No Script

ميقاتي «غطى» منصور بطلبه اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب لبحث «العدوان»

نصر الله «قاد» تظاهرة «لبّيك يا رسول الله» في الضاحية: ليست غضبة عابرة ... ونشر الفيلم كاملاً تداعياته خطيرة جداً

تصغير
تكبير
| بيروت ـ «الراي» |

شكّل «ظهور» الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عصر امس على رأس التظاهرة الضخمة التي دعا اليها في الضاحية الجنوبية لبيروت لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحت شعار «لبيك يا رسول الله»، مفاجأة استثنائية عكست الاهمية التي يعلّقها الحزب على «المعركة» التي أطلقها «على الأرض» تحت عنوان «صدّ العدوان» الذي يشكّله الفيلم الاميركي المسيء لرسول الله «براءة المسلمين» ومنع تكراره وفق تحرك شعبي متدحرج سيُستكمل في الايام الخمسة المقبلة في البقاع والجنوب.

فأمام «بحر الناس» الذي غمر الضاحية الجنوبية، أعطى نصر الله إشارة واضحة الى ان التحرك الذي بدأ لن يكون غضبة عابرة ولا فشة خلق، بل بداية حركة جدية يجب ان تتواصل على مستوى الامة للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم»، وذلك فيما كان لبنان الرسمي يتلقف «خريطة الطريق» التي رسمها الامين العام لـ «حزب الله» بإزاء هذا الملف بحِراك ديبلوماسي عبر الجامعة العربية التي يترأس لبنان مجلس وزراء خارجيتها في محاولة لتأمين عقد اجتماع طارئ للمجلس في مقر الجامعة في القاهرة، للبحث في موضوع «الفيلم ـ العدوان».

وقد شكّلت التظاهرة الضخمة التي شهدتها الضاحية الجنوبية من اوتوستراد هادي نصر الله الى الكفاءات - الحدث، وتخللتها شعارات معادية للولايات المتحدة واسرائيل وهتافات «الموت لاسرائيل» و«اميركا الشيطان الاكبر» مع رفع صور للرئيس السوري بشار الاسد، فاتحةَ مسيراتِ تنديد بالفيلم الذي كان استدرج يوم الجمعة الماضي في طرابلس أعمال عنف استهدفت مطاعم تحمل اسماء علامات تجارية اميركية، واستدعت اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية امام المتاجر ذات العلامات التجارية الأميركية في عاصمة الشمال كما في صيدا.

وفي حين حدد الامين العام لـ «حزب الله» جدول تحركات شعبية في مدينة صور يوم غد، وفي بعلبك الجمعة، وفي بنت جبيل السبت، وفي الهرمل الاحد، انتظمت مسيرة الضاحية التي نقلت المشهدية من حيث ارتسمت مع زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر لبيروت الى مشهدية من نوع آخر قلبت الاهتمامات، ضمن السقف الذي رسمه السيد نصر الله على قاعدة «ان العالم كله يجب أن يعرف أن لرسول الله أتباعاً لن يسكتوا على الإهانة التي هي أخطر من حادثة إحراق قسم من المسجد الأقصى في العام 1969»، وبقيت منضبطة رغم حال «انفجار الحماسة» التي احدثها «الظهور المفاجئ» لـ «السيد» بين جمهوره الذي لم يطل عليه منذ ديسمبر 2011 (خلال مسيرة عاشوراء)، علماً ان اطلالاته النادرة كانت اقتصرت منذ حرب يوليو 2006 على المشاركة «بلمح البصر» في احتفال «النصر الالهي» بهذه الحرب، ثم في مسيرة عاشوراء الـ 2008 وفي احتفالية إطلاق آخر الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية وعلى رأسهم سمير القنطار في يوليو 2008.

ومن على منصة، «غير محمية» بأي عازل، خاطب نصر الله جمهوره «وجهاً لوجه» وهو الذي تعوّد ان يتوجّه اليهم عبر الشاشة، شاكراً اياهم على «الاستجابة لنداء رسول الله (النبي محمد)»، وقال: «اليوم نأتي إلى هنا لنقول يا رسول الله فداك نفسي ودمي وابي وامي وأهلي ووِلدي وكل مالي وما خوّلني ربي فداء كرامتك وعرضك وشرفك»، مضيفاً: «البعض حتى الآن لم يدرك مستوى الإهانة التي تعرّض لها رسول الله صلى الله عليه وسلّ من خلال بعض هذه المشاهد»، مشيرًا الى أنهم «طعنوا في طهارة مولده وإيمانه وقرآنه وأزواجه، وهذا بمقطع من 12 دقيقة من الفيلم»، سائلًا: «ماذا اذا خرج فيلم الساعتين فماذا ستكون النتيجة؟».

وتابع: «نحن هنا لنعلن رفضنا لما ورد وهذا بداية تحرك لأهداف، بينها وقف بث المقاطع المسيئة على شبكات الانترنت ومحاسبة المنتجين، ومنع بث الفيلم الكامل من الأميركيّين، وسد الباب بشكل كامل أمام امكان تكرار الإساءة لنبيّنا وقرآننا، لذلك ندعو الجميع إلى تشكيل فرق تخطيط وعمل لنحقق هذه الأهداف الثلاثة».

وأشار الى أنه «يكفي أن تقوم كل حكومة أو دولة بحجب المواقع التي تنشر المقاطع المسيئة وأن يقاطعوها»، مشددا على «وجوب أن تفهم أميركا التي تحتج وتخادع تحت شعار حريّة التعبير أنّ بث الفيلم كاملاً ستكون له في العالم تداعيات خطيرة وخطيرة جداً».

وتابع نصرالله: «على مستوى الهدف الثالث، يجب أن تعمل جميع شعوبنا وحكوماتنا على الضغط على المجتمع الدولي لإصدار قرار دولي وقوانين محلية تجرّم الإساءة للأديان السماوية ولأنبياء الله لابراهيم وموسى وعيسى المسيح ومحمد بن عبد الله».

وأوضح أنّ «أيّ تأخّر بالمهمة هو تقصير بحق الرسول صلى الله عليه وسلّم وإبقاء الباب مفتوحا لإهانات جديدة وإساءات جديدة غير معروف إلى أين تؤدي»، مشيراً الى أن «ما حصل يجب أن يؤكد وعيا كبيرا لدى المسلمين والمسيحيّين وقناعة بالعيش المشترك وألاّ يورّطهم أحد في فتنة»، مضيفًا: «لا يتوهّمن أحد أنّ هذه معركة يمكن التسامح فيها أو العبور عنها».

وفيما كانت الضاحية تشهد التظاهرة، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «يغطي» عملياً خطوة وزير الخارجية عدنان منصور الذي سارع الى الاتصال وبصفته رئيساً لمجلس وزراء الخارجية العرب، بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، طالبا منه اجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة «للبحث في موضوع الفيلم المسيء للرسول الكريم والذي يشكل عدواناً صارخاً على النبي الأكرم وعلى عقيدة وايمان ومشاعر وروحانية أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم».

وفي هذا الاطار اكد ميقاتي انه «كما كانت القضية الفلسطينية عرضة على مر السنين لاساءات واستهدافات من العدو الاسرائيلي، نشهد اليوم محاولات متجددة للاساءة الى المقدسات الدينية وآخرها الفيلم المستهجن عن الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم»، وقال: «بادرنا الى إدانة محتويات هذا الفيلم وحذرنا من مضاعفاته والاساءة الى رموزنا الدينية، ودعونا الى خطوات عملية توقف تأجيج المشاعر، مع إدانتنا لردود الفعل التي انطلقت من غضب واسع الى ممارسات تتناقض وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف. واليوم، نرى أنه لا بد من خطوات عملية سريعة وعمل دولي وعربي جامع يجسد عملياً الاجماع على رفض هذا الفيلم وإحباط المخططات المشبوهة التي كانت وراء إنتاجه وعرضه في توقيت ملتبس»، ومضيفاً: «إن مثل هذه الخطوة تضع حداً لأي محاولة يمكن ان تعيد العزف على وتر استهداف الرموز الدينية، لأن هذه الرموز تبقى سامية مهما سعى المغرضون الى الاساءة إليها».





«المركز الكاثوليكي للإعلام»

دعا لمنع الفيلم وسحبه



أعلن المركز الكاثوليكي للاعلام استنكاره الشديد «لعرض فيلم «براءة المسلمين» الذي يشوّه صورة الإسلام ويسيء إلى المسلمين ورموزهم»، معتبراً أن «أي إساءة إلى أحدى الديانات، هي إساءة تطول كل الديانات».

ودعا المركز الى «سحب هذا الفيلم ومنعه»، مهيباً بـ «الجميع أن يقاربوا معالجة هذا الموضوع بروح الحكمة والروية كي يفوتوا الفرصة على من أرادوا زرع الفتنة، من خلال إنتاج هذا الفيلم»، مطالباً الدول الغربية والأوروبية بـ «سنّ قوانين تمنع الإساءة إلى اي دين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي