No Script

تراجع عمليات القادة بعد مقتل بن لادن... استغناء عن العداء لأميركا أم تحضير لعمليات إرهابية نوعية؟!

11 عاماً على أحداث 11 سبتمبر ... هل ما زال الأميركيون تحت التهديد؟

تصغير
تكبير
| اعداد عماد المرزوقي |

يومان فقط يفصلان عن الذكرى الحادية عشرة لأحداث 11 سبتمبر 2001. وبدأ الأميركيون يحبسون أنفاسهم حذرا من أي استهداف لهم او لمصالحهم في دول تأوي مجموعات تعادي أميركا وتعاطفت مع تنظيم القاعدة للثأر لمقتل زعيمه أسامة بن لادن على يدي الكوماندوس الأميركي في باكستان العام الماضي، فهل تُدبر خطط لبث الذعر في أميركا قبيل ذكرى تفجير برجي مركز التجارة العالمي حادثة يفتخر بها أتباع القاعدة؟

لا يزال التخوف من اي عمل إرهابي قد يحاك له في الخفاء قائما، ولا يزال أيضا تهديد أتباع القاعدة مفتوحا للثأر لزعيمها بن لادن حيث أكد التنظيم سابقا على موقع الكتروني تناقلته الوكالات ان مقتل بن لادن لن يمر إلا برد ضربة مؤلمة لأميركا في توقيت يختاره التنظيم، فهل حان التوقيت أم سيبقى عنصر المفاجأة هو سيد الموقف في عمليات القاعدة؟!

ومع الاقتراب من ذكرى أحداث 11 سبتمبر، لم تستثنِ وزارة الخارجية الأميركية هذا العام لإصدار تحذير لرعاياها في جميع أنحاء العالم من التهديد المستمر للأعمال الإرهابية والعنف ضد مواطنيها والمصالح الأميركية. وذكر بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي نشر على جميع مواقع المصالح القنصلية والتمثيليات الديبلوماسية للولايات المتحدة في أن على الأميركيين الحفاظ على مستوى عال من اليقظة واتخاذ الخطوات الملائمة لزيادة وعيهم الأمني. وتم تحديث هذا التحذير في يوليو الماضي نتيجة توفر معلومات محدثة عن التهديدات الأمنية والأنشطة الإرهابية في جميع أنحاء العالم.

وذكر البيان أن «وزارة الخارجية لا تزال قلقة إزاء استمرار التهديد بوقوع هجمات إرهابية ومظاهرات، وأعمال عنف أخرى ضد الأميركيين والمصالح الأميركية في الخارج»، مبيناً أن «المعلومات الحالية تشير إلى أن تنظيم القاعدة والمنظمات التابعة لها، وغيرها من المنظمات الإرهابية تواصل التخطيط لشن هجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية في مناطق متعددة، بما في ذلك أوروبا وآسيا وأفريقيا، والشرق الأوسط. وقد تستخدم في هذه الهجمات مجموعة واسعة من التكتيكات بما في ذلك العمليات الانتحارية والاغتيالات والخطف، والتفجيرات».

واضاف البيان» ان المتطرفين قد يختارون استخدام الأسلحة التقليدية أو غير التقليدية، واستهداف كل من المصالح الأميركية الرسمية والخاصة»، لافتاً الى «رفع الحيطة في بعض الأحداث والأماكن (الأحداث الرياضية، والمناطق السكنية، والمكاتب التجارية والفنادق والنوادي والمطاعم وأماكن العبادة والمدارس والأماكن العامة، وغيرها من الوجهات السياحية في كل من الولايات المتحدة والخارج حيث يتجمع مواطنو الولايات المتحدة بأعداد كبيرة، بما في ذلك خلال أيام العطل)». ورجح البيان «احتمال مهاجمة الإرهابيين أنظمة النقل العام وغيرها من البنى التحتية السياحية».

وفيما لم تقع اعتداءات واضحة العام الماضي خصوصا بعد مقتل بن لادن ورفع مستوى الحذر والحيطة بشكل عال قبيل ذكرى 11 سبتمبر، استمر التحذير على الدرجة العالية نفس من أعمال ارهابية هذا العام لتجنب نشاط أتباع القاعدة الذي يبدو انه قد تعزز في المنطقة مستفيدا من تصاعد الفوضى خصوصا في سورية وفي اليمن.

ونشرت الجامعة الأميركية لقانون المراجعة الدولي دراسة في وقت سابق أعدها فينسينت جوال بروكس عن أحداث 11 سبتمبر ان «الأميركيين تصيبهم حالة ذعر اذا تصاعدت أعمال فوضى في دول مصدرة للإرهاب»، فمن هي اهم تلك الدول التي تدعو واشنطن رعاياها الى اتخاذ الحذر فيها؟

لم تصنف وزارة الخارجية الأميركية الكويت من بين الدول التي يجب على الأميركيين اتخاذ أقسى تدابير الحيطة فيها خصوصا قبيل ذكرى أحداث 11 سبتمبر هذا العام، فيما تركز تحذير الرعايا الأميركيين حسب آخر تحديث لبيان وزارة الخارجية الأميركية من أعمال ارهابية حول العالم خصوصا في اليمن، سوريا، لبنان، العراق، مصر، ليبيا، الجزائر والبحرين).

وعادة ما تصدر وزارة الأمن الداخلي الأميركية معلومات حول تحركات تنظيم القاعدة واحتمال تخطيطه لهجوم في ذكرى هجمات 11 سبتمبر. ويبدو حسب اهم التصريحات وبيانات الخارجية الأميركية أنه إلى الآن لا توجد معلومات محددة أو موثوق بها بأن تنظيم القاعدة أو الجماعات التابعة له يخططون لهجمات على الولايات المتحدة بالتزامن مع الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11 سبتمبر. لكن واشنطن حسب الصحافة الأميركية تكثف مساعيها عبر شبكتها الاستخباراتية لاستباق أي محاولة اعتداء ضد الأميركيين أو مصالح أميركية في العالم وحتى في المنطقة.

ومنذ 2011 الى اليوم لم تتعرض الولايات المتحدة الى هجوم ارهابي داخلها وضد مصالحها في الخارج بصفة مباشرة ولم يتبنَ تنظيم القاعدة أية عملية مباشرة ضد واشنطن، فهل هي الهدنة؟ مع الإشارة إلى انه لم تصدر إلى اليوم بيانات واضحة من أتباع القاعدة تهدد مصالح أميركا.

ولفت موقع أميركي يرصد الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة والأميركيين في الداخل والخارج «انفو بليز» إلى عدم وجود أي اعتداء مباشر ومعلن على الولايات المتحدة خلال 2012. وبين ان آخر عمل عدائي إرهابي ضد الأميركيين كان في واشنطن في 2011 في 17 يناير حيث تم اكتشاف قنبلة أنبوبية على طول الطريق من مارتن لوثر كينغ بمناسبة الاحتفال بذكراه، وتم نزع القنبلة دون وقوع إصابات.

ولم تسجل 2010 إلا ثلاثة أحداث إرهابية ضد الأميركيين تركزت في مناطق أميركية وفي اليمن. وحسب موقع «انفو بليز» انحصرت أحداث الاعتداء على الأميركيين في كل من حادث اكتشاف سيارة مفخخة في «تايمز سكوير» مدينة نيويورك، وانفجار قنبلة بالأنابيب أثناء أداء 60 مسلما صلاتهم في المسجد في 10 مايو، والعثور في 29 اكتوبر من 2010 على طردين على طائرات شحن منفصلة، كل حزمة تحتوي على قنبلة تتكون من 300 إلى 400 غرام من المتفجرات البلاستيكية وآلية التفجير كانت في طريقها من اليمن إلى الولايات المتحدة.

انخفاض الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة وخصوصا التي يتبناها تنظيم القاعدة قد يوحي اليوم بفرضيتين : إما الاستغناء عن عداء أميركا في الوقت الراهن والالتفات إلى الداخل كما هو حاصل في بعض الدول العربية التي سجل فيها حسب تقرير سابق لرويترز استقطاب كبير لأتباع القاعدة والحركات الإسلامية المسلحة خصوصا في العراق وسوريا وليبيا، او الاستعداد لعملية إرهابية نوعية ضد الولايات المتحدة تحاكي أحداث 11 سبتمبر، فأي الفرضيتين ترجح واشنطن في حربها على القاعدة والإرهاب؟ وهل وُئِدت أحلام بن لادن بضرب أميركا مجددا؟ وهل استخبارات واشنطن في أحسن أحوالها بعد تفادي أخطاء سابقة؟ أسئلة من المنتظر أن تجد إجابات في الفترة المقبلة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي