No Script

تقرير / تَسابُق بين الطيارين للخدمة في مطار حميميم لاكتساب خبرات جوية ولوجستية

الضربات في سورية جزء من ميزانية «الدفاع» الروسية

تصغير
تكبير
ماذا يحدث خلف الأسوار في مطار حميميم العسكري في اللاذقية الذي يستخدمه سلاح الجو الروسي لضرب أهداف داخل سورية؟

يعتقد المراقبون ان موسكو لن تستطيع الإبقاء على الوتيرة المطلوبة للطلعات الجوية وضرب الأهداف في سورية لانها مكلفة وتستنزف الخزينة الروسية، الا ان هذه النظرية بعيدة عن الواقع تماماً لان سلاح الجو الروسي يقوم سنوياً بما يفوق عشرين الف طلعة تدريبية في سماء الاتحاد الفيدرالي لإبقاء الطيران على جهوزية عالية وكذلك لتخريج الطيارين الجدد.

ولذا فإنه عندما قال الرئيس فلاديمير بوتين ان الجهد العسكري في سورية وبالتحديد الضربات الجوية، تقع ضمن سقف وزارة الدفاع الروسية، كان يعني ان وزارة الحرب في الكرملين حددت لمدة سنة كاملة جدول طلعات سلاح الجو فوق سورية، وهو يصل الى عشرة آلاف طلعة، وقد تم تحويل جداول الطلعات التدريبية الى مطار حميميم حيث توجد حركة طيارين روس قوية، وأُعطي كل طيار مهمات مئة ساعة طيران - اي ما يعادل 25 غارة - لإتمامها ضمن الجدول الزمني المطلوب منه إنجازه. وكذلك تم الإتيان بطيارين جدد لتخريج دفعتهم بعد إجراء مناورات بالذخيرة الحية على أهداف حقيقية على مساحة سورية الجغرافية، مما يزيد خبرة هؤلاء الطيارين قبل ان يعودوا الى بلادهم ليحلّ مكانهم فوج جديد.

وتقول مصادر من داخل مطار حميميم لـ «الراي» ان «هناك مجموعة من الخبراء الروس يعملون على مراجعة أفلام الضربات اليومية لدرس القوة التدميرية للقنابل المستخدَمة حتى من قبل صانعيها، وكذلك ثمة فريق يدرس دقة إصابة الأهداف ومهارة الطيارين، فيما يتولى فريق آخر درْس المعطيات الاستخباراتية التي تجمعها الطائرات من دون طيار لتحديد الأهداف قبل وبعد الضربات الجوية، وكذلك لتقدير خسائر العدو المستهدَف على الأرض ومدة فعالية وتأثير هذه الضربات على أرض المعركة، وقد تبين للخبراء داخل القاعدة العسكرية ان روسيا تحتاج لتطوير التصوير الجوي أثناء الغارات لنقل الصورة بشكل أوضح».

وتشرح المصادر ان «روسيا تكتسب خبرة متراكمة على أرض سورية ليس فقط بالضربات الجوية ولكن ايضاً بتطوير الإمدادات اللوجستية البحرية والجوية والبقاء على تغذية سلاحها الجوي، بما يحتاج اليه في المعركة وتزويد حلفائها الذين يخوضون معارك على الأرض بمعدات تدمير أثناء القتال او بالذخيرة المطلوبة حسب كثافة المعركة ومتطلباتها»، موضحة ان «هذا الإمداد يأتي من مخازن بعيدة آلاف الكيلومترات في قلب روسيا تحضرها الطائرات والبواخر الى القواعد العسكرية في سورية، وقد سحبت موسكو اسطول بحر الشمال لهذا الغرض وجزءاً كبيراً من وزارة الدفاع - الفرع اللوجستي - لينسق بين الكرملين وغرف العمليات في كل من دمشق وبغداد والقواعد البحرية والجوية في سورية».

وبحسب المصادر نفسها، فإن «روسيا ستقوم في الأسابيع المقبلة بمناورات حية تستخدم خلالها اسلحة جديدة تُدرس فعاليتها على أرض المعركة وهو ما يشكل حلم كل جيش قوي يعمل في المنطقة»، لافتة الى ان «الطيارين الروس يتسابقون للخدمة في سورية لما تمثله من مدرسة حقيقية لهم لكسر الروتين التدريبي، وهذا ما يذكّر كيف ان سلاح الجو الاسرائيلي كان يعاني هذا الروتين بعد انسحاب اسرائيل العام 2000 من لبنان وذلك لعدم وجود مسرح عمليات حقيقي للمناورات الحية يستخدمه للتدريب الواقعي ولتخريج دفعات الطيارين كما فعل قبل عام 2000 عندما أعلنت اسرائيل ان دفعة تخرُّج جديدة أنهت تدريباتها في سلاح الجو بعدما قصفت مبنى في عين بوسوار، وكان من بين المتخرجين ضابط أنثى».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي