No Script

فيلم «ماما ميا» أعاد أغاني فرقة «آبا» المنقرضة إلى الحياة

تصغير
تكبير
| متابعة وتصوير - شوق الخشتي |

عرضت شركة السينما الوطنية الكويتية منذ أسابيع قليلة الفيلم الغنائي الاميركي «ماما ميا» بطولة النجمة الستينية العمر ميريل ستريب، وقد حاز الفيلم المركز الخامس في شباك تذاكر شركة السينما الكويتية بعد حصوله على المركز الأول على اسبوعين متتاليين في شباك تذاكر السينما البريطانية كما حاز المركز الثاني في شباك تذاكر السينما الأميركية وقد يكون سبب حصوله على هذه المراكز، هو اسمه الشهير والذي كان اصلا مسرحية غنائية شهيرة قدمت قبل ثلاثين عاما، و تضم مجموعة من أغاني فرقة «أبــا» السويدية الشهيرة وخصوصا البوم «غولد» الاكثر نجاحا فنيا وجماهيريا.

تم عرض مسرحية «ماماميا» في العديد من بلدان العالم، بمعالجات درامية مختلفة، وان طغى لون «الميوزيكال» وتعني المسرحية الموسيقية المصاحبة لرقصات آدائية في فن الاستعراض، وقد حققت فرقة «آبــا» نجاحاً ساحقاً منذ أوائل السبعينات وحتى اوائل الثمانينات، وحازت أغنيتهم «ماماميا» في البوم «غولد» نجاحاً غير عادي كما كانت مجمل الاغنيات تحفة فنية قلما تتكرر في حياة الفرق الموسيقية الغنائية.

وحصلت المسرحية و الفيلم اسم الفيلم «ماما ميا» - على المركز الأول لتسع مرات بين عامي 1974 و 1980 وبعد هذا النجاح غابت الفرقة عن الأضواء تماما، وغابت أغانيهم الا ان عودة طرح ألبومهم الذهبي كاملا في فيلم «ماما ميا» أعاد ألبوم «ماماميا» الى الحياة مرة اخرى.

كانت أغاني الالبوم ناجحة أثرت في وجدان الناس في العالم قاطبة، تماما كما كانت اغنيات فرقة «البيجييز» و«البوني ام»  و« مايكل جاكسون» مؤثرة، الفيلم باغنياته عاد للحياة من خلال أداء ابطال العمل لهذه الأغاني بصورة استعراضية في أجواء بحرية في الطبيعة الحرة، على ساحل البحر او في غرف الفندق الصغيرة او بين سلالمه او فوق ارتفاعات جبلية، وبأزياء مختلفة، وأداء ممثلين معبرة عن روح الدراما في الاغنيات الشهيرة، والتي تعبر عن كتلة من المشاعر الانسانية التي لا تموت ابدا، في الحب والحياة والفلوس والخيانة وعناوين اخرى.

في هذا التحقيق حاولنا البحث عن اسباب خلود الاغنيات عند رواد فيلم «ماماميا» والى اي حد يعيد للاذهان مشاعر اعتقدنا اننا نسيناها مع مرور الزمن

«الراي» التقت بأجيال مختلفة، من عاش نجاح هذه الاغنيات في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ومن لم يعش في تلك الفترة لكنه تأثر بجمال اغنيات فرقة «آبا» السويدية، واستفسرنا عن إمكانية إحياء فيلم «ماماميا» لأغاني فرقة «آبا» وعن مساهمة هذا الفيلم في اعادة الروح لاغنيات، هنا نص ما رأيناه على الارض من آراء مختلفة، فيما بحثنا بعد ذلك عن «خلود الفن.. وما عوامله» مع الدكتور سليمان الديكان الاستاذ بالمعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت


حضرته مرتين

في البداية التقينا رواد الفيلم بعد حفل الساعة السابعة مساء فماذا قالوا.. ؟

جهاد عبر عن رأيه بالقول: جئت مرتين لهذا الفيلم المميز لأنه ممتع وايضا لشهرة اغنيات ألبوم الـ «ماما ميا» وقد جذبتني في المرة الأولى أغنيات فرقة « آبــا» و المرة الثانية ذهبت للاستمتاع بقصة الفيلم، و لا أعتقد أن جيل المراهقين الحاليين سيستمتعون للالحان والكلمات والتوزيع الموسيقي واصوات المطربين في هذا الفيلم الجميل.


عاصرتهم وأحبهم

كما وافقته الرأي أم حمد التي بدأت كلامها قائلة: الأغاني جميلة جداً فأنا أعرف «آبا» واستمع إليهم وقد عاصرت نجاحاتهم وجئت للفيلم للاستمتاع بأغاني الفرقة فيه.

ثم التقينا بابنتيها الشابتين دانة ودينا ودارت الأسئلة حول أغنيات الفيلم فقالتا: إنها المرة الأولى التي نستمع فيها لأغاني فرقة «الآبا» ومن الممكن نستمع إليها بعد هذا الفيلم، فالاغنيات جميلة جدا.

وبين هذه الآراء تواجدت أراء آخرى مختلفة عن السابقة كرأي نور التي تعتقد بأن الأغاني مملة لأنها كثيرة في الفيلم ومن الممكن ان تستمع للأغاني بعد الفيلم ولكن ليس كثيرا.

كما كان لعمر التميمي رأي مماثل حيث قال بأن الفيلم جميل للذي يحب الموسيقى، وعن أغاني الفيلم قال التميمي : لا أعرف فرقة الآبا ولم تعجبني هذه الأغاني ولن استمع إليها في وقت آخر.


لندن «ماماميا»

وعن مسرحية «ماماميا» في لندن قال عماد وفاطمة لقد ذهبنا لمسرحية «ماماميا» في لندن وأغاني الفيلم جميلة جدا ونعتقد أن جيل الشباب سيستمتعون بهذه الأغاني والتي اثبتت ان الفن الجميل لا يموت ابدا وحتما ستعود في هذا العصر. وتحتاج الى وسيلة ترويج مثل السينما المؤثرة جدا بوجدان عموم الناس.

وقال وليد جرجوعي 26 سنة : الأغاني جميلة جدا لأنها أغاني معروفة وقد جئت للفيلم لأنني أعرف مسرحية «ماماميا» ورأيت أنها فرصة لرؤية الفيلم. وقد تم توظيف الفيلم دراميا من دون اخلال او نشوز الامر الذي جعل الاغنيات مرتبطة بقصة حياة البطلة «ميريل ستريب».

اما «روسانا» فقد احبت الفيلم لانه ضمن ذاكرتها الشخصية وقد تمتعت باغنياتهم وتعتبرها اغنيات جيلها،  قد سمعته منذ سنين طويلة ومازلت حتى اليوم، واسعدني ان فيلم «ماماميا» اعاد لي ذكرياتي الجميلة مع اغنيات الفيلم.

وعن ملاءمة الأغاني لمشاهد الفيلم قالت دعاء وأمل السعد: ان الأغاني جعلتنا نشعر بالطبيعة الموجودة في الفيلم كما أضافت للمشاهد لونا وطابعا مؤثرا جداً واكتملت الصورة الجميلة بالفيلم بوجود هذه الأغاني، وأضافت أمل: لم أكن أستمع لهذه الأغاني و لكنني أريد أن اسمعها وأعرف أصلها كما أنها عيشتني أيام السبعينات.


اطفال الماما

ولمعرفة آراء فئات عمرية مختلفة التقت «الراي» بالأطفال منهم

رزان 12 سنة حيث قالت: ان الفيلم جميل والأغاني سمعتها بمسرحية «ماما ميا» في لندن كما أنني احتفظ بـ«سي دي» الأغاني.

أما والدتهم إيمان فقالت: الأغاني ممتازة وأرى أن السينما أفضل من المشاهدة المسرحية لقصة «ماماميا» وقد أعجبتني أغنية dancing the queen و أتمنى أن تعجب الأغاني هذا الجيل فقد تربيت مع هذه الأغاني ولكن لم يعجبني تقطيع الرقابة للمشاهد في الفيلم.

ثم انتقلنا للجانب الاكثر علماً بالمبيعات و الإقبال على أغاني فرقة الـ«آبا» بعد فيلم «ماما ميا»، فذهبنا لعدد من شركات الصوتيات والمرئيات منها «النظائر» و «دنيا الموسيقى» والذي كان لهم رأي مشابه وهو أنه: لا يوجد أي إقبال على شراء أغاني فرقة «ابا» ومنذ فترة لم يسأل أي شخص عن اغاني هذه الفرقة.


البيع على «ودنه»

أما شركة «الفيديو الدولي» فقد كان لهم رأي مختلف وهو ملاحظتهم على الإقبال الكبير على شراء البوم «آبا» وتحديدا اغنيات الفيلم بعد مشاهدة الناس للفيلم ومن فئات عمرية مختلفة فقد تبقى لدينا ألبومان فقط للفرقة.

وعن الألبوم الأكثر شراءً قال البائع في « الفيديو الدولي»: هو ألبوم «number one»  كما يوجد لفرقة الآبا «dvd» و يسأل عنه الكثيرون دون أن يشتروه لارتفاع سعره.


التحليل العلمي

هل ساهم الفيلم لاغاني «ماما ميا» في الترويج لأغاني فرقة «الآبا» السويدية ؟

و لمعرفة مقومات الأغاني الخالدة و ما يجعلها تبقى و تستمر التقت «الراي» أحد المتخصصين في مجالي التحليل الموسيقي و هو د.سليمان الديكان الذي قال عن المقومات التي تجعل الأغنية تخلد وتنتشر مثل أغاني فرقة «الآبا» التي غابت لفترة ثم ظهرت بفيلم «ماما ميا» قال :

أعتقد بان هذه الفرقة لديها فكر معين به جميع مقومات النجاح.

وبالنسبة للإساءة التي قد تحدث للأغنية عند ترويجها بإعلان تجاري غير مناسب لها قال: قد يكون الإعلان تافهاً ويتم وضع الموسيقى به لرفع نسبة نجاحه و عن إحياء الأغاني التراثية الخالدة عن طريق وضعها في المسلسلات قال: ممكن أن ينجح المسلسل بهذه الأغاني فيوجد كثيرون حفظوا موسيقى مسلسل «رأفت الهجان» وربما لا يتذكرون أبطال المسلسل وهذا الشيء غير متوافر في مسلسلاتنا لأن المنتج المنفذ يبحث عن الشيء الأرخص و الاوفر.

و عن سبب إعجاب الأجيال المتعاقبة بأغاني فرقة الآبا قال : الفيلم أصبح وسيلة من وسائل إعادة الأغاني و قد لمس المشاعر لأنه درامي تمثيلي وخصوصا ان الاغنيات متوافرة في سي ديهات «الاقراص المدمجة» وأضاف الديكان : التكرار مهم في البحث عن وسائل ترويج مهمة مثل السينما للعمل الناجح و المرتبط بحدث تاريخي كفيلم «تايتانيك» الذي نجح لوجود مشاهد درامية وقصة حب ولوجود الموسيقى أيضاً و التي تطابق الصورة.


التوظيف الجيد

و عن استخدامات الموسيقى العالمية في السينما قال: كل أعمال الطفل يتم تسجيلها «بأوركيسترا» وإذا كانت أفلاماً عالمية فيتم ابتكار مؤثرات و يتم عملها «بالأوركيسترا» كما ان الغرب حريص على توريث اجياله المتعاقبة تراثه الثري في الموسيقى، فالموسيقى التصويرية المصاحبة لرسوم الكارتون «توم آند جيري» هي موسيقات عالمية، لعظماء صناع الموسيقى والسيمفونيات بالعالم، فيتشرب الطفل الموسيقى الراقية، ويشكل وجدانه، وفيلم «ماماميا» ساهم في اعادة الحياة لفرقة انقرضت عمليا من الحياة ولم يعد لها وجود، لان الاغنيات تم توظيفها بشكل ذكي جدا مصاحبا لفن الاستعراض.

وبالنسبة للمطربين الذين يغنون بأفلامهم و مساهمة ذلك في خلود الأغنية قال: أغان كثيرة اشتهرت في الأفلام وهي غير متوافرة للبيع كاغنيات فيلم «لحن الخلود» لفريد الاطرش.

و عاد الديكان للاشارة الى اغنيات فرقة الآبا فقال: إلى الآن استمع لفرقة الآبا السويدية و قد أثروا فيّ في ايام صباي جدا، هم مع «مايكل جاكسون» والذي اتابعه حتى اليوم وفرق اخرى.

ولدي مقتنيات كثيرة لهذه الأعمال كما أنني اقتني الاعمال الخالدة مع «نوتاتها» الموسيقية، في محاولة لفك اسرارها، والتى لم تفك حتى الان، كما احرص على رؤية طرق الفرق في الأسلوب و الكتابة.




أسرة فيلم «ماما ميا»



ميريل ستريب وأماندا سايفريد



فرقة آبا السويدية

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي