No Script

«أحمر الدم» غلب على «أحمر العشق» فغابت البسمة واشتكت محلات الهدايا نُدرة المشترين

«فالنتاين» بلا حظّ في... الجيوب والقلوب!

تصغير
تكبير
محال الهدايا: نشهد ركوداً غير مألوف

مواطنون: لا وجود له في قاموسنا

المقيمون اختلفوا بين معارض وسط الأهوال ومنادٍ بضوء أمل
يقف «فالنتاين» حيران مندهشا، وهو يرى نفسه غريبا في موقف لم يألفه عندما يأتي للكويت. فعيد العشاق اعتاد أن يرى المحتفلين في استقباله عندما يحل كل عام، ولكنه هذا العام حل «غير مرحب به» أو على الأقل لم يجد الترحيب الكافيّ

ففيما ترتدي محال الهدايا في أسواق الكويت وواجهاتها اللون الأحمر، تأهبا واستعدادا لاستقبال «الفالنتاين»، الذي يأتي تزامنا مع شهر الاحتفالات الوطنية في الكويت، لتكون الفرحة فرحتين وتكتسي الشوارع حلتها الحمراء إلى جانب أعلام الكويت، وكأنها رسالة من شهر فبراير ليعم الحب والفرح واالسلام، التي باتت تطل برأسها من بعيد خجلا من الظهور، وسط أخبار العالم التي تعج بالحروب والدمار والتشرد، وهو ما جعل المناسبة تمر دون أي اهتمام.


وبين مؤيد أو معارض للاحتفال بهذا اليوم، وبين محلات تجهزت ومحلات ترى الوقت ما زال مبكرا على ارتداء الأحمر، ومحلات أخرى لا تنوي ارتداءه أبدا، لم يختلف اثنان على أن هناك ركودا واضحا في اقبال العشاق على شراء الهدايا والورود والدبب الحمراء، كما هو المعتاد، ففي حين كان الاقبال ضعيفا على بعض المحلات، كان معدوما في محلات أخرى.

وللوقوف على واقع محال البيع، التقت «الراي» بصاحبة أحد المحلات القديمة المعروفة بالهدايا في منطقة السالمية، فقالت إن «الاقبال ضعيف جدا بالطبع، ولا أظن أننا نشهد ركودا على مستوى محلي هنا فقط، بل الركود على مستوى عالمي، ربما لأن الناس لم تعد ترغب بالفرح والحب، وسيطر عليها العنف، الذي باتت موجته الآن تجتاح العالم»، مبينة أن معظم من قام بشراء الهدايا من محلها هن النساء، ومن مختلف الفئات العمرية.

ومحل آخر، مشهور على مستوى عالمي، أكدت العاملة فيه، واسمها «ميرسي» أن الاقبال لا بأس فيه، وأغلب من يقومون بشراء الهدايا منه هم الرجال، وأغلبهم في الثلاثينيات من العمر، مبينة «منهم من يقول بأنه يبتاعها لزوجته، ومنهم لعشيقته»، في حين بينت أيضا أن هناك اقبالا ملحوظا لشباب وفتيات أعمارهم توضح أنهم مازالوا طلابا في المدارس. وعن أسعار هدايا «الفالنتاين» على وجه الخصوص، قالت إن أغلى هدية قد تصل لـ32 دينارا، وأقلها 9 دنانير، مؤكدة أن المبتاعين من المواطنين والوافدين على حد سواء. ولفتت آنّا عاملة في محل آخر أنه حركة الشراء والبيع لم تنشط في المحل خاصة على معروضات «الفالنتاين»، مؤكدة أن الوقت لم يحن للآن وما زال هناك متسع كاف إلى حين قدوم عيد العشاق، فيما أكدت جويل، وهي عاملة في محل آخر، أن احدا لم يبتاع من محلهم أي هدية، وأن مجموعة عيد الحب ما زالت كما هي، مركونة على الرف، وتنتظر.

وفي استطلاع آراء الناس، وجدت «الراي» اختلافا في النظر إلى المناسبة بين المواطنين والمقيمين، فقد أكد المواطن فهد المطيري وزوجته، أنهما لا يحتفلان بعيد الحب نهائيا، فقال فهد «هذا الحب ليس من عاداتنا أو ديننا في شيء، لم نعتد الاحتفال به أبدا، ولا شأن لنا به»، بينما أضافت زوجته «الحب ليس له يوم محدد، من يحب يحتفل في أي يوم وفي كل الأيام».

وشددت ريهام الطحان، سورية، على أن «العالم يغرق باللون الأحمر بما فيه الكفاية، لون الدماء يجبرنا على الاعتكاف واعتزال أي احتفالات وأعياد، لا يعقل أن أهلي يموتون ويعيشون كل أنواع الرعب والتشرد، وأنا احتفل هنا بعيد للحب، الحب أن يعم السلام العالم».

فيما كان للزوجين للينا وغسان، لبنانيان، رأي آخر، حيث أيدا الاحتفال بعيد الحب، مؤكدين أنهما يحتفلان به كل عام، فهو فرصة للفرح والوناسة، حيث قال غسان «لا بأس من اهداء من نحب الورد وما يسعدهم لإظهار مشاعرنا، حتى وإن كنا نخرج في كل يوم، لكن يوم الحب مختلف، تماما كما يحتفل الناس بعيد الفطر عقب صيام رمضان لشهر كامل».

وقالت رزان أبوشعر، لبنانية، «سأحتفل بالطبع مع عائلتي وخطيبي في منزلنا، خاصة وأن هذا أول عيد للحب يمر علينا سويا»، مبينة أن «من يدعون أن هذا اليوم تافه لأننا نحب بعضنا البعض كل يوم، أقول كاذبون، لم يعد الحب موجودا، وبتنا نريد منبها ليذكرنا بوجوده، نحن أقرب ما يكون لخسارة المسمى بالحب، لننعشه من جديد في الفالنتاين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي