No Script

الولايات المتحدة تبني شبكة دفاع تعاونية في المنطقة لردع إيران

جيش أميركي كبير في الكويت بعد تقليص قواعده في المنطقة

تصغير
تكبير
| اعداد عماد المرزوقي |

تعمل الولايات المتحدة على الخروج من قواعدها في عدد من دول المنطقة مع الحفاظ على وجود جيش كبير في الكويت. كما تسعى اميركا الى بناء شبكة دفاع اميركية في** الشرق الأوسط»، تحليل عسكري كشف عنه تقرير لموقع «ديفانس نيوز»، اكبر ناشر لأخبار الجيش الأميركي والحكومة.

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أعرب سابقا حسب ما بينه تقرير «ديفانس نيوز» عن «اشادته بانشاء «شبكة الدفاع التعاونية» التي تعمل على بنائها وزارة الدفاع الأميركية في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها وسيلة للابقاء على طموحات إيران النووية تحت المراقبة».

وقد بدا واضحا توجه القوات الأميركية أخيرا الى تعزيز تواجدها وقدراتها في الكويت بالاضافة الى تحسين قدرات القوات المسلحة الكويتية. وفي هذا الصدد ذكر الميجور روب بجرسكي الذي كان يعمل في قيادة الجيش الأميركي في الكويت لدى الاحتفال بنهاية خدمته وعودته الى دياره في الولايات المتحدة في تصريح لموقع «ترايب لايف» في مايو الجاري ان «تعزيز العلاقات مع القوات الكويتية يساعد على جعل الولايات المتحدة أكثر أمنا». ويذكر ان بجرسكي منح وسام الاستحقاق الخدمة لعمله خلال تسعة أشهر في الكويت.

ووصف التقرير رحلة هيغل إلى المنطقة الشهر الماضي بأنها «كانت طازجة، حسب حيث شملت توقفا في إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر». ووصف هيغل حسب التقرير «الوجود العسكري الاميركي بالقوي في المنطقة، والذي سيتدعم بنشر بعض الأسلحة الأكثر تطورا من وزارة الدفاع بما في ذلك الطائرات المقاتلة (اف 22)، سفن حربية مزودة بصواريخ باليستية، رادارات متطورة، وألغام مضادة، وطائرات للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المتقدم».

وكان هيغل قد قال خلال كلمة ألقاها في مأدبة عشاء أقامها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى «ثمة عنصر رئيسي من الجهود التي نبذلها لمواجهة التهديدات الإيرانية ببناء شبكة دفاعية تعاونية، ورفع القدرات العسكرية لشركائنا في الخليج الذين يشاركوننا التزامنا للأمن الإقليمي ومخاوفنا حول إيران والتطرف العنيف في شبه الجزيرة العربية».

قبل رحلة هيغل، أعلنت وزارة الدفاع أنه تم وضع اللمسات الأخيرة لمبيعات بقيمة 10 مليارات دولار كأسلحة للشركاء في الشرق الأوسط، بما في ذلك أجهزة الرادار، وناقلات للتزود بالوقود الجوي لإسرائيل، طائرات مقاتلة «اف 16» للإمارات العربية المتحدة، وصواريخ للمملكة العربية السعودية، بالاضافة لشراء الأخيرة لمقاتللات اميركية الصنع من طراز «اف 15».

«وجود عسكري أميركي قوي في الخليج هو أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية»، هكذا وصف هيغل استراتيجية وزارة الدفاع الأميركية ازاء منطقة الخليج مستقبلا. وكان هيغل قد أكد حسب ما جاء في تقرير «ديفانس نيوز» انه «حتى مع انخفاض عدد القوات الأميركية في المنطقة منذ نهاية الحرب في العراق، على الرغم من أي حال، لقد بذلت جهود حثيثة لوضع نظم دفاعات متطورة كالدفاع الصاروخي والأساطيل البحرية لردع اي عدوان من إيران والرد على الحالات الطارئة الأخرى».

وذكرت وزارة الدفاع على لسان وزيرها حسب التقرير ان «وجود الجيش الأميركي بالمنطقة سيكون أكثر استدامة على المدى الطويل». ويقول هيغل «قدراتنا في المنطقة تتجاوز بكثير تلك التي كانت في فترة 11 سبتمبر 2001»، معتبرا ان «العلاقات الدفاعية هي أيضا أقوى بكثير وأكثر قوة.»

وحسب مواقع أميركية مختلفة فإن عددا من القوات الأميركية المختلفة تفد الى الكويت في مهمة عمل وذلك في تأطير مهمة تدوير للقوات. ويذكر موقع «سبانسير دايلي ريبورتر» ان «الولايات المتحدة عملت على بناء قوات أخرى في المنطقة. في أوائل عام 2012، قامت بتوسيع قاعدتها العسكرية في الكويت، وذلك بتمركز اثنين من ألوية لجيش المشاة بعدد بلغ 15 الف جندي. ولا تزال هذه القوة رمزية، ولكن الولايات المتحدة دعمت بشكل سري قدرات عملياتها الخاصة وحشدت الدفاعات، كما ظلت تعمل طائرات بدون طيار أساسا من المملكة العربية السعودية. وقد سلمت مجموعة رادارات دفاع صاروخي بعيد المدى لاسرائيل وتركيا وتوصلت الى اتفاق مع قطر لنشر نظام هناك أيضا. كما كانت الولايات المتحدة قد طلبت من المملكة المتحدة امكانية الوصول إلى قواعد في قبرص، ودييغو غارسيا وجزيرة أسنسيون لاستخدامها في شن هجوم على ايران».

ويذكر تقرير آخر نشر على موقع «ستراتيجي بايج» ان دولا خليجية تسعى الى دعم قواتها المسلحة بعقد صفقات جديدة للأسلحة متطورة وهذه المرة دبابات من المانيا حيث أشار الى ان «قطر اقتدت بجارتها المملكة العربية السعودية واشترت 62 دبابة المانية من نوع (ليوبارد 2A7). كما قامت المملكة العربية السعودية بشراء 244 دبابة على الأقل من نوع ليوبارد 2A7 مع دبابات اخرى من ألمانيا. وقامت قطر بشراء أيضا 24 مدفعا بقطر 155 مم من نوع الهاوتزر. وبلغت قيمة صفقة الدبابات والمدفعية 2.48 مليار دولار وتشمل الصفقة قطع الغيار والتدريب والدعم الفني».

وبين التقرير ان «أسلحة دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر حداثة مما لدى الإيرانيين. بالاضافة لأميركا، وغيرها من القوات الاجنبية المتمركزة في الخليج، لا يزال الإيرانيون يمثلون قوة هائلة. وفي حين أن الإيرانيين كانوا دائما أفضل من المقاتلين العرب، سعت دول مجلس التعاون الخليجي لإعطاء قواتها المزيد من التدريب، وذلك باستخدام المدربين والتقنيات الغربية. هذا التوجه قد لا يكون قضى على ميزة العسكر الإيراني لكنه قد يكون أغلق الفجوة بين دول الخليج وايران».



تواجد أميركي عسكري في 74 دولة



تشارك الولايات المتحدة بقواتها المسلحة في 74 دولة مختلفة في العالم. وتنشط القيادة المركزية الاميركية في 20 بلدا في عمل تدريب للقوات، وتقوم ببرامج متابعة عسكرية في الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب وتوفير الدعم اللوجستي العسكري للحلفاء المحليين في المنطقة»، يبين تقرير نشر على موقع «ديدجيتال جورنال».

«الجيش الاميركي هو أكبر جيش له قواعد في العالم. ليس فقط أنها لأن لديه قواعد راسخة في ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة ولكن لديه أيضا وجود كبير في البحرين، جيبوتي، تركيا، قطر، المملكة العربية السعودية، الكويت، كوسوفو، وقيرغيزستان. بعض قواعده كبيرة. وله قاعدة جوية في قطر، مع قاعدة أمامية للقيادة المركزية»، يذكر تقرير «ديدجيتال جورنال».

وبعيدا عن الشرق الأوسط، تحتل القيادة الأميركية في افريقيا (أفريكوم) حسب التقرير مكانة كبيرة ومهمتها دعم العلاقات «العسكرية» مع 54 دولة أفريقية مختلفة. «الحرب على الإرهاب» تستخدمه القوات الأميركية كمبرر لمشروع قوة الولايات المتحدة وتطوير العلاقات مع العديد من القوات العسكرية في جميع أنحاء العالم».

وذكر التقرير انه «في الواقع تعتبر الولايات المتحدة متورطة عسكريا في جميع أنحاء العالم بصفة مباشرة في النزاعات أو في مساعدة القوات الأخرى التي غالبا ما تستخدم كبدائل لتعزيز مصالح الولايات المتحدة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي