No Script

صاحب السمو عقد جلسة محادثات رسمية مع معصوم تناولت توسيع أطر التعاون بين البلدين

الرئيس العراقي: حوار 4 سنوات أفضل من مواجهة عسكرية ... وحل الأزمة الخليجية بقبول أطرافها أفكار أمير الكويت

تصغير
تكبير
سمو الأمير رجل المصالحة ويعتمد على مبدأ بسيط وهو «ابدأ بالحوار»

الملفات العالقة تتعلق بمسألة التعويضات وخور عبدالله والحدود المائية

العراق مع وحدة الخليج ولن يكون طرفاً على حساب طرف آخر

لسنا ضد السعودية تجاه إيران ولسنا مع طهران ضد المملكة

السيستاني أكد لي عقب تولي رئاسة الجمهورية ضرورة أن تكون هناك علاقات جيدة مع السعودية

نخاف التصعيد لأن قسماً منه سيكون من خلال العراق وسندخل في مواجهة مع من يخرق حرمة بلدنا
شهد قصر بيان أمس جلسة محادثات رسمية بين الكويت والعراق ترأس فيها الجانب الكويتي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وكبار مسؤولي الدولة، وعن الجانب العراقي رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم، وكبار مسؤولي الحكومة العراقية.

وتناولت المحادثات العلاقات بين البلدين والشعبين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، بما يحقق التطلعات وتوسيع أطر التعاون بين البلدين.


وفي الوقت الذي وصف فيه سمو الامير بـ «رجل المصالحة»، شدد معصوم على «ضرورة أن يستمع جميع فرقاء الأزمة الخليجية الى نصائح سمو أمير الكويت لحل الازمة، بشرط أن تقبل الأطراف الأخرى بأفكار سموه والتي من شأنها أن تنهي الكثير من المشاكل»، مضيفاً «سموه يتمتع بسمعة عالية على الصعيد الدولي وفي المنطقة ولديه خبرة طويلة بهذا المجال تعتمد على شيء بسيط وهو (ابدأ بالحوار) والذي من خلاله تحل المشاكل».

وقال نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، إن «المحادثات تناولت استعراض العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، بما يحقق تطلعاتهم وتوسيع أطر التعاون بين دولة الكويت وجمهورية العراق الشقيق، بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك».

وأقام صاحب السمو الأمير مأدبة غداء على شرف الرئيس العراقي والوفد الرسمي المرافق له.

وفي سياق الزيارة، استقبل الرئيس معصوم صباح أمس في مقر إقامته بقصر بيان، على التوالي، رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.

وقال الرئيس معصوم في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في قصر بيان بمناسبة زيارته للبلاد أنه وجد اهتماما كبيرا من قبل الكويت بالعراق، وتصوراً للعلاقات المستقبيلية الممتازة، بالإضافة إلى إصرار كويتي يلاقي إصرارنا على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن هناك بعض المسائل التى لاتزال عالقة بين البلدين اللذين يتمتعان أساساً بعلاقات ممتازة.

وأضاف أن «الكويت قدمت مساعدات كثيرة للعراق أثناء عدوان الإرهابيين من القاعدة وداعش، بالإضافة الى المساعدات الانسانية للنازحين»، مشيراً إلى أن «الملفات العالقة ليست كثيرة أو عديدة كما يعتقد البعض، وهي تتعلق بمسألة التعويضات وخور عبدالله والحدود المائية».

وبين أنه وجد «استجابة كويتية لحل كل تلك الملفات بالإضافة الى وجود مرونة واستعداد وتقدير لظروف العراق من قبل الجانب الكويتي»، لافتا إلى أن «قضية الحدود البرية مع الكويت ملف حسم وتم الانتهاء منه».

وأضاف أن «العلاقات الكويتية – العراقية جيدة بالرغم من الظروف التى مرت بها الكويت نتيجة السياسيات الخاطئة للنظام السابق»، مؤكدا ان «العلاقات بين الشعبين لا تحمل الضغينة او العدوان وجيدة دائماً»، واصفا زيارة سمو الأمير الى العراق فى اجتماع القمة العربية عام 2012 بـ «المبادرة الممتازة التى لا تنسى».

وأكد معصوم أن «العراق مع وحدة الخليج، ولن يكون طرفا على حساب طرف آخر، وخصوصا أن اي صراع في المنطقة ليس في صالحنا في ظل التجارب الكثيرة التي مضت»، مضيفا «حوار يمتد لأربع سنوات أفضل من أي مواجهة عسكرية تدوم يومين أو ثلاثة».

واشار إلى ان «لكل دولة خصوصيتها، والعراق لديه خصوصيته في التعامل مع جيرانه سواء إيران أو السعودية او غيرهما، ولهذا لا بد من الاستفادة من تجارب الماضي، لأن الحوار يحل الكثير من المشاكل والقضايا، ولهذا لسنا ضد المملكة تجاه إيران، ولسنا مع إيران ضد المملكة، وليس لنا علاقة بالمسائل المذهبية أو الدينية، ومن الضروري المحافظة على خصوصيتنا وحرصنا في الوقت نفسه على تطوير علاقتنا مع كل دول الجوار والمنطقة».

وبين معصوم ان المملكة العربية السعودية كانت اول بلد يزوره عقب توليه رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى انه قبل مغادرته العراق للقاء العاهل السعودي انذاك الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز توجه الى النجف للقاء المراجع العليا وعلى رأسهم السيستاني، مضيفا انهم «اجمعوا خلال اللقاء على ضرورة ان تكون هناك علاقات جيدة بين البلدين بسبب جملة اعتبارات».

وقال انه «نقل آراء وملاحظات المراجع الى الملك عبدالله الذى بدوره امتدح السيستاني ووصفه بالرجل العاقل والحكيم»، مضيفا «العلاقة بين الدول لا يمكن ان تكون مبنية على أساس ديني أو مذهبي». وعن نظرته إلى المرحلة المقبلة في المنطقة، شدد الرئيس العراقي على أن «المواجهة ليست سهلة، لأنها إذا زادت عن حدها فثمة جهات دولية ستتدخل، والحرب العراقية - الإيرانية التى راح ضحيتها مليون شخص انتهت بعد أن دخلت روسيا وأميركا فى المواجهة، وإذا ترك المجال للسان التشدد سيخرج آنذاك الأمر من الأيدي، والكل في مرمى واحد، ولهذا نحن نخاف من التصعيد لأن قسماً منه سيكون من خلال العراق وارضه، وسندخل في مواجهة مع من يخرق حرمة العراق».

وعن تحديد موعد لمؤتمر إعادة الإعمار، أشار معصوم إلى أن «المؤتمر سيعقد إما في شهر فبراير أو مارس من السنة المقبلة، وذلك برعاية كريمة من سمو الأمير، ونحن متفائلون بأن المؤتمر سيعقد في وقته كما هو مقرر لدعم العراق».

وحول الدستور العراقي، قال إن «الدستور كتب بظروف بالغة الدقة وذلك بهدف حماية كل مكونات المجتمع مستقبلاً، وهو دستور ناجح من حيث الحريات والديموقراطية ولكن يحتاج لتعديل»، مضيفا «الدستور ليس دينياً أو اسلامياً، وتعديله من الناحية النظرية ممكن، ولكن صعب من الناحية العملية».

هذا وقد غادر الرئيس العراقي والوفد المرافق الكويت بعد زيارة استغرقت يوما واحدا، وكان على رأس مودعيه على أرض المطار سمو الأمير وسمو ولي العهد وكبار المسؤولين في الدولة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي