No Script

واشنطن وعواصم أوروبية تلقت إشارات متضاربة من البلدين وكأن كلاً منهما يسعى لإحراج الآخر وإخراجه من الملف

تأكيد أميركي لخبر «الراي» عن الخلاف الروسي - الإيراني في سورية

تصغير
تكبير
الإيرانيون رفضوا إدخال الروس في لجان تنسيق الإغاثة بمشاركة الأمم المتحدة والمعارضة

طهران تنسج بنية تحتية لبسط نفوذها بعيداً عن الروس وحتى عن الأسد الذي لم تأمن له يوماً
أكدت مصادر اميركية متابعة ما اوردته «الراي» قبل ايام حول خلاف روسي - ايراني حول الأزمة السورية وخصوصا حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المصادر ان واشنطن رصدت منذ فترة تباينات واسعة بين موسكو وطهران، وانها وعواصم اوروبية تلقت اشارات متضاربة من الحليفين الداعمين للأسد، وكأن كل واحدة من العاصمتين تحاول احراج الاخرى واخراجها من الملف السوري.

ويضرب الاميركيون مثالا بالقول ان طهران اصرت، اثناء حديث مسؤوليها مع مسؤولي الأمم المتحدة، على تشكيل لجان للاشراف على عملية اغاثة المناطق المحاصرة والمنكوبة انسانيا داخل سورية، وعددها 18 حسب المنظمة الدولية.

ويضيف المسؤولون الاميركيون ان الايرانيين ابلغوا المسؤولين الدوليين انهم على استعداد للانخراط في لجان تنسيق الاغاثة، بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة وعن المعارضة. وعندما اقترح المسؤولون الدوليون توسيع المشاركة لتشمل اكبر عدد من المعنيين، من بينهم روسيا، قال الايرانيون ان لا حاجة للروس، وان طهران «تعرف الفصائل المعارضة، وسبق ان قامت بتنسيق هدنات قتالية معهم قضت بخروج مقاتليهم او اغاثة المحاصرين».

ويتابع المسؤولون الاميركيون انه يبدو ان ايران تنسج بنية تحتية لبسط نفوذها داخل سورية بعيدا عن الروس وحتى عن الأسد نفسه. ويعتقد هؤلاء ان ايران عمدت منذ الايام الاولى للثورة الى العمل على انشاء وتدريب مجموعات قتالية سورية رديفة لـ «الجيش العربي السوري». ويفسر المسؤولون الخطوة الايرانية بالقول ان «طهران لم تأمن يوما للأسد»، وانها «كانت غالبا ما تربط مساعدتها له بطلبها ضمانات حتى تؤكد انه ان انقلب الأسد عليها يوما، يمكنها هي ان تتصرف من دونه ومن دون ان تخسر ما استثمرته في سورية».

ويبدو ان الأسد حاول فعلا تقليص الدور الايراني بالاعتماد على موسكو، التي شنت في 30 سبتمبر الماضي حملة جوية في سورية استمرت 165 يوما بتكلفة بلغت نصف مليار دولار. لكن الروس رأوا انه لا مقدرة عند الأسد بحسم المعركة ضد معارضيه، حتى بمساعدة روسية، ما حملهم على انهاء الحملة والسعي الى تعزيز مكتسباتهم عن طريق الديبلوماسية.

اما ايران، حسب المصادر الاميركية، فهي تفضل الحرب الطويلة الأمد، «وهي تعتقد ان بامكانها الحاق الهزيمة بمعارضي الأسد، مع الأسد او من دونه». لكن ايران «تسعى في الوقت نفسه الى ابقاء الأسد كورقة تين لتستر الفصائل المسلحة التابعة لها التي تقاتل في الداخل السوري».

في هذه المواجهة المحلية والاقليمية والدولية، من الفائز، تسأل «الراي» المصادر الاميركية، التي تجيب بدورها ان «العرض الاميركي واضح منذ اليوم الاول، ومفاده اننا مستعدون لأي مقايضة تطيح بالأسد، ما من شأنه ان يؤدي الى قيام حكومة وحدة سورية تساهم في القضاء على التنظيمات الارهابية».

في الفترة الاولى، حاولت واشنطن تسويق رؤيتها للحل مع الايرانيين، الذين اطلقوا تصريحات من قبيل ان طهران لا تتمسك بالأسد رئيسا الى الأبد. لكن تبين للاميركيين ان ايران ليست جدية في موافقتها على الاطاحة بالأسد، فانتقل الاميركيون مع عرضهم الى الروس، الذين صاروا بعد تورطهم العسكري في سورية بحاجة اكبر للخروج من هذا المستنقع وفي نفس الوقت تعزيز مكتسباتهم.

وتؤكد المصادر الاميركية ان «روسيا وافقت على عرض الولايات المتحدة»، وان الدولتين تعهدتا «بوقف دعم اي مجموعة تستمر في القتال في سورية لاخضاع الجميع الى التفاوض، حتى يؤدي التفاوض لانتقال يخرج الأسد ويشكل حكومة وحدة تحارب الارهاب».

وتشير المصادر الاميركية ان الاتفاق الاميركي- الروسي قائم منذ بدء وقف الاعمال القتالية في 23 فبراير الماضي، وان المفاوضات تجري بحسب ما هو مقرر لها، على الرغم مما يبدو تململا ايرانيا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي