No Script

بروفايل / رائد الغناء المرتبط بالوجدان والأرض

فوزي محسون... «سيد الشجن» الذي خطّ طريق الأغنية السعودية

تصغير
تكبير
| إعداد حسين خليل |

حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.

البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.

وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان الراحل فوزي محسون:



• تميز بأداء «الدانات» والغناء الصنعاني الأصيل

• برع كملحن وتغنى بألحانه الكثير من الفنانين الكبار



يعتبر الفنان الراحل فوزي محسون الملقب بـ «سيد الشجن» من أحد أعمدة الفن في المملكة العربية السعودية، فقد شكل مدرسة مستقلة استقى منها الجيل الغنائي الحالي وأثرى ساحتهم الابداعية، كما لقبه الموسيقار سراج عمر بـ «سيد درويش الخليج».

يتمتع فوزي بصوت غنائي جيد وأداء متميز. فهو فنان ذكي، تسانده ثقافة وخبرة فنية طويلة، برع كملحن وتغنى بألحانه الكثير من الفنانين أمثال طلال مداح، محمد عبده، عبادي الجوهر، ابتسام لطفي، وعتاب، كما ساهم في ابراز بعض الصور الشعبية وقدمها في قالب غنائي يختلف عما كانت تقدم به.

ولد فوزي محمد محسون في جدة عام 1347 هجرية، بدأ تحصيله العلمي في كتّاب حي الشام بجدة ثم المدرسة الرشيدية التي حصل منها على الابتدائية، والتحق بمدرسة ليلية وحصل منها على الشهادة الإعدادية، وبدأ حياته العملية في مصلحة بريد جدة التي ظل بها نحو 35 عاما إلى أن أحيل الى التقاعد.

تزوج فوزي ورُزق بـ ابراهيم وخالد وإيهاب بالإضافة الى ابنتين، حرص الراحل على إكمال دراساتهم جميعا وكان يجد السعادة في نجاحاتهم، كما كان شخصاً ودوداً يحرص على إرضاء كل من حوله وبالذات أهل بيته.

تغنى بألحانه الكثير من الفنانين أمثال طلال مداح، محمد عبده، عبادي الجوهر، ابتسام لطفي، وعتاب، وغيرهم ولاقت الحانه قبولا واستحسانا، وساهم في ابراز بعض الصور الشعبية وقدمها في قالب غنائي يختلف عما كانت تقدم به.

ورسمت كلمات أغنياته ملامح ابن الحجاز في الأحياء الشعبية، كان «سيد درويش الأغنية السعودية» كما وصفه الموسيقار سراج عمر، فقد عبر عن مفردات البيئة الحجازية البسيطة، من خلال الكلمات التي كانت تخطها أنامل الكاتبة ثريا قابل، ورفيق المشوار صالح جلال، ولم يكتف بذلك بل امتد في عطائه ليعبر عن التراث الغنائي النجدي من خلال السامريات التي غناها لخالد الفيصل مثل «بشروني عنك».

أما أولى ألحانه فكانت للفنان لطفي زيني الذي قدمه محسون للساحة بأغنية «نور الصباح» التي لحنها وقدمها للإذاعة السعودية.

أعماله الغنائية

أبرز أعماله هي: «عتبي عليك كله عشم، وسبحانه وقدروا عليك، متعدي وعابر سبيل، قديمك نديمك، حاول كده وجرب، تبغى الصراحة، اسرار ، يالي انت بكرة مسافر، روح احمد الله، مس ورد الخد، مهما عني تغيب، ماعشقت غيرك، يانايم الليل الطويل، حيارى، شعاع الصباح، ياحبيبي ياحياتي وياعيوني -دويتو مع طلال مداح.

أبرز ألحانه

«يالي جمالك، كلام البارحة، روح وفكر، مين فتن بيني وبينك، ياماشي الليل فين رايح، عهد الهوى، لا تصدق أو تامل، عيني يا ولهانة، الهوى لو تمنى، من بعد مزج ولعب، بعد ايه ترسل كتاب، لسى برضه، عشقته ولا لي، للراحل لطلال مداح وكلمات صالح جلال. «زفوا العروسة، لا وربي» لفنان العرب محمد عبده. «ياطير ماذا الصياح» لابتسام لطفي. «جاني الاسمر» لعلي عبد الكريم، وأيضاً غناء عتاب. «بشروني عنك» لعتاب.

الدانات

سكنت أغنيات فوزي محسون وألحانه وجدان المتلقي السعودي وجمهور الأغنية في الجزيرة العربية، سواء تلك التي شدا بها بحنجرته الدافئة.. أو تلك الأغنيات التي شدا بها كبار الفنانين مثل الراحل طلال مداح وفنان العرب محمد عبده فنان وتميز الراحل فوزي محسون بأداء الدانات والغناء الصنعاني الأصيل.

علاقته مع عبد المجيد ومداح

غنى له العديد من الفنانين مجموعة من أغانيه التي لاقت استحسان الجميع ومنهم الفنان عبدالمجيد عبد الله الذي قدم له ألبوما غنائيا كاملا، ورسخت هذا الأعمال في ذاكرة الناس وأحبوا عبدالمجيد كثيرا من خلالها، وكلف إنتاج هذه العمل 16 ألف ريال فقط وجنت منه الشركة الفنية التي أنتجته أرباحا طائلة فاقت المليون ونصف المليون ريال وذلك لما تتمتع به أغانيه من عمق في التعبير افتقدته الأغنية في الوقت الحالي.

كانت تربطه علاقة جدا مميزة مع الفنان الراحل طلال مداح وقدما جملة من التعاونات الفنية وكان يمده بجديده دائما وله العديد من الأغاني التي حفظت في المكتبة الموسيقية.

قالوا عنه

• سراج عمر: كان فنانا كبيرا وهو يعتبر سيد الاغنية السعودية، ويعتبر أحد العلامات البارزة في الاغنية السعودية.

• رفيق دربه صالح جلال: احبه كل الناس لما يتمتع به من خلق وتحلي بالصبر واحس بمسؤولية هوايته وفنه.

• سامي عريشي: يكاد يكون قطعة من تراث جدة وفنونها وروعتها التي تسكن الوجدان فقد اعطى كل عمره للفن وأضاف الى تراث جدة الغنائي تراثا له بصمة خاصة تستطيع تسميته بـ«المحسوني».

• الفنان عبادي الجوهر: هو صاحب اطيب قلب عرفته في حياتي، فنان من طراز نادر يعشق فنه ويقدر من حوله، له إبداعات كثيرة ما زالت تسكن وجداننا ولنا معه ذكريات كثيرة. ومما يذكر انه كان يسعى دوما للأخذ بيد الفنان الناشئ، وكنا بحق ننتظر توجيهاته ونصائحه.

• الموسيقار طارق عبد الحكيم: قدم فوزي للأغنية السعودية عصارة ابداعه وكل ما يملك من احساس فني واع، هو فارس الفلكلور بلا منازع، كان يسخر إلمامه بالتراث الشعبي والفلكلور بطريقة جميلة، وكان يستطيع ان يخرج منها بعدة افكار كلها رائعة ولكنه كان يختار ما يروق للمستمع.

وفاته:

توفي فوزي محسون في عام 1988 تاركاً وراءه إرثاً كبيراً للأغنية السعودية والخليجية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي