No Script

أطلق أعمال دورته الـ 23 من على مسرح عبدالحسين عبدالرضا

«القرين الثقافي» كرّم «فارس الكلمة» مبارك الحديبي

تصغير
تكبير
اليوحة كرّم الحديبي في مقاعد الجمهور

المطرف حيّاه بـ «كلمة» والحداد «قال أحبك»... والسعد «توني عرفتك زين»
ليلة طربية بامتياز، شهدها حفل افتتاح مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23، حيث كُرِّم فيها فارس الكلمة الشاعر الكبير مبارك الحديبي، وأطلق المهرجان صهيل أشعار الحديبي التي تألق بها نجوم الأغنية الكويتية الحديثة الفنانون مطرف المطرف وفواز المرزوق وفهد الحداد وفيصل السعد. وتخضب مسرح عبدالحسين عبدالرضا، مساء أول من أمس بألوان الغناء العاطفي والشعبي والسامري، الذي نسج أبياته الشاعر الغنائي الكبير مبارك الحديبي.

وشهد الحفل الذي أقيم تحت رعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة، والأمين المساعد لقطاع الفنون بدر الدويش، إلى جانب وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، وكوكبة من الفنانين أمثال الملحن القدير يوسف المهنا والفنان نبيل شعيل وغيرهما، عطفاً على حضور باقة من سفراء الدول وممثلي البعثات الديبلوماسية، في حين عجت قاعة المسرح بالمئات من محبي الطرب الأصيل، الذين تسمروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل، الذي امتد لساعتين تقريباً.


استهل عريف الحفل الإعلامي عبدالمحسن البرقاوي بكلمة مقتضبة عن مسيرة الشاعر الكبير مبارك الحديبي، مشيراً إلى أن الحديبي أثرى الساحة الغنائية بالعديد من النصوص الغنائية الخالدة، التي انسابت كلماتها كالمياه العذبة في القلوب العطشى منذ الستينات من القرن الماضي، ولم تذروها رياح النسيان حتى يومنا هذا، خصوصاً بعد أن غرّد بها عمالقة الغناء الخليجي، وعلى رأسهم فنان العرب محمد عبده، وبلبل الخليج نبيل شعيل، وأخطبوط العود عبادي الجوهر وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله، وغيرهم الكثير.

من جهته، ثمن الأمين المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الدويش الدور الكبير للشاعر مبارك الحديبي في رفعة الفن الكويتي، مؤكداً أن الحديبي يعد أحد أبرز كتّاب الأغنية الكويتية الحديثة، حيث أبدع بتأليف عشرات القصائد الزاخرة بالمفردات الجزلة، التي ذاع صيتها في المنطقة العربية عامة ودول الخليج على وجه الخصوص، منوهاً إلى أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومهرجان القرين الثقافي يكرمان في شخصه الوفاء والإخلاص والمثابرة والتطور، ونموذجاً طيباً وصورة مشرفة للمواطن المحب لوطنه ولشعبه، والذي لم يتوان عن المساهمة في البناء الحضاري للكويت العزيزة.

أعقب ذلك عرض لفيلم وثائقي قصير يستعرض مسيرة الشاعر الكبير مبارك الحديبي، كما تخلله كلمات مفعمة بعبارات الثناء والتقدير لتاريخ الشاعر، من جانب زملاء دربه أمثال نبيل شعيل ومحمد المسباح وغنام الديكان ويوسف المهنا وغيرهم.

وبعد مراسم التكريم، اعتلت الفرقة الموسيقية خشبة المسرح بقيادة المايسترو أيوب خضر، قبل أن يطل الفنان الشاب مطرف المطرف على عشاق الطرب الأصيل بابتسامته البشوشة، ملقياً التحية على الحاضرين، لتدوي الهتافات والصيحات في المكان، ولتشتعل الأكف تصفيقاً على أنغام الأغنية العاطفية «فدوة لج» التي وقع ألحانها الموسيقار سليمان الملا وشدا بها الفنان عبدالمحسن المهنا، وتلاها بإحدى أغاني بلبل الخليج نبيل شعيل بعنوان «جار الزمان» وهي من ألحان الدكتور عبدالله الرميثان، في حين اختتم وصلته بـ «كلمة» التي لحنها وتغنى بها أخطبوط العود عبادي الجوهر.

وما ان غادر المطرف، حتى التهبت حماسة الجماهير مرة أخرى، مع دفء الاحساس والصوت الطربي الجهور للفنان فواز المرزوق، الذي قدم أغنيتين من كلمات الشاعر مبارك الحديبي إحداهما بعنوان «هذا الكلام» وهي من ألحان الدكتور عبدالله الرميثان، والأخرى بعنوان«اسكت ولا كلمة» للموسيقار سليمان الملا، ومن كلماتها: «اسكت ولا كلمة لا تقول أكثر... لا تحسب البسمة في خاطري تأثر».

أما الفنان الشاب فهد الحداد فقد تألق بأداء ثلاث أغنيات من أشعار الحديبي، استهلها برائعة «سامحني خطيت» من ألحان الدكتور غنام الديكان، تبعها بأغنية «قال أحبك»، ثم أغنية «جيتك أدور» من ألحان الدكتور عبدالله الرميثان، ليفسح المجال لنجم الأمسية المطرب الشعبي فيصل السعد، الذي افتتح وصلته بأغنية «مادريت» ألحان غنام الديكان، تلاها بالأغنية الشهيرة «أنا يا خلي» التي تنتمي إلى اللون السامري، وهي للملحن يوسف المهنا، ليشدو بأغنية «توني عرفتك زين» من ألحان عبدالرحمن البعيجان، وكانت بالفعل مسك ختام الحفل.

:::: على الهامش ::::



* الفنان فيصل السعد أول من حضر من الفنانين إلى مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بالرغم من أن وصلته الغنائية في الجزء الأخير من الحفل، لكن معروف عن السعد التزامه الدائم بالمواعيد.

* نظراً لظروفه الصحية، لم يستطع الشاعر الكبير مبارك الحديبي الصعود على منصة التتويج للاحتفاء به في ليلة تكريمه، وهو ما دعا الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة لتكريمه في مقعده، حيث كان يجلس في مقدمة الصفوف.

* مسرح عبدالحسين عبدالرضا تزيّن بالإضاءة الخلابة التي كانت متناغمة مع اللحن والايقاع، حيث بدا كما لو انه بلورة سحرية تلقي بألوانها الزاهية، الحمراء والخضراء والزرقاء.

* أبدع أعضاء الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أيوب خضر في العزف الانفرادي والجماعي، وكانوا بحق نجوماً أضاءت الأمل في نفوس الحاضرين، وأشاعت البهجة في أركان المسرح.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي