No Script

إخلاء الفوعة وكفريا سيعطي أفضلية للجيش السوري وحلفائه بالهجوم على إدلب

اتفاق «البلدات الأربع» يشمل محطات مهمة: رهائن قطريون وسجناء وأموال في مراحل أخرى

u0637u0641u0644u0629 u0633u0648u0631u064au0629 u0641u064a u0637u0631u064au0642u0647u0627 u0644u0644u0627u062du062au0641u0627u0644 u0628u0639u064au062f u0627u0644u0641u0635u062d u0641u064a u0627u0644u0642u0627u0645u0634u0644u064a u0634u0645u0627u0644 u0634u0631u0642u064a u0633u0648u0631u064au0629 (u0627 u0641 u0628)
طفلة سورية في طريقها للاحتفال بعيد الفصح في القامشلي شمال شرقي سورية (ا ف ب)
تصغير
تكبير
بدأ تنفيذ المرحلة الثانية المتعلّقة بـ «البلدات الأربع» (الفوعة وكفريا مقابل الزبداني ومضايا) بعد التبادل الذي انتهى في الأيام الأخيرة، حيث أفرج عن الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وكل الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمس عشرة سنة. وتنص هذه المرحلة على بدء إخراج كل المسلحين من البلدات الأربع التي عانت حصاراً لأكثر من عامين.

إلا أن مراحل متعددة ومعقدة لا تزال بالانتظار وأهمّها الإفراج عن رهائن قطريين كانوا خُطفوا في العراق خلال رحلة صيد في البادية الجنوبية - صحراء النجف - في شهر ديسمبر من العام 2015.

ويحتجز هؤلاء تنظيم «حزب الله العراق» الذي يطالب بفدية نقدية وكذلك بإدخال هؤلاء في الصفقة التي تحاك في سورية وتشمل «البلدات الأربع».

وتشمل مراحل أخرى إخراج المئات من سجون دمشق وتَبادُل مقاتلين من «حزب الله» ومن تنظيم «القاعدة» (هيئة تحرير الشام) تم أسْرهم من قبل المتقاتلين في الأعوام الأخيرة في مناطق متفرقة في سورية.

والمرحلة التي تم التحضير لها على نار حامية هي إخراج كل المقاتلين من البلدات الأربع. وبالنسبة الى الفوعة وكفريا فإن هاتين البلدتين ستكونان خاليتين تماماً من المسلحين والمدنيين لأنهما تقعان في مناطق خارجة عن سيطرة الجيش السوري. أما بالنسبة لبلدة الزبداني فإنها ستكون خالية تماماً لأنها كانت تقطنها عائلات المسلحين ونحو 158 مسلحاً.

وفي ما خص مدينة مضايا، فإن عدداً من المسلحين طلب الخروج منها، ولكن عدداً لا يستهان به من المسلحين من أهلها طلبوا البقاء مع عائلاتهم داخل المدينة لتسوية أوضاعهم مع سلطات دمشق.

والمراحل الأخرى من المتوقَّع تنفيذها بعد خروج كل المسلحين وهي ستكون متتالية بضمانة ضباط وموفدين من قطر وتركيا على أرض الواقع للتأكّد من حسن سير الصفقة بعدما ضمنت إيران ودمشق خروج المعتقلين الذين تم تبادُل أسمائهم وتأكيد وجودهم داخل السجون السورية.

وستفعل قطر كل في ما وسعها سياسياً ومادياً للإفراج عن رهائنها، وستسخدم علاقاتها الوثيقة مع أطراف عدة لتسهيل حل هذه المسألة وإتمام الصفقة.

وقد استمر التفاوض من أجل «صفقة البلدات الأربع» أقلّ من سنتين، وعلى الرغم من ضمانة الجميع واتفاقهم على إتمام الأمر بسلامة، فقد تعرضت قافلة المدنيين التي خرجت من الفوعة وكفريا لتفجير انتحاري قتل أكثر من 95 طفلاً و15 امرأة و17 رجلاً مسناً وعدداً كبيراً من مسلحي تنظيم «القاعدة» و«أحرار الشام» و«الجيش الحر» الذين تواجدوا على معبر الراشدين بانتظار إكمال الشروط المتفَق عليها لأكثر من يومين. وهذا يدلّ على خرق أمني من قبل جهة (لم يعلن أي تنظيم عن المسؤولية) لم ترضَ بهذه الصفقة، ووجّهت صفعة لقادة مسلحي المعارضة لتشكل خرقاً أمنياً مهماً كاد يطيح بجهود عالية لولا تصميم الأطراف كلها على إنهاء هذا الملف.

إلا أن «صفقة البلدات الأربع» ستكون مقدّمة لحرب ضروس ستشهدها سورية في الأشهر المقبلة. ذلك ان إخلاء الفوعة وكفريا سيعطي أفضلية للجيش السوري وحلفائه بالهجوم على إدلب، أكبر معقل للمسلحين في سورية حيث يتواجد أكثر من 50 ألف مسلح من أطراف ومشارب متعددة. ويتم حالياً درس كيفية التحضير لخيارين: إما الهجوم باتجاه مدينة دير الزور المحاصَرة من تنظيم «داعش» وإما الهجوم باتجاه البلدات الملاصقة لإدلب ليتم أخذ تماس مباشر مع المدينة.

وإذا حصل ذلك، فهذا يعني أن روسيا ستلعب دوراً كبيراً بدخول طيرانها الحربي مرحلة مهمة عبر المشاركة الكثيفة لأن إدلب لن تكون لقمة سهلة وستعيد الحرب السورية إلى مستوى أعنف مما شهدته في الأعوام الماضية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي