No Script

تلميح عراقي إلى تنسيق أميركي - تركي للتواصل مع التنظيم المتطرّف

أين «تَبخّر» 2000 عنصر و«أمير» وإداري تابعين لـ «داعش» ... بعد تحرير الرمادي؟

تصغير
تكبير
دخلت القوات العراقية، المؤلفة من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات عشائر الأنبار، مدينة الرمادي فلم تجد داخلها سوى عدد قليل من الجثث التابعة لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بعدما كانت المعلومات الاولية، وقبيل بدء عملية استعادة الرمادي، تؤكد وجود نحو 2000 عنصر و«أمير» وإداري تابعين لـ «داعش» داخل المدينة.

سيناريو «تَبخُّر» مقاتلي «داعش» كان سبق ان حصل نفسه في مدينة سنجار العراقية التي تقع غرب مدينة الموصل (عاصمة داعش العراقية - القريبة من الحدود السورية) عندما حشد رئيس مقاطعة كردستان الكردية - العراقية مسعود بارزاني نحو 7500 مقاتل لإقتحام المدينة التي كان يحتلها «داعش» ويوجد فيها الآلاف من مقاتليه، ليدخلها في ساعات ويجد داخلها بعض الأفراد وعدد قليل من الجثث. فأين ذهب الجميع فجأة؟

يقول مصدر قيادي رفيع في الحكومة العراقية لـ «الراي» ان «القوات الأميركية التي تعمل في العراق ضمن غرف عمليات أمنية وعسكرية هي التي تحدد ساعة الصفر ويوم الهجوم والتشكيلات القتالية للمهاجمين العراقيين. وإذا أراد العراق الاستعانة بالقوى الجوية لهزيمة (داعش)، فعليه ان يرضخ للأمر الاميركي. لهذا، فان من غير المستبعد حصول تنسيق أميركي - تركي للتواصل مع (داعش) وإبلاغه بالنيات العسكرية لإيقاع أقلّ عدد من الخسائر البشرية وإعطاء المجال لمقاتليه للانسحاب الى أمكنة أخرى في اتجاه الحدود السورية - العراقية. وهذا ما رصده سلاحنا الجوي والمراقبة الالكترونية من قوافل للتنظيم تتحرك بأعداد كبيرة تحت أنظار أميركا ايضاً من دون التعرض لها. ولهذا السبب فقد فرضت اميركا على أصحاب القرار السياسيين في العراق منْع مشاركة (الحشد الشعبي) في عملية تحرير الأنبار وحصلت الولايات المتحدة على ما تريده لان ما من احد في الحكومة الحالية يتجرأ على التعرض لقراراتها».

ويكشف المصدر لـ «الراي» ان «اميركا طلبت من القوى السياسية الحاكمة تغيير قائد جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز الاستخبارات والأجهزة الأمنية التابعة للجيش ولوزارة الداخلية، كذلك باركت تعيين الأمين العام لمجلس الوزراء لانها تريد طاقماً متجانساً مع سياستها ترتاح له ويكون في حال تَناغُم مع وجود هذه القوات (الاميركية) على أرض العراق من جديد بعدما دفعها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي للانسحاب من بلاد الرافدين، والغرض من كل هذا - كما يقول الاميركيون - تحجيم سلطة ايران في العراق وإخراج نفوذها من أروقة القرار العراقي السياسي والعسكري خصوصاً، بعدما تعمّدت ايران إبراز قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في مناطق متعددة في العراق وسورية لتَظهر انها هي التي تتحكم بالأرض، بينما الحقيقة هي ان رئيس الوزراء حيدر العبادي على علاقة غير حميمة ابداً مع القائد العسكري الايراني (سليماني) لانه ومنذ الساعات الاولى لإعتلاء العبادي كرسي الحكم، تعاطى الأخير مع سليماني كأنه كابوس تَسبّب له بأسابيع وأشهر عصيبة لاعتقاده - اي العبادي - ان حكمه في خطر وان سليماني يريد إبداله وإرجاع المالكي بالتواطؤ مع قوى عراقية عدة تنوء تحت رغبات ايران».

ويشرح المصدر ان «ايران تسيطر على منظمات عسكرية متعددة تحارب ضمن الحشد الشعبي وتوجد على أرض المعركة في العراق وفي سورية ايضاً، الا ان نفوذها لم يكن كافياً لفرض اي املاءات على رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي اختار طريق (العم سام) الاميركي بدل ان يختار سكة ولاية الفقيه، ولهذا فانه - اي العبادي - قبِل تحذير الولايات المتحدة بعدم السماح لروسيا بالدخول الى العراق على عكس ما فعل الرئيس السوري بشار الاسد، رغم الفارق الواضح المتمثل في ان الكرملين واضح في سياسته في سورية ويدعم الحكومة ويمنع تقسيم سورية، بينما في العراق هناك كلام جدي عن إرادة أميركية لتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم او على الاقل سلخ الاقليم الكردي عن العراق، وإلا لماذا دخلت القوات التركية لتتمركز شرق الموصل ويتناغم العالم مع الكرد إلا لغاية في نفس يعقوب يمكن ان تؤدي - كما قال رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية - الى اعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط من جديد؟ وما (داعش) إلا أداة او كرة يتلاعب بها الجميع، رغم دفن رأسها في الرمال تحت عنوان الدفاع عن اهل السنّة والاسلام».

ويقول المصدر لـ «الراي» ان «(داعش) لم يدخل مدينة الا وخرج منها والمدينة مدمّرة بالكامل، فهذا ما حصل في بيجي وكذلك في تكريت وها هي الأنبار تتعرض للدمار الشامل، الا ان (داعش) كان لديه الوقت الكافي والفرصة لالتقاط الصور التذكارية داخل الرمادي لتَظهر آثار الدمار الذي سبّبه القصف لوجود قواته في المدينة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي