No Script

عبدالعزيز الكندري / ربيع الكلمات

«سوار شعيب» ... صناعة احترافية

تصغير
تكبير
سوار شعيب... هو عبارة عن برنامج حواري يقدمه شعيب راشد ويعده ناصر المجيبل، ويتم عرضه عبر اليوتيوب على قناة «سوار شعيب»، ولكن الملفت في البرنامج أنه شبابي بلا قيود، يطرح المواضيع بكل جرأة وشفافية، ويتمتع بنسبة مشاهدة عالية حيث بلغت المشاهدات في اليوم الأول فقط أكثر من 100 ألف مشاهدة في حلقة «ممنوع من الحياة» وكانت ضربة محترفة ومهنية، وهذا رقم كبير جداً في عالم القنوات الشخصية المحلية، إضافة إلى المرح الذي يتمتع به مقدم البرنامج، ما أعطاه طابعاً خاصاً، مع الكلمة الشهيرة «مخ ماكو» والتي أصبحت لزمة يعرف بها «شعيب» أينما حل وذهب.

نحن أمام ثورة حقيقية بدأت تتشكل ويكون لها بصمة خاصة فيها على الصعيدين العربي والدولي، حيث ألغت وسائل التواصل الاجتماعي الحدود بين البلدان كافة، واصبح التواصل سهلاً جداً بين مختلف الناس على الرغم من تباعد المسافات... و«تويتر» و«الفيس بوك» و«غوغل» ماهي إلا أمثلة حية على هذا الواقع الجديد.


نحن أمام واقع مختلف بالكلية، ولا يوجد أحد فكر وتنبأ به بسبب سرعة الاختراعات في هذا المجال، قبل سنوات من كان يعرف «شعيب راشد» على سبيل المثال، من أين جاء بهذه الشهرة الجارفة غير وسائل التواصل الاجتماعي، معنى هذا الكلام أن هناك أناساً قبل سنوات قليلة كانوا مغمورين... والآن أصبحوا في الواجهة ومن صناع القرار وهذا لم يكن في الحسبان، وتوقع غير المتوقع.

من كان يصدق بأن «شركة آبل المحدودة»... وهذا هو أول اسم لشركة «آبل»، والتي باعت أول حاسوب سنة 1976 وكان عبارة عن جهاز به مجموعة من المفاتيح وكانت تفتقد إلى خدمات كثيرة في ذلك الوقت... حتى أصبحت اليوم من كبرى الشركات العالمية، والتي لا يخلو بيت منها، وذلك بفضل إرادة حصيفة كانت تمتلك رؤيا ثاقبة فاحصة وكاشفة، حتى أصبح نفوذها أكبر من دول مجتمعة، وميزانيتها كذلك.

وموقع «غوغل» تجد صعوبة بالغة لو أردت الاستغناء عنه، لأنك منذ الصباح الباكر، سواء كنت في العمل، المنزل، أو أي مكان، وأردت أن تبحث عن أي كلمة تخطر ببالك، ما عليك إلا الدخول على «غوغل» وكتابة الكلمة، ثم الضغط على زر «enter»، لتخرج إليك مئات المعاني عن هذه الكلمة التي كنت تبحث عنها، سواء كانت هذه الكلمة، اقتصادية، سياسية، اجتماعية، دينية.

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، بأن موقع «غوغل» يعد أكبر محرك بحث في العالم، وأسرع وأسهل طريقة لإيجاد المعلومات على الويب (شبكة المعلومات الدولية)، نظرا لأن عدد الصفحات التي يبحث «غوغل» فيها يزيد على 1.3 مليار صفحة، ويوفر نتائج البحث لمستخدمين من كل أنحاء العالم وبجميع اللغات المتداولة، وفي أقل من نصف ثانية. حتى أصبح يلبي أكثر من 100 مليون عملية بحث في اليوم الواحد.

ويقال بان الصحف الأميركية قامت بتسمية الشركة بـ«جمهورية غوغل»، بل وهناك العديد والكثير من المقالات والأبحاث التي تحدثت وتكتب عن هذا الموضوع، حتى أصحبت شيئاً لا يمكن الاستهانة به أبدا وذلك نتيجة طبيعية لحجم تأثيره.

إننا اليوم أما تحديات كبيرة جدا، وهذه التحديات لن ترحم الذين لا يعملون بجد، علينا أن نحدد موقعنا من هذه الدول التى بدأت تتشكل حديثا، هذه الدول التي ليس لها حدود، ستملك فاعلية كبيرة في التأثير على قرارات العالم، أعتقد أنه من العقل والمنطق أن نفكر في أن نكون في مصاف هذه الدول الجديدة، ولكن يجب أن نقرر في البداية، ولا مكان فيه للذين لا يعملون، حتى لا نكون من الذين يصفهم شعيب بـ«مخ ماكو».

akandary@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي