No Script

السوق السوداء ملجأ الهاربات نحو... الدعارة وصالونات التجميل والعمل بالساعة

الخادمات في الكويت... 200 هاربة يومياً !

تصغير
تكبير
>| إعداد عماد المرزوقي |

كشف تقرير أعدته «الراي» عن ظهور أزمة مزدوجة في سوق الخدم في الكويت نتيجة توقف بعض الدول عن تصدير عاملات بصفة «خادمة» اضافة** الى تنامي ظاهرة هروب الخادمات من المنازل التي وصلت حسب توقعات أحد أكبر مكاتب جلب العمالة المنزلية في الكويت الى أكثر من 200 هاربة يوميا.

وتزايد هروب الخادمات من المنازل الكويتية لأسباب كثيرة عددت أهمها منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي ذكرت ان «عاملات المنازل في الكويت الكثير منهن أفدن بالتعرض لتحديد الاقامة في البيوت التي يعملن بها، وطول ساعات العمل بلا توفير أوقات راحة، والعمل فترات طويلة دون تلقي أجور، والتعرض الى الاساءات اللفظية والبدنية والجنسية».

وفيما يزحف عدد الخدم في الكويت ليقترب من المليون (أكثر من 650 ألفا حسب احصائيات هيومن رايتس ووتش لعام 2011) تزايدت هذه الأيام المضاربة في سوق الخدم ليرتفع سعر عقود جلب الخادمات الآسيويات مقابل تراجع اسعار الأفريقيات بعد اقدام اثيوبية في السابق على قتل كفيلتها الكويتية. مكاتب جلب الخدم في الكويت العديد منها أكد تواصل ارتفاع أسعار جلب الخدم من آسيا خصوصا بعد توقف اندونيسيا عن تصدير الخدم الى الكويت.

ويصل الى الكويت يوميا أكثر من 700 وافد ووافدة من شرق آسيا وأفريقيا أغلبهم لغرض العمالة المنزلية وذلك وفقا لآخر ارقام الادارة المركزية للاحصاء الكويتية لعام 2010. في مقابل ذلك كشف (خالد) مدير مكتب لجلب العمالة المنزلية أن الطلب على «العمالة المنزلية في تزايد نتيجة تقلص عامل استقرار الخادمة في منزل واحد وتفضيل بعض العاملات في المنازل الهروب الى أحضان السوق السوداء والعمل في قطاعات أهمها الدعارة وصالونات التجميل والعمل المنزلي بالساعة حسب تقارير من مصادر مسؤولة».

مكتب «دخنان» لجلب الخدم رجح أن تتفاقم أزمة الخادمات بعد تزايد الطلب الاقليمي والعالمي على عاملات المنازل. وكان هذا التبرير الأول الذي قدمه المكتب لرفع اسعار جلب الخادمات. مكاتب أخرى مثل البلوشي والصفران أكد مسؤولوها أن «ارتفاع تكلفة الخدم دفع به توقف وفود خادمات من أندونيسيا وتراجع تصدير الهند للخادمات وممانعة الأسر الكويتية لجنسيات أخرى لم تجد حظها في الكويت خصوصا البوذيات من فيتنام والهند ودول آسيوية أخرى. وزاد بذلك ضغط الطلب على الخادمات من الفيليبين وسيريلانكا مع التحفظ على الأفريقيات اللاتي يعرضن بشكل كبير في المكاتب وبأسعار متدنية».

وفيما تنتظر المكاتب فتح اندونيسيا لباب تصدير الخادمات التي اشترطت تحديد أوقات للعمل والالتزام بحصولهن على رواتبهن، أكدت افادات عدد من المكاتب الكويتية لجلب العمالة المنزلية أن ظاهرة هروب الخادمات «أصبحت مقلقة فيما تختفي اخريات لسنوات دون علم كفلائهن وبعضهن يلتجئن الى الرحيل بعد الهروب وعادة ما يكون موعد ذلك مقترنا بفبراير شهر العفو الأميري».

وارجع خالد الأسباب الحقيقية لارتفاع تكلفة العاملات في المنازل إلى «توقف قدوم الأندونيسيات وتقلص الهنديات ما أجبر مكاتب الخدم في الكويت التي يبلغ عددها نحو 900 مكتب الى البحث عن وجهات أخرى لاستقطاب عمالة أولى مميزاتها ان تكون رخصية لا تكلف في الحدود القصوى 300 دولار لكنها لا تفقه شيئا وتتكفل العائلة أو الكفيل بتدريبها».

وذكر خالد ان «نقص الخادمات الأندونيسيات الأكثر طلبا في سوق الخدم في الكويت جنبا إلى جنب مع الفيليبينيات والسيلانيات فرض على المكاتب تأمين الطلبات على عاملات المنازل من أفريقيا وخصوصا من اثيوبيا واريتريا»، مبينا أن «الاثيوبيات هن الأقل تكلفة على الاطلاق بين جميع جنسيات الخدم في الكويت والخليج لكنهن يأتين من دون أي معرفة عن شكل الحياة المعاصرة والمنزل الحديث نظرا لأنهن يأتين من أماكن معدمة أغلبها صحراوية».

ومع استمرار توقف جلب العاملات من أندونيسيا، زاد الطلب على الخادمة الفيليبينية التي تعد الأقرب شكلا ومعاملة وخلقا الى الأندونيسية، ويفضل الكويتيون بحسب أحد مكاتب الخدم خصوصا الفيليبينات المسلمات. ونظرا لذلك بلغ سعر تكلفة الخادمة الفيليبينية وفق تقديرات مكتب «الدخنان» للخدم اليوم بين 600 و750 دينارا عند جلبها من الفيليبين واذا تم استقطابها من السوق المحلي وتكون صاحبة خبرة في الطبخ قد يتعدى عقدها 900 دينار أو أكثر».

وقد بلغ راتب الخادمة الفيليبينية 80 دينارا من المرجح أن يصل الى 90 دينارا في الشهر اذا تواصل انقطاع وفود الخادمات من اندونيسيا حسب أبو أحمد مسؤول مكتب البلوشي للخدم.

ويذكر أن الطلب على الخادمات من الفيليبين تزايد من دول عديدة أهمها الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية كالعراق ولبنان بالاضافة الى دول الخليج، ما دفع ببعض المكاتب الكويتية الى التفكير باستقطاب خادمات من فيتنام مع استثناء الصين وتايلند. الا أن هذه الفكرة غير مرجحة حسب أبو أحمد لأن أغلب الخادمات الفيـــــــــــتناميات بوذيات وبالتالي غير محبذات في الأسر الكويتية لعامل الديانة.



الدعارة... الطريق الأسهل

الى ذلك أكد اصحاب بعض مكاتب العمالة المنزلية استبعاد فكرة اللجوء الى استقطاب خدم من الصين وتايلند اتقاء شبهة ارتباط بعض من هذه الجنسيات باعمال الدعارة. وبدأت مخاوف من السبب نفسه تساور بعض المكاتب ازاء بعض الأفريقيات والآسيويات اللواتي تهربن من خدمة البيوت لأسباب عديدة وتحتضنهن السوق السوداء للعمالة المنزلية أو اعمال الدعارة التي أصبحت أمرا يقلق السلطات الكويتية ما دعا الكثير منها الى تشديد الرقابة وتكثيف التدخلات لضبط الأعمال المخلة بالأخلاق والتي ضبطت فيها جنسيات مختلفة كانت في الأصل عاملة منزلية التجأت الى العمل في الخفاء إما لكسب مال ما كانت لتحصل عليه وهي خادمة في المنازل أو لعدم تحملها عبء العمل أو لاغراءات علاقات مع افراد في المجتع يصعب الحصول عليها في البيت أو لامتناع كفيلها عن اعطاء راتبها.

ويذكر خالد أن هناك من الذين يوظفون عاملات في بيوتهم يوجد بعض الكويتيين منهم يقسون على الخادمات ويتأخرون أو يماطلون في دفع أجورهن ما يسبب حالة امتعاض تصل احيانا الى ضرر مادي ومعنوي قد يدفع بالخادمة الى الهرب أو التفكير في السفر أو اللجوء الى اي خيار آخر بدل البقاء في المنزل. وهذا ما يدعو الى ضرورة دراسة وضعية العاملات بالمنازل اللواتي تتعرض اعداد كبيرة منهن حسب بعض المكاتب الى ضغوط نفسية قد يكون احد اسبابها عدم تأقلمهن لا على العمل المطلوب او على عدد ساعات العمل او طريقة المعاملة.

هروب الخادمات من البيوت اضطرارا أو اختيارا احيانا يفتح ملف العمالة الهامشية التي تعمل في الخفاء خصوصا في وجهات مثل الدعارة التي لا تتطلب لا عقدا أو كفيلا أو اوراقا بل الرغبة فقط. وقد راجت مسألة شبكات الدعارة التي تورطت فيها آسيويات وأفريقيات بتهمة مهنة بيع الهوى حسب دراسة اهم التقارير الصحافية المتناولة لتدخلات وزارة الداخلية في هذا المجال.

في هذا الصدد ذكر أبو أحمد أن الهروب لا يقتـــــــــصر على جنسية بعينها لكن يكثر الحديث عن الأثيوبيات والفيليبينيات وبدرجة أقل الهنديات والأندونيسيات والسيلانيات الأكثر تحفظــــــــــــا وطاعــــــــــــــــــة والأقــــــــــــل تمردا وهروبا من المنازل.

بينما يقول خالد انه نظرا لعدم اتقانهن أي مهنة ولتدني مستواهن التعليمي، لا تجد بعض الأفريقيات الخادمات الهاربات اي بد لعمل مهنة اخرى غير العمل المنزلي او بيع الهوى. ولا تجد هذه الفئة من الوافدات الى سوق الخدم السهولة الكافية للاندماج في المجتمع في حالة تغيير عملها او التخلي عنها او تخليها هي بمحض ارادتها او هروبها. ويذكر بعض المكاتب أنه لا يوجد لا تحصيل علمي او لغوي للسواد الأعظم من الخادمات في المنازل وخصوصا الأثيوبيات اللواتي لا يتقن اللغات واحيانا تصبح الاشارة وسيلة التواصل الوحيدة معهن خصوصا اذا كان قدومهن الى سوق العمل حديثا.

وأشار بعض مكاتب العمالة المنزلية إلى أن الخادمة تبقى أحيانا طليقة اذا هربت الى أن يتم ضبطها وترحيلها وابعادها من دون مساءلتها أين كانت هاربة، وذلك لضغط الأعداد الهائلة من هذه الفئة التي تغرق سوق العمالة الهامشية في الكويت.

وذكر خالد أن بعض الخادمات الهاربات تلتــــــــــجـــــئن بعد سنوات من اقامتهن غير الشرعية الى الخروج من البلاد من غير اي مساءلة وذلك فـــــــــــي فترة العــــــــــــــــفو الأميري. وذكر أن عدم المساءلة شجع الخادمات على الهرب كما شــــــــــــــــجع الآخــــــــــــــــرين علــــــــــــى ايوائهــــــــــــن لأنهم غير محسوبين في المســـــــــــاءلة اذا تم ترحيل الــــــــــــــــخادمات الهاربات.



الهنديات الأقل مشاكل بين الخادمات والفيليبينيات والسيلانيات الأكثر شكوى



بين مدير أحد مكاتب جلب العمالة المنزلية خالد الشيخ ان «أغلب العاملات في المنازل من مختلف الجنسيات لديها مشاكل مختلفة باستثناء الخادمات الهنديات التي تعد الشريحة الأقل شكوى بين العمالة المنزلية».

وذكر ان «الفيليبينيات والسيلانيات هن الأكثر شكوى من ظروف العمل وفي أغلب الأحيان يغير بعضهن العمل من منزل الى منزل».

وبين أن «الكثير من الخادمات الوافدات تسافرن الى بلدانهن بعد اقامتهن وعملهن لأيام قليلة وذلك يعود لعدم استطاعتهن على التأقلم على الخدمة بالبيت أو لكثرة ساعات العمل».



السعودية... منع نشر الإعلانات التي تعرض «خادمات للبيع»



بعض مكاتب العمالة المنزلية حذر من امكانية استغلال أطراف في بلدان تصدر العمالة المنزلية زيادة الطلب في بعض البلدان الخليجية للقيام بعمليات نصب على المستقطبين للخدم.

وتسعى دول أفريقية لاستغلال الطلب المتزايد على العمالة خصوصا في منطقة الخليج لتصدير الخادمات بأرخص الأسعار التي تصل الى أقل من نصف تكلفة الخادمات الآسيويات.

لكن اثيرت حول هذه الدول شكوك من امكانية وجود عصابات أفريقية للاتجار بالبشر مستترة وراء واجهات مكاتب عمالة منزلية وبنية تحقيق مكاسب مادية من وراء ممارسة أعمال تصفها بالتجارية.

وكانت السعودية أكثر الدول المستهدفة من مثل هذه الأطراف الباحثة عن تصدير خدم وفقا لاعلانات بحث عن عاملات يصدرها افراد ومؤسسات ما دعا الى تفاجؤ عدد من السعوديين باتصالات مكثفة من دول افريقية بدعوى تأمين خدم لهم. وهذا ما دفع السلطات السعودية حسب بيان لوزارة الثقافة السعودية نشر على مواقع عديدة يفيد مبادرة بمنع نشر الإعلانات التي تعرض «خادمات للبيع» و«خادمات للمنازل» و«يوجد طباخات»، في مسعى يهدف إلى قطع الطريق على ازدهار سوق سوداء في الحصول على العمالة المنزلية.



الفيليبينيات الأعلى سعراً والاثيوبيات الأرخص



الخادمات الاثيبويات في الكويت تعتبر تكلفتهن غير مرتفعة حسب الكثير من مكاتب العمالة المنزلية لكن ليس هناك اقبال من الكويتيين خصوصا عليهن وتصل تكلفة جلبها الى 270 دينارا فقط بينما تصل تكلفة الفيليبينية الى أكثر من 750 دينارا شاملة تكاليف السفر وكل الاجراءات المطلوبة بالاضافة الى ربح كل الأطراف التي تصدر وتستورد العمالة. ويبلغ أقل راتب خادمة في الكويت 40 دينارا حسب بعض المكاتب.



الكويت من أفضل دول المنطقة ضماناً لحقوق العمالة المنزلية



تعتبر الكويت من أفضل دول المنطقة على المستوى القانوني ضمانا لحقوق فئة العمالة المنزلية، الا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة تتعلق بتنظيم اطار استخدام هذه العمالة التي من المنتظر ان يقارب عددها في الفترة القليلة المقبلة زهاء مليون خادم وخادمة. ويحق للخادمة ان تشتكي كفيلها لعدم تقاضي راتبها ولا يمكن له تسفيرها أو ترحيلها اذا لم يعطها مستحقاتها المالية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي