No Script

في أمسية أدبية نظمتها السفارة السورية لدى الكويت

محطة / ليلى العثمان تحدّثت عن فضل «حاكيات» الماضي في تجربتها الروائية

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
استضافت السفارة السورية لدى الكويت الروائية ليلى العثمان، في امسية ادبية عنوانها «تجربتي في الرواية... حاكيات الماضي ... غرسن البذرة»، وذلك مساء السبت الماضي برعاية وحضور السفير السوري لدى الكويت الشاعر علي عبدالكريم علي.
واشارت العثمان في مستهل حديثها عن فضل الجدات والامهات والجارات والمسنات على الروائيات من خلال المساهمة في غرس البذرة الاولى لهذا الفن الجميل ووشم العقول بمئات الحكايات.
وقالت: «لقد كانت تلك الحكايات مصدر تكويني الاول، ففي قيلولات الصيف الحارة وليالي الشتاء الطويلة لم يكن من سلوة لمجتمع صغير مغلق غير تلك الحكايات. كنا نتحلق حول الحاكيات نستمع لغرائب وعجائب ما يتفتق عنه خيالهن او ما توارثنه عبر الاجيال من حكايات شعبية تتمازج فيها كل التناقضات البشرية، والتي يسعى الكبار من خلالها لا لتسلية الصغار فحسب بل لتأصيل قيم معينة وتوجيه غير مباشر للحث على التمسك بالاخلاق الحميدة والعادات الجميلة، من خلال نماذج الشخصيات في الحكاية والتي غالبا ما تترك اثرها في نفوسنا الصغيرة.
واوضحت العثمان ان الحكايات كانت تتنوع بين الاسفار في البحر والصحراء وما يصاحبها من اهوال، وكذلك عن الغوص وعالم السحر والجن، وحكايات الحب وغيرها، وانها كانت شغوفة للاستماع فقد كانت تركز لحفظ هذه الحكايات، واضافت: «لم تكن الحكاية وحدها ما يستهويني، فقد كنت الاحظ الطريقة التي كانت الحاكيات يتبعنها بالسرد. هناك من تقص بعجالة واسلوب بسيط دون اي تعابير في الوجه توحي بالتفاعل والانسجام، وهناك من تحرص على عنصر التشويق والاثارة والاهتمام بالحوارات فيأتي بعضها مزودا بالامثال الشعبية او الاغنيات».
ثم تحدثت العثمان عن الحكايات التي استوقفتها مثل الصياد النشيط، وغيرها، وحينما جاءت مرحلة المدرسة انتقلت العثمان من الاستماع إلى متعة القراءة، وفي المرحلة المتوسطة ارتقت قراءاتها إلى المنفلوطي وجبران ومي زيادة وغيرهم، كما تعرفت على الاسماء الشهيرة من الروائيين العرب والاجانب فكانت نقطة البداية في ارتباطها بالقصة والرواية.
واستطردت قائلة: «تطور حلمي الصغير، فبعد ان كان محدودا ان اكون رواية كأم خالد، اتسع ليكون الحلم ان اصبح روائية، ابتدع من خيالي، استلهم من واقعي وربما من خرافات قديمة سادت ولم تبد، وابدأ اصيغ حكاياتي الخاصة بي وبمجتمعي. هكذا بدأت محاولاتي فكتبت كثيرا ومزقت كثيرا، واحتفظت بالبعض الذي احسبه حتى اليوم قد عبر عن روحي ومشاعري حيث كان الحلم بالحب والبحث عن حبيب - حتى وان كان وهميا - شيئا من المستحيل».
واشارت إلى تحولها إلى كتابة القصة، وان حماسها تفاقم حينما قرأت لكاتبات من النساء العربيات امثال غادة السمان ولطيفة الزيات وسعاد حلمي وغيرهن، وكذلك ما وصلها من الترجمات لكاتبات اجنبيات مثل فرجينيا وولف وغيرها، كاشفة ان الفرح بالشهرة قد صاحب مرحلة النشر الاولى، لكنه تقلص بعد ذلك حينما كانت تتوق لتأكيد اسمها، وقالت: «ابدا لم اغفل الرواية، بخاصة وانها كانت تسمح لي ان استطرد في الوصف والسرد، وخلق شخصيات عديدة افرح أنني ابتدعتها، وجعلتها تتحرك وكأنها من لحم ودم».
واوضحت انها في العام 1985 كتبت رواية «المرأة والقطة» وقد جاءت بصدفة لم تخطط لها. ثم توالت الروايات «وسمية تخرج من البحر»، «العصعص»، «المحاكمة»، «صمت الفراشات»، و«خذها لا اريدها». ولكن الرغبة لكتابة القصة القصيرة لم تفارقها فأصدرت بين هذه الروايات اكثر من مجموعة قصصية «الحواجز السوداء» و«يحدث كل ليلة» و«قصص قصيرة جدا».
وقالت: سأؤكد هنا بان روايات الزمن القديم لم يغبن عني اثناء الكتابة ففي بعض الفصول التي عسرت بسبب تعبي الجسدي استخدمت لغة القص بدل الكتابة وقد منحني ذلك متعة التدفق واستخدام الامثال الشعبية المناسبة التي لا تخطر ببالي اثناء ارهاقي في الكتابة، كما دفعتني للتغيير في لغة السرد المكتوبة لتكون اكثر قربا من القارئ ويكون وقع المفاجآت فيها اكثر ادهاشا. كما ساهمت ان تكون لغة الحوار مكثفة وموحية وتتناسب مع مستويات ابطالها المتفاوتين في الاعمار والوعي والتجربة. مع حرصي على عمق وجماليات لغتي كراوية.
وختمت قائلة: «بتواضع اقول: ان ست روايات منشورة غير كاف ليجعلني اتحدث عن تجربتي في الرواية فمازلت اشعر بانني احبو في عالمها. لكنها على الاقل تعطي صورة صادقة لتجربة التعب والعراك مع هذا الفن الجميل والذي اصبح اليوم هاجسي الاول. وما هي الا محاولات تحظى بنجاح يتفاوت حجمه ما بين رواية واخرى وهو ما يدفع بالكاتب - اي كاتب - ان يواصل محاولاته حتى يتبوأ المكانة التي يحلم بها. ولذلك سأظل احلم. حلم الاستمرار والتجدد ما بين تعثر ونهوض وامل في التحقق».
وبعدما انتهت ليلى العثمان من حديثها فتح باب النقاش والمداخلات بين الحضور الذي جاء معبرا عن تاريخ العثمان، ومتحاورا مع اعمالها الادبية القصصية والروائية وما حققته هذه الاعمال من شهرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي