No Script

حوار / «بلغتُ الأربعين من عُمري... ولا أقبل رجلاً أضعف مني»

نجلاء الكندري لـ «الراي»: كثير من مذيعينا ومذيعاتنا... «ببغاوات»!

u0646u062cu0644u0627u0621 u0627u0644u0643u0646u062fu0631u064a
نجلاء الكندري
تصغير
تكبير
لن أترك الإعلام في مقابل الزواج... لكنني قد أضحي به من أجل الأطفال فقط

«تو الناس» على العمليات التجميلية وقد أُجريها في منتصف الخمسين
«وينَّا ووين الإعلاميين الكبار»!

إنها المذيعة نجلاء الكندري، تعرب - بتواضع شديد وبوعي أشد - عن أن الوقت لا يزال مبكراً حتى تعتبر نفسها جديرة بصفة «إعلامية»، مردفةً: «فأنا مقدّمة برامج أو محاورة... هذا إذا أردنا (نكشّخ روحنا شوي)»!


«الراي» تحدثت إلى الكندري، التي كشفت اللثام عن ندمها لأنها دخات المجال الإعلامي متأخرةً، مشيرةً إلى أن خشيتها من الشهرة وكراهيتها للسياسة (التي صارت تحبها كثيراً الآن) كانتا من أسباب هذا التأخر!

الكندري أوضحت أن همّها الأول والأخير ينصب على كيفية التحكم في الهواء والضيف والحوار الدائر، مكملةً «أن الإعلامي الحقيقي هو صاحب التاريخ والتجارب الكبيرة ورصيد اللقاءات الرائعة التي لا ينساها المشاهد»، مفجِّرةً قنبلةً عالية الصوت بقولها: «إن الساحة الإعلامية الكويتية تضم كثيراً من المذيعين والمذيعات الببغاوات» وفقاً لوصفها، عازيةً هذا الوصف إلى «أن همهم الوحيد هو البحث عن الشهرة والأضواء مكتفين بما كُتب لهم في ورقة الإعداد».

وتطرقت الكندري إلى قضايا عدة، ليس في الإعلام فحسب، بل في علاقات العمل والزواج واشتراطاتها في «عريس المستقبل»... أما التفاصيل فمكانها هذه السطور:

• منذ أن بدأتِ التقديم التلفزيوني إلى اليوم، ما التطور الذي تلمسينه في شخصيتك؟

- في بدايتي كنتُ أهتم بكيفية النظر إلى الكاميرا والتعامل معها، لكن مع مرور الوقت بدأ هذا الإحساس يتلاشى تلقائياً بحكم التعوّد، وبات همّي الأول والأخير هو كيفية التحكم في الهواء والضيف والحوار الدائر بيننا، وأيضاً متابعة الردود التي من خلالها أستطيع بناء محاور جديدة وليدة اللحظة.

• كيف تصفين نفسك... بالإعلامية أو المذيعة؟

- «وينَّا ووين الإعلاميين الكبار»، فأنا مقدّمة برامج أو محاورة، هذا إن أردنا «نكشّخ روحنا شويّ»، لأنه من منظوري أن الإعلامي الحقيقي هو إنسان صاحب تاريخ وتجارب كبيرة، ويمتلك رصيداً من اللقاءات الرائعة والجميلة التي لم ولن ينساها المشاهد، الإعلامي هو الذي يبدع أينما وضعته ويسرقك بثقافته وأسلوبه، ويجعلك تتابعه في أي مجال كان يطلّ به ومع أي ضيف كان.

• لكننا اليوم في زمن ظهور الكثير من الإعلاميين، والغالبية من جيل الشباب؟

- هذه حريتهم الخاصة، فليمنح كل منهم نفسه اللقب الذي يريده، وشخصياً عندما أقابل الإعلاميين الكبار يشعرون بالضيق وأجد لديهم تحفظاً عن مسألة منح لقب الإعلامي لأي شخص لمجرد أنه يعمل في الساحة الإعلامية سواء كان ناجحاً أم لا.

• هل تحرصين على المساهمة في انتقاء الضيوف والإعداد؟

- أحب اختيار ضيوفي، وهذا الشيء أنا فخورة به، وفي الوقت نفسه أحب أن تكون لي بصمة في الإعداد من خلال دراسة ضيفي جيداً وتحديد الهدف من استضافته بالدرجة الأولى، وأيضاً مشاهدة كل مقابلاته السابقة وقراءة ما كتب عنه وتصريحاته الخاصة في سبيل أن أكون ملمّة به، فأنا بشكل عام لا ألتزم بمسألة الإعداد على الرغم من أنه يصلني كاملاً ومحيطاً بكل الجوانب، لكن صدقني يبقى الحوار دائماً هو المتحكم مع توجُّه الضيف وإجاباته، لذلك من المستحيل الالتزام بالإعداد المكتوب على الورق، وإن فعلت ذلك فسأكون حينها مجرد ببغاء.

• بحسب وصفك... هل في الساحة الإعلامية الكويتية مذيعون ومذيعات «ببغاوات»؟

- نعم يوجد في الساحة الإعلامية الكويتية مذيعون ومذيعات «ببغاوات» وبكثرة، لأن همّهم الوحيد هو الشهرة والظهور على الشاشة، ويظنون أنه تكفي قراءة بعض الأسئلة المحضّرة مسبقاً، ومن ثمّ طرحها على الضيف مع هزّ رأسه علامة على فهمه ما يحصل.

• هل واجهتِ ضيوفاً غير متعاونين في مسألة استخراج معلومة أو الوصول إلى الهدف من اللقاء؟

- كثيراً ما واجهت هذا الأمر خصوصاً مع غالبية المسؤولين، لكن في النهاية أحقق ما أريد، وأستخرج الهدف الذي على أساسه تمّت استضافته. وبشكل عام هناك ضيوف غير متحدثين لأن مهنتهم أن يكونوا أصحاب قرار فقط، وليس أن يكونوا إعلاميين، وهو ما يجعلني أضطر على إعادة صياغة السؤال بأكثر من طريقة غير مباشرة من أجل سحب المعلومة.

• ترين نفسك في البرامج السياسة أكثر أم الفنية؟

- أرى نفسي في البرامج الثقافية و الاجتماعية أكثر، أما البرامج السياسية ففُرضت علي بسبب عملي في قناة «المجلس» الذي وضعني في تحدٍّ كبير وأجبرني على حب السياسة والتعاطي معها برغم أنني كنتُ أكرهها ودائماً ما كنت أكتب في حساباتي الشخصية «أنا أكره السياسة والطائفية»، فاضطررتُ إلى قراءة الصحف يومياً والاطلاع على كل المستجدات والصراعات، والتعرّف على الخصوم وقراءة كل التصريحات المثيرة التي في بعض الأحيان توتّر وتضغط على الأعصاب، وهذا كلّه في سبيل النجاح بعملي.

• تقديمك لهذه النوعية من البرامج، هل أثّرت على حياتك الشخصية؟

- طبعاً أثرّت، فقد جعلتني اهتم بالسياسة التي أصبحت تسري في دمي، ولا شعورياً أصبحت محللة لكل ما أسمع، ومن الناحية الإيجابية أصبحت أمتلك ثقافة سياسية إلى جانب الكثير من العلاقات، وهو أجمل ما يمكن أن يجنيه أي مذيع.

• بعد كل تلك الثقافة السياسية والعلاقات... هل تفكرين في ترشيح نفسك لعضوية مجلس الأمة مستقبلاً؟

- في الوقت الراهن لا أعتقد ذلك، وقد يتبدل قراري وفكري، لكن إلى الآن لا أجد في نفسي ميلاً إلى الجلوس في الكرسي الأخضر، لأن الصراعات التي نراها يومياً شخصيتي بعيدة عنها كل البُعد.

• وهل ترين أنك تمتلكين مقومات خوض تجربة التمثيل؟

- إلى هذه اللحظة التمثيل أمر مرفوض بتاتاً، لأنني لا أرى نفسي ممثلة بل مذيعة، حيث إنني أجد نفسي باحثة عن الحقيقة والمعلومة.

• هل ندمتِ على دخول مجال الإعلام؟

- كلا، لم أندم على دخولي الإعلام، بل ندمي الحقيقي هو أنني تأخرت في الدخول إلى هذا العالم.

• لكنني أعرف أنك كنت تخافين من الشهرة؟

- هذا صحيح، وهو أحد الأسباب وراء تأخري في الظهور الإعلامي، لأنني كنت خائفة كثيراً من افتقادي خصوصيتي وعالمي الخاص عند الظهور في مكان ما، أو خلال السير في الشوارع، لكن اليوم مع وجود هذا الكمّ من المشاهير ممن ظهروا في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا العدد الكبير من الفنانين وغيرهم، جعلوا المجتمع متشبعاً وغير مهووس برؤية المشاهير، وبالتالي عند مشاهدتهم لا تحصل تلك الربكة التي كانت تحصل في الماضي.

• هل هناك إشاعة ما أزعجتك؟

- لا أتذكر أن هناك إشاعة جعلتني أشعر بالضيق، على عكس مقاطع الفيديو التي يتم تقطيعها بحسب وجهة نظر الشخص صاحب الحساب، ومن ثم نشرها، ما يجعل المتلقي يفسّر الأمور بحسب الدقيقة التي شاهدها، من دون مشاهدة الحلقة كاملة ليصدر حكمه.

• هل من الممكن أن تلجئين للقضاء في هذا الشأن؟

- على الرغم من أنني فعلاً تضايقت و«تأذيت وايد»، فإنني إلى اليوم لم أقاض أحداً منهم، لأنه من وجهة نظري أن الإعلامي معرّض، لكن في حال وصلت المسألة إلى حد معين وتعدّت الحدود فسيكون القضاء هو الحل الوحيد بالنسبة إلي.

• معظم النساء تكره السؤال عن عمرهن الحقيقي، فهل لديك الجرأة على البوح به؟

- لا أجد سبباً لإخفاء عمري الحقيقي، لأنه يمثلني وانعكاس لثقافتي وشخصيتي التي وصلت إليها، وأعتقد أنه من الجبن وعدم الشجاعة عدم تصريح المرأة بعمرها، وبالنسبة إلي أحب نفسي كلما كبرت أكثر، ولهذا أنا فخورة بنفسي، واليوم أبلغ من العمر 39 عاماً وبعد أشهر قليلة سأصل إلى عمر الأربعين.

• ما أجمل فترة عمرية مررتِ بها؟

- أجمل فترة عمرية عشتُها هي سنوات الثلاثين كلها لأنها جمعت ما بين الشباب والنضج في الوقت نفسه، والشخص عندما يتذكر كيفية تفكيره حين كان بعمر العشرينات، سيرى أنه كان سطحياً وغير ناضج ومتسرعاً في قراراته.

• وصلتِ إلى مشارف الأربعين من العمر، فهل سبق لكِ أن أجريتِ أي عمليات تجميل؟

- «تو الناس» على إجراء أي عمليات تجميل، فمازلت في عُمر لا يتطلب الخضوع للعمليات التجميلية، لكنني أتوقع في منتصف عمر الخمسين ووصولاً إلى الستين أنني قد أتجه إلى إجراء عمليات الشدّ وغيرها مما تتطلبه مقتضيات السن.

• مع الشخصية القوية التي تمتلكينها... هل ترين ذلك عائقاً لوجود شريك حياة؟

- لا أعتقد ذلك لأن المرأة دائماً تفصل ما بين طبيعة عملها وحياتها الخاصة، وللعلم برغم شخصيتي القوية فإن الإعلام جعلها أقوى. ومع هذا كله أرى نفسي امرأة لطيفة جداً، لكن في العمل تتغير شخصيتي الحقيقية.

• وهل تفضّلين رجلاً أقوى منك؟

- لا أقبل برجل ضعيف، بل أريده رجلاً قوياً من حيث شخصيته وثقافته وقراراته، أريده سنداً لي أجد عنده الحلول عندما أشعر بأنني واقعة في مشكلة. ولا يعني كلامي أن يتحكم فيّ، لأنني أكره القيود، بل يجب أن يحبني كما أنا من دون أي محاولة لأن يغيّر مني شيئاً، أو يطلب مني الخروج من المجال الإعلامي، وإن كانت هذه الأخيرة قد تكون واردةً مستقبلاً، فأضحي بالعمل من أجل أطفالي فقط!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي