No Script

المجتمع يحافظ على فرض قيود صارمة على علاقة ما قبل الزواج وعبارات الإعجاب من النظرة الأولى تفسر على أنها تحرش

الشارع... آخر خيارات الكويتيين للتعارف بقصد الزواج

تصغير
تكبير
| اعداد عماد المرزوقي |

لا يزال المجتمع الكويتي محافظا ومتمسكا بعدم اعطاء فرصة للتعارف في اماكن عامة بقصد الزواج، كما حافظت نظرة المجتمع الى من يعلن** اعجابه بفتاة في الشارع بأنها محاولة تحرش لا تنم عن نية جادة في التعارف. لكن محاولات الشباب للتعارف من خلال الشارع لم تهدأ على الرغم من اصرار المجتمع على رفض مثل هذا الأسلوب، حيث سجل الكثير من قضايا التحرش في الشارع أقلها وعلى كثرتها ما يتم الاعلان عنه ونشره في وسائل الاعلام.

وحسب خبراء علم الاجتماع والنفس لا يزال الشارع آخر خيار للكويتيون الباحثين عن شريكة حياتهم، وتبقى أغلب المحاولات للتعرف على شريك الحياة بطرق غير تقليدية تنحصر اليوم في المجتمع الكويتي غالبا بين بيئة العمل والدراسة مع محافظة الطرق التقليدية في التعارف بغاية الزواج وذلك من خلال دور الأسرة في اختيار شريكة حياة ابنهم.

في هذا الاطار، ترى مديرة مكتب الاستشارات والتدريب في كلية العلوم والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتورة سهام القبندي ان «موضوع محاولة الشاب التعرف على شابة في الشارع لا يزال في نظرة المجتمع الكويتي غير مقبول ويصنف كتحرش وهو اسلوب غير جاد للتعارف»، مشيرة الى انه «حتى لو قبلت البنت التعرف على شاب في الشارع ظنا منها أنه على نية جيدة، فإن الشاب سيعتقد خلاف ذلك بأنها سهلة وبذلك فإن الفتاة في كلتا الحالتين تخاف من مثل هذا التعارف في الشارع».

ويبدو ان ارتفاع حالات العنوسة بين الكويتيات حسب احصائيات أخيرة يشير الى ان هذه الظاهرة تشمل عددا كبيرا من الكويتيات المتعلمات، وعدد مهم منهن حسب القبندي «لا يقبلن اي رجل كشريك حياة يفرض عليهن اذ تغير معيارهن لعريس المستقبل، وبتن تبحثن عن رجل يتناسب مع مستواهن الثقافي». وفي المقابل فان بعض الكويتيين من الشباب حسب القبندي «أصبح يتخوف من الارتباط بالمرأة الأكثر ثقافة منهم ويخاف من المرأة المثقفة».

لكن يبدو ان احتمال تدخل الأسرة في مسألة فرض اختيار شريك أو شريكة الحياة أصبح أضعف من ذي قبل مع زيادة وعي الشباب والشابات في الكويت بمسألة اعطاء اهمية أكبر لموضوع التوافق ومعرفة شريك الحياة الزواج، لذلك فإن احتمال التعارف على شريك او شريكة الحياة في بيئة الدراسة او العمل اصبح في المقابل أهم من ذي قبل، هذه خلاصة نظرة بعض الاخصائيين لمسألة تطور شكل التعرف على شريك قبل الزواج في المجتمع الكويتي كما يرى رئيس قسم مركز الكويت للصحة النفسية الأستاذ المساعد في كلية الطب رئيس قسم الطب النفسي الدكتور سليمان الخضاري وكذلك القبندي.

وقالت القبندي انه «على الرغم من تطور الواقع المادي وزيادة انفتاح المجتمع الكويتي، فإن العقلية الكويتية في ما يتعلق بمسألة تعرف الشاب على الشابة قبل الزواج لا تتواكب بشكل كبير مع تطور واقع التواصل بين الجنسين بوجود أماكن ووسائل حديثة للتواصل، وتبقى هناك افكار تضع معايير لتعارف الجنسين ليست مرتبطة بالتطور الحالي».

وذكرت أن «المجتمع الكويتي تقليدي في مثل هذه المسائل، على الأقل هذا ما يظهر على السطح»، معتبرة ان «طريقة الزواج الحالي عن طريق اجراء خطبة من غير فرصة للتعارف يزيد من فرص الصدام،اذ لا يمكن ان يتعرف الطرفان على بعضهما بين يوم وليلة»، مشيرة الى ان «عددا كبيرا من حالات الزواج في الكويت انتهت الى الطلاق بسبب عدم الاتفاق بين الزوجين نتيجة عدم المعرفة المسبقة بطباع كل منهما للآخر».

وعلى الصعيد نفسه، يعتبر الدكتور سليمان الخضاري أنه «وفقا للقاعدة العامة لا توجد علاقة جدية تبدأ في الشارع، وغالبا ما تنطبق صفة المعاكسة والتحرش على نية تعرف الرجل على المرأة في الشارع».

وذكر ان «اغلب ما يحرك الرجل للتعرف على امرأة اعجب بها عند رؤيتها من دون معرفة مسبقة هي الغرائز المباشرة من دون اي التزامات»، مبينا ان «الشارع يبقى آخر خيارات الرجل للتعرف على شريكة حياته اذ ان الشارع لا يوفر بيئة مناسبة للتعرف السليم لبناء مؤسسة الزواج».

واضاف الخضاري ان «المجتمع الكويتي يجب ان يتطور في مسألة تعرف الكويتي على شريكة حياته بعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية»، مشيرا الى «ضرورة توافر شروط معينة في المرأة التي ينوي الرجل التعرف عليها قبل مبادرته رسميا بمجاهرة المرأة بنيته للتعارف».

ورأى انه «في الكويت على خلاف بعض دول المنطقة على سبيل المثال باتت تتوافر بيئات مختلفة للتعرف خارج اطار التعارف التقليدي وهي بيئة العمل والدراسة التي فيها اختلاط وهي تؤمن فرصة كبيرة للتعرف على شريكة الحياة وعلى خصالها الحميدة وعلى اساس ذلك يمكن للرجل التقدم لها بهدف التعرف عليها بنية جادة».

وكشف الخضاري ان «الأسرة الكويتية باتت أكثر من قبل تتقبل ان تكون هناك علاقة بين رجل وامرأة قبل الزواج بشرط ان تكون هذه العلاقة تحت أعينهم، فتتاح الفرصة بذلك ان تنشأ علاقة حب بين الشاب والفتاة اللذين بصدد التعارف الجاد وبقدر من المسؤولية وبشيء من اشراف الأهل على مثل هذه العلاقة التي تقود الى الزواج، فاذا كانت النية سليمة فلن يكون هناك خوف من الأهل والأسرة».



مدح المرأة... بين الإعجاب والتحرش!



لا تنكر بعض الدراسات النفسية والاجتماعية المعاصرة التي نشرت على مواقع متخصصة مثل «بسيشيكس» في بريطانيا وموقع «بسيكولوجي توداي» العالمي رغبة اي امرأة في سماع المديح ولكن يختلف الأمر بين مادح وآخر. فالمرأة عادة ما تحب مديح من تحب كزوجها او خطيبها او من تحب، لكن ان يكون المديح من غريب لا تعرفه فهنا تبدو المسألة مختلفة ويطرح التساؤل نفسه : هل تعتبر المرأة مديح غريب تعبيرا عن اعجاب وغزل او تحرشا ومضايقة؟

تقول بعض التقارير الحديثة على الموقعين السابقين حول مسألة التعارف بين الجنسين ان «نقل الاعجاب عبر النظرات اكثر تأثيرا في نفس المرأة لأنها بحسب دراسات متخصصة تقدر الرجل الهادئ اي الرصين وليس المتهور والجريء كثيرا».

ولا ينطبق حسب المصادر نفسها هذا بالطبع على كل النساء «فبعضهن يجدن في الجرأة تعبيرا للإقدام وبطولة تحاكي مدى اعجاب هذا الرجل بالمرأة. لكن ما يمكن رصده كظاهرة خرجت منذ فترة الى العلن هو جرأة البعض على المجاهرة بالاعجاب بامرأة منذ اول وهلة، بل يصل الأمر الى فرض البعض لأنفسهم على المرأة ليبلغ التهور درجة التحرش العلني»، وهي الحالات التي سجل مثلها في شوارع الكويت ونشرت قضايا تحرش كثيرة في وسائل الاعلام المحلية.



ما الحل؟



كيف تعرف المرأة من الوهلة الأولى صدق نوايا رجل معجب؟ وهل تكون رغبته صادقة ام هو غزل لغاية الغزل فقط؟ ما التصرف الذي يكون في الغالب مقبولا لدى امرأة كي لا تصف مبادرة الرجل بالمجاهرة باعجابه بها بأنها قلة أدب او مضايقة وتحرش؟

هل الجرأة مطلوبة في اول تواصل بين رجل وامرأة ام السكوت يبقى دائما احسن الوسائل في ارسال الاعجاب؟ هل يجدر بالرجل الجريء ان يفكر ألف مرة قبل القيام بفعل يدل على اعجابه بامرأة ام يكتفي بالصمت كلغة معبرة؟ ام ان عليه اذا اعجب بها ألا يكلمها بل يتجه مباشرة الى أسرتها ويتقدم لها رسميا؟









الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي