No Script

روسيا غير مستعجلة لحل الأزمة من خلال الحوار

دمشق تسعى لإعلان اللاذقية... «أول محافظة محرّرة»

تصغير
تكبير
روسيا تسعى لبناء موقع إنذار في مواجهة "الأطلسي" على الحدود التركية
تشترك قوات خاصة من الجيش الروسي معززة بمدفعية «هاوتزر» ومدعومة بالطيران الحربي بمؤازرة وحدات النخبة من «حزب الله» اللبناني مع قوات الوحدات الخاصة للجيش السوري والدفاع الوطني في خوض أشرس المعارك في مرتفعات ومدن ريف اللاذقية وتلالها الصعبة، وذلك لتحقيق أهداف متعددة أهمها ان روسيا تسعى ليس فقط لحماية الساحل السوري ومواقعها وقواعدها البحرية بل لبناء مواقع إنذار مبكر لمواجهة قوات حلف شمال الأطلسي على الحدود التركية - السورية ولقطع يد أنقرة داخل سورية بعد سنوات الحرب الطويلة وخصوصاً بعد إسقاط تركيا لطائرة «سوخوي - 24» الروسية قرب الحدود السورية.

وتؤكد مصادر قيادية في غرفة العمليات المشتركة في دمشق والتي تضم روسيا وسورية وإيران و«حزب الله» لـ «الراي» ان «قيادة الأركان الروسية أحدثت تغييراً مهماً في الإستراتيجية العسكرية بانتقال الجيش السوري وحلفاؤه من الدفاع الى الهجوم وأوجدت عشرة محاور تَقدُّم على الخريطة السورية في شرق وجنوب وشمال حلب وفي أرياف اللاذقية ودرعا والشيخ مسكين وريف دمشق وريف حمص وخط كويرس، وهناك محاور جديدة ستشكل مفاجأة على الأرض لجهة التفاصيل العسكرية، وسيُعلن قريباً غلق المعبر الأساسي لباب الهوى الذي كان ولا يزال يستخدمه مسلحو جبهة النصرة وحلفاؤهم في جيش الفتح، وكذلك ستعلن دمشق تحرير اول محافظة لها وهي اللاذقية بعد ان تستولي القوات المهاجمة على بداما، الهدف المقبل والذي يبعد نحو 8 كيلومترات عن باب الهوى وتستولي ايضاً على المعبر نفسه في باب الهوى وتغلقه نهائياً امام المسلحين بعد هزيمتهم في كنسبا وربيعة».

وشرح المصدر ان «التشكيلات الروسية تستخدم بطاريات ومدافع الهاوتزر بكثافة موقِعة خسائر بالأفراد والمشاة أكثر بكثير من الخسائر التي يوقعها الطيران الروسي مما يسمح للقوات المهاجمة من الجيش السوري وحزب الله بالتقدم من مدينة الى مدينة وقرية الى قرية من دون مواجهة تُذكر، وذلك لإنسحاب المسلّحين بعد إرتكابهم أخطاء تكتيكية مميتة، وأهمها دعوة جهة النصرة وأحرار الشام للقيام بهجوم مضاد معاكس في سلمى مثلاً، وقد ادى فشل الهجوم الى تضعضع القوات المهاجِمة ووقوع خسائر كبيرة فيها بدل ان تقوم النصرة ومَن معها بإنشاء خط دفاعي متين للحد من تقدم القوات المهاجِمة، وهذا ما ادى الى انهيار الجبهة بالكامل بعدما دمرها الطيران والمدفعية وتسبب بانسحاب ما تبقى من المهاجمين».

واعتبر ان «إنهيار ربيعة والمناطق الأخرى بسرعة مؤشر لسقوط جبهات اخرى لأن مرتفعات اللاذقية هي الأصعب في هذه الحرب كما أكد جنرال روسي مشارك بإدارة المعركة على الأرض، لأن استخدام المسلحين للاستار والحفر والخنادق والمغاور متوافر أكثر من أيّ مكان آخر».

وتابع المصدر ان «القوى المهاجمة تندفع الآن في خان طومان غرب وجنوب حلب وتنتظر تقدم القوات من ريف اللاذقية لتطويق سهل الغاب في منطقة جسر الشغور، والعمل جارٍ الآن على قدم وساق لأخذ المرتفعات المشرفة على سهل الغاب وريف حماه الشمالي لدفع القوات المهاجمة لمحاصرة الأهداف المقبلة. ومن المتوقع ان تنهار ليس فقط جسر الشغور بل سهل الغاب بأكمله لأن النصرة أعلنت حاجتها للرجال من خارج سورية لفقدانها العنصر البشري، كما انها لمحت الى ان من المحتمل ان تلجأ الى العمل العصاباتي بعدما تفرق جيشها (جيش الفتح)، ذلك أن تنظيمات مثل القاعدة وأحرار الشام لا تستطيع بناء جيش والصمود امام جيش كلاسيكي مدعوم بالطيران والمشاة والنخبة من المقاتلين على عدة جبهات، وأيضاً لأن القتال العصاباتي ضد جيش عربي لا جدوى منه، لأن ردة الفعل تكون عادة مختلفة عن تلك المعروفة لدى الجيوش الغربية ولا سيما تجاه المدنيين والمدن التي ينطلق منها العمل العصاباتي. ولهذا فإن الإنهيارات السريعة ستتبع كل قصف طيران ومدفعي كثيف في المعارك المقبلة».

وأنهى المصدر «ان روسيا غير مستعجلة لحل الأزمة السورية من خلال الحوار، فقد فرضت على المتحاورين ان يكون وفد المعارضة أكبر من مؤتمر الرياض وهي تريد للأكراد ان يكونوا جزءاً لا يتجزأ من المعارضة وكذلك لهيثم مناع وقدري جميل وغيرهم، وهي تعوّل على مشاركة الأكراد لأن تواجدها في القامشلي على بعد 50 كيلومتراً فقط من التواجد العسكري الأميركي هو مؤشر الى ان اميركا التي تتواجد قواتها بعدد قليل في الحسكة غير مرحّب بها على أرض سورية التي أصبحت اليوم ملعباً للحديقة الخلفية للكرملين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي