No Script

بروفايل / تميّز ملامحها ولكنتها التركية ساعداها في دخول الفن

شويكار... «الارستقراطية» التي نجحت في تقمّص الكوميديا

تصغير
تكبير
• عبدالمنعم مدبولي أقنعها بالوقوف على خشبة المسرح

• المهندس فاجأها بطلبه الزواج منها أمام الجمهور على خشبة المسرح

• رفض فؤاد المهندس في البداية ترشيحها للعمل معه ... لأنه لم يتخيّل صلاحها للكوميديا
حفل الزمان الجميل بابداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.

البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.


وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن.

تميزت الفنانة شويكار بملامحها ولكنتها التركية التي ساعدتها في الدخول إلى الفن كفتاة أرستقراطية، إلا أن موهبتها كانت أيضًا وراء نجاحها الفني، ورغم أنها انطلقت من أدوار التراجيديا، إلا أنها اشتهرت بالكوميديا أيضاً.

ولدت الفنانة شويكار في 24 نوفمبر 1938، من أب تركي وأم شركسية، وهي شقيقة الممثلة شاهيناز وكانت شهرتها في الستينات من القرن العشرين. عملت في أدوار تراجيدية ثم اكتشف المخرج فطين عبد الوهاب فيها موهبة فنية في الكوميديا، تزوجت من المحاسب حسن نافع، وبعد وفاته تزوجت الفنان فؤاد المهندس وقدما واحداً من أبرز الثنائيات في تاريخ السينما المصرية.

مسيرتها الفنية

ساعدتها ملامحها ولكنتها التركية في الدخول إلى الفن كفتاة أرستقراطية إلى جانب موهبتها. وبالرغم من إمكانية تصنيفها كفنانة كوميدية، إلا أنها بدأت مع التراجيديا التي توافقت بشكل كبير مع حبها للمسرح وعمالقته أمثال فاطمة رشدي وأمينة رزق. وبذلك، ظلت الأدوار الدرامية هي العامل المشترك في بدايتها كما في أفلام «حبي الوحيد» مع عمر الشريف في العام 1960، «غرام الأسياد» مع لبنى عبد العزيز العام 1961، «الباب المفتوح» مع صالح سليم العام 1963.

وفي المسرح التقت شويكار بالفنان فؤاد المهندس في مسرحية «أنا وهو وهي» في العام 1964، حينما كان صديق المهندس وشريكه في الكفاح الفنان عبد المنعم مدبولي يبحث عن بطلة للمسرحية، فوجد ضالته في تلك الفتاة المبتدئة بالسينما، وبالفعل أقنعها بالدور وطلب منها أن تؤديه بتلقائية من دون تدخل منه، وبعد مشاجرة قوية مع المهندس وقع كلاهما في حب الآخر وتزوجا وانطلقا في الوقت نفسه يغزوان خشبة المسرح بأروع الأعمال مثل «السكرتير الفني»، «سيدتي الجميلة» و«حواء الساعة 12».

وبالرغم من ارتباط شويكار مع المهندس بأفلام سينمائية كوميدية عدة مثل «اعترافات زوج» مع يوسف وهبي، «هارب من الزواج» مع أبوبكر عزت، «أخطر رجل في العالم» مع سهير البابلي، إلا أنها قدمت أدواراً عدة جادة ومميزة في أفلام «أدهم الشرقاوي» مع عبدالله غيث، «الشقيقان» مع عماد حمدي، «أمير الدهاء» مع نعيمة عاكف و«الكرنك» مع سعاد حسني.

وفي الدراما التلفزيونية كان للفنانة المصرية إسهامات كبيرة في أعمال عدة مثل «بين القصرين» مع محمود مرسي، «ترويض الشرسة» مع آثار الحكيم، «هوانم جاردن سيتي» مع ليلى فوزي، «امرأة من زمن الحب» مع سميرة أحمد، وكان آخرها في العام 2012 «سر علني» مع غادة عادل.

فؤاد... التوأم الفني وشريك الحياة

التقى فؤاد المهندس وشويكار في الخمسينات، وكان فؤاد حينها قد طلق زوجته الأولى عفت سرور بعد تجربة زواج لم يكتب لها النجاح، وكان قد بدأ في وضع قدميه على طريق الشهرة والنجاح، بينما كانت شويكار تبدأ طريقها الفني، فكانت تحرص على حضور عروض فرقة «ساعة لقلبك» التي حققت شهرة ونجاحاً هائلاً.

ومع بداية العام 1963، كان المهندس على موعد لم يخطط له مع شويكار، ولكن هذه المرة على خشبة المسرح، بعدما رشحها عبد المنعم مدبولي للقيام بدور البطولة أمامه في مسرحية «السكرتير الفني». رفض المهندس ترشيحها لأنه لم يكن يتخيل أنها تصلح للأداء الكوميدي، فمظهرها وطريقتها وأرستقراطيتها لا توحي بذلك، ولكن انتصر ترشيح مدبولي وتوالت بعد ذلك الأعمال.

وفي أحد مشاهد مسرحية «أنا وهو وهي»، استلقى فؤاد المهندس على خشبة المسرح وفاجأ شويكار أمام الجمهور بطلبه الزواج منها... لم تصدق شويكار نفسها، وافقت وأكملا المسرحية. وبعد سنوات حين تحدث المهندس عن التزامه الدائم بالنص ورفضه للخروج عنه، سأله صحافي عن تفسيره لما فعله في هذا العرض المسرحي بطلب يد شويكار للزواج، فابتسم المهندس وقال: «ده روح النص».

وبعد الطلب المفاجئ على خشبة المسرح، لم يتم تحديد موعد للزفاف، فقط حين انتهيا من المشهد الأخير من فيلم «هارب من الزواج» الذي تقاسما بطولته وكان المشهد عبارة عن زفاف وكانت شويكار ترتدي بالفعل فستان زفاف، استغل الاثنان مشهد زواجهما في نهاية الفيلم وقررا أن يتزوجا في الليلة نفسها، وبالفعل ذهب الاثنان وهما بالملابس نفسها التي أديا بها مشهد الفيلم إلى المأذون ومعهما الفنانة زهرة العلا وزوجها المخرج حسن الصيفي الذي كان مخرج الفيلم ومعهما أيضاً شقيقه طلعت الصيفي وتم توقيع عقد الزواج.

وانطلق أشهر ثنائي في الوسط الفني ليقدما معاً مجموعة من أروع المسرحيات مثل «أنا وهو وهي» و«سيدتي الجميلة» و«أنا فين وانتي فين» و«حواء الساعة 12» والعديد من الأفلام الكـــــوميديــــة مثــــل «أشجع راجل في العالم»، «شنبوه في المصيدة» و«أرض النفاق».

وكما تزوجا بهدوء... فبعد 20 عاماً من الزواج انفصل الثنائي الرائع بهدوء أيضاً من دون أي مقدمات، تماماً كما ارتبطا بالنسبة إلى الناس.

لم يدرك أحد لماذا انفصلا، خصوصاً بعد تصريح فؤاد المهندس قائلاً: «هي حبي الأول والأخير، لكن كل شيء قسمة ونصيب وأن العلاقة لم يكن لها نصيب لتمتد أكثر من ذلك».

وقالت هند رستم عن هذا الطلاق حينها: «لقد فقد المسرح المصري ثلث قوته، لكن الثنائي استمرا في أداء بعض الأعمال بنفس الروح، وكان الطلاق جسدياً وبقيت الأرواح متعانقة عاطفياً وفنياً وإنسانيًا».

وعند رحيل فؤاد المهندس في العام 2006، بقيت شويكار معه حتى الساعات الأخيرة، وقالت «سأظل طوال عمري حزينة على فنان ملأ الدنيا ضحكاً وسعادة في الترفيه عن شعبه من المحيط إلى الخليج، فهو رفيق عمري، وعلى رغم انفصالنا لكن علاقتنا ظلت قوية ووثيقة حتى فراقه».

وكانت شويكار خاضت تجربة زواج سابقة من حسن نافع الجواهرجي والذي توفي بعد عامين من الزواج، وتركها مع ابنتها منة الله.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي