No Script

تقارير دولية رجحت أن أعدادهم بالآلاف وهم في ازدياد بسبب إعلانات التجنيد

جيش «داعش» الأصفر ... هل يعوّض ما فقده التنظيم من قتلى في صفوفه؟

تصغير
تكبير
• ما لا يقل عن 3 جماعات آسيوية متطرّفة في المنطقة تعهّدت بالولاء لـ«داعش»

• «داعش» يستهدف تجنيد مقاتلين من إندونيسيا التي تضم أكبر عدد من الراغبين في تطبيق الشريعة الإسلامية

• التنظيم يهتم بتوطين جيل من الأطفال المقاتلين الآسيويين في معاقل «الخلافة الإسلامية»

• زيادة حملات دعاية «داعش» في مناطق آسيوية كثيرة قد يكون بسبب حاجة التنظيم لمتطوعين جدد
زاد عدد الملتحقين الآسويين أصحاب البشرة الصفراء إلى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» آلاف حسب وصف تقاريرأجنبية قدموا من دول آسيوية كثيرة بينها إندونيسيا وماليزيا والفيليبين وطاجكستان وماينمار، أين يقطن مسلمو الروهينغا المضطهدون، بالإضافة إلى كازخستان وباكستان وأفغانستان، وقدم كل هؤلاء إلى معاقل التنظيم بين الموصل والرقة.

وما يدل على ضخامة عدد الملتحقين الآسيويين بـ»داعش«هو كثرة ظهورهم في إصدارات التنظيم المرئية المروجة له بين عامي 2014 و2015، حيث أظهرت مقاطع فيديو كثيرة للتنظيم مقاتلين آسيويين من أعمار مختلفة في ساحات القتال أو أثناء التدريب بالإضافة إلى تصوير البعض أثناء ممارسة أعمال مدنية في الموصل.

كما خصص التنظيم سابقاً مقطع فيديو ترويجياً عن نشأة الأطفال في ظل الخلافة الإسلامية في الموصل والرقة وعرض مقاطع مصورة لأطفال آسيويين يروج لهم كأشبال مقاتلي «التنظيم» بالإضافة لعرض كيفية دراستهم للشريعة واللغة العربية وتدريباتهم في ميادين القتال وتوعدهم لأعداء الإسلام كما يروج«داعش».

الاهتمام بتجنيد الآسيويين يبدو أنه في تزايد مستمر حيث زادت إعلانات التجنيد والتي أخذت طرقاً مبتكرة للتأثير أكثر على آسيويين من جنسيات مختلفة، ولعل آخرها صورة الرضيع الإندونيسي الذي يرقد وإلى جانبه سلاح رشاش وقنبلة يدوية وورقة كتب عليها «أيها الأعمام والعمات تعالوا وقاتلوا في سورية للجهاد أينما كنتم».

الحياة في ظل الخلافة حسب ما أفرج عنه التنظيم من صور وشرائط فيديو تعج بالآسيويين في الموصل خصوصاً، حيث يعتبرون مكوناً مهماً لصفوف مقاتلي التنظيم الذي يبدو أنه يخطط لتوطينهم في معاقله.

وأصدر تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في الآونة الأخيرة صرخة حشد للمسلمين في جنوب شرق آسيا وخصوصاً إندونيسيا. صرخة استخدم في إظهارها إخراج رهيب لإعلان يدعو لنفير الآسيويين الى الدولة الإسلامية. حيث تشارك الآلاف صورة لرضيع أندونيسي نائم ورشاش ملقى بجواره وقنبلة يدوية.

وتعتقد تقارير دولية أن أهم مخزون واعد من المقاتلين في الصفوف الأولى المتاح لـ«داعش»«هم الآسيويين حيث إنه في الوقت الذي يستمر التنظيم في خوض معاركه من أجل التفوق في العراق وسورية، يستمر أيضا في نشر أيديولوجيته عبر الدعاية بواسطة أشرطة الفيديو التي تستهدف خصوصاً تجنيد المسلمين من مناطق بعيدة مثل جنوب شرق آسيا.

وقد انضم الآلاف من دول مثل اندونيسيا وسنغافورة وتايلند والفيليبين وماليزيا إلى أرض معارك»داعش«في الشرق الأوسط حسب موقع متابعة الجهاديين في العالم «جهادووتش» وموقع «دايلي ميل». وتوقعت المصادر نفسها أن يصل مخزون المؤيدين لـ»داعش«من الآسيويين إلى «عشرات الآلاف» من المتعاطفين مع التنظيم في تلك البلدان.

وقال خبراء في مكافحة الإرهاب لموقع «مايل أونلاين» إن «المقاتلين الآسيويين المدربين في معاقل (داعش) بسورية والعراق يمكنهم العودة الآن إلى أوطانهم حيث يمكنهم أن يشكلوا خطراً إذا قاموا بتنفيذ هجمات في دولهم بعد اعتماد التنظيم خطة الذئب المنفرد، كما تمثل عودة بعض المقاتلين الآسيويين حسب موقع (جهادووتش) إلى أوطانهم عاملاً لتجنيد المزيد من المتطرفين وتمديد دولة الخلافة الإسلامية إلى أبعد من ذلك في جميع أنحاء العالم».

الدعاة الآسيويون للانضمام إلى»داعش«يمارسون تأثيراً خطيراً في أوطانهم حتى من داخل السجون حيث يدعون متشددين آخرين إلى «مراسم أداء اليمين» لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

لكن الخطر الأكبر حسب تقارير دولية من بينها «دايلي ميل» هو «تنامي التحذير من أن (داعش) قد يزيد تجنيد شعب الروهينغا المسلم الذين يتعرضون للاضطهاد بشراسة في وطنه بورما في ظل إغلاق أبواب اللجوء أمامه من الدول الآسيوية المجاورة».

ورصد موقع «جهادووتش» أن «ما لا يقل عن ثلاث جماعات آسيوية متطرفة في المنطقة تعهدت بالفعل بالولاء لداعش»، ومن بين هذه المجوعات نذكر مجموعة جيما الإندونيسية الإسلامية التي كانت مسؤولة عن تفجيرات بالي عام 2012، ومجموعة أبوسياف الفيليبينية التي تشتبك عناصرها بانتظام مع قوات الشرطة.

وقال موقع «دايلي ميل» نقلاً عن محللين أمنيين متخصصين في الإرهاب «انه بعد الاستيلاء على أراضٍ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتسبب في الفوضى، فإن منطقة جنوب شرق آسيا هي الوجهة المنطقية التالية التي يريد داعش التوسع فيها».

وذكر تقرير لموقع «جهاد ووتش» أن «دولاً مثل اندونيسيا والفيليبين تضم العشرات من المسلمين المظلومين الذين سبق لهم أن تعاطفوا مع جماعات إسلامية متشددة مثل جيما الإسلامية وجماعة أبو سياف».

وقد انضم أكثر من خمسمئة إندونيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في ساحة معارك التنظيم في العراق وسورية حسب تقرير «دايلي ميل» ويعتقد خبراء أمنيون في إندونيسيا التي يقطنها 200 مليون مسلم أن (داعش) يريد تجنيد المزيد من مسلمي أندونيسيا وتوظيفهم لخدمة مصالحه في القتال في الشرق الأوسط أو في أماكن أخرى، يضيف «دايلي ميل».

وكشفت دراسة مثيرة للقلق أجراها مركز بيو الأميركي للأبحاث أن «72 في المئة من الإندونيسيين المسلمين يريدون تطبيق الشريعة في البلاد».

وحسب وكالات أنباء فإن حكومة أندونيسيا قلقة كثيراً حول زيادة احتمال صعود التطرف بين المسلمين الأندونيسيين، وقامت بحظر الدعم اللفظي لـ»داعش«وحذرت السلطات من السفر إلى الخارج لدعم الجماعات الإرهابية وسحبت الجنسية من أشخاص مشتبه بهم سافراوا إلى معاقل التنظيم الإرهابي.

ويقول الخبراء نقلاً عن «دايلي ميل» إنه «في ظل رئيس الوزراء الجديد جوكو ويدودو، الذي جاء إلى السلطة في أكتوبر 2014، فإن التطرف قد ازدهر في الشوارع وداخل السجون حيث انتشر الدعاة لفكر (داعش) وسمحت بالدعاية وتجنيد المتطرفين. وأصبحت السجون الأندونيسية محوراً مركزياً لتجنيد الإرهابيين» يكشف ذلك لموقع «دايلي ميل» خبير متخصص في الإرهاب يعمل كمحلل رفيع المستوى في مؤسسة راند للأبحاث وأضاف موقع «دايلي ميل» إن «رواج أفكار (داعش) بلغت حتى السجون الإندونيسية المكتظة بمتعاطفين مع فكر التنظيم».

ومن بين أهم المؤيدين لـ«داعش»في السجون الإندونيسية الزعيم السابق للجماعة الإسلامية الإرهابية التي قتلت أكثر من 200 شخص في تفجيرات بالي عام 2002.

وترجح تقارير منها ما نشر على موقع «بيزنس انسايدر» أن «داعش يبحث عن تجنيد عدد كبير من الآسيويين من أجل استقطابهم لمعقله في الشرق الأوسط».

وبرر المحللون للموقع نفسه توجه التنظيم للمنطقة الآسيوية بحثا عن مقاتلين لحاجته الماسة لمتطوعين أجانب جدد في ظل استنزاف مقاتليه في العراق وسورية جراء القصف اليومي لقوات التحالف على معاقله، وزيادة وتيرة الاقتتال اليومي بين عناصر التنظيم من جهة والجيش العراقي ومقاتلي الأكراد والجيش السوري والجيش الحر وجيش»حزب الله«ومقاتلي العشائر المناهضة للتنظيم من جهة أخرى.

ولاستمرار قوة»داعش» يبدو أن التنظيم يكثف حملات تجنيد مقاتلين أجانب من دول آسيوية خصوصاً. حيث يستهدف التنظيم أكبر دولة تضم أكثر المسلمين عدداً وهي إندونيسيا.

وذكر موقع (غلوبا ريسك اينسايت) أنه «تمت ملاحظة زيادة حملات الدعاية للتنظيم في دول إسلامية آسيوية مثل إندونيسيا وماليزيا، وهذا ما يدل على حاجة التنظيم الماسة للرجال في حربها المفتوحة على جبهات مختلفة وفي دول مختلفة بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

ويبدو حسب بعض المحللين لموقع (يو اس اي توداي) أن «تنظيم (داعش) هو المستفيد الأكبر من أزمة قيادة طالبان بعد وفاة الملا عمر وهي تكثف حملاتها الدعائية من أجل زيادة استقطاب أعداد كبيرة من عناصر طالبان المحوسبين على الجناح المتشدد في الحركة، حيث وجدت المخابرات الأميركية حسب تقرير لمعهد الإعلام الأميركي «وثيقة من 32 صفحة باللغة الأوردية تحث مقاتلي طالبان والقاعدة للاصطفاف في جيش واحد مع تنظيم الدولة لقتال أعداء الإسلام التي وصفتهم بالصليبيين واليهود ووضعت الوثيقة الولايات المتحدة العدو الأكبر المشترك لكل من عناصر داعش والقاعدة وطالبان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي