No Script

عمالقة الفن والإعلام تألقوا بحضورهم في «الدسمة»

مهرجان الكويت السينمائي أعاد «هوليوود الخليج» ... إلى خارطة الفن السابع

تصغير
تكبير
اليوحة: الكويت جديرة بتنظيم مهرجان سينمائي على المستوى المحلي
وأخيراً... تحقق الحلم القديم، وأصبح واقعاً ملموساً، بعد أن عادت «هوليوود الخليج» إلى الواجهة من جديد، لتستعيد مكانتها العريقة في خارطة الفن السابع، وهي التي دفعت عجلة الإنتاج السينمائي في الستينات من القرن الماضي قبل تعثّرها، لتنهض مرة أخرى، محاولةً شق طريق النجاح، كفارس امتطى صهوة جواده الأصيل، بعد الكبوة التي أصابته.

تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، مساء أول من أمس من على خشبة مسرح الدسمة، فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الأول.

شهد حفل الافتتاح، حضور حشد غفير، يتقدمه وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، إلى جانب الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، وجمع من الفنانين والإعلاميين الذين تألقوا على السجادة الحمراء، عطفاً على ضيوف المهرجان من دول عربية وأجنبية عديدة.

في البداية، أكدت عريفة الحفل الإعلامية علياء جوهر أن مهرجان الكويت السينمائي يأتي تتويجاً للحركة السينمائية الرائدة في الكويت، لافتة إلى أن هذه الحركة باتت تنمو بشكل متسارع، موضحة أن ما تم إنتاجه من أفلام كويتية خلال الأعوام السبعة الماضية بلغ قرابة 240 فيلماً، تنوعت ما بين درامي ووثائقي، الأمر الذي يؤكد الارتباط الوثيق بين الكويت والفن السابع بأبعاده المختلفة، «ولما للسينما من حضور متقدم على الفنون الأخرى، ولامتلاكها القدرة على تخطي عقبة المكان والزمان، فإن وجود مهرجان من هذا النوع يشكل ضرورة حقيقية».

من جهته، ألقى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة كلمة مطولة عبّر خلالها عن سعادته الغامرة، بانطلاق الدورة الأولى من مهرجان الكويت السينمائي، مؤكداً أن الثقافة والفنون والآداب من مقومات الدولة الحديثة، ومظهراً ثقافياً لافتاً لمدى تقدمها ورقيها، ومن ذلك صناعة السينما أو الفن السابع كما يطلق عليها، حيث تطورت هذه الصناعة، وأصبحت مرآة لتقدم الشعوب وعنواناً جذاباً لنهضتها وتحضرها.

ومضى اليوحة يقول: «حرصت معظم الدول على تنظيم المهرجانات لإطلاع شعوبها على أحدث ما توصلت إليه صناعة السينما، من خلال عروض لأهم الإنجازات، والجديد مما يقدمه صنّاع الأفلام على اختلافها، وقد تسابقت الدول في دعم مبدعيها ومساندة جهودهم في هذا التوجه الثقافي المهم»، مضيفاً:«كانت الكويت قد خطت خطوات مهمة في المجالات الثقافية على اختلافها، وكان لها حضور مميز في السينما منذ فيلم (بس يا بحر) الذي أنجز قبل أكثر من 40 عاماً مضت، وأفلام أخرى تلت كان آخرها فيلم (تورا بورا)، الذي لاقى أصداء طيبة في مهرجانات إقليمية وعالمية».

وأشار اليوحة إلى أن الكويت جديرة بتنظيم مهرجان سنوي للسينما على المستوى المحلي، لما لها من سمعة كبيرة في الدراما المسرحية والتلفزيونية، وبأنه آن لها أن تنجز أيضاً في ميدان السينما، «وإيماناً بقدرة مبدعينا ودعماً لهم، وتقديراً لمكانة هذا الفن الوليد في الكويت والخليج، وما ينطوي عليه من قيم أخلاقية واجتماعية وجمالية، واقتناعاً بأن الصورة المرئية أصبحت لغة العصر، والمدخل إلى عالم الحداثة والخط الواصل بين هذا الفن وبين تراث الماضي، سعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى إقامة مهرجان سينمائي سنوي أسوة بمهرجانها المسرحي المحلي، ونشاطاتها الثقافية الأخرى».

وتطرق اليوحة في سياق حديثه، إلى أن مهرجان الكويت السينمائي سيدعم ويساند توجه الدولة لاحتلال مكانة مرموقة في ميادين الثقافة والفنون، ولكي يتماشى مع خططها التنموية البارزة للوصول بالوطن لمركز مالي مرموق، وذلك ترجمة لمضامين النطق السامي والتوجيهات المعلنة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، متمنياً التوفيق والسداد لكل العاملين في الحقل السينمائي في مسيراتهم الإبداعية من أجل ثقافة راقية وفن رفيع ونهضة حضارية شاملة.

بدوره، ألقى مدير المهرجان شاكر أبل كلمة مسجلة بُثّت عبر شاشة المسرح، أكد خلالها تأخر الكويت بإقامة هذا المهرجان، آملاً ألا يؤثر هذا التأخير على السينمائيين، ومنوهاً إلى أن مهرجان الكويت السينمائي الأول سيعرض أفلاماً عديدة ومتنوعة لمخرجين كباروواعدين، وسيفتح مجالاً واسعاً للتعلم، وهو فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والتعرف على مبدعين جدد في مجال صناعة العمل السينمائي، ملمحاً إلى أن المهرجان يعد فرصة لخلق علاقات مهنية مع شخصيات من ذوي الخبرة في الوسط السينمائي العربي والدولي، الذين جاؤوا من دول مختلفة، منها مصر والأردن وقطر ولبنان وأميركا وبريطانيا وفرنسا وكندا ومالطا، وغيرها الكثير. وتوجه بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الدعم السخي للمهرجان، داعياً السينمائيين الكويتيين إلى العمل بتفاؤل وعدم اليأس.

في غضون ذلك، قدم المهرجان عرضاً فنياً واستعراضياً باهراً، عبّر بوضوح عن رؤية فنية خاصة لعالم الفن السابع.

تلت العرض، كلمة مُسجلة أخرى لشخصية المهرجان المخرج القدير خالد الصديق، الذي استهل حديثه بالاعتذار عن عدم حضوره في حفل الافتتاح بداعي السفر، متعهداً في الوقت ذاته على الحضور في الحفل الختامي. وقال: «نحن متشوقون منذ زمن بعيد، لإقامة مهرجان سينمائي كويتي أسوة بالمهرجانات الأخرى، وليس بالضرورة أن يكون مهرجان الكويت السينمائي شبيهاً لمهرجانات خليجية أخرى، ولسنا بصدد خوض المنافسة مع غيرنا، بل نريد أن نمضي في طريق النجاح بخطى ثابتة ومتزنة»، معبراً عن فخره واعتزازه بهذا الكم الهائل من المبدعين الكويتيين في مجال صناعة السينما، على عكس ما كانت عليه الحال في الستينات من القرن الماضي، حيث شح السينمائيين والفنيين والفنانين وقتذاك.

وفي الختام، دعت عريفة الحفل الإعلامية علياء جوهر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة ومدير مهرجان الكويت السينمائي شاكر أبل إلى جانب لجنة تحكيم المهرجان وهم محمد المنصور وناصر كرماني ومي النقيب والفاروق عبدالعزيز للصعود على خشبة المسرح، لتكريم باقة من المخرجين، الذين أثروا الحركة السينمائية في الكويت بأعمال وثائقية ودرامية عديدة، وكان أول المكرمين مخرج فيلم «الصمت» هاشم الشخص، تبعه تكريم مخرج سلسلة أفلام «المحميات الطبيعية» خالد النصرالله، عطفاً على تكريم مخرج أفلام «الصحراء والحياة البرية» عبدالله المخيال.

لقطات من الحفل

? شهد المهرجان غياب جميع الفنانين الشباب من دون استثناء، في حين خطف الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا كل الأضواء بحضوره اللافت.

? أكد المخرج القدير هاشم الشخص أن مهرجان الكويت السينمائي وُلِد كبيراً، وسيكون مصنعاً للنجوم الكويتيين في دوراته المقبلة.

? لم يُخفِ المخرج خالد النصرالله فخره واعتزازه لتكريمه في المهرجان، معتبراً أن التكريم وسام فخر واعتزاز، يطرز مسيرته في صناعة الأفلام الوثائقية، التي تمتد لأكثر من 30 عاماً، كاشفاً عن استعداده لصناعة عمل سينمائي، يرصد أهم المحميات الطبيعية في أفريقيا.

? أبدى الفنان القدير جاسم النبهان دعمه الكبير لكل السينمائيين الكويتيين، لافتاً إلى أنه لن يتوانى في توجيه الشباب وتشجيعهم لتقديم أفضل ما لديهم في الفن السابع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي