No Script

بلسم روح الحياة

الهواية فرصة للتجديد

u062au0647u0627u0646u064a u0627u0644u0645u0637u064au0631u064a
تهاني المطيري
تصغير
تكبير
تحدثنا في المقالة السابقة عن وقت الفراغ واستنتجنا أن أفضل أسلوب لقضاء وقت الفراغ يكون بممارسة هوايات نستمتع بها ونجني ثمار فائدتها.

إن الهواية هي تعبير عن شخصية الإنسان، وتعني بالنشاط الذي نحب أن نقوم به في أوقات الفراغ، ويحقق لنا المتعة خارج الأعمال اليومية الروتينية، ونشعر أنه يضيف لنا شيئاً خاصاً ومميزاً لحياتنا.

وكما أن لكل إنسان شخصيته التي تميزه عن غيره، فله أيضاً أهواؤه الخاصة والتي تترجم من خلال هواياته التي يمارسها. ورغم تغير الهوايات على مر العصور واندثار بعضها وظهور هوايات جديدة، إلا أن الهواية تظل مهمة في حياة كل إنسان.

وتأتي أهميتها من كونها وسيلة لقضاء وقت الفراغ بما يفيدنا، وتحدد طريقة تفكيرنا وتكسر روتين حياتنا، وتشعرنا بالانتعاش. وهي فرصة لتعلم شيء جديد مما يزيد فرص الابتكار والإبداع عندنا، وتلعب كذلك دوراً مهماً في تقليل ضغوط الحياة وعلاج القلق من خلال تحرير التفكير من المشاعر السلبية التي تسببها مشاكل وهموم الحياة واستبدالها بالمشاعر الإيجابية أثناء ممارسة الهوايات لنعود بعد ذلك أكثر نشاطاً، ولكن أهم من هذا كله ينبع من أهميتها للصغار، حيث تمكن الأطفال من تفريغ طاقاتهم وصقل مواهبهم، ومع تقدم أعمارهم تصبح الهواية أكثر أهمية، فتعلمهم التركيز والبحث وتحقيق الإنجازات، وتنمي لديهم المشاعر الايجابية. لذا يتحتم على الوالدين خاصة الاهتمام بمواهب أطفالهم وتشجيعهم. أما بالنسبة لكبار السن والمتقاعدين فالهوايات تشغل وقتهم وتشعرهم بأهميتهم وتنسيهم الآلآم والإحباطات الناتجة عن التقدم في العمر وتتيح لهم فرصة التعرف على أصدقاء جدد.

وبشكل عام يمكن تقسيم الهوايات إلى هوايات فكرية ذهنية مثل الكتابة والتأليف، وهوايات فنية مهنية مثل التصوير، وأيضاً هوايات حسية حركية، والتي يغلب عليها النشاط البدني كالرياضة.

ولكن كيف السبيل لاكتشاف هوايتنا التي نحبها والتي تتلاءم مع شخصيتنا وترضي طموحاتنا؟

إن اكتشاف الهوايات والميول لدى الأفراد يبدأ من:

أولاً: الشعور الداخلي لحاجتك لاكتشاف هوايتك، فأنت الأقدرعلى مساعدة نفسك في معرفة هوايتك التي تعبرعن ذاتك والتي تشعرك حين ممارستها بالسعادة وتكون فيها مبدعاً ومميزاً.

ثانياً: قد تحتاج إلى القدوة التي تساعدك والتي يمكن أن تستفيد من خبراتها، ولكن عليك تجنب التقليد الأعمى، ففي ذلك إلغاء لذاتك وشخصيتك، فكن أنت نفسك ولا تكن نسخة مقلدة عن الآخرين.

ثالثاً: كن إيجابياً في تفكيرك لتحقيق أمنياتك واكتشاف ذاتك وهوايتك، ولا تتأثر بالعوامل الخارجية المحبطة من حولك وخاصة حديث الناس، ولا تعتبر أن ظهور عثرات وعراقيل في طريقك فشلاً، بل بداية جديدة لتنهض من جديد وتصل إلى ما تصبو إليه.

رابعاً: لا تتخل عن ثقتك بنفسك والإيمان بقدراتك، فأنت لديك القدرة على تحقيق ما تريد، فثقتك بنفسك هو ذلك المفتاح السحري الذي سيفتح أبواب الكنوز المقفلة داخلك.

خامساً: لا تنس الثقة بالله الذي أودع فيك كل هذه الإمكانيات والقدرات.

وكما الطفل فالهواية تنمو وتتطور، وقد تضمحل وتتلاشى، فإذا ما أردنا أن نتعمق ونتميز بهواياتنا ونطورها إلى موهبة، حيث الهواية هي فعل الأشياء والرغبات التي تميل إليها نفسك وتجد السعادة بممارستها أما الموهبة فتعني التفوق والتميز والاحتراف، ويتم ذلك من خلال:

1- قراءة الموضوعات المتعلقة بالهواية التي نمارسها.

2- استشارة أصحاب الخبرة في هذا المجال مع مراعاة عدم التقليد.

3- التعلم المستمر والممارسة المتواصلة للوصول إلى درجة الإتقان.

4- ابتكار شيء جديد ويكون ذلك بعد الوصول إلى مرحلة الإتقان.

ختاماً...

لا طعم للحياة من دون أهداف وأحلام نسعى لتحقيقها، حيث أن ممارسة هواياتنا تساعدنا على الوصول إلى أهدافنا وتحقيق أحلامنا، وهنا لا يسعنا أن نذكر كل فوائدها، ولكن يكفينا منها إطلاق المشاعر والأفكار، ومنح العقل فرصة الابتكار والإبداع والتحول من الهواجس والأفكار السلبية إلى التفكير الإيجابي والمنتج، ولا ننسى أن نأخذ بيد أحبائنا وخصوصاً الأطفال منهم ونساعدهم على اكتشاف هواياتهم وتشجيعهم على ممارستها وتطويرها مهما كانت بسيطة، فذلك ينمي مشاعرهم الإيجابية نحو أنفسهم ويجعلهم في صحة أفضل.

* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

talmutairi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي