين التي بني فيها قصر السلام وكان اول ضيف دخل قصر السلام هو المرحوم الملك حسين وبدأوا في بناء بيوت الشامية والدسمة والنقرة وحولي.
السالم
كان الشيخ عبدالله السالم رحمه الله يأتي على الاسكلة يأتي السائق ويخرج له السجادة القصيرة ويجلس من دون حراسة ولا حراس، وصادف في يوم من الايام كنت ذاهبا انا وعيال عمي على الجهراء وهو امامنا هو والسائق من دون حراسة فكان انسانا في غاية الاحترام وفي غاية التواضع.
فقد كانت الكويت في هذا الوقت بشعبها وحكامها ملاذا لاي شخص يريد ان يعيش بكرامته آمن.
الحويطات
عائلة ابو تايه من قبيلة الحويطات ومنهم حمدي بن جازي ومحمد عودة بن تايه وعائلة التايه هي من فرسان العرب المشاهير فتعتبر عائلة التايه هي اقرب لنا وعائلة بن جازي وعائلة شديد في مصر والشيخ عودة بو تايه لم اره ولكني رأيت ابنه محمد عندما جاء الى ابو ديس في عام 1948 وزارنا في بيتنا وقضى عندنا ثلاث ليالي.
كامل
كامل عريقات ابن عمي رئيس البرلمان في الاردن، ومحمد عودة كان نائبا في البرلمان الاردني وايضا هناك عشيرة من عشائر السعودية تتبع الحويطات رئيسهم اسمه ابراهيم دكيكات.
عبدالحميد
سلطان عبدالحميد جاءنا مع امبراطور المانيا غليوم وتبار مع عمي الحاج رشيد عريقات في الفروسية وفاز عليه الحاج رشيد عريقات وكافأه بساعة ذهبية وسيف ونياشين لاتزال موجودة عند احفاده.
محمود
السلطان العثماني للباب العالي ولى الشيخ محمود عريقات قضاء فلسطين.
