No Script

«حزنت جداً على تصريح سعد علوش لأنني أحبه»

بسام الفليّح: شعراء الثمانينات «ماخذين مقلب فيهم»

تصغير
تكبير
 |«الراي» - «خاص»|

بسام الفليح اسم كتب الشعر وطرق أبواب الإعلام من خلاله أعطى الشعر ولكن ما إذا اعطاه الشعر كتب الأغنية ودار الكثير من الاتهمات حول هذه التجربة كان لنا معه هذا الحوار:



• كنت من الشعراء الذي يسلكون منحى الحداثة في بداية انطلاقتك الأنك اختلفت في مفترق الطرق ما بين ديوانك الأول «تذكريني» وبين الثاني «أنسام» سبب هذا التحول هل ركبت الموجة أم ماذا؟

- دعني أكون صادقا معك في حياة الشاعر، هناك مراهقتان، مراهقة عمرية ومراهقة شعرية، حينما يتجاوز الشاب مرحلة المراهقة يحسب تلك الأخطاء التي وقع بها في مرحلته ويكون نادما آسفا عليها، هناك طبعا يحصل التغيير الجذري لشخصيته ومرحلة النضوح العمري، أنا حينما كنت في البداية كنت متأثرا بالشعراء الذين ما قبل جيل أحداث 11 سبتمبر ولكن مرت الأحداث وغيرت فينا مفاهيم كثيرة.

• كنت من يميلون في بدايتك إلى مدرسة شعر التفعيلة، وكنت مدافعا عن مدرسة الحداثة ضد تيار المدرسة الكلاسيكية وفجأة تحولت إلى المدرسة الكلاسيكية... لماذا هذا التناقض؟

- الحاقا بالاجابة الأولى أنا مازلت مصرا على مدرسة الحداثة بكل تجلياتها ولكن هناك بعض من انتسبوا إلى مدرسة الحداثة شوهوا سمعتها وأصبحت مثل النكتة الساخرة يعلق عليها شعراء أميون وجعلوها أضحوكة للغير، ولكن أنا لم أتحول إلى المدرسة الكلاسيكية، أنا شاعر ومنذ أن بدأت أكتب القصيدة المقفاة بلغتها الحديثة واللغة البيضاء سواء كانت نبطيا أم تفعيليا فأنا لم أحيد عنها ومازلت أنتمي وأصنف كشاعر حداثة.

• نبقى في هذا المحور ما بين ديوانك الأول (تذكريني) والثاني «أنسام» هناك فوارق كبيرة بحيث تجد في الديوان الأول قصائد من الفكر والابداع والفلسفة التي عهدنا عليها بسام الفليح، ولكن في أنسام خالفت التوقعات فقط عبارة عن قصائد شعرية غزلية مباشرة لا تليق باسم بسام الذي عهدناه؟

- هنا الاختلاف ليس في المحتوى بل الحاقا بجوابي الأول اننا تجاوزنا مرحلة المراهقة الشعرية بحيث انني قدمت في ديوان «تذكريني» عبارة عن 14 قصيدة متنوعة ما بين التفعيلة والنبطي، ولكن لم أبتعد عن التفعيلة بل جددت نوعا ما في القصائد، ولكن في ديواني الثاني «أنسام» ركزت على شريحة أبناء جيلي ليس منطقيا أن أخرج عن مسار جيلي بل أنا ابن جيلي أتحدث في صوته وشعوره.

• من منطلق التلميذ يتفوق على أستاذه كنت ممن تأثروا بشاعرية سليمان المانع في بداياتك إلا أنه علق أحد الشعراء أن قلت في تصريح لك انك تجاوزت شهرة المانع وبدأت تنكر هذا التأثر؟ وانه لو أتى الجيل القديم في جيلنا لما استطاع أن ينجح بل حسبناه في أواخر صفوف الشعراء؟

- ليس صحيحا أنني صرحت بذلك، سليمان المانع أخ وصديق عزيز وكلانا تأثر بمدرسة سليمان الفليّح أنا والمانع. ثانيا فعلا مسألة جيل شعراء الثمانينات لو أتى في جيلنا الحالي لما استطاعوا أن يبرزوا لاننا في الحقيقة (ماخذين مقلب فيهم) اكتشفنا أنهم عبارة عن شعراء كلاسيكيين عاديين يستطيع اقل شاعر مستوى في جيلنا الحالي ان يقول شعرا أجمل منهم ولكن خدمتهم مجلة «المختلف» بكثافة إلى أن جاءت منابر أخرى كشفت فشلهم.

• هل نعتبر هذا تحيزا إلى أبناء جيلك؟

- بالطبع.

• قنوات الشعر ما رأيك بها؟

- لا توجع قلبي في السابق كان حلمنا نحن الشعراء أن تكون لنا قناة تهتم بالشعر الشعبي وكنا نكتب ونطالب أن يكون لنا قناة وفي فترة ثورة القنوات الشعبية استبشرنا خيرا وفرحنا وهللنا لها ولكن صُدمنا فيها حقا فقد أصبحت قنوات للماشية والابل والشيلات التي تقرف البدن وقنوات لتسويق الشعير وتبن الماشية هل يُعقل أن تصبح هذه القنوات بهذا الشكل؟ فقد أصبحت قنواتنا سخرية للآخرين بمعنى أنها أصبحت قنوات لتسويق الشعير ليس الشعر؟

• ما الحل برأيك؟

- إما أن تعيد تلك القنوات حساباتها وتقدم ثقافتنا وتراثنا بشكل يليق بهذا الإرث وهذا التراث فمثلا أنا حينما أشاهد البرامج الشعرية مثلا في لبنان وليبيا والمغرب يسعدني جدا ما يقدمونه من شعراء وألوان جميلة وبرامج راقية بمعني الكلمة، ولكن في الجانب الآخر في قنواتنا أشاهد فقط (منقيات - ومزاين - وعرض أباعر) فرأيي أن تُغلق هذه القنوات فقد أساءت لنا.

• أصبح اسم بسام الفليّح اسما مغريا لكبار الملحنين والفنانين للتعاون معك دعني أسألك كيف شكلت هذا الحضور من حولك وانت لست من أصحاب المال والمنصب خصوصا أن الفنانين يركضون خلف أسماء التجار لغناء قصائدهم؟

- أتذكر في بداياتي في مجال الأغنية كنت أنا اسما لامعا في مجال الشعر أتذكر أن أحد الملحنين عرضت عليه نصا ولم يعجبه وقعد (يتفلسف وينظر) أن هذا النص لا يصلح للغناء وانه يجب إعادة صياغته، وبعد سنتين تغنى أحد الفنانين بهذا النص ونجح نجاحا باهرا ومنقطع النظير اتصل بي هذا الملحن يهنئني عليه ويقول: ما هذا الابداع، طبعا هو لم يتذكر أن هذا النص قد مر عليه، فقلت له: تذكر يا فلان هذا النص سبق أن عرضته عليك!! لكن لا أريد التعاون معك الآن، الذي أريد أن أصل إليه أن الشاعر الحقيقي يصل إلى مبتغاه مهما كان الثمن، وأما تجار الشنطة ورجال الأعمال فيستطيعون أن يغشوا الناس في بضاعتهم لكن من سابع المستحيلات أن يغشوا الناس في الشعر، الناس واعية وتعرف كل شيء وتعرف من يكتب ومن يُكتب له.

• بسام، لنكون أكثر وضوحا وشفافية أغنية (يلوموني حبيبي فيك) التي تغنى بها الفنان راشد الماجد نزلت باسم أحد الشعراء من رجال الأعمال سرى حديث في الساحة الغنائية أنها لك ما تعليقك؟

- دعني أقول لك شيئأ أي نص أكتبه ويتغنى به أحد الفنانين أذيله باسم بسام الفليّح غير صحيح ذلك.

• كنت من أوائل الشعراء الذين أصدروا ديوان صوتي وتبعك الكثيرون وقلدوك ومن ثم كنت من أوائل الشعراء ممن أدخلوا الفيديو كليب الشعري وتبعك الكثيرون ولكن ما إن تنتهى من فكرة إلا وتسبقها فكرة جديدة تفاجئ الساحة الشعرية بها؟

- حينما بدأت النشر في بداياتي كنت أنظر إلى المشهد الشعري ولا أجده مشهدا، لا تستطيع أن تفرق بين الشاعر والآخر فالكل متشابه والكل يقلد بعضه وأنا أحببت أن تكون لي بصمتي ولي نفسي الخاص بي بحيث أسير به مغايرا.

• هل معنى هذا أنه أصبح لبسام مدرسة خاصة يسير عليها الكثيرون بمعنى المدرسة (البسامية) بدليل أنه قلدك الكثيرون وأصبحت الساحة تضخ بالدواوين الصوتية والفيديو كليب؟

- لا، حاشا لله، أنا مجتهد وأقدم ما لدي بمعنى انني أكون فعلا وليس ردة فعل فإن سار على ركبي الآخرون فهذه ظاهرة صحية وتسعدني كثيرا ربما فتحت لهم المجال فقط ولكن دائما أنا أطلب من الشعراء أن يكونوا أنفسهم فقط.

• هناك مثل يقول (ما أبطأ بالسيل إلا كبره) تغيب كثيراً ولكن ان أتيت تأتي بقوة لماذا؟

- أنا آخذ على الكثير من الشعراء مسألة الإفراط في التواجد، فبهذه الطريقة أنت تقتل نفسك وتحترق مثل الفراشة التي تدور على هالة الضوء فتحرقها!! أنا أؤمن بمسألة التقنين في التواجد.

• قصيدة (نوف) والكروكي هي من القصائد التي كانت سببا في شهرتك ولكن سمعنا أنك قد أعلنت تبرؤك منها... لماذا؟

- حينما يكون ابنك في بداية مراهقته عاقاً بك ومزعجا لك تكون في قمة السخط والانزعاج من هذا الابن ولكنك تتفاجأ أنه في مرحلة الكبر يصبح أكثر نضجا وعقلا ويصبح باراً بك ربما أنا أشبه نفس التشبيه ذلك.

• صرح الشاعر سعد علوش في أحد لقاءاته أنه (أفضل شاعر في الخليج) هل ترى ذلك انه أقصى الآخرين؟

- سعد علوش من الأسماء التي أحبها وأستمتع جدا حينما أراه يلقي شعرا منسابا جميلا، بل كنت من الأشخاص الذين يحبونه لانه شاعر بعيد عن اللغو (والمهايط) والمكابرة على النفس والأنا الطاغية، لكن بالفعل حزنت على تصريح سعد علوش وخذل الكثير من عشاقه ومحبيه لسبب أنه ليس هناك شاعر أفضل من شاعر الشعراء أشبه بمنتخب كرة قدم الكل منهم يمتاز بطريقة معينة، فمثلا منهم من يمتاز بالهجوم ومنهم من يمتاز بالدفاع والوسط، وهكذا بمعنى أن لكل شاعر موهبة خاصة به في مجال معين.

• (تدري وش أحلى شيء أنا شفته فيك؟ كل شيء في الدنيا حلو فيك شفته) بيت جميل لك تداوله الكثيرون وهو الآن يداعب أوتار الملحن صالح الشهري، حدثنا عن هذا التعاون؟

- صالح الشهري من الأسماء التي أعتز بها رقياً وحساً وقيمة وأنا أتشرف به فنانا وملحنا عظيما.

• ما جديدك؟

- جديدي هناك ديوان شعر جمعت به قصائدي من عام 98 إلى عام 2010 وأطلقت عليه عنوان (شيء ما) وسأوقعه في معرض الرياض للكتاب في شهر مارس من العام المقبل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي