No Script

برلمان الستات / من هدى شعراوي إلى معصومة ورولا وأسيل وسلوى... نجاحات ومطبات برلمانية

راوية عطية: أول نائبة مصرية بعد الثورة / 4

تصغير
تكبير
|القاهرة - من نعمات مجدي|
اقتحمت المرأة العربية عموما والمصرية على وجه الخصوص مجال العمل السياسي، وخاصة «النيابي» أو «البرلماني» مبكرا تحت قبة البرلمان... حيث منحت حق الانتخاب والتصويت في العام 1957، وكانت انطلاقة نضال المرأة المصرية، التي بدأت منذ العقود الأخيرة في القرن التاسع عشر في الظهور بقوة على ساحة العمل العام، بالرغم من الصعوبات الضخمة التي واجهت النساء المصريات في الخروج من محيطهن الضيق المتمثل في البيت... إلى محيط أوسع متمثل في العمل العام، إلا أن «حواء المصرية»، ومن بعدها العربية نجحت في فرض رؤيتها الجديدة، وأصبحت فاعلة في هذا المجتمع في لحظات تاريخية متعددة.
وشكلت ثورة العام 1919 في «المحروسة»... لحظة تقترب من أن تكون فاصلة في التاريخ المصري المعاصر لما أنجزته لاحقا من تحولات جذرية على المستويين السياسي والاجتماعي، وكان دور المرأة مشهودا بقوة بداية من هدى شعراوي... «النصيرة الأولى» لسعد زغلول وزوجته صفية زغلول «أم المصريين»، وهي أول امرأة قادت مظاهرات النساء عام 1919، بل وشجعت النساء المصريات للمشاركة في الحركات الوطنية بكل شيء من جمع التبرعات والإسعاف والإعداد للمظاهرات.
واستشهد العديد من النساء في هذه الفترة طلبا للاستقلال، وبدأت تعلو الأصوات النسائية، مطالبة بدور حقيقي للمرأة بالمشاركة سياسيا، وكانت مع الزعيمة هدى شعراوي بعض السيدات في مقدمتهن: نبوية موسى، وسيزا نبراوي ومنيرة ثابت التي خصصت مجلة بالكامل، وهي «الأمل» للدفاع عن حقوق المرأة.
وفي فترة الأربعينات قامت جمعية الاتحاد النسائي المصري برئاسة هدى شعراوي بوضع كتيب تضمن بعض مطالب المرأة، ومن أهمها ضرورة تعديل قانون الانتخاب بإشراك النساء مع الرجال في حق الانتخاب، وكذلك أن تمنح المرأة جميع الحقوق السياسية وعضوية المجالس المحلية والنيابية أسوة بالرجل.
وقد وجه هذا الكتيب إلى كل من رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب والرأي العام المصري.
وعندما قامت ثورة 23 يوليو العام 1952 تحرر الشعب من الظلم والاحتلال، ومنحت المرأة حقوقها الاجتماعية والسياسية كاملة، وصدر أول دستور في مصر في يناير العام 1956، وتضمن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق السياسية، وأصبح للمرأة حق الترشيح والانتخاب حيث أجريت أول انتخابات برلمانية للمرأة العام 1957، وقد دخلت الانتخابات بنصف مليون صوت نسائي للمرة الأولى.
وكانت أمام المرأة في هذه الانتخابات بعض المواجهات الصعبة التي لابد من اجتيازها، ومنها التقاليد الشرقية في المجتمع المصري التي لاتزال تقيد حركة المرأة إلى حد كبير على المستوى العام، وخاصة في المحيط السياسي، ومع هذا صدر في مصر أخيراً قرار بإضافة «كوتة برلمانية» للمرأة في البرلمان المصري.
ولا يتوقف الأمر عند المرأة في مصر، ولكن يتخطاها إلى دول أخرى نجحت الوجوه النسائية في أن تفرض نفسها على مجالسها النيابية، في الأردن والإمارات ودول شمال أفريقيا «العربية»، وحتى توجت تجربة المرأة مع الانتخابات البرلمانية، بنجاح 4 نائبات كويتيات في دخول قاعة مجلس الأمة، وبقوة.
تجربة النائبات... عموما في وطننا العربي على امتداده... تحمل نجاحات وأيضا إخفاقات، وكما فيها من وثبات، أيضا فيها عثرات ومطبات، ولكنهن أثبتن حضورهن... وهذا ما تتابعه في السطور التالية:

أعطى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. حق الانتخاب والترشيح للمرأة المصرية بموجب دستور 1956، وفتح باب الترشيح وتقدمت 8 سيدات للترشيح، وكان لابد من موافقة هيئة التحرير التنظيم السياسي للثورة على هذا الترشيح، ووافق على ترشيح الآنسة راوية شمس الدين عطية وشهرتها «راوية عطية»، وهي أول امرأة تدخل البرلمان المصري كعضو كامل الأهلية.
وسجل التاريخ 14 يوليو العام 1957 على أنه تاريخ دخول أول امرأة مصرية إلى البرلمان بعد معركة شرسة، وقد جاء ترشيح راوية عطية ما بين 8 سيدات فقط على مستوى الجمهورية، تقدمت وكلها ثقة بالفوز وفازت هي والمرحومة السيدة أمينة شكري في 14 يوليو سنة 1957، والتي نجحت في انتخابات الإعادة في ظل هذه المعركة الشرسة بـ 9025 صوتا بينما حصلت راوية عطية على 110807 أصوات، وقد بلغ عدد النساء اللاتي تقدمن للانتخابات العام 1956 حينما أخذت المرأة حقها الدستوري في الانتخاب 1 في المئة، وفي العام 1957 شغلت المرأة 3 مقاعد فقط في مجلس الأمة.
نشأتها
ولدت راوية شمس الدين عطية وشهرتها «راوية عطية» في 19 أبريل العام 1926 بمحافظة الجيزة، وتربت على العمل السياسي منذ طفولتها، فوالدها من الرواد الأوائل في العمل السياسي، وهو شمس الدين عطية، الذي عمل سكرتيرا عاما لمحافظة الغربية «وسط دلتا مصر».
وكان والدها صديقا حميما للنحاس باشا فتشبعت راوية بالجو السياسي، خصوصا بعد أن اعتقل والدها وسجن، دخلت مدرسة الأميرة فوزية الثانوية في سن العاشرة، وبالرغم من حداثة سنها كانت متشبعة بروح وطنية وثابة ورثتها عن المرحوم والدها شمس الدين عطية، حرصت راوية على الاشتراك في كل مظاهرة قامت بها المدرسة ضد الاستعمار، والأحزاب، وكان دورها قياديا بين زملائها، وبالرغم من حصولها على الثانوية العامة «شعبة علمي» إلا أنها التحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم تاريخ.
في العام نفسه، الذي توفي فيه والدها، عملت بالصحافة 6 سنوات، وتدربت على يد الكاتبين الكبيرين الراحلين مصطفى وعلي أمين، ثم مع الصحافيين الراحل وموسى صبري وحُسن شاه، وبعد عملها بالصحافة حصلت على دبلوم كلية التربية، وعلم النفس العام 1949 ثم دبلوم صحافة «ماجستير» العام 1951، وكذلك دبلوم في الدراسات الإسلامية.
وبعدها بدأت مشوار العمل السياسي، مطالبة بحق المرأة السياسي في الانتخابات، ورشحت نفسها العام 1957 عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. حق المرأة في الانتخاب، والترشيح في دستور العام 1956 حيث كانت ضابط أول اتصال في جيش التحرير الوطني، ثم عضو باللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي.
العمل الوطني
بدأت راوية عطية. رحلة كفاح العمل السياسي الوطني، وكان عمرها 11 سنة، حيث قادت مظاهرة طالبات من مدرسة الأميرة فوزية الثانوية «بنات» احتجاجا على المستعمر، حاملات العلم وطفن بشوارع القاهرة إلى أن وصلن شارع القصر العيني «بالقرب من وسط القاهرة»، حيث أصيبت برصاصة وحملتها هدى شعراوي. على ذراعها لتداوي جراحها.
وتعود راوية بذاكرتها، قائلة: في إحدى المظاهرات التي كنت أقودها بشارع القصر العيني، وقد اصطدمت المظاهرة بالشرطة لتفريقها، وكان ذلك العام 1936 بعد توقيع معاهدة 1936 مباشرة، وأغمي علىّ، وبعد أن أفقت من حالة الإغماء وجدت نفسي بين يدي السيدة هدى شعراوي، وقد حملتني، وأدخلتني مقر الاتحاد النسائي العام «الذي هو الآن جمعية هدى شعراوي» رائدة الحركة النسائية، وأيضا السيدة صفية زغلول حرم زعيم الأمة سعد زغلول باشا، وبدأت أتردد على بيت الأمة «منزل سعد باشا زغلول» وكانت تشملني زغلول برعايتها، بالإضافة إلى هدى شعراوي، وقد تربيت سياسيا على يديهما.
وأضافت: دخلت الجامعة، واستمر نشاطي من دون انقطاع فكنت طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، عندما كانت تجرى مفاوضات رئيس مجلس الوزراء المصري إسماعيل باشا صدقي مع وزير خارجية إنكلترا بيفين، وقد اندلعت مظاهرات كثيرة في الجامعة،، وأحاطت الشرطة بحرم الجامعة، وكان دوري في هذا العمل هو إخراج زعماء الطلبة من هذا الحصار حتى لا تعرف أسماؤهم وتعتقلهم الشرطة، فركبت سيارة إسعاف وكنت أدخل بها داخل الحرم الجامعي، وأجهز أربطة طبية لهم حول رؤوسهم، وأيديهم وأقدامهم حتى يبدو أنهم جرحى ثم أخرج بهم خارج هذا الحصار، وبعيدا عنه ثم أعود.
وهكذا حتى تمكنت من إخراج مالايقل عن «50» طالبا عن طريق سيارة الإسعاف، وكنت حينذاك عضوا في اللجنة التنفيذية العليا للطلبة، وقد زاملني فيها رئيس الوزراء الدكتور فؤاد محيي الدين فيما بعد، وفي ذلك الحين بعث في طلبي عميد كلية الآداب الدكتور حسن إبراهيم وسألني «ما هي هويتك» أنت مع حزب الوفد أم ضده؟
فقلت له: أنا وطنية أحب بلدي. وانتمائي لبلدي.
فسألني: هل ترغبين في مقابلة النحاس باشا، فوافقت على الفور، وبالفعل ذهبنا إلى منزل النحاس باشا في إحدى المناسبات الوطنية وصافحناه.
العمل في الصحافة
وتستطرد قائلة: بعد انتهاء دراستي بكلية الآداب. التحقت بمعهد التربية العالي بالزمالك حيث كانت عميدته سيدة إنكليزية وبعد انتهاء دراستي به عملت بالصحافة لمدة 6 سنوات مع الأساتذة علي ومصطفى أمين، وموسى صبري، وعندما وقع العدوان الثلاثي في العام 1956، وكنت في مدرسة مصر القديمة، ارتديت الزي العسكري «الأفرول» ومع بنات المدرسة، وكنا نتدرب في مدرسة دور التدريب بالجيزة، وكان التدريس يشمل التمريض والإسعاف، وبعض الأمور العسكرية، وقد بدت الحركة النسائية كبيرة في هذه الأثناء حيث قامت المرأة بدور إيجابي، وكانت مهمتنا السفر إلى بورسعيد «200 كيلو متر شرق القاهرة» ومعي زميلاتي نحمل مواد غذائية وملابس ومنشورات دعما للفدائيين ولشعب بورسعيد العظيم... حيث قمت بعشر رحلات وتنكرت في زي «البامبوطية»، ودخلت بورسعيد عن طريق بحيرة المنزلة وقضينا فيها ليلتنا بعد تسليم هذه الأشياء ثم عدنا للقاهرة، وكانت هناك رائدات. طالبن بحقوق المرأة السياسية ومنهن درية شقيق وزينب لبيب ومنيرة حسن.
ولقد قمت العام 1956 باستقبال المهجرين أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وكنت أول ضابط اتصال برتبة يوزباشي في جيش التحرير الوطني واستطعت تدريب 4 آلاف سيدة على أعمال الإسعاف والتمريض في حرب سنة 1956.
وفي مايو العام 1957 فتح باب الترشيح لعضوية مجلس الأمة «مجلس الشعب»، وقد كان أمام راوية عطية 6 رجال منهم «رئيس مجلس إدارة بنك مصر أحمد فؤاد، وعبده مراد المحامي، والمستشار عبدالمنعم الغرابلي، والمعايرجي «تاجر كبير» وصدقي الكانجيبي».
تتحدث راوية عطية من هذه الفترة في مذكراتها قائلة: كنت أفكر في كيفية إدارة هذه المعركة الانتخابية، وقد نزل المرشحون في الدائرة الانتخابية بالدقي بالجيزة، وعقدوا مؤتمرات شعبية مع الناخبين، وشعرت بأنهم أفرغوا ما في جعبتهم، وعلى ذلك بدأت أنزل إلى الناخبين، وأنا أستقل سيارة جيب، وأرتدي زيّ الفدائيين، واستقبلني الناس بالزغاريد والطبل والزمر والجميع يسعون لرؤيتي كأول امرأة تخوض انتخابات في هذا المكان، وبذلك شعرت أنني سحبت البساط من تحت أقدام المنافسين من الرجال، وفي ضوء ذلك نزل وزير الداخلية حينذاك زكريا محيي الدين، ومدير مكتب الرئيس عبدالناصر في الدائرة علي صبري، وهم يرتدون جلاليب ومعهم مجدي حسنين وموظفوه في مديرية التحرير، وذلك من أجل مؤازرة وتزكية أحمد فؤاد.
وتسترجع راوية في مذكراتها قائلة: في هذا الوقت ذهب زكريا محيي الدين إلى الرئيس جمال عبدالناصر. وأبلغه أن الرأي العام كله مع راوية عطية وطلب منه التدخل، فرفض عبدالناصر لأن الرأي العام. قد عرف أنها ستخوض الانتخابات ويؤيدها، كما تقول ولا يمكن التدخل قبل نزولها الانتخابات.
وتضيف: وفي يوم أول يوليو 1957 فوجئت برسالة من مجدي حسنين يطلب مقابلتي في إدارة مديرية التحرير بجاردن سيتي «وسط القاهرة»، وقد عارض بعض الأهالي في الدائرة الانتخابية ذهابي إليه ولكنني أصررت على الذهاب، وبالفعل وصلت إليه، وكان معه أحمد فؤاد في المكتب، وبادرني مجدي حسنين قائلا: النهارده أول يوليو، والمعركة الانتخابية شرسة قوي، واحنا خايفين عليك، ولازم تتنازلي، فقلت له: احنا «7» مرشحين. اشمعنى أنا بتقولي كده؟
- فقال: علشان أنت امرأة
- فقلت: وإيه يعني؟
- فقال: لأنك لن تستطيعي الفوز.
- فقلت لا.
- فقال: أحمد فؤاد: لن تنجحي واحنا عارفين كده ومفيش أمل.
- فقلت: وإذا لم يكن هناك أمل، فلماذا أرسلتم في طلبي؟
- فقالوا: علشان الإرهاق ومع ذلك فالخزانة موجودة ولتأخذي ما أنفقتيه.
- فقلت: لن أبيع كفاحي، مستحيل ذلك، وأنا مؤمنة بما أعمله.
- فقال مجدي حسنين: يعني أنت مصممة، والانتخابات بعد يومين - 3 يوليو - ولا أحد سينجح.
- فقلت: ولكن الأصوات ستحسم، وستكون هناك إعادة بيني وبين أحمد فؤاد في «15» يوليو وأنا الذي سأكسب في النهاية.
- فرد أحمد فؤاد قائلا: هذه ثقة زائدة.
- فقلت: وأنا واثقة من ذلك.
- فقال: هذا كلام لا يدخل العقل ولن يحدث ذلك.
- فقلت: على العموم احنا أمامنا «15» يوما.
وانتهى اللقاء وكان أحمد فؤاد يذهب إلى حيّ الدقي بالسيارة المرسيدس، وأحيانا بالبويك وحوله ثماني سيارات، وكنت من جانبي أنزل بالسيارة الجيب أو أترجل داخل شوارع الدائرة، وكنت قد رأيته ذات مرة، وهو عائد من بولاق وقد شاهدته وهو يغسل يديه، وعندئذ ذهبت إلى المنطقة وسألت بعض أهلها: هل كان أحمد فؤاد عندكم الآن؟ فأجابوا بنعم. فقلت لهم: هل كنتم تسلمون عليه بأيديكم؟ فردوا بالإيجاب. فقلت لهم: لقد شاهدته يغسل يديه بعد مصافحتكم فاستشرى الغضب الشديد بين أهالي المنطقة وامتدت هذه المقولة سريعا بين الأهالي.
ثم جاء يوم الانتخاب 3 يوليو، وانتهى بلافوز، وقد حصل أحمد فؤاد على 6500 صوت، وحصلت على 5600 صوت، حيث كانت نسبة حضور الناخبين 85 في المئة تقريبا.
وقد تقررت الإعادة بيني وبين أحمد فؤاد، وكانت الدعاية شرسة حيث شارك فيها مجدي حسنين بقوة مديرية التحرير. بجانب أحمد فؤاد ضدي ولكن أهالي المنطقة كانوا يرددون إزاء ذلك هتافات تؤيدني: راوية عطية 100 في المئة. والفدائية راوية عطية إلا أن المسار الأخير في الدعاية المضادة هو ما فعله خالد محيي الدين، حيث كان رئيس تحرير جريدة المساء، وقد وزع منشورا طبع منه نحو 150 ألف نسخة في الدائرة يؤيد فيه أحمد فؤاد ويصفني بأنني «عميلة أميركية» إلا أن هذا ساهم في زيادة شعبيتي، حيث كان اتجاه أحمد فؤاد «شرق» وأنا أمثل الوسط وكان حزب «حدتو» الحزب الشيوعي السابق للثورة يساعدهم في ذلك.
وبالفعل نجحت راوية عطية في الانتخابات البرلمانية وبذلك تصبح أول امرأة تدخل البرلمان المصري في 14 يوليو 1957 بينما أعلن نجاح المرحومة أمينة شكري في 22 يوليو 1957 عن دائرة باب شرق الإسكندرية، بالرغم من أن مجلس الأمة «1957» لم يستمر سوى فترة وجيزة، وكان برئاسة الراحل عبداللطيف بغدادي عضو مجلس الثورة.
وفي نكسة 1967 استقبلت راوية عطية. الجرحى من الجنود والضباط لتضميد جراحهم، وقامت بـ «1750» زيارة إلى جبهة القتال في أكتوبر العام 1973 حيث جمعت ما يزيد على 3 ملايين هدية من جميع الشركات في الجمهورية للمحاربين وشاركت في حل مشاكل أبناء المقاتلين في الجبهة الداخلية حتى توفر الراحة النفسية للمقاتلين في الجبهة.
أم المقاتلين
لُقبت راوية عطية بـ «أم المقاتلين الشهداء»، حيث أنشأت جمعية نسائية لرعاية أسر المقاتلين والشهداء. وقال عبدالناصر عنها في ذلك الوقت «لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية من كفاح السيدة راوية عطية، وكان ذلك في جمع من رجال الإعلام حيث ذهبت لزيارة إحدى كتائب المدفعية في منطقة بور توفيق، وذلك أثناء حرب الاستنزاف العام 1968 وحتى حرب أكتوبر المجيدة العام 1973.
كانت تقوم يوميا بزيارة الجنود على الجبهة، وكان الالتحام بين جميع مراكز الإنتاج والخدمات، وكان الغرض من هذه الزيارات رفع معنويات القوات المسلحة، وأعددت ما يقرب من مليوني هدية أخذتها بمجهودها من شركات كفر الدوار والإسكندرية، وقد حصلت على نوط الجيش الثالث لحرب أكتوبر المجيدة ودرع القوات المسلحة ودرع الجيش الثالث والثاني وتم اختيارها الأم المثالية لعام 1976، كما حصلت على نوط الواجب من الطبقة الأولى من الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، لأنها خدمت في العمل التطوعي لمدة 30 عاما.
مناضلة عربية
قامت راوية عطية بدور بارز في حرب العراق والكويت... حيث قامت بدورات إسعاف وتمريض ودورات دفاع مدني للسيدات الكويتيات اللاتي حضرن من الكويت وأرسلت مع السيدات الهدايا إلى الجنود في حفر الباطن وإلى الجنود الكويتيين، وأرسلت رسائل أطفالهن إليهن في الجبهة.
وهذا يأتي من دورها في مجال الخدمة الاجتماعية في محافظة الجيزة حيث ألفت العام 1958 لجنة نسائية لتباشر النشاط النسائي في الجيزة يكون تابعا للاتحاد القومي، كما كونت أيضا لجنة رياضية من الشباب والشابات في دائرتها وتبرعت بكأس لكل لعبة تتبارى عليها الفرق الرياضية.
مطالبات برلمانية
كان لراوية عطية. عند دخولها البرلمان المصري مطالب عدة ناقشتها خلال الجلسات حيث شاركت في مناقشة بيان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل. حول مشاكل الأسرة وطالبت الوزير بتنفيذ المشروع الخاص بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسري والاستشارات الزوجية، وذلك لحل مشكلات الأسرة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وطالبت بتعميم هذه الفكرة في جميع أنحاء الجمهورية، وأن تتولى الوزارة الإشراف عليها. كما طالبت الوزير بأن تتعاون لجنة العادات والتقاليد بوزارة الشؤون الاجتماعية مع وزارة الإرشاد القومي. للقضاء على العادات، والتقاليد، التي لا تتماشى مع ما يسيء، إلى سمعة مصر في الخارج.
كما تقدمت إلى مجلس البرلمان المصري. باقتراح بمشروع قانون بتنظيم الأسرة والذي أحيل إلى لجنة الاقتراحات والعرائض، وأخيرا طالبت بتعديل مشروع لائحة الجامعات لتطويره مع مطالبتها الدائمة داخل المجلس. بفتح معسكرات لتدريب الشباب على حمل السلاح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي