No Script

«بيت الدين» افتتحت مهرجانات الصيف بتحية للأسطورة صباح بحضورها وتسلمها وسام الأرز من عقيلة الرئيس سليمان

رويدا عطية غنّت للصبوحة 27 أغنية بينها 6 مصرية وكان صعباً إجراء أي مقارنة بالأصل

تصغير
تكبير
| بيروت - من محمد حسن حجازي |

افتتحت بيت الدين موسم المهرجانات الصيفية الكبرى في لبنان ليلة 24 يونيو الجاري بعمل غنائي استعراضي ضخم: «تحية للأسطورة صباح»، رعاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بالسيدة الاولى وفاء، وحضور المطربة الكبيرة شخصياً رغم ان وضعها الصحي وسنها المتقدمة لا يسمحان لها كثيراً بحرية الحركة، وكانت مناسبة توجت خلالها السيدة وفاء سليمان، الصبوحة بوسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، فردت صباح بموالين ارتجلتهما ونقتطف منهما:

ست وفاء مثل القمر

اسمالله ويخزي العين

ما منلاقي متلك وين

يا احلى ست بين كل البشر

وخصت الرئيس ميشال سليمان بموال:

يا رب يا ريسنا تعيش مليون سني

وتعيش تكون ريس بلبنان

يا رب شوفك ريس عا كل الدني.

وتمت مساعدتها وهي تبدو عروساً بالثوب الابيض، لكي تحتل مقعدها في ساحة قصر بيت الدين، حيث تم تقسيم المسرح الى علوي وعادي، واحتلت المرتبة المرتفعة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو احسان المنذر، وتركت الخشبة للفنانة رويدا عطية التي تأخذ واحدة من اهم فرصها على الاطلاق في مسيرتها الفنية منذ حلولها ثانية في برنامج «سوبر ستار»، وللفرقة الراقصة يقودها ويرسم خطواتها سامي خوري، الذي يحسب له انه اختار مجموعة ديناميكية من الراقصات والراقصين زرعت الخشبة حياة ونبضاً متقداً، اعطى لمعظم الاغنيات صداها المطلوب وخصوصاً انها من طينة الاغاني الشعبية والفلولكلورية عموماً.

بداية، لا بد من حسم مسألة مهمة وهي ان صباح لم يقترب منها احد الى الان، لا في الغناء ولا في الطلة، ولا في التلوين ما بين الانواع الغنائية فكانت لبنانية مئة في المئة، مثلما كانت مصرية قلباً وقالباً حيث قدمت مئات الاغنيات في مصر ايام السينما في عصرها الذهبي.

بعدما استمعنا الى رويدا صاحبة الصوت القوي، الخاص والمتمكن من اعلى الطبقات، وجدنا الامر جلياً، لقد غنت لـ صباح، ولم تُغنّ صباح، لم تكن هي أبداً، وقد كان مطلوباً التركيز على حضورها المسرحي، فقد تميزت حركتها بالبرودة، والمشي على الخشبة بدلاً من الانفعال مع الموسيقى وحركة الراقصين، اضافة الى ان فساتينها التي صممها زهير مراد كانت جميلة جداً، لكنها في العديد من المحطات الغنائية لم تكن مناسبة على الاطلاق لاجواء الاغنية، كأن تغني «لما ع طريق العين» وهي بملابس السهرة، او ان تكون بالبنطلون وتغني: «الهوا شو قليل الذوق بيطيرلي فستاني»، أو ان تلبس فستاناً احمر رمز الصالونات والقاعات الفسيحة للاحتفاليات ثم تغني «عالضيعة يما ع الضيعة».

رويدا خانتها احياناً اللهجة اللبنانية في بعض العبارات وقفلات المفردات، ونظراً لانها سورية وتعيش في لبنان منذ نحو عشر سنوات كان ممكناً جعلها تنسجم اكثر مع اللهجة ببعض التدريب، وتركيز مخارج الحروف واشباع الكلمات في الغناء، واذا كان علينا اختصار هذه الصورة فنشير الى ان رويدا اعتمدت على قوة حنجرتها باباً للولوج الى صباح، لكن هذا لم يكف، حيث استفادت هي بالمقابل ليقال انها غنت نفسها، رويداً، ولكنها لم تطل صباح لان المطربة الكبيرة صاحبة حضور بكل ما فيها على المسرح ويستحيل بلوغ قيمتها وخصائصها بشــــكل سهل.

رويدا سجل ان لها طلة مسرحية خاصة، ورغم الـ 27 اغنية من اصل اربعة آلاف اغنية في سجل صباح بين لبنان ومصر، بين المسرح والسينما، فإن رويدا كانت رويدا، مثلما اطلت صباح هي صباح، يعني المقارنة لا تجوز اطلاقاً في هذا السياق.

لكن الفرصة التي اتيحت للمطربة الشابة والجميلة وصاحبة الموهبة الكبيرة، لم تستغلها تماماً، مع ان الوقت كان متاحاً لها للدخول في الحالة، كان رحباً وجيداً، والعمل يعاد عرضه في عيد الفطر المقبل، ثم يسافر الى قطر وقرطاج، وسيحدد له موعد لاحق على خشبة كازينو لبنان.

«ما حدا بيقدر يكون صباح، مستحيل».

هذه العبارة قالها لـ «الراي» الفنان روميو لحود لدى خروجنا واياه من باحة قصر بيت الدين وأضاف: «صوت رويدا خامة مهمة، لكنها تحتاج الى شغل، وواضح انها جاهزة لكي تكون مطربة كبيرة، لكنها لم تكن صباح ابداً».

وجاءت اللقطات المختارة من افلامها التي عرضت كنوع من تواصل بين كل مجموعة غنائية واخرى جيــــــدة في السياق، فتمت مشاهدتها مع فريد الاطرش، فريد شوقي، يوسف شعبان، كيغام، عمر خورشيد، فهد بلان، رشدي اباظة وغيرهم، لكن لم نعرف ردود فعل الصبوحة التي تعلن دائماً انها لا تحب اطلاقاً ان تشاهد الاعمال التي سبق وكانت فيها شـــــــابة، لانها سرعان ما تقارن نفسها اليوم بما كانت عليه بالامس.

صباح التي غنتها في افلامها ريما خشيش أخيرا، وتظهر على الشاشات الرمضانية في سيرة حياتها التي تجسدها كارول سماحة، تم اختيار الـ 27 اغنية ضمن برنامج التحية هذا من ريبرتوارها اللبناني في معظمه وكانت التنويعة في الحان لـ بليغ حمدي: (زي العسل، كلمات محمد حمزة)، (عدا عليّ وسلم كلمات بليغ نفسه)، (يانا يانا كلمات مرسي جميل عزيز)، جميل سلامة: (ساعات ساعات، كلمات عبد الرحمن الابنودي)، محمد عبد الوهاب: (عالضيعة يما عالضيعة كلمات توفيق بركات)، فريد الاطرش: (يا دلع دلع، كلمات توفيق بركات).

والمختارات الباقية كانت من نتاج:

الاخوان رحباني (يا بيت الدين، عنّي يا منجيرة، الهوا شو قليل الذوق، جيب المجوز يا عبود، موال يا لبنان).

وليد غلمية (مسيناكم، كلمات ميشال طعمة).

عصام رجي (لما ع طريق العين، شفيق المغربي)، (سعيدة ليلتنا سعيدة، كلمات روميو لحود).

فيلمون وهبي ( يا رب تشتي عرسان، كلمات شفيق المغربي)، (قوم تا نلعب باصرة، توفيق بركات)، (دخل عيونك حاكينا، عبد الجليل وهبي)، (مرحبتين ومرحبتين الاخوان رحباني)، (عالندا الندا، كلمات ميشال طعيمة).

نور الملاح (دق الكف وقوم، كلمات توفيق بركات).

احسان المنذر (بدك يان ابكي، الياس ناصر).

ملحم بركات (ليش لهلق سهرانين، وسيم طبارة).

مطر محمد (اخذوا الريح، كلمات روميو لحود).

ايلي شويري (تعلا وتتعمر يا دار، كلمات شويري ايضاً) وهي كانت احلى ختام للسهرة التي لم يعكرها الا سوء تنظيم عملية نقل مئات الحضور من ساحة القصر الى موقف خاص للسيارات يبعد عشر دقائق بالباص عن المكان ما اضطر اعداد غفيرة الى الانتظار اوقاتاً مختلفة تفوق الساعة للفوز بمكان في احد الباصات... للمغادرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي