No Script

ثقافة معرضها الشخصي أقيم في قاعة «الفنون»

تشكيل / سوزان بشناق ترسم المرأة رمزاً للحيوية والجمال

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
دائما ما تطل علينا الفنانة التشكيلية سوزان بشناق - بعد غيبة فنية ليست بالقصيرة - بأعمال تشكيلية جديدة، نرى فيها ملامح تجربة مدهشة، ومواضيع ذات علاقة وثيقة بالواقع والخيال معاً.
انها اطلالة فنانة تعمل في صمت من أجل اثراء الساحة التشكيلية بأعمال يكون فيها الفعل الانساني أكثر حضورا، وبخاصة ان بشناق اختارت المرأة لتكون عنصرا فاعلا في معظم - ان لم يكن كل - لوحاتها، والفعل يأتي دائما من خلال حركة جسد المرأة، بتفاصيله، وقدرته على ان يحكي مدلولات حسية، متواصلة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والايحاء.
وجديد بشناق يأتي ملتصقاً بتجربة فنية ذات منولوج داخلي مفعم بالحيوية والحركة والرغبة الدائمة على الانطلاق عبر مسارات حياتية كثيرة التشعب والحضور.
هكذا... جاء المعرض الشخصي للفنانة سوزان بشناق، الذي افتتحه مساء الثلاثاء الماضي مدير ادارة الفنون الفنان هاشم الرفاعي نيابة عن الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدرالرفاعي في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم.
وترصد بشناق في معرضها العديد من المفارقات الانسانية، تلك التي يبدو فيها الفعل الانساني متواصلا مع العديد من اللحظات الحسية، ومتصلا كذلك مع ملامح تجربة تبدو متفاعلة مع الواقع في أكثر من اتجاه.
ثم كانت الرؤى ماضية في مسارات ذات ايقاعات مشتبكة، كان فيها الاحساس محلقاً في فضاءات من الحلم والخيال، وعلى هذا الاساس بدت المعارف والرؤى متجاوبة بشكل فعلي مع مشاعر المتلقي الباحث عن جماليات المعنى في صورها المشرقة.
وتبدو الصورة التشكيلية عند الفنانة بشناق ذات عمق دلالي يمكن استشرافه من خلال ما تبدى من ألوان متوهجة، وفي الوقت نفسه حيوية، بالاضافة الى ما تتضمنه التجربة من تداعيات فنية تنمو فيها المشاعر، وتتألق الرؤى باكبر قدر من التكثيف والايحاء.
ان الالوان عند بشناق لا تتوقف عند مستوى محدد، بقدر ما هي متفاوتة، بين العمق والبساطة، وذلك على سبيل اعطاء المتلقي فرصة من أجل ان يعيش في مغامرة لونية ذات مدلولات فنية، متوازية لعديد من المستويات التي يتطلبها أي عمل تشكيلي.
كما ان تواصل الفنانة مع العديد من المضامين والرؤى الانسانية اسهم في ايجاد علاقات موصولة مع الحياة، والالتقاء مع مناطق انسانية مزدانة بالشفافية والنعومة.
ولم ترصد الفنانة سوزان بشناق المرأة من خلال حركة جسدها، بغية الالتقاء مع الجمال في صورته الملموسة، بقدر ما كان رصداً رمزياً استطاعت فيه ان تعبر عن العديد من المفاهيم الرمزية في ما يخص الجمال، وهي مفاهيم ذات استحضار تجريدي، رغم واقعه التأثيري، الذي تظهر عليه اللوحات.
وان اللون الأحمر يأخذ حيزا كبيرا من وجدان الفنانة... لذا فان حيزه على أسطح لوحاتها كان كبيرا ومتوافقا مع حزمة من المضامين تلك التي بدت في تواصل ذهني متحرك مع وجدان المتلقي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي