No Script

جولة «الراي» في وزارة الإعلام

«المنوعات» تشتكي ومكاتب الإذاعة فارغة من الموظفين ... والاستديوهات خاموووووش

تصغير
تكبير
| كتبت ليلــى أحمــد |
في زيارة مفاجئة لمبنى وزارة الاعلام بجهازيه التابعين له الاذاعة وملاحقها والتلفزيون وتوابعه من محطات، لم نر جهاز البصمة الذي «يهددون» به الموظفين للالتزام بساعات العمل المحددة حسب قانون الخدمة المدنية، لذا كان الغياب النسبي واضحا في الكثير من المكاتب، وكان في جانب آخر «قعدات» الموظفين وشرب الشاي والشكوى من الحال المرّ أو الحديث في القضايا الفنية هي سمة من سمات الزيارة، شاهدنا عددا من الموظفين المداومين منهم مدير ادارة المنوعات محمد المسري «اللي» يداوم من فجر الله خير.
التقينا بمشاري البعيجان مراقب البرامج المنوعة الذي حدثنا عن أزمة الافكار الجديدة بالرغم من وجود عشرات الموظفين، يصل عددهم الى سبعين من المعينين بالوزارة كمعدين برامج منوعة. وكما اشار البعيجان: لا يأتونا الا بأفكار قديمة عفى عليها الزمان وتلفزيون الكويت قدمها ايام زمان.

وأضاف البعيجان: الافكار في غالبيتها هي عبارة عن المذيع في الاستديو ومعه ضيف على كم اغنية من الارشيف و«ايبوك الله يرحمه» كما نقول بالامثال، هذه المواد - كما قال البعيجان - عفى عليها زمان الفضائيات.
وعن سؤالنا عن دور ادارة المنوعات في «تعديل» الافكار المقدمة من شباب المعدين؟
قال مراقب البرامج المنوعة مشاري البعيجان: البرامج التى ترينها على الشاشة بها تدخلات كبيرة وتطوير كثير من مدير الادارة محمد المسري، ومنا جميعا لتكون جيدة، وقابلة للتنفيذ.
وردا على استفسارنا عن «تحكم» عدد قليل من المعدين «الاقدم» عمرا وخبرة في السيطرة على البرامج فيأخذون افكارهم ويضعونها باسمهم بحكم مناصبهم العليا.
أجاب البعيجان: لا يمكن ان يحدث ذلك... ومدير الادارة ينتظر افكارا جديدة، بل على العكس نقدم لهم دورات تدريبية لتحسين أدائهم... وبالآخر هم موظفون كويتيون لايهمهم الا «تسلم» «راتب آخر الشهر.
وأضاف البعيجان: ان فقر التلفزيون وضعف الميزانيات المرصودة للبرامج أمر قاتل.
البعيجان لم يجب عن سؤالنا: أين تذهب ميزانية وزارة الاعلام الضخمة، اذا لم يكن جزء منها يذهب لتطوير الشاشة التلفزيونية الحكومية؟
مشاري لم يعرف الاجابة أو للدقة لا يريد ان يقول اين يذهب الهدر العام لميزانية الوزارة.
ماكو جهاز كمبيوتر
زميله بالمكتب المعد مجيد الجزاف وهو مراقب ايضا تساءل: تسألين عن ميزانية وزارة الاعلام ونحن منذ ثلاث سنوات نطلب ثلاثة أجهزة كمبيوتر لقسمنا ولحاجة عملنا لذلك، دون أن نحصل على هذه الاجهزة... مع انه في كل عام ومع كل ميزانية يوافقون ولا من مجيب!
واضاف الجزاف: هل يوجد جهاز حكومي بالعالم في دولة غنية ميزانيتها بالملايين لا يملك اجهزة كمبيوتر، اننا مازلنا نكتب بيدنا ونستقبل الكتب اليدوية وتذهب للطباع وحتى تصلنا تأخذ دورة كاملة من هدر الوقت.
الجزاف كان الفرح يشع من وجهه، حين دخل عليه احد الشباب وسلمه مطبوعة لم نعرف ماهي وبالسؤال عنها قال هاشا باشا: في هذا الكتاب وضعت كل خبراتي التلفزيونية.
أمدنا الجزاف بالكتاب - أمد الله بعمره - وفي تنوع انتاجه، لنلقي نظرة سريعة عليه فهي كما قال لنا نسخة وحيدة حتى الان طبعها لي احد الاصدقاء وعمل عليها «برنت» وهو بين يديك.
بالنظر الى كتابه المنهجي وجدنا قيمة علمية عالية عن فن اعداد البرامج، وعن انواع الكاميرات وكيفية التعامل معها والاضاءة والامور الفنية المتعلقة بالتصوير الى جانب معلومات مفصلية دقيقة لكيفية التعامل مع تقنيات التصوير.
الكتاب تأتي قيمته من تفاصيله المهنية الاحترافية الدقيقة، وشرح مفصل عنها وهو يستحق أن يضاف لمنهج التدريس في مادة التلفزيون للمعهد العالي للفنون المسرحية وكلية الاعلام بجامعة الكويت وأقسام فنية اخرى تعنى بالتدريس والانتاج التلفزيوني.
وقد وعدنا الجزاف - بعد تشجيعنا له - بطرح الكتاب تجاريا وسينالنا واحد منه أن تعمل من «الفسيخ شربات» كما يقول المصريون هو بالضبط ما تقوم به ادارة المنوعات بقيادة محمد المسري الذي يحفر في الصخر لتشجيع الشباب من الجنسين ولفتح آفاق العمل غير المحدود وان اشار المسري بأن مكافأة البرامج قليلة جدا وغالبية المعدين يقولون «بلا عوار راس»، فشح ميزانية البرامج وقلة المكافآت لا تشجع على ابتكار الافكار الكبيرة والعميقة والمبهرة.
إذاعة خاموووووووووش
جولتنا دارت و«يادارة دوري فينا» كما تغني الست فيروز، واتجهنا للاذاعة التى كانت تعج بفريق عمل كويت اف ام 103.7 بقيادة خديجة دشتي التى وزعت برامج المحطة على جميع العاملين دون تمييز، لكي يعمل الجميع وفق خطة استراتيجية موسمية.
في أروقة الاذاعة خاموووش هدووووء. لا صوت يعلو على ضحكات و«سوالف» العاملات الفيليبينيات في محطة «اذاعة فيليبين» الموجهة... المكاتب الاخرى غالبيتها فارغة ومكتب عايشة اليحيى مغلق بالمفتاح وقد التقط الزميل علاء محمود لمكاتب الاذاعة صورا لتكون شاهدا على التسيب.
جولة في الاستديوهات الاذاعية، البرنامج «الثاني على الخط» في منتهى النشاط والحيوية، في المكتب الآخر شاهدنا فهد المنصور مسؤول المكتبة الاذاعية سألناه:
• الا تلاحظ - مثلي - ان الاذاعة بالرغم من ميزانيتها العالية تكرر الكثير من البرامج بعد تغيير مسمياتها؟
- اجاب المنصور: لا... هذا الكلام ليس دقيقا!!!
• لأضرب لك مثلا واحدا فقط... ماذا عن البرنامج الذي تعده أنت واسمه «الارشيف» ألم يبث في سنوات ماضية تحت اسماء مختلفة؟
- اجاب بثقة: بعض البرامج التي لها «قيمة» معلوماتية تعاد مرة اخرى.
• ما القيمة في برنامج ارشيفي عفى عليه الزمن، طيب... ماذا عن مسلسل محلي في برنامج الاسرة لعايشة اليحيي كتبه «ميت» والبطلة رحمها الله ميتة وهي طيبة الفرج؟
- نعم... انه جيد ويحاكي مشاكل هذه الايام.
• وأين تذهب ميزانية الاذاعة الضخمة اذا كانت غالبية البرامج معادة؟
المنصور أكد على ان الاذاعة تبث الكثير من البرامج الجديدة، ولم يحددها لدخول الاستاذ سامي العنزي مدير ادارة افضل اذاعة وهي محطة اذاعة «البرنامج الثاني» والتي تحافظ على «الهوية» الكويتية في برامجها، وقد بدأنا الحديث معه عن الالحان الكويتية ذات الاصول اليمنية والتي طورها مبدعون كويتيون أيام زمان... سامي العنزي قيمة فنية وضمير وطني قل نظيره.
في الاستديوهات الاذاعية وراء الميكرفون اثنان رجل وامرأة يقدمان مادة يبدو انها مسجلة، يعملان لحالهما بالبركة... لا مخرج وراء أجهزة التسجيل، يعمل مقدما الحلقة... بالبركة !
رجل ساحر... لا ادري ماذا «يبيع» بوزارة الاعلام، قال لنا بلهجة عربية مكسرة تكسير انه يبيع البخور والحاجات الاخرى.
سألناه ان كان ساحرا يلعب بـ «رؤوس» الموظفات والموظفين والذين هم - ما شاء الله واجهة اعلام البلد.
قال: لا ماكو سهر (سحر)... انا موجوووود هنيا... أنا سديق مال واجد مدير في اذاعت... هاهاها دمه عسل من غير ما يدري!
وزير الظل
سنوات ونحن نرى هذا الرجل اليمني الدمث الخلق المربوع القامة، يتنقل بين الادوار الاذاعية، وبيده أوراق وكتب رسمية ينقلها من مكتب لمكتب، يعمل بأمانة نادرة بلا كلل أو ملل وأحيانا نراه حاملا «صينية» الطلبات من قهوة وشاي وحليب أو مرطبات باردة الى مكاتب الموظفين، ويظل وجهه باسما ولسانه دافئا.
قلت له: قل لي يا عم كم وزيرا مر عليك وانت بهذه الوزارة؟
أجابني: اوووووه... لا تعدين... كثاااااااااار.
رأيت ان أمنحه صفة «وزير ظل» لدأبه في العمل واستمراره به من دون «استجوابات وتغيير أعضاء الحكومة»، وقلت له: والله انك لو تسلمت الوزارة فستعرف حل كل مشاكلها، وتمشي الامور بسلاسة ومن دون «حرمنة»!
ضحك الرجل الطيب وقال: أنا حقوقي مو قادر آخذها، أطالب الوزارة فلوس عن فترة الغزو ووجودي بالدوام ودائما يضيعون اوراقي حتى يئست!!! يالمصادفة هو الذي يحمل بين يديه الكريمتين كتبا وأوراقا لغيره وتنفذ وتصرف لهم مكآفاتهم و«هم» يضيعون «أوراقه حين تصل لمكاتبهم... لا حل الا أن يصبح وزيرا حقيقيا، فالظلم لاحق حتى «وزير... الظل»!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي