No Script

تقرير / قريب من الأسد: أميركا مرتبكة وتدافع عن «القاعدة» ومعتقلي غوانتانامو السابقين

روسيا تحضّر الجيش السوري للتصدي لأي تقدّم تركي

تصغير
تكبير
عبد الله المحيسني يتولى الجسم القضائي في حلب فكيف يدافع كيري عن سيطرة «جيش الفتح» عليها ؟
«نطلب من النظام (السوري) وحلفائه وقف القصف ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ولا سيما في حلب ورفع الحصار عن المدنيين وفق ما تنص عليه قرارات الامم المتحدة 2165، 2254 و 2258...». هكذا قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إثر فشل مؤتمر جنيف الذي انسحب منه وفد المعارضة السورية المنبثق عن مؤتمر الرياض، بعد فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء الذي استمرّ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف عام في ريف حلب الشمالي.

وقال مصدر من الدائرة اللصيقة بالرئيس بشار الاسد لـ «الراي» ان «أميركا مرتبكة بسبب التطورات السريعة التي تحدث على أرض المعركة في سورية وبسبب التدخل الروسي الحاسم الذي قلب الامور رأساً على عقب فأصبحت تناقض نفسها، فالقرار 2254 ينص بصراحة في بنده الثامن على تأكيد القرار 2249 (2015) ان على جميع الاعضاء محاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وجبهة النصرة وجميع حلفائهما وان اي قرار بوقف اطلاق النار لا يشمل هذه التنظيمات او الجماعات المرتبطة بها وانه يتعيّن ازالتها من الوجود».

وشرح المصدر ان «الوزير كيري يناقض ليس فقط قرار الامم المتحدة الذي يستعين به، بل يدافع ايضاً عن القاعدة والتنظيمات التي يتزعّمها سجناء غوانتانامو السابقون، فوقْف العمليات في ريف حلب ضدّ جيش الفتح لا يحمل فقط هدفاً انسانياً لفكّ الحصار عن عشرات الآلاف من المدنيين المحاصَرين في نبل والزهراء من قبل القاعدة وحلفائها، بل الهدف منه إضعاف عملية القضاء على القاعدة والجماعات الحليفة لها في مناطق وجودهم في حلب، وهي مناطق غير محاصَرة لاتصالها بإدلب وبالحدود مع تركيا».

وتابع ان «جيش الفتح يسيطر على حلب التي يتولى الجسم القضائي فيها عبدالله المحيسني السعودي الجنسية والتابع لتنظيم القاعدة الذي - بحسب اعتقادنا - يتواجد على اللائحة الارهابية الاميركية. ويتكوّن هذا الجيش من جبهة النصرة وأحرار الشام وجند الاقصى وجيش المهاجرين والأنصار وهم متواجدون حول حلب وفي أريافها وبداخلها مع تنظيمات اخرى متعددة، فالنصرة لها مركز قضاء في حريتان وادلب وسيطرت على صوامع الحبوب بالقرب من مدينة الباب ومجامع القطن ومعمل الجرارات ومصادر تموين اخرى، يريد كيري ابقاءها ضمن سيطرة القاعدة. اما جيش المهاجرين والانصار فيتكوّن بغالبيته من مقاتلين من الشيشان وداغستان وانغوشيا واوسيتيا الشمالية واوزبكستان. ومما لا شك فيه ان الولايات المتحدة غير منزعجة من تواجد هؤلاء الذين يشكلون خطراً على روسيا بالدرجة الاولى، وكيري يدافع عنهم حتى ولو وضعتهم وزارة الخارجية الاميركية على لائحة الارهاب العام 2014، وهم يطالبون بانشاء دولة الخلافة ويتمركزون في حريتان وكفر حمرة ومعارة الارتيق وفي ريف حلب الشمالي وحول نبل والزهراء وعلى جبهة حذرات وجمعية الزهراء».

ويكمل المصدر ان «حركة احرار الشام أسسها هشام الشيخ (ابو جابر) الذي قاتل اميركا في العراق وعُيّن اميراً لحلب بعد مقتل ابو خالد السوري الذي وصفته لوائح الارهاب الاميركية كأحد اخطر القيادات في القاعدة، وكان ايضاً الموفد الخاص لزعيم القاعدة ايمن الظواهري. وحركة احرار الشام حليفة اساسية للقاعدة حول وداخل حلب وحتى ولو انفصلت عنها، فطابعها القاعدي يبقى ظلها».

وبحسب المصدر نفسه، فان كيري يدافع ايضاً عن «حركة شام الاسلام» التي اسسها المعتقل المغربي السابق في غوانتانامو ابراهيم بنشقرون (ابو احمد المهاجر) الذي قُتل في ابريل 2014 وحلّ مكانه محمد مزوز (ابو العز المهاجر) الذي اعتقله الجيش الاميركي على الحدود الافغانية - الباكستانية وكان في غوانتانامو ويقاتل الى جانب «القاعدة» في سورية وهو على لائحة الارهاب الاميركية منذ سبتمبر 2014، كما هناك فصائل اخرى تتبع تركيا مباشرة مثل «ألوية التركمان» و«لواء السلطان مراد» و«لواء السلطان محمد الفاتح» و«حركة نور الدين زنكي» وغيرها، وكل هؤلاء موجودون جنباً الى جنب مع «القاعدة» علماً ان قرار مجلس الأمن يؤكد على محاربتهم وانهائهم وعدم شمول وقف اطلاق النار لكل هؤلاء.

ولكن الاخطر من ذلك هو تصريح موسكو ان لديها «ارضية قوية للاشتباه بأن تركيا تعدّ للتدخل عسكرياً في سورية». فيعلّق المصدر بان «روسيا لديها خطوط حمر لن تسمح لاحد بأن يتجاوزها وهي تعدّ قوة حيوية وبرية سورية وتؤهلها كي تستطيع ان تتصدى لأي تقدم تركي على الحدود السورية، فمن حق دمشق الدفاع عن حدودها وهي لن تسكت بعد اليوم عن الخروق الجوية وتتحضر لردّ اي خرق بري تركي بغطاء ناري مدفعي وجوي، وروسيا تعتبر ان اي طائرة غير منسّقة الحركة تتقدّم داخل الاراضي السورية هي طائرة معادية ستسقطها، وقد اتخذت اجراءات اضافية تعدت نصب صواريخ S-400 واحضرت طائرات ميغ 35 اس للمرة الاولى الى الخدمة، واهلت سرب طائرات ميغ 29 التابع لسلاح الجو السوري وطوّرته ليقوم بمهمات الحماية الجوية تحسباً لاي احتمال تدخل تركي على الحدود الشمالية. ولهذا فإن الكرملين أراد ان يوجه رسالة الى تركيا بان اي مخطط من هذا النوع لن يجابَه بالديبلوماسية بل ان القوة ستجلب القوة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي