No Script

«إسرائيل ستعود إلى عصر الإنسان الأول وإذا استخدمت أسلحة غير تقليدية فسنرد بالمثل»

مصادر قريبة من مركز القرار السوري لـ «الراي»: هذا ما سيحصل إذا فُرضت علينا الحرب

تصغير
تكبير
|بيروت - من علي مغنية ووسام أبوحرفوش|

وضع «التصويب» الأميركي - الإسرائيلي المتزايد أخيراً على سورية من بوابة المزاعم عن تزويدها «حزب الله» بصواريخ «سكود» وعلاقتها بايران وحركات المقاومة، دمشق ومواقفها وقدراتها «تحت المعاينة»، خصوصاً بعد تهديدات تل ابيب بإعادة سورية إلى ايام «العصر الحجري».

وبدا ان الحملة الأميركية - الإسرائيلية على سورية بدأت بـ«توقيت متأخر»، فهي ربما تعود إلى اللحظة التي انعقد اللقاء الثلاثي في دمشق وضمت «صورته النادرة» الرئيسين الايراني احمدي نجاد والسوري بشار الأسد والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

غير ان السؤال المحوري الآن هو كيف ترد سورية على «الحرب الكلامية» التي تشن ضدها؟ وماذا إذا نشبت الحرب التي غالباً ما يكون «أولها كلام»؟ ما سيناريوات دمشق و«محاكاتها» لاحتمالات المرحلة المقبلة؟ وكيف ستواجه؟

المصادر القريبة من مركز القرار في القيادة السورية قالت لـ«الراي» ان اسرائيل هددت بإرجاعنا إلى العصر الحجري «لأنها غير مدركة تفاصيل جهوزية القوات السورية الضاربة والمقدرة التي وصلت اليها الترسانة السورية وأسلحتها الصاروخية المتطورة، والمستوى الذي بلغه العامل الصاروخي عند الافواج الخاصة في المؤسسة العسكرية لمجابهة الحرب المقبلة ضد اسرائيل، إذا كان على سورية خوضها مرغمة».

وأضافت: «صحيح ان اسرائيل سيطرت على مستوى التهديدات العسكرية وتوقيت نشوب اي حرب مستقبلية ضد سورية وحزب الله، وهي تعتبر ان جهوزيتها عالية جداً من خلال المناورات والاستعدادات القتالية على جميع الأذرع (بر، بحر، جو، امن...) المختلفة لديها، لكن الأصح ايضاً ان سورية لم تكن تتفرج ولم تضيع وقتاً».

ولفتت المصادر إلى «ان سورية عملت جاهدة لاقصاء مشاريع التسوية التي أنتجتها اسرائيل وكان القصد منها اسقاط عناصر القوة العربية، بدءاً من كامب ديفيد وصولاً إلى أوسلو ومروراً بوادي عربة، وبذلك استطاعت سورية، ومن خلفها الجمهورية الاسلامية في ايران ودعم حزب الله لها والقوى الاخرى كحماس والجهاد، بناء جدار صلب من الممانعة قادر على الصمود بوجه اسرائيل وحلفائها».

وتابعت «انه رغم ان سورية لم تكشف عن قدراتها العسكرية وكانت خارج دائرة الحرب منذ العام 1973، فهي لم تكن يوماً مكتوفة الايدي، بل عملت وما زالت على مراكمة الخبرات وعلى مواكبة التطورات في الميدان الصاروخي والعسكري، اضافة إلى اساليب القتال المتعددة، خصوصاً بعد حرب يوليو 2006، والتي أنتجت مدرسة قتالية جديدة اتبعها «حزب الله» بنجاح ضد اسرائيل، وكان من نتائجها تطوير سورية لأساليبها وابتعادها عن المنهج الكلاسيكي القديم».

وأشارت المصادر إلى ان «من الضروري ان نلفت إلى ان القيادة السورية واكبت تطور المقاومة النوعي وترعاه يوماً بعد يوم وتملأ الفراغات اللوجستية والعسكرية لكي تستطيع المقاومة برجالها وروحيتها وتدريبها، الصمود ضد إسرائيل لأن الأمنين القومي السوري واللبناني متوازيان ويعملان معاً ضد اي اختراق اسرائيلي ان كان عسكرياً او امنياً».

وأوضحت «ان اسرائيل التي تصدق نفسها بأنها تستطيع اعادة سورية إلى العصر الحجري هي غير مدركة للمفاجآت التي تخبئها لها القيادة العسكرية السورية، تلك القيادة التي باتت مقتنعة بأن لا حرب مستقبلية تجتاح المنطقة الا وتكون سورية مشتركة فيها».

وكشفت عن «ان السيناريو السوري المفترض وفق الاحتمالات القائمة وبعد دراسة قدرات الجيش الإسرائيلي يحاكي الآتي:



* اشعال كل الخطوط الامامية الممتدة من الساحة الامامية الحدودية للبنان، بدءاً من الناقورة غرباً، صعوداً إلى سفوح الجولان شرقاً، اي ما يقارب 16 كيلومتراً.

* ان مسرح العمليات المقبل سيقسم إلى جزءين:

أ: المسرح اللبناني، حيث سيتم استخدام تكتيك الدفاع الثابت مع الاحتفاظ بمناورات دفاعية لاستنزاف التقدم الإسرائيلي بما يتناسب مع اندفاعه، فهذا الاسلوب الدفاعي يتناسب مع شكل جغرافية الأرض الدائرة عليها رحى المعركة.

ب: الجبهة السورية حيث سيتم استخدام الدفاع المتحرك بما تفرضه الجغرافية السورية بأرضها المسطحة، آخذة في الاعتبار التفوق الجوي الإسرائيلي. وعليه فإن التقدم السريع لارتال الدبابات والمدرعات الإسرائيلية يصل إلى ذروته مما يولد انكشافها أمام صائدي الدبابات (الصواريخ المضادة للدروع)، ما سيوفر للمشاهد رؤية مشابهة لما حصل في سهل الخيام اللبناني، والذي اطلق عليه في حرب يوليو 2006 اسم «مقبرة الميركافا».

غير ان هذا المشهد على الاراضي السورية سيكون بالتأكيد اكثر تشويقاً اذ سيمتد، حسب الرؤية العسكرية السورية، على مساحة تزيد على 60 كليومتراً مربعاً، وهي المساحة التي ستتوغل بها الآليات الإسرائيلية في حال نشوب حرب. وهنا يأتي دور الدفاعات الجوية السورية والتي ستعمل مهمة اجراء مظلة جوية محكمة لمجموعات صائدي الدبابات الإسرائيلية.

* الرد المرن والسريع لأي استهداف محتمل ضد البنى التحتية السورية والتي سترد عليه القيادة العسكرية باستخدام الصواريخ الضاربة والمجنحة ضد اهداف اسرائيلية مشابهة. فسورية سيكون في مقدورها اطلاق أكثر من 60 صاروخا بالستيا يومياً وهي الصواريخ التي ستكون موجهة ضد الجبهة الداخلية في عمق الكيان الإسرائيلي إذا ما تجرأت اسرائيل ضد سيادة سورية. وهذا من دون احصاء الصواريخ التكتيكية والتي تستطيع سورية اطلاق اكثر من 600 صاروخ يومياً منها ضد اهداف محددة داخل اسرائيل. والدفاعات الإسرائيلية لن تستطيع ايقاف الصواريخ الوافدة من خلال الغبار الكثيف الذي سينتج عن الحرائق داخل اسرائيل في حال استهداف الداخل السوري.

* القيادة العسكرية السورية ان تتردد في استخدام صواريخ غير تقليدية في حال اخذ الجنون عقول القادة الإسرائيليين واستخدموا الصواريخ غير التقليدية.

* ان سورية اعدت خططاً لضرب الساحل الإسرائيلي على امتداده في حال نشوب حرب ضد لبنان وسورية، وستعمد إلى استخدام صواريخ بر بحر والى احكام الحصار البحري ضد اهداف بحرية اسرائيلية، عسكرية وغير عسكرية، لاغلاق الموانئ الإسرائيلية كافة.

وختمت هذه المصادر بقولها لـ «الراي» ان الجبهة اللبنانية استطاعت وحدها اشغال واستنزاف القوة العسكرية الإسرائيلية بكل أذرعها وأبعاد بعضها عن المعركة منذ بدايتها، «فكيف ستكون الحال إذا ما وحدت المقاومة والقيادة السورية جهودهما العسكرية ضد عدو مشترك قرر ضربهما معاً؟... عندها سيكون من الصعب عدم التكهن إذا ما كانت سورية ام اسرائيل هي التي ستعود إلى عصر الإنسان الأول».





1285... رقم مشروع قانون أميركي

يدين نقل سورية صواريخ إلى «حزب الله»




واشنطن - «الراي»:

في غمرة الاتهامات التي تواجهها سورية بنقل صواريخ «سكود» إلى «حزب الله»، تقدم أمس، عضوا الكونغرس الأميركي، الديموقراطي، اليوت أنغل، والجمهوري مارك كيرك، بمشروع قانون حمل الرقم 1285 «يدين الحكومة السورية نقلها صواريخ سكود الى المنظمة الارهابية حزب الله ولأسباب أخرى».

وتمت احالة المشروع الى لجنة الشؤون الخارجية برئاسة هاورد بيرمان لمناقشته والموافقة عليه بالتصويت ثم يتم ارساله الى الهيئة العامة للكونغرس للتصويت عليه واقراره.

وفي سياق متصل، ذكر خبراء أن تعقب ورصد صواريخ «سكود»، ليس بالأمر السهل، وهذا هو الدرس الذي تعلمته القوات الأميركية والبريطانية خلال حرب الخليج الأولى.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، طالباً عدم كشف هويته، ان تهريب صواريخ «سكود» وقاذفاتها المتحركة إلى لبنان من دون علم أجهزة الاستخبارات الأميركية او الإسرائيلية «أمر ممكن ولكنه صعب».

إلا أن خبراء أكدوا أنه يمكن تفكيك الصواريخ والمنصات المتحركة لتجنب رصدها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي