No Script

حفل تأبين التحالف الإسلامي لناصر الخرافي... لا يمكن للكلمات أن تفي الراحل حقه

بو مرزوق... باقٍ في القلوب

تصغير
تكبير
| كتب باسم عبدالرحمن |

رسمت كلمات المشاركين في حفل التأبين الحاشد الذي نظمه التحالف الاسلامي الوطني للراحل ناصر الخرافي مشهدا وطنيا جامعيا حاول جمع مآثر وصفات فقيد الكويت وسط اعتراف الحاضرين انه «لا يمكن ان تجمع مآثره الكثير من الكلمات التي لا تفيه حقه» واتفاق على ان «الاشارة لبعض مواقف الراحل تكفي لنشر أريج سيرته العطرة».

وشارك حفل التأبين الحاشد الذي استضافته جمعية الثقافة الاجتماعية مساء أول من أمس جموع كبيرة من المواطنين والمقيمين يتقدمهم رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة للتنمية وزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ احمد الفهد ونائب رئيس مجلس الأمة عبدالله الرومي والنواب مرزوق الغانم وعدنان عبدالصمد وعلي الراشد وحشد كبير من المحبين.



الخرافي

شقيق الراحل، رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بدأ حديثه بالتعليق على خاتمة القصيدة الشعرية التي ألقاها الشاعر فايز أبوالحسن بكلمات متحشرجة، قائلا «انني اشعر بأن المرحوم ناصر (راح وخلانا وان كان رحل بجسده فما خلانا) والدليل انه ترك لنا ارثا من خلقه ومبادئه وحسه وكل ما يجب ان نورثه للجيل القادم».

وقال الخرافي ان «الوحدة الوطنية هي اساس اهل الكويت ومحبة بعضهم لبعض، مهما اختلفوا فتظل المحبة والالفة هي المقياس»، متمنيا ان «نستفيد منه مما تركه لنا الفقيد من ارث، فالمحظوظ هو من خلّف مثلما خلّف شقيقي بومرزوق».

واعرب الخرافي عن عميق شكره الى التحالف الوطني الاسلامي والقائمين عليه وكل من ساهم في تأبين شقيقي كما اعرب عن شكره وتقديره باسم عائلة الخرافي لكل من واساها في فقيدنا الغالي طيب الله ثراه ما ترك الاثر الطيب في نفوس العائلة وتحملها هذا المصاب، مثمنا دور الشعوب والحكومات الصديقة بمبادرتهم في تأبين الفقيد.

وقال الخرافي ان «الافكار تستعصي علي وتخونني الكلمات من صعوبة الموقف، فلم يدر بخلدي اني سأقف يوما لارثي شقيقي وأعدد مآثره برغم ايماني الراسخ بقضاء الله وقدره»، مضيفا بأن «لحظة الفراق كانت من اصعب اللحظات فكان المرحوم ناصر الاخ والصديق ورفيق درب الحياة الصعبة وكان السند والمعين في محطات الحياة، نفرح معا ونحزن معا لم نفترق إلا في اللحظة الحزينة حينما صعدت روحه الى بارئها».

واضاف: «لا اعلم كيف ابدأ بالحديث عن ناصر الشقيق ام الصديق ام ناصر البار ام ناصر رمز العطاء والمسيرة وقصة النجاح ام ناصر المحب لوطنه والمخلص لامته العاشق للمقاومة من كل طيف وطائفة»، منتهزا الفرصة «للتقدم بالشكر الجزيل لسماحة السيد حسن نصرالله على رسالته التي اثرت فينا اكبر تأثير واتاحت لشقيقي ان يبين انه كان يعشق المقاومة وايمانه انه لم يبق لنا ان نفخر بمقاومته وما حققه من كرامة ليس للبنان فقط انما لامة العرب والاسلام جمعاء».

وتابع الخرافي: «لقد كان اخي ناصر في كل محطات حياته انسانا كبيرا ورجل مواقف لمسنا فيه الضمير الحي وعرفنا فيه مواقف الشهامة والرجولة والشرف وحسن المعاملة ولطف المعشر وصدق القول، ولم ننس ما غمرنا به من اخلاق كريمة فما ينظر اليه ناظر إلا ويجد وجهه تعلوه ابتسامته التي يتقطع قلبي كلما أتذكرها».

وزاد ان «الفقيد رحمه الله لم ينزل في ساحته ضيف إلا وكان نموذجا للكرم والسخاء، فقد عرفناه قليل الكلام كثير العمل عفيف اللسان لين القلب، فكان نعم المواطن في وطنه ونعم الاب في اسرته ونعم الاخ لاخوانه ونعم الصديق لكل من صادقه، وعلى نفسه تبكى العيون وتحزن القلوب».

وعرض الخرافي لمقولة للراحل قائلا «كان يردد دوما ان المال والجاه الى زوال ولا يبقى الا مرضاة الله والعمل الصالح وحب الناس الذي احُطنا به من ايام العزاء حتى يوم هذا التأبين ويزيدنا له حبا على حبه»، مؤكدا ان الفقيد «شدد على ان عالم الاعمال يجب ان يكون جزءا من نسيج وطنه بعد ان ساهم في تنمية وطنه واثبت ان امته العربية تستحق العطاء ولا تتبدل الاحسان بالنكران».

واوضح الخرافي اننا «لن ننسى خصاله الانسانية الرفيعة وانتماءه لوطنه وعشقه لترابه كما اننا لن ننسى مواقفه العربية والاسلامية»، مخاطبا روح الفقيد بقوله «عزاؤنا انك حي في قلوبنا بما قدمته من اعمال جليلة صالحة نشهد لك بها امام الخالق»، داعيا الله ان يتغمده بالرحمة وان يدخله فسيح جناته وان يجعل ابناءه خير خلف لخير سلف وان يمنحنا جميعا الصبر والسلوان.

الفهد

واستهل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة للتنمية وزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ احمد الفهد كلمته بالقول ان «الانسان لا يستطيع إلا ان يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله في هذا الموقف في تأبين شخصية عزيزة على قلبي وقلب اهل الكويت لانه كان عما ووالدا بحكم قربي من عائلته الكريمة وفق التقارب الموروث منذ الاجداد».

واضاف: «لقد حظيت بقرب كبير وقلب اكبر يستوعبني ويقدم لي النصيحة والارشاد ونستنير برأيه دائما لما فيه الخير لدولتنا وامتنا العربية والاسلامية»، شاكرا جهود التحالف الوطني الاسلامي في تأبين الراحل ناصر الخرافي.

واكد الفهد ان «التأبين هو رد جميل وعرفان بمثال نقتدي به ونعتبر منه»، شاكرا جميع حضور التأبين نيابة عن رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي واسرة الخرافي الكريمة التي دأبت على عمل الخير في مجتمع الكويت.

واشار الى ان «العم بومرزوق رحمه الله لا يمكن ان تجمع مآثره الكثير من الكلمات التي لا تفيه حقه»، مضيفا ان «بصماته ودوره باقيان وهو الامر الذي يبحث عنه الانسان ليترحم عليه احد في الدنيا وهو في دار الآخرة»، ومبينا ان «التكاتف الذي لمّ الجمع في تأبين الخرافي ما هو إلا تبيان لما يراه الانسان من عمله كله في الدنيا».

وعرض الفهد لعدد من الاسقاطات التي تناولت مآثر الراحل ناصر الخرافي رحمه الله بعد خطوات وبصمات كبيرة رسمها في الاقتصاد المحلي والعربي والاسلامي والعالمي ودعم المقاومة وتحيزه للقومية العربية التي تبرز سيرته العطرة.

وقال الفهد: «انني بعد البحث في خصال الكويتيين الاوائل المؤسسين ما من خصلة لم اجدها في ناصر الخرافي رحمة الله عليه، فهم الذين كانوا حريصين على وطنهم وطوروه من ارض جرداء الى دولة عامرة ومستقرة».

وزاد الفهد: «كان الراحل يبحث عن المبادرات والاسواق الخارجية وفي مقدمتها الاسواق العربية لايمانه بقوميته العربية وبرغم ان رأس المال ينعت بالجبان إلا ان الراحل ذهب باستثماراته الى اسواق العرب بكل اصرار وقد نجح في ذلك».

وتابع الفهد ان «الخرافي حرص على ان يؤدي دوره الاجتماعي والانساني والخيري والذي تبين في ايادي آل الخرافي البيضاء من خلال صندوق الخرافي الخيري في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية والانسانية والخيرية كعادة اهل لكويت الاوائل».

وأضاف: «ان كنا نؤبن هذه الشخصية الغالية على قلوبنا وندعو الله سبحانه وتعالى ان يتقبلها في فسيح جنانه إلا اننا نطمئن إلى هذا الوطن الغالي طالما كان هناك رجالات تستطيع حمل المسؤولية واستمرار السيرة الجميلة لهذا الوطن».

واوضح الفهد قائلا ان «ما شهدناه في الايام البسيطة الماضية وما ذكره المؤرخون عن جرأة الخرافي في كلمة الحق، وانه لا يربط بين ماله وموقفه وغيرها من الصفات التي لا يختلف عليها اثنان وشهد عليها المئات والآلاف من داخل الكويت وخارجها ظهر جليا في يوم المحشرة ويوم العزاء تلك الذكرى الاليمة بعد ان وجدنا أهل الكويت بكل أطيافهم وشتى اجناسهم كأمواج البحر يحضرون الجنازة والعزاء وهي سمة اهل الكويت التي تجعلنا دوما نتحد في الواجبات الاجتماعية والمشاعر»، داعيا الى الاقتداء بمثل هذا الحدث.

واردف قائلا ان «ما شهدناه من تلاحم اجتماعي في ذكرى الغزو الغاشم وتحرير الكويت واعادة بنائها والذي تجشم مرة اخرى في يوم المحشر يوم وفاة المرحوم ناصر الخرافي يجعلنا نعتبر ونؤكد من جديد ان الكويتيين (ما لهم) إلا الكويتيين».

واشار الفهد إلى «موقف ثوار مصر في ثورة 25 يناير الذي أتى سريعا في وقفتهم الجماهيرية المؤبنة للخرافي لدحض الأقاويل والاشاعات، كما أتى الكلام الاجرأ من الحكومة المصرية الجديدة حينما صرح رئيس وزراء مصر الجديد الدكتور عصام شرف الذي شدد على دور العم ناصر الخرافي في اعادة تأهيل الاقتصاد المصري».

واضاف الفهد ان «الانسان يجب ان يعلم انه في يوم الحق لن يبقى إلا الصدق الذي صدق عليه اخواننا الثوار في مصر»، لافتا الى ان «يوم عزاء الفقيد الذي جمع الفرقاء من خارج الكويت من مصر ولبنان وغيرهما من دول اخرى ليعلنوا توحدهم في هذا اليوم يعطينا العبرة والعظة ان النسيج الواحد للمجتمع الواحد جمعه الراحل حتى يوم رحيله»، معلنا «مناصرة الوحدة الوطنية في يوم تأبين ناصر الخرافي من خلال جمعنا الذي نظمه التحالف الوطني الاسلامي والذي نشكر عليه الشيخ حسين المعتوق واخوانه والكويتيين لحرصهم على مواساة اسرة الخرافي». ولفت الى ان «الانسان لا يتبقى له إلا عمله الصالح وتذكره بالخير لا بالمناصب»، داعيا الله تعالى ان يتغمد الفقيد ناصر الخرافي برحمته ويرزق اهله الصبر والسلوان وان يحفظ الكويت من كل مكروه ويثبت ولي امرنا سمو امير البلاد وان يجمع شمل الامة العربية والاسلامية وان يحقن دماء شبابنا، مختتما كلمته بالتأكيد على انه «مهما كانت الامواج عاتية ستبقى الكويت شامخة ما دامت هذه المشاعر الطيبة سائدة في ظل قيادتها الحكيمة».

الرومي

من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الامة النائب عبدالله الرومي ان «حفل التأبين للراحل ناصر الخرافي يعبر عن صلة اهل الكويت ببعضهم البعض ويبين تعاضدهم وتراحمهم ويبرز اللحمة الوطنية الكويتية».

وقال الرومي ان الفقيد ناصر الخرافي «لم تربطني به علاقة ولم تتعد لقاءاتي به سوى مرات قليلة في المناسبات اثناء زيارته لرئيس مجلس الامة اثناء فترة الانتخابات، إلا ان ما استوقفني حقيقة ما شهدته في المقبرة والذي لم أر مثيلا له من قبل من رجالات الكويت بعدد غير مسبوق من قبل الى جانب حضور عدد كبير للجنازة من غير المواطنين، وجعلني افكر كم عدد الاسر التي كفلها الراحل بفتح باب الرزق لها؟». وتطرق الرومي في حديثه عن مآثر الفقيد إلى «الاحاديث التي دارت بشأن الثورة المصرية وسحب الاراضي من اسرة الخرافي في مصر لوقوعها في شبهة فساد الى ان اتى الرد من الحكومة المصرية حينما اتى نائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل معزيا بالفقيد والرد الابلغ من شباب ثورة 25 يناير الذين قاموا بعمل مجلس تأبين للفقيد ما يدل على الغرس الطيب لرجل طيب ويؤكد ان الكويت فقدت رجلا من رجالها الاوفياء الذين بنوا مؤسسات اقتصادية وتنموية ضخمة ليست في الكويت فقط انما في العديد من دول العالم».

واضاف الرومي ان «الراحل ناصر الخرافي رحمه الله لم يبن مؤسسة تعود بالخير له ولاسرته الكريمة انما تعود على الكويت بالنفع لتوثيق علاقاتها بالدول التي بها اعمال الفقيد ومشاريعه وما خلفه من لم شمل الكثير من الاسر وتوفير سبل العيش لهم، سائلا العلي القدير ان يتغمده برحمته ويدخله فسيح جناته.

الغانم

وقبل ان يتحدث ابن شقيقة الراحل ناصر الخرافي النائب مرزوق الغانم نقل اعتذار والدته الدكتورة فايزة الخرافي عن عدم حضور التأبين لظروف صحية ألمت بها بعد وفاة الخرافي، ناقلا شكرها للتحالف الوطني الاسلامي والقائمين على عقد هذا التأبين.

وقال الغانم: «برغم كل ما اشعر به من فخر واعتزاز ان أتحدث عن مآثر فقيد الكويت والامة العربية والاسلامية المرحوم ناصر الخرافي، كنت اتمنى ان يكون الحديث عن غير فارس الوحدة الوطنية كي اتحدث مطيلا غير مختصر، ومغدقا غير مقتصد، لا تحرجني قرابة الدم فأتواضع على حساب الحقيقة، ولا اخشى مظلمة الادعاء فأقف عند الخطوط العريضة، إلا ان ما يهون عليّ الامر ان الحديث عن قمة بهذا الشموخ لا يحتاج الى قرابة».

واضاف الغانم ان «من روعة القمم انها تكون من فوق وتنظر عن بعد فالحديث عن شخصية بهذه القامة تكفي فيه باللمح والاشارة ولا يحتاج الى اطالة العبارة»، لافتا الى قول الامام علي «(لا تستوحشن طريق الحق لقلة سالكيه)، ولم يستوحش الفقيد طريق الحق فاختار هذا الطريق منهجا ومسلكا لم يحد عنه رغم قلة سالكيه والشوك المنتشر في دروبه».

وأوضح ان «الاشارة لبعض مواقف الراحل تكفي لنشر أريج سيرته العطرة بعد ان قام رحمه الله بنشر اعلانات في الصحف الاميركية والبريطانية لصور اطفال غزة مجسدا جرائم الكيان الصهيوني ومخاطبا بها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش حينما سأله في اعلاناته عن تعريف الارهابي وان كان هو من يدافع عن ارضه وعرضه وشعبه وكرامته ام من يقوم بقتل الاطفال والابرياء العزل».

وزاد انه «لم يجرؤ على ذلك إلا ناصر الخرافي لا من تحميه الجيوش والقلاع بعد ان قام مجاهرا في العلن لا السر بدعم المقاومة الاسلامية اللبنانية الشريفة الابية غير مكترث لما قد يحل به جراء ذلك وكانت شهادة سماحة السيد حسن نصر الله القائل في ديوان الخرافي يوم عزاء فقيدنا (ان شعورنا بالخسارة لا يوصف بفقدنا رجلا كريما كان مناصرا للمقاومة في لبنان وفلسطين ومحبا للمقاومين ومدافعاً عنهم ايام الشدة والمظلومية وداعيا للوحدة والتلاقي سواء بين المسلمين او العرب او اللبنانيين انفسهم)».

واستمر الغانم في سرد شهادة نصرالله قائلا على لسان الاخير «كان فقيدنا ناصر الخرافي داعيا للوحدة لا للفتنة وكان صوتا للصمود والثبات لا صوتا للهزيمة وتثبيط العزائم، كان رائدا للاعمار والبناء لا الهدم والتخريب، واشهد ان هذا الحب والعناد كان لله وفي سبيله لا من اجل حطام هذه الدنيا».

واشار الغانم إلى ان «الراحل الخرافي وقف صرحا شامخا امام مثيري الفتنة على خلفية قضية التأبين وفي وجه سراق المال العام الذين ارادوا تقويض شريحة مهمة من الشعب الكويتي غير مكترث او عابئ باللائمين لوأد فتنة طائفية لا يعلم مداها إلا الله وحده».

ولفت الغانم الى «انني حينما تلقيت نبأ وفاة فقيدنا وانا في مهمة رسمية خارج الكويت مع شقيقه رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، كنت اعتقد أني بمثابة احد ابنائه من القلائل الذين فقدوا الصدر القوي الداعم والفكر المرشد الناصح، لاكتشف انه كان والدا للجميع وناصحا للكثيرين وداعما لاصحاب المبادئ حنونا على الضعفاء معينا للفقراء فرثته الامة من محيطها الى خليجها وحزنت عليه».

وقال الغانم نيابة عن نفسي وعن ابناء الراحل ناصر الخرافي اعرب عن شكري وتقديري لكل من ساهم في هذا التأبين، مختتما كلمته التي وجهها للحضور بقوله «ايها الشرفاء الاوفياء انتم للوفاء عنوان وللاخلاص مثال بل انتم درس للوفاء والاخلاص»، شاكرا ابناء ناصر الخرافي الذين اثروني على انفسهم في التحدث باسمهم، داعيا للفقيد بالرحمة وجنة الخلد كما دعا لابنائه بالتوفيق والسداد.

عبدالصمد

بدوره تحدث النائب عدنان عبدالصمد عن مناقب الراحل ناصر الخرافي مستشهدا بقول الامام علي ابن ابي طالب (ليس الزهد ألا تملك شيئا لكن الزهد ألا يملكك شيء)، «فلا يكون الانسان عبدا لزخارف الدنيا وزينتها ويصبح حرا ابيا لا يخشى في الله لومة لائم فتكون المواقف الشامخة والمواقف الراسخة التي مثلها جميعا ناصر الخرافي».

وقال عبدالصمد ان الراحل «كان كالجبال التي لا تزعزها العواصف المغبرة بعد ان كان عنوانا للوحدة الوطنية التي نحن احوج ما نكون اليها في هذا اليوم في الوقت الحرج الذي يثور فيه الكويتي الحقيقي فعندما نقول ناصر الخرافي يكون الانتصار لفلسطين التي لم يكن مؤيدا لها مع المقاومة اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني فحسب بل شريكا اساسيا لها».

واضاف عبدالصمد ان «القضية الفلسطينية كانت همه الاكبر فبذل الجهد والمال لتوصيلها الى العالم قاطبة عبر وسائل الاعلام العالمية مستذكرين جهوده مع كبريات الصحف العالمية الاميركية والبريطانية من اجل نشر اعلان مدفوع الاجر على مدار 3 ايام يستنكر فيه تصريحات الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش ويدافع عن المسلمين وقضاياهم ويكشف جرائم الصهاينة ضد المسلمين للتغلب على التعتيم الاعلاني العالمي لقضايانا القومية».

واكد عبدالصمد ان «جهود الراحل كانت في وقت تخلى فيه عن القضية الفلسطينية اكثر من اعتبرها اولى اولوياته في زمن تكالب فيه على المقاومة الاصدقاء قبل الاعداء وضاعت القضية كما قال الفقيد ناصر الخرافي بين عدو فاجر وصديق غادر مما جعله رحمه الله يستحق بكل جدارة ان يكون بطلا قوميا في ظروف كانت الشعارات القومية لعق على السنة الكثيرين».

ولفت الى ان «الراحل كان متألقا في مواقفه في زمن اغبر شح فيه الرجال وعزت فيه المواقف فكان على الغصن هزارا ووسط الموجة زورقا ووسط الليل بدرا كلما اسود ظلام يتألق رغم صعوبة الطريق الذي سار فيه والاخطار والتهديدات التي واجهها الا انه اصر بعناد بناني وثبات الهي على الاستمرار في طريق الحق»، داعيا للمرحوم ناصر الخرافي كرم المثوى وجنة الخلد والهم اهله ومحبيه وكل الاحرار في العالم الصبر والسلوان.

الوزان

عضو غرفة التجارة والصناعة عبدالوهاب الوزان اشار إلى ان «تاريخ الكويت مليء بالرجال الافذاذ الذين تبقى ذكراهم الطيبة في العقل لا يمحوها الزمان ولا تطويها ذاكرة النسيان، بعد ان بقيت اعمالهم متجسمة في القلوب تشع نور الاجيال على مر السنين».

وقال الوزان ان «هؤلاء الرجال ابطال كل العصور بما قدموه من اعمال ومساهمات رفيعة ترفع شأن الوطن والمواطن ومنهم الراحل ناصر الخرافي الذي حل نبأ موته علينا كالصاعقة، فخسارتنا فيه عظيمة ليس على مستوى الكويت فقط انما على مستوى العالمين العربي والاسلامي اللذين توافدت جموعهما مع جموع المواطنين من كل الاطياف لتشييع جثمان الفقيد الطاهر ليس للمجاملة لكن حبا وتقديرا للرجل الانسان الذي لم تمنعه اعماله من لمسات الحب الابوية لكل من تعامل معه او صادقه».

واضاف ان الفقيد «تمتع بعلاقات صداقة قوية مع النخب الحاكمة في دول العالم وكان يحظى بالثقة والاحترام من قبل رجال السياسة والاقتصاد في هذه الدول وكان محل ترحيب وحفاوة اينما حل»، لافتا الى ان «الفقيد بكته الشعوب وابنته الدول».

واعتبر الوزان ان «الفقيد كان مدرسة للاقتصاد بعد ان اكمل مسيرة والده محمد عبدالمحسن الخرافي رحمه الله الذي ساهم بأول واكبر مشاريع التنمية الاقتصادية الوطنية مثل البنك الوطني وشركة البترول الوطنية وشركة الناقلات وغرفة تجارة وصناعة الكويت وكبرى الشركات الاستثمارية وعلى رأسها مجموعة الخرافي التي انتقلت من المحلية الى العالمية بمساهمتها في تأسيس عدد من المشاريع البرى في مصر ولبنان وتونس والمغرب والعراق وغيرها من الدول العربية والاوروبية».

وبين ان «فقيد الكويت قدم نموذجا واقعيا للوطن العربي تسامى وتجاوز كل التحديات المصطنعة وساند قضية العرب في فلسطين وتعزيز المقاومة بالكلمة والمال واختلطت الكرامة القومية بالحس الانساني الرفيع الذي دفعه للمساهمة في مساندة مصر عقب هروب رؤوس الاموال منها نتيجة احداث الارهاب التي شهدتها مصر في بداية التسعينات من القرن الماضي كما قام بدعم انشاء البنية التحتية لاعادة اعمار لبنان». واختتم الوزان كلمته بقوله «لقد رحل ناصر الخرافي الانسان وبقي ناصر الخرافي النموذج في حبه الصادق لوطنه العربي بكل طوائفه الدينية، كنموذج كويتي يحتذى به ليكون هناك اكثر من ناصر، فما احوجنا اليوم الى ان نلعب دور الفقيد في مناصرة قضايا الكرامة وبناء الانسان ماديا ومعنويا، وكلنا ثقة في ان الكويت التي جمعت شمل الاخوة العرب قادرة على تخليد ذكرى الفقيد بما يستحقه بعد انجازاته وعطائه اللامحدود الذي لن نستطيع مهما قلنا ان نوفيه حقه جزاء بما قدمه لشعبه واهله وللوطن العربي»، داعيا له بالرحمة وطيب المثوى.

المعتوق

اما امين عام التحالف الوطني الاسلامي الشيخ حسين المعتوق فقد عبر عن شعوره بالاسى لفقدان الراحل ناصر الخرافي «فكان رجلا عاش آهات الفقراء والمحرومين اينما كانوا سواء في الدول العربية او غير العربية».

وقال المعتوق ان «الفقيد كانت لديه رغبة ملحة في الوحدة الوطنية والعربية ونبذ الفرقة والشرذمة والفتنة»، لافتا الى ان «السيد حسن نصرالله (الأمين العام لحزب الله اللبناني) قال عنه اننا غير قادرين على جزاء هذا الرجل بعد دعمه للمقاومة اللبنانية واستطاع كسر صمت كبير ووقف الى جانب المقاومة والوحدة الوطنية فاضحى رمزا من رموز الكويت وابرز اعلامها الذين نفتخر ونعتز به».

وعزا المعتوق الفخر بالفقيد الى سببين الاول انه «لا يكون فينا خير ان لم نكن اوفياء لهذا الرجل العظيم اما السبب الثاني ينطوي على ترسيخه مدرسة الشهامة والكرامة والانسانية ولم تقف الدنيا ولا الثروة ولا الضغوط امام موقفه ومبادئه»، معزيا الكويت والوطن العربي وعائلته وابنائه بفقدان الخرافي.

بوخمسين

من جانبه اكد جواد بوخمسين ان «سنة الحياة ان الله خلق البشر وبث فيهم الروح امانة ليعمروا هذه الارض وحينما يحين الموعد يسترد امانته فيعود كل الخلق الى البارئ».

وقال بوخمسين ان «الراحل ناصر الخرافي نذر نفسه وحياته من اجل فعل الخير فكان الانسان الكريم المعطاء الذي يفعل الخير سرا وعلانية ولا تعلم شماله ما انفقته يمينه»، لافتا الى ان الراحل كان بلسما لجراح المصابين وناصرا للمظلومين ومساعدا للمحتاجين ومنبع خير للمحرومين كما كانت دروسه عملية ما يجعلنا نستبشر خيرا بابنائه الذي سيسيرون باذن الله على دربه وخطاه».

واضاف بوخمسين «لقد حزن الكبار على رحيل ناصر الخرافي وافتقده الكبار والصغار بعد ان كان قدوة للجميع يتعلم منه الصغير والكبير وكان خير عون للمحتاجين استطاع باعماله ان يكون نبراسا للاخرين كي يحذوا خطاه».

المتروك

بدوره عبر علي المتروك عن «صعوبة الموافقة على التحدث في حفل تأبين المرحوم ناصر الخرافي حيث ان المتحدث عن مناقبه لن يجد الكلمات المناسبة التي يعبر فيها عما يجتاح النفس من مشاعر واحاسيس».

وقال المتروك ان الفقيد «توسع بمشاريعه في اكثر من بلد على حساب راحته الشخصية لدرجة انه لم يترك وقتا يخلو فيه لنفسه وهو التساؤل الذي طرحته عليه في احدى المرات التي التقيت الفقيد فيها فكانت اجابته ان عزاءه الوحيد ان هناك اكثر من 150 الف موظف يعملون في هذه المشاريع ويفتحون بيوتهم وينفقون على اسرهم وهو الامر الذي كان يغمره بالرضا والسعادة»، معلقا بقوله «وقتها ادركت ان هذا الرجل لديه حس انساني مرهف». واضاف المتروك ان «المرحوم ناصر الخرافي نقل الكويت التي تعيش في قلبه الى 25 بلدا بمشاريعه الحيوية الناجحة كاحسن سفير يحمل بقلبه قضية وطنه الكويت»، لافتا الى انه «كان من اصحاب المبادئ التي خرجت من جلباب الطائفية البغيضة واستشرف مستقبل الامة العربية والاسلامية فخرج مغردا خارج السرب من مواقف نابعة من عقيدة راسخة حتى وان كلفته كثيرا ممن اختلفوا معه في الرأي الذين احترموا رأيه وتمثل ذلك في تلك الجموع التي جاءت لوداعه الى مثواه الاخير».

فوزية الصباح

من جهتها عبرت المحامية الشيخة فوزية الصباح عن عميق حزنها بفقدان العم ناصر الخرافي رحمه الله «الذي حمل مشعلا لتنمية المبادئ الراسخة طوال حياته داخل وخارج الكويت».

وقالت الصباح «مهما قلنا فلن تسعفنا الكلمات في حق فقيدنا ولن نوفيه حقه بعد بصماته الانسانية والخيرية والاقتصادية بعد ان قاد التأسيس والتطوير الاقتصادي في الكويت والوطن العربي فكان قدوة لكل رجال الاعمال».

وذكرت ان «الخرافي لم يؤسس اكبر الشركات والمشاريع الاقتصادية فقط انما اسس ورسخ في اذهاننا الاخلاق والمبادئ التي ورثها من عائلته المعروفة بحب الخير منذ القدم»، لافتة الى ان «الكويت قد خسرت رجلا من خيرة رجالها وخسر الوطن العربي رجلا اقتصاديا لا يمكن تعويضه».

العطار

من جهته عزى نائب رئيس جمعية الثقافة الاجتماعية الدكتور عبدالنبي العطار الشعب الكويتي واسرة الخرافي والامة العربية والاسلامية بوفاة المرحوم ناصر الخرافي، وقال ان «الله تعالى اختار الخرافي الى جواره لكن الكويت مليئة بمئات الالاف من المرحوم ناصر الخرافي، الذي ترك ثقافة المواطنة والوحدة الوطنية».

واضاف العطار ان «الفقيد لم يكن نموذجا فردا انما كان نموذجا كويتيا أينما حل حل معه الخير»، معلنا «اطلاق اسم ناصر الخرافي على قاعة المسرح الرئيسية الخاصة بجمعية الثقافة الاجتماعية».

الكاظمي

على صعيد متصل، قال الحاج عبدالمطلب الكاظمي اننا «فقدنا ذلك الرجل الكبير الذي مثل الصدق والعطاء والوفاء»، مضيفا ان «حكمة الله ان يرفع روح الفقيد الى قدسه الاعلى»، ودعا لاهله ان «يسيروا على نهجه ليكونوا الخلف على خطى السلف»، معربا عن خالص تعزيته في وفاة المرحوم ناصر الخرافي.

حجيج

أخيرا قال رجل الأعمال اللبناني حسن حجيج «انني كنت انتظر كل صباح لقاء لا ينتهي مع العم ناصر وكلما رن الهاتف اسرع الاجابة لعله يريد مني ان افتح قارورة الزعتر البلدي الذي يهب بأشواق الجنوب اللبناني، ولم اصدق انه قرأ علينا كتاب الوداع الاخير وانه عاد من شرفة النيل محمولا على ايادي الريح والبرد».

واضاف حجيج: «ها قد عاد العم ناصر الى الكويت الحبيبة وها نحن العم جاسم ومرزوق والعائلة وانا من العائلة حملناه الى مثواه الاخير ليرتاح الى التراب لعله ينام فلم يكن ينام وفلسطين تطلق كل يوم صرخة اوجاعها وهي تودع كل يوم جنازات جديدة لفراشات الحرير».

واوضح انه «قبل سنوات على طريقة اليد الرسمية الكويتية التي امتدت تبلسم جراح لبنان وتقوم باعمار ما دمرته اسرائيل اصر الفقيد ان يصعد اعلى قمة للمقاومة الى مارون الراس حيث يمتد الجليل الفلسطيني شمالا ويمتد الجنوب اللبناني جنوبا حيث تقع العين على جبل الشيخ، وفي مارون ايقظ العم ناصر الشمس وفتح باب الصباح ليعود الضوء داخل البيوت التي اعاد اعمارها».

واشار حجيج الى ان «العم ناصر اصبح له يد في كل شيء في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث الدمار الذي يحتل صورة المشهد وحيث كانت الامهات يجلسن على حجارة المباني المهدمة فجاء مادا يده البيضاء وبادر الى اعمار جسر الغار من اجل ان تعبر الامة الى حقها، وانتبه الى انتباه الكويت الى احلام لبنان بألا يبقى الليطاني يجرجر نفسه من منبعه في البقاع الى مصبه في بحر صور دون ان يلتفت الى عطش الناس وعطش الارض».

وبين انه «بناء على توجيه سمو امير البلاد مولت الكويت مخطط مشروع الليطاني وري ضفته الجنوبية «وتجرأ العم ناصر على القبول بالتزام المشروع الذي كانت اسرائيل ولا تزال تمانع في الاقدام عليه»، مشيرا الى ان «الفقيد انفرد بحدة النظر الى ضفاف النهر فرأى اصدافا مستديرة بين الحصى فعرف انها عيون الفلاحين الذين دافعوا عن النهر والبر ودحروا المحتلين بعيدا عن الليطاني ثم جددوا انتصارهم في صيف 2006 رغم عطشهم واوفاههم المملؤة بالشمس والتراب».

وتلا حجيج اناشيد حزينة «ها انني اسمع نشيد الماء.. ها انني اسمع نشيد التراب.. ها انني اسمع نشيد الناس»، مؤكدا انها «كلها اناشيد حزينة عليك ابا مرزوق المحب المتوجع على الناس»، مخاطبا روحه «ايها الغني بالناس ايها العربي بامتياز ايها الكويتي بصدق، ها أنت تودعنا وقد تركت وصيتك بألا تدع الفتنة تدخل بيوتنا بان نطردها من الشرق والا نقبل بوجود خطوط تماس بين المسلمين، وبأن يذهب كل منا ويتعبد كما يريد وبأن يرفع يده بدعاء الوحدة وبأن نكون متوحدين ازاء اسرائيل لأن من كانت اسرائيل عدوه فهي عدو كاف».

وتابع حجيج في اطار مخاطبته لروح الفقيد «ثم ها اني وقد كنت امين اسرارك الجنوبية وكنت احمل منك الى الناس كل ما يبلسم جراحهم، ها انت ذا وها هو الجنوب من لبنان بل من كل لبنان يهديك مواسمه الخضراء والوان ربيعه ونكهة ترابه وزقزقة عصافيره المولودة في حواكير الحرية، ها انا ايها العم العزيز وقد ودعت اخي الى مثواه الاخير منذ اشهر ولا يزال الحزن يسكن قلبي، ها انا اصبح جسدا للحزن الدائم عليك وذاكرة لما علمته عنك ولما تعلمته منك وانا لم أتعلم سوى محبتك الرائعة المولودة كنهار وعشق لبلاد العرب يعرش كدالية الكروم والشمس وكف مفتوحة كبيدر القمح».

واستطر حجيج «ها نحن في الجنوب لانك كنتنا في حضورك ورحيلك لم نعد نهاجر الى الليل ولم نعد الغبار الذي ينام على الغبار، ها نحن نفسر احلامنا بمزرعة الشمس وبمركبة الضياء وها نحن في الطليعة صديقك الأحب نبيه بري والجنوبيون المولودون في حقول التبغ الذين تمتد جذورهم في التراب كالزيتون ها نحن نسأل الله سبحانه وتعالى ان يسكنك فسيح جناته».

واختتم يكفيك «يا عم ناصر أغلقت عيونك على حلم يتحقق بقيامة الناس المنادية بالحرية وان أبناءك الشباب في كل الاقطار يترعرعون ويكبرون في الضوء ودون خوف، وانا يا سيدي ايها الحبيب يا عم ناصر يكفيني منك اني عشت في زمنك ومعك وانك أحببتني من القلب وهو الحب والاخلاص والامل التي أهديها الى الحبيبين العام جاسم ومرزوق والعائلة».





أحييا ذكرى أسبوع رحيله في مارون الراس



«حزب الله» و«أمل»: ناصر الخرافي نصير المقاومة

والصوت الصارخ في وجه الفتنة



بيروت ـ «الراي»:

أبت بلدة مارون الراس التي ترابط على الحدود مع اسرائيل، الا ان تحيي ذكرى مرور اسبوع على رحيل «بانيها» ناصر الخرافي الذي كان تكفّل بانتشالها من بين الركام في أعقاب حرب يوليو 2006 الاسرائيلية على لبنان.

فـ مارون الراس، التي كانت رفعت «رأس» لبنان العام 2006 بصمودها «الملحمي»، كانت عصر الاحد على موعد مع تحية وفاء لـ «ناصر المقاومة» والشريك في «أعراس النصر والعزة».

كلمات اختلط فيها العرفان بالجميل بالحزن على فقيد كبير كان «صوتا مدوياً في العالم ضد الفتنة ومثيري الشبهات حول المقاومة». هكذا بدا المشهد في مارون الراس خلال الاحتفال التأبيني - التكريمي الذي حضره عضو كتلة رئيس البرلمان نبيه بري النائب علي بزي وعضو كتلة نواب «حزب الله» حسن فضل الله، وقيادات من الجانبين، ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفعاليات سياسية واجتماعية وعلماء دين وحشد من الأهالي.

بعد كلمة تأبينية من رئيس بلدية مارون الراس إبراهيم علوية، ألقى النائب بزي كلمة باسم حركة «أمل» تحدث فيها عن مواقف الراحل «في العطاء والوقوف إلى جانب الأهل والشهداء والمقاومين في صناعة أعراس العزة والنصر والتحرير». وقال: «كان الراحل عابراً للطوائف والمذاهب في الزمن العربي الرديء الذي يحاول الكثيرون فيه العزف على أوتار الطائفية، فوقف إلى جانب أهل الجنوب شامخاً بإخلاص في وقت عزت فيه الرجال، في لملمة آثار الهمجية الإسرائيلية من خلال تبني إعادة إعمار بلدة مارون الراس. والوفاء يقابله الوفاء والعطاء يقابله العطاء وأهل الجنوب ما تعودوا إلا أن يبادلوا بالمثل».

أضاف: «نحن في حركة أمل و«حزب الله»، ندرك كم كانت العلاقة جيدة بينه وبين الرئيس بري و(الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله، ولذا نعتبر أنفسنا من أهل العزاء نقف إلى جانب أسرته وشعبه ودولته لنقدّم أسمى آيات العزاء برحيله».

ثم تحدث النائب حسن فضل الله، فقال: «نحن فقدنا اليوم نصيراً لهذه المقاومة، ونعتبر كأهل لهذه المقاومة وكجمهور لها، أننا فقدنا صوتا مدويا في العالم العربي كان دائماً يتصدى لأولئك الذين يريدون أن يثيروا الشبهات أو يثيروا الفتنة في الإعلام أو في المواقف».

وخاطب روح الراحل بالقول: «المقاومة التي دافعتَ عنها ستظل شامخة حاضرة لن تهزمها كل تلك المحاولات التي تجري من هنا وهناك وكل تلك الأوهام التي تعشعش في رؤوس البعض في لبنان»، مشدداً على «ان هذه المقاومة لن تتراجع او تنثني عزيمتها، وهذه المقاومة ستتقدم إلى الأمام وسيأتي اليوم الذي ستحقق فيه حلم كل عربي حرّ وشريف بأن تُلحق هزيمة أخرى بهذا العدو إذا فكر أو حاول ان يمس ترابنا وأرضنا وبلدنا».





العم ناصر الخرافي

... الفارس النبيل



اتذكر الآن قول الحق تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»

صدق الله العظيم

وهذه الاية الكريمة تنطبق عملياً على الوالد الغالي والمغفور له باذن الله تعالى السيد/ ناصر الخرافي او العم ناصر كما كنت اناديه، واتذكر ايضاً قول الحق تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال» صدق الله العظيم

وتبطبيق هذه الاية الكريمة ايضاً نجد ان الوالد الغالي رحمه الله قد فعل كل ما ينفع الناس، ولقد صدق في كل ما عاهد الله عليه من ايمان واخلاص في النية والعمل، لايمكن لنا ابداً ان ننسى لك ياعنوان الشهامة والرجولة والاصالة ما قدمته لوطنك ولشعبك ولكل شعوب الامة العربية جميعاً.

ايها الاب الغالي انت لست غائباً عنا ولن تغيب ابداً فستبقى بيننا ولن ينقطع عملك ابداً فمازال وستظل هناك صدقات جارية انت من قمت بتأسيسها وحافظت على استمرارها وهناك علم كبير لعالم الاقتصاد والاعمال تركته لينتفع به الناس، وايضاً لديك ليس فقط ولد صالح يدعو لك بل ابناء كثيرون يدعون لك هم ليسوا من العائلة فقط بل ايضاً من ابناء الشعب الكويتي والشعب العربي الاسلامي الاصيل لانك دوماً اعتبرت اهل الكويت والامة العربية الاسلامية هم اهلك وعائلتك الكبيرة الكريمة، وستبقى الرجل العظيم الذي دافع عن امة الاسلام بقلبه وماله وتحدى القوة التي خشاها العالم، ستبقى في قلوبنا رمزاً للفارس العربي النبيل وستبقى حياً بما تركته لنا من عزة وكرامة وارث مشاريع الآمال الاقتصادية العربية، وبصوت كل مواطن عربي شريف يعرف قيمة ما قدمته للامة احمل لك هذه الرسالة الصادقة ايها الشهم النبيل العم ناصر الخرافي، كما كنا دائماً في وجدانك وفي كل حساباتك الحاضرة والمستقبلية فإنك ستسكن في وجداننا وقلوبنا للابد وهذا عهد لك ايها الفارس العربي.

واستكمال لمعنى الوفاء فإننا نعاهد الله فيك ايها القائد الانساني العظيم بأن نحافظ على القيم والمبادئ والشهامة والنبل وكل الاشياء الجميلة التي اسستها بغرض خدمة الناس وتعليمهم وتطويرهم.

ونسأل الله ونحن على قلب رجل واحد ان يسكنك فسيح جناته وان يشملك برحمته الواسعة مع الصادقين والاولياء الصالحين اللهم آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،



ابنكم البار

فاضل عبدالله الداوود







الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي