No Script

«الشؤون الفنية» في قطاع المساجد يختتم مجالس سماع مسند الإمام أحمد من أوله إلى آخره في 14يوماً

u0627u0644u0639u0644u0627u0645u0629 u0627u0644u0647u0627u0634u0645u064a u064au062au0648u0633u0637 u0648u0644u064au062f u0627u0644u0639u0644u064a u0648u0627u0644u0642u0631u0627u0621
العلامة الهاشمي يتوسط وليد العلي والقراء
تصغير
تكبير
| كتب عبدالله متولي |

في جو إيماني بديع وفي ظل تنظيم رائع اختتم مكتب الشؤون الفنية في قطاع المساجد - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - مشروع قراءة وسماع مسند الإمام احمد بن حنبل - رحمه الله - من أوله إلى آخره بالإسناد المتصل عن طريق العلامة الشيخ

عبدالوكيل بن عبدالحق الهاشمي مسند مكة المكرمة والذي بدأت مجالسه يوم الخميس10/7/2008 واستمرت حتى يوم الأربعاء 23/7/2008 في قاعتي الأندلس والمرجان بفندق (كراون بلازا).

وكان مشروع سماع مسند الإمام احمد هو باكورة المشروع الأكبر وهو (قراءة وسماع المسانيد والسنن والمصنفات)، وكان في مقدم الحضور والجلسة الختامية وكيل وزارة الأوقاف الدكتور عادل الفلاح والوكيل المساعد لشؤون المساجد وليد الشعيب اللذان يوليان هذا المشروع رعاية وعناية واهتماماً كونه من المشاريع العلمية العظيمة.


قصب السبق

حول هذا المشروع المبارك والجلسة الختامية صرح الشيخ فيصل العلي مدير مكتب الشؤون الفنية صاحب الجهد الأكبر والاهم في فكرة وتنظيم هذه المشاريع وإخراجها بالـــشكل الذي تليق به...

وقال: مشروع سماع مسند الإمام احمد رحمه الله تعالى هو المشروع الأول ضمن مشروع قراءة وسماع (المسانيد والسنن والمصنفات) وقد أنجز في عدد جلسات قياسي بلغت 38 جلسة خلال أربعة عشر يوما فقط، ولأول مرة تختتم الموسوعة الحديثة (مسند احمد) في العصر الحديث فالكويت بشكل عام كدولة ولوزارة الأوقاف كجهة مسؤولة قصب السبق في هذا المجال بعد أن انقطعت مجالس السماع منذ زمن بعيد.

وأشار العلي إلى أن المشاركين في جلسات هذا المشروع تجاوز عدد (200) شخص رجالا ونساء، وقد حضره مجموعة من الشخصيات المهتمة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم من الدول الإسلامية والعربية.

وأضاف: لقد تمت قراءة وسماع المسند إضافة إلى رسالتين تتعلقان به وهما:

1- خصائص مسند الإمام احمد للحافظ ابن المديني.

2- المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام احمد لإمام القراء ابن الجزري.

وأكد العلي ان «الأوقاف» ستواصل تقديم هذه المشاريع المباركة وسيكون المشروع المقبل إن شاء الله مع قراءة وسماع مسند الإمام الشافعي، ثم تتواصل المشاريع حتى النهاية وعددها 12 مسندا وسنسعى إن شاء الله إلى إخراج جلساتها بالشكل الذي يليق بها وكما عودنا الجمهور الكريم في مجالس سماع الكتب السبعة التي سبقت هذا المشروع.


معاني وقيم

وفي تصريح الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي بدأ حديثه بتوجيه الشكر الجزيل للعلامة الشيخ عبدالوكيل بن عبدالحق الهاشمي على تفضله بقبول دعوة الوزارة وتحمله عناء السفر لإحياء سنة مجالس السماع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح في عصور الإسلام الزاهية.

هذه المجالس المباركة التي أثارت في النفوس شجونا كثيرة وأقامت علينا الحجة ووضعتنا امام مسؤولية كبيرة يجب علينا تحملها لإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها بين الناس ولنا في أئمة وعلماء الحديث السابقين المثل الأعلى هؤلاء الأئمة الذين تجشموا الصعاب في سبيل الحفاظ على السنة النبوية وتنقيتها حتى وصلت إلينا بالصورة التي هي عليها ألان, وليس أدل على ذلك من صاحب المسند الذي نختتم مجالسه اليوم الإمام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى والذي عانى وقاسى الكثير من اجل قولة الحق والثبات عليها.

وعن مجالس السماع قال الفلاح: هذه المجالس من شأنها إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي تحيي الكثير من المعاني والقيم التي افتقدنا بعضها نتيجة تغير الزمان والمكان واختفاء كثير من القيم التي كان عليها السلف الصالح من الإخلاص الشديد والصدق في المقاصد.

كما أن هذه المجالس فيها من الخير والبركة والرحمات التي تغشانا الكثير ووزارة الأوقاف بادرت بهذا المشروع لتؤكد أنها ستستمر في إقامة مثل هذه المجالس التي خبرنا خيرها ونتائجها.

وختم الفلاح بتوجيه الشكر لقطاع المساجد ومكتب الشؤون الفنية على التنظيم المبدع كما وجه الشكر للأخوة القراء ولجميع الحضور والمشاركين من خارج الكويت.


تطور وإبداع

أما وليد عيسى الشعيب الوكيل المساعد لشؤون المساجد فقد قال بهذه المناسبة ان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت تحرص دائما على نشر العلم الشرعي والعناية بكل فنونه خصوصا السنة النبوية المطهرة تحفيظا وتدريسا وتعليما, وذلك انطلاقا من استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق التطور والإبداع والتميز في ما تقوم به من أعمال وتنفذه من برامج.

وليس أدل عن ذلك ما يقوم به قطاع المساجد ممثلا في مكتب الشؤون الفنية من تبنيه المشروع (قراءة وسماع المسانيد والسنن والمصنفات) والتي بدأت بمشروع قراءة وسماع مسند الإمام احمد رحمه الله الذي نحتفل بختام مجالسه الآن, كما تبنت من قبل مشروع قراءة وسماع (الكتب السبعة) وذلك لإحياء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال هذه المشاريع المباركة وإتاحة فرصة عظيمة لطلبة العلم لاتصال سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وختم الشعيب بالتأكيد على أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ستستمر في هذا العطاء خدمة لطلبة العلم في دولة الكويت وجميع الدول الإسلامية، وقال: حريٌ بنا ونحن في ختام هذا المحفل الإيماني أن نتوجه بخالص الشكر لشيخنا الجليل الذي تفضل علينا وأجاب الدعوة، لإسماع مسند الإمام احمد للحضور الكريم, والشكر موصول للعلماء والشيوخ الذين شرفونا بالحضور من داخل الكويت وخارجها, وكذلك لطلبة العلم والمشاركين في المجالس, وخالص الشكر والتقدير للأخوة في مكتب الشؤون الفنية والقائمين على هذا المشروع وهنيئا لهم هذا النجاح وهذا التميز.


دأب وعناية

وبعد انتهاء جلسة السماع الأخيرة بدأ حفل الختام بكلمة المشرف على المجالس الدكتور وليد محمد عبدالله العلي إمام وخطيب المسجد الكبير الأستاذ في كلية الشريعة جامعة الكويت. وبعد الحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. والترحيب بوكيل وزارة الأوقاف والوكيل المساعد لشؤون المساجد ومدير مكتب الشؤون الطبية وجميع الحضور.

قال: لقد دأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت على العناية بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تحفيظا وتفهيما، وتدريسا وتعليما وان من امارات رعايتها الذكية مشروع سماع وختم الكتب السبعة, الذي تم بحمد الله تعالى ومنته, محبة لسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنته.

وهذا صافي زلال المجالس, وصافي بلال المجالس, في سماع وختم هذا المسند المبجل, الذي جمع أحاديثه الشريفة الإمام احمد بن حنبل.

مسند جمع ما يقرب من ثلاثين ألف حديث من جوامع الكلام, من أحاديث خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وقد تبين لكم ما حواه المسند من الأحاديث الشريفة التي جمعها الإمام احمد رحمه الله تعالى ورتبه وهذبه بتؤدة ومهل.

ولا ريب, فقد انشرح بهذا الختم الصدر وقرت به العين, هذا الختم الذي كان العلماء يرحلون في سماعه إلى الشرق والغرب, وها انتم اليوم يرحل إليكم السماع في دولة الكويت بلا كرب ولا خطب.

وليس طلب الإجازة والإسناد هو المقصد والمراد بل هو سبيل إلى معرفة سنة خير العباد صلى الله عليه وسلم, ولزوم هديه الذي هو عين السداد والرشاد.

فطوبى لقارئ وسامع وعى هذه الأحاديث التحف, فلزم واعتقد مذهب السابقين الأولين من السلف, الذين هم صدر الأمة الأول, وعلى معتقدهم ومذهبهم المرجع والمعول.

فالشكر الوافر الجزيل والثناء العاطر الجميل لكل من أسهم في هذا الختم الجليل, شكرا يعم العلماء والقراء والمنظمين الإجلاء وكافة الحضور من الإخوة والأخوات الفضلاء.

واخص بالشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تبني هذا المشروع، الذي هو شامة في جبين دولة الكويت ورأسها المرفوع.

فالدعوات الصادقات الصالحات, لخير الآخرة وخير هذه الحياة لسعادة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل عبدالله الفلاح حفظه الله تعالى, وسعادة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد لقطاع المساجد: السيد/ وليد عيسى الشعيب حفظه الله تعالى, اللذين سعيا في إقامة هذا المشروع السعي الحثيث وباركا إقامة هذه المشاريع في سماع وختم هذه الأحاديث.

والدعاء موصول، ومن المستمعين مسؤول، لمن سن هذه السنة الحسنة، ورعى هذه المشاريع المستحسنة: مدير مكتب الشؤون الفنية بقطاع المساجد: الشيخ الجليل والخال النبيل/فيصل يوسف العلي فله من الشكر الجزيل أوفره ومن الثناء الجميل أكثره.

فجزى الله خيرا كل من شجع هذه المجالس البهية, ودعم هذه المشاريع العلمية التي تقام بهذا التنظيم اللطيف والحضور الكثيف.

أما شيخنا الجليل ومسندنا النبيل: فلا نملك إلا رفع الأكُف له بالدعاء بأن يجزيه الله تعالى عنا خير الجزاء, وان يجزل له المثوبة والفضل والعطاء, على تجشمه ما في السفر من العناء، وتكبده مشقة الحضور والإقراء.

وكان الابتداء في ضحى يوم الخميس والانتهاء في ضحى يوم الأربعاء في دولة الكويت في الفترة من 7-21 رجب 1429هـ الموافق 10-23 يوليو 2008م ومجموع مجالس هذا المسند الجليل, التي بها ارتواء الغليل واستشفاء العليل 38 مجلسا حضرها أكثر من 200 مشارك ومشاركة جاءوا من ثمان وثلاثين من دول خليجية وعربية وإسلامية وعالمية.

وبختم هذا المسند في هذه المجالس اليسيرة وبهذه الأعداد المباركة الكثيرة: يكون بحمد الله تعالى قد تهيأ في دولة الكويت من الفضل المبجل ومن العطاء المعجل في سماع مسند الإمام احمد بن حنبل: ما تهيأ للمسندين الصالحين في العصر الأول.

فطوبى لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هذا الدر المكنون.


أيام جميلة

وبعد ذلك كانت كلمة احد المشاركين وهو فضيلة الشيخ صفوان عدنان الداوودي الباحث والمؤلف في مركز البحوث والدراسات الإسلامية بالمدينة المنورة، الذي بدأ كلمته بقول الله تعالى: (إنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى).

وقال: إن من نعم الله سبحانه علينا وجود هذه المجالس المباركة, مجالس سماع الحديث الشريف, لا سيما (مسند الإمام احمد) رحمه الله تعالى، الذي ندر سماعه كاملا في العالم الإسلامي منذ أزمنة بعيدة.

وآخر من علمته اسمعه كاملا الإمام عبدالله بن سالم البصري, المكي, المتوفى 1134هـ

فقد اقرأ المسند في الروضة النبوية في ستة وخمسين مجلسا قبل وفاته بثلاث سنين، فلنحمد الله جميعا على هذه النعمة العظيمة.

وان من دواعي السرور أن أكثر السامعين من الشباب والشابات الذين بهم تنهض الأمم وتبني أمجادها وتعلو حضارتها.

لقد عشنا جميعا بحمد الله تعالى أياما جميلة ونحن في جنة, نقطع ساعاتها ودقائقها بذكر الله تعالى والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, نصحب أنفاسه ونقرأ أحكامه ونذكر أصحابه فيا لها من سعادة لو تدوم.

وبعد حمد الله تعالى على هذه النعمة نوجه شكرنا لفضيلة الشيخ عبدالوكيل الهاشمي محدث الحرم المكي على ما بذله من جهد لإسماع هذا السفر العظيم بهمة تفوق همة الشباب ورغبة تشجع كل أواب.

كما نوجه الشكر لوزارة الأوقاف الكويتية ممثلة بقطاع المساجد عامة, وللأخ الدكتور فيصل العلي خاصة وكل من ساعده على ما بذلوه من جهد لإقامة هذه الدورة وما حققته من نجاح باهر.

لقد تذكرت في هذه المجالس أيام النهضة العلمية في تاريخنا الإسلامي حيث كانت المدارس الإسلامية تحتضن طلاب العلم من كل حدب وصوب, وتتكفل بجميع أمورهم فيتفرغون لطلب العلم, الذي له توقف الأوقاف وتصرف المصارف

وقديما قالوا: بخيراتها تغلو الديار وترخص.

واليوم نقول بسكانها تغلو الديار وترخص.

فهنيئا لبلدة فيها أمثال هؤلاء القائمين على نشر العلم من كتاب وسنة وغيرها.

وان استمرت الحال على هذا المنوال ونسأل الله ذلك لتصيرن الكويت كعبة الطلاب ومهوى الأحباب ومنبع العلم لسنوات طويلة.

فقد دخلت التاريخ العلمي من أوسع الأبواب وسجلت اسمها انها إحدى حواضر العلم في هذا العصر.

فلنغتنم يا أخوتي هذه المجالس وأمثالها فهي جنة الدنيا وسرورها الحقيقي.

فلئن كان الناس يتمتعون بالإجازة الصيفية بالسفر والنزهة واللهو, فإن متعتنا فيها بسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر وأعظم.

ولئن كان حضور هذه المجالس الطويلة من الشباب والشيوخ عجبا في هذا الزمان مع كثرة الملهيات والمشاغل, فلحضور النسوة لها والتنافس فيها أعجب.

وهذا بحمد الله من بشائر الخير, لما تنافس المرأة الرجل في طلب العلم وتحصيل الحديث الشريف مما يساعدها على القيام بأعظم مهمة لها في بناء مجتمع وهي تربية الأبناء والبنات وإنشاء القادة والعالمات.

وفي الختام أوصى الحاضرون بأمور:

1) اعلموا أن قراءة كتب الحديث هي بداية الطريق في طلب العلم, وليس نهايته فلا يخدعنا الشيطان ويلبس علينا.

2) وعليكم بتصحيح النية في طلب العلم عامة وفي الحديث خاصة, فمن طلب الحديث لغير الله مكر به وإياكم والتعالي والتفاخر بالعلم فهو من المهلكات.

3) العمل بالحديث الشريف, والتأدب بآدابه فهو المقصد الأسمى من القراءة وقد ورد في الخبر (كونوا للعلم رعاة أو دعاة ولا تكونوا للعلم رواة ) فالرواية وحدها لا تكفي بل هي الدالة على العمل.

4) العزم على نشر العلم والحديث النبوي وتعليمه للناس ابتغاء وجه الله تعالى وطلب رضاه والتمكن والاشتغال بعلوم الآلات كعلوم العربية وأصول الفقه فهي المساعدة على فهم الكتاب والسنة.

5) وأخيرا عليكم بالابتعاد عن كل ما يفرق بين المسلمين ويشتت جمعهم واحرصوا على كل ما يؤلف بين المسلمين ويجمع كلمتهم, كما جمعنا مجلس الحديث الشريف هذا.


فضل عظيم

وعلى هامش حفل الختام التقينا العلامة المسند الشيخ عبدالوكيل بن الحق الهاشمي مسند مكة المكرمة وسألناه عن تقييمه لهذه المجالس فقال: لقد فاز أهل الكويت وربحوا بهذا الفضل الجليل والسبق العظيم لدواوين الحديث النبوي الشريف فكما حازوا الفضل في تنظيم مجالس القراءة وسماع الكتب السبعة هاهم اليوم يحوزون فضلا عظيماً وشرفاَ رفيعا بتنظيم مجالس سماع مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى الذي لم يُقرأ منذ 300سنة. حيث قرئ آخر مرة في المسجد الحرام سنة1134هـ.

ولمن أراد أن يعرف قدر هذا الفضل فليذهب إلى المسجد الحرام ليسمع قدر الثناء على دولة الكويت وشعبها لاحيائها لسنة مجالس السماع فهنيئا لهم هذا الشرف. وانني من هنا أتوجه بالشكر الجزيل لكل من فكر وساهم وشارك ونظم وقدم جهداً ولو يسيراً في إحياء هذه السنة وأدعو الله أن يوفقهم لاستكمال ما بدأوا وأن تظل الكويت قبلة للعلم وطلابه.


رياض الصالحين

بعد ذلك التقينا الدكتور عبدالسلام مقبل المجيدي الأستاذ المشارك للقراءات والدراسات القرآنية جامعة «ذمار» في دولة اليمن، ومستشار وزير الأوقاف الذي عبر عن سعادته البالغة لمشاركته في مجالس سماع مسند الإمام أحمد رحمه الله لأنها روضة من رياض الجنة كما وصفها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال: ما عسى الإنسان أن يقول عن مجلس تسمع فيه للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وآل بيته الأطهار، وتستنشق فيه هذه الأنفاس العطرة الذكية..

وتابع: وإنه لمن دواعي سرور الإنسان وسعادته أن يرى الدول الإسلامية وحكوماتها وقد قطعت شوطاً في هذا المجال، إلا أن دولة الكويت ممثلة في وزارة الأوقاف قد أخذت الراية وكان لها السبق وسيظل التاريخ يذكر أنها أول من فكر في إحياء سنة كانت قد اندثرت وتباعدت عن الأسماع وطويت إخبارها طوال السنين... فالشكر لدولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً على ما تقدمه للعلم والعلماء وطلاب العلم الذين يقصدونها من كل حدب وصوب على مدار العام.. والشكر الخاص لوزارة الأوقاف في دولة الكويت على جهودها المخلصة والحثيثة في تنظيم هذه المجالس العلمية المباركة واهتمامها بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والعناية بها كما لا يفوتنا أن نشكرهم على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.


شرف القراءة

وما كان لنا أن نترك هذا الحفل المبارك دون أن نلتقي مع بعض المشايخ من القراء الذين تناوبوا على قراءة مسند الإمام أحمد على مدار أربعة عشر يوما فالتقينا مع اثنين منهم وهما الشيخ عبدالله بن حسن آل عيسى من دولة الصومال، والشيخ حمد بن فلاح المطيري من دولة الكويت، وهما من دارسي علم الحديث وطلابه وقد عبرا عن سعادتهما بالمشاركة في قراءة مسند الإمام أحمد رحمه الله. كما شاركا من قبل في قراءة الكتب السبعة وسر السعادة التي تغمرهما أن هذه المجالس لها فضل عظيم على كل من يشارك فيها.

وقالوا: كفانا شرفا أننا نقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لشرف لا يدانيه شرف إضافة إلى الفائدة العلمية التي يجنيها كل من يشارك في مجالس السماع.

وتوجه آل عيسى والمطيري بالشكر لوزارة الأوقاف ودولة الكويت بشكل عام على تبنيها لهذه المشاريع العلمية العظيمة والمباركة، وتمنيا استمرارها، وأن يكون لهما دور فيها إن شاء الله.


شَرَفُ الإِسْنادِ

أترغب في إحياءِ سُنةِ أحمدِ

والاسهام في الجيلِ المؤمل للغد

فهل لك في اسناد مسند أحمد

وفقه عزيز يرتجي رشفه الصدى

زلالا نميرا سلسبيلا وجوهرا

فريدا بديعا من عقيق منضد

يدبجه حبر امين مبرز

بصير بترتيب المسانيد مهتد

شغوف بعلم الشرع يجمع شمله

ويحرسه من كل باغ ومعتد

لئن وقف الصديق ايام ردة

وامسك مرتد الجزيرة باليد

ففي المحنة الكبرى تفرد أحمد

وما خاف من سيف صقيل مهند

ولو قال بالتقيا لكان كغيره

ولكنه يحيا بذاك التفرد

فموقفه المشهور خلد ذكره

وشائنه الموتور غير مخلد

فاغمد سيفا كان قبل مجردا

على الدين يمسي في هواه ويغتدي

واشرق ضوء الشرع يسطع بالهدى

مغيرا على ليل الجهالة الاسود

ويحكم بالقرآن شد وثاقها

فما عرفت من اسرة كيف تفتدي

ويزهق جهمي وفسق وفتنة

وتعطيل اوصاف وتأويل ملحد

ايا دورة ان كنت فرض كفاية

وقامت بك الاوقاف قبل بمسجد

فانت على الاعيان عين وسنة

مؤكدة يبأى بها كل معهد

جعلت من الكويت في الصيف موسما

بديعا ينسى في عكاظ ومربد

جمعت شعوبا اعجمين ويعربا

قبائلهم شتى تداعوا المسند

 فكنت سبيكا من معادن: فضة

نضار وياقوت ودر وعسجد

وكم رحل الطلاب شرقا ومغربا

شهورا واعواما وضاعوا بفدفد

وما وقف الظرفان دون مرادهم

وان وردوا بحر الردى كل مورد

فقيض ربي للاسانيد فندقا

باشراف جمع ماهر متعود

مصاريفه قال الوكيل انا لها

فعبر عن ارث تليد لقعدد

شريف كريم ماجد متعود

على البذل والاحسان من صلب سيد

وافعاله تنبيك عنه بداهة

فقد تكشف الافعال عن طيب محتد

سلام عليه من شيوخ وطالب

وطالبة يشدو به كل منشد

ومن ركع او قائمين تهجدا

بقرآنهم او جالسين وسجد

ونحسبه في الصالحين واننا

لندعو له خير الدعا في التشهد

فيا شرفا بين الانام لفندق

سمعنا به اطراف مسند أحمد

تمايلت القاعات منه تبجحا

فقد خصه المولى بشهد ومشهد

يدوي حديث المصطفى فيه عاليا

فما عادت القاعات للهو والدد

يقدم للزوار آكلا ومشربا

وتوفير ابواق وخدمة مصعد

ومنضدة للقارئين ومكتب

وحبر واوراق وكتب ومقعد

تعهد ذا في القاعتين موظف

يساعد طلابا سعوا للتزود

(بأندلس) لازال يمتعنا فتى

بصوت فصيح سلسبيل مجود

وفي قاعة (المرجان) يلتقط الصدى

بشاشات عرض محكمات التردد

نزف تحايا للوزارة في الضحا

واخرى عشايا للمسار المسدد

مسار هدى في دورة قام (فيصل)

بإهدائه للمسلمين وقد هدي

يعد شبابا عارفين بسنة

لفهم خطاب مطلق ومقيد

بتالد فقه في الجوامع مسند

وطارف علم في المدارس والندي

لأمتهم دين عليهم مقدم

على كل دين اجل ومسرمد

جعلت لنا شتى البلاد خريطة

واغنيت عن دهر طويل مسرمد

قهرت لهم تلك المصاعب كلها

وقربت من مقصودهم اي مقصد

اعدت إلى علم الحديث شبابه

فيا حسن مولود ويانبل مولد

وللسنة الغراء لا زلت خادما

كما كنت للطلاب افضل مسعد

تلافيت اسنادا تضعضع ركنه

وصار يعاني من ضياع مهدد

باشراف شيخ عبقري محنك

مرب ظريف في المجالس مرشد

نصوح وقور وارث علم والد

ذكي خبير بالرواية مسند

عليم بضبط التابعي وصاحب

لقول وتقرير وفعل لاحمد

وانك يا (عبد الوكيل) جعلتنا

سلاسل نور تنتهي بمحمد

ختاما ارجي بعد أحمد مسندا

قريبا واني اليوم غير محدد

وقد شجعتني - يامدير- فعالكم

وكنت تفي بالوعد عن التعهد

صلاة وتسليم على خير مرسل

وآل وأصهار وصحب ومقتد


شعر: محمد فال الشنقيطي


نص السماع على الشيخ الهاشمي وأسماء من سمع منه

الحمد لله فاتحة كلِّ خيرٍ وتمام، والصلاة والسلام على خير الأنام، وعلى آله وأزواجه وأصحابه الكرام، صلاة وسلاماً متعاقبين على الدوام، أما بعد:

فقد قرئ (مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله) من أوله إلى آخره؛ بدولة الكويت حرسها الله؛ على الشيخ الجليل؛ والمسند النبيل: العـلامـة الشـيـخ عبد الوكيل بن العلامة عبد الحق الهاشمي حفظه الله ورعاه.

وقد سمع منه المسند كاملاً بلا فوت: المشايخ وطلبة العلم الفضلاء مبتدئين بذكر أسماء المشرفين والقراء:

أ.د وليد عبد الله المنيس، فيصل يوسف أحمد العلي، د. وليد محمد عبد الله العلي، د. ياسر إبراهيم المزروعي، محمد بن ناصر العجمي، عبد الله حسين علي آل عيسى، حمد فلاح مبارك المطيري، د. الطاهر خذيري، محمد أحمد علي سليمان الجيلاني، تركي محمد حامد النصر، عدنان صبيح المديرس.

كما سمع منه المسند كاملاً بلا فوت: المشايخ وطلبة العلم الفضلاء:

علي أحمد محمد عثمان، توفيق عبد الرحمن عبد الواسع محمد، فهد فيصل فهد المنير، طلال صالح الراشد، دغش شبيب دغش العجمي، صفوان عدنان داوودي، أديب أحمد غازي، د. سمير عبد الله أحمد العوضي، نظام محمد صالح اليعقوبي، عمر موفق النشوقاتي، عبد الله محمد الكندري، عيسى سلمان عيسى العيسى، أحمد دميثير منصور العنزي وابناه يوسف ومحمد، بدر جلوي هليل العتيبي، فيحان سرور جرمان المطيري، المنذر بن محمد بن ناصر السحيباني وابنه يعلى، أحمد بن ذيب العتيبي، محمد بن أحمد حريري، رافع ســـالم التركماني، محمـد ححود التمسمــاني، د. هشام محمد السعيد، محمد عوض المنقوش، أمين سليم الكردي، خالد عبد الوكيل الهاشمي، محمد وائل محمد أسامة الحنبلي، نـــور الــدين صلاح الـدين طالــب، فرج مطلق محمد المرجي الرشيدي، محمد جاسم محمد الأنصاري، فايز عـــايد جويعـد الظفيري، عبـد الحميـد عبد المطلب عبد المقصود، أحمد عبد الله العراده، جمعه هاشم الحسين الأشرم، محمد ربيع الجنيدي، محمد خليل عقيل، عجيل محمد شيحان العنزي، علي كاظم رهيف، أحمد محمد أحمد معروف، حمد نجم الحمد الهشيم، راشد شافي الهاجري، أحمد جاســـــــم عبد الوهاب ماجد، محمود محمد عبد المحسن حداد، فراس غانم محمد المطر، إبراهيم حميد الساجر، حمد عبد الله حمد العجمي، حسين أحمد قاسم محمد، وليد خالد مبارك الكويران، عبد اللطيف ناصر الفضلي، مرسي حماده حسين محمد، خالد سالم مرضي المطيري، خالد مفرح فالح الرشيدي، عوض محمد حسن مرعي، محمد حسن علي باقر، عادل عبد الجبار محمد الكندري، عبد العزيز عبد الكريم فلاح، عبد الرحمن محمد عبد الرحمن العوضي، الريض عويد خضير العنزي، قدرت الله نثار أحمد، محمد بسام حجازي، ياسر إبراهيم نجار، مبتسم أحمد راجح أبو حسين، صالح جابر منشد العنزي، عبد الواحد موسى آدم، حافظ عبد الحفيظ محمد إسماعيل، إبراهيم راشد سعد المانع، راشد فلاح عبد الله الهاجري، نور محمد سيد الطاهري، سلمان عبد الله محمد الكندري، فلاح سلطان رجا المطيري، محمــد مجدي رشدي مبـــارك، صــلاح أحمد صبري الشرقـــاوي وابنـه عبد الرحمن، ذياب فرج سالم المري، فاليكاث إبراهيم عبد السليم، أحمد عـوض محمد مــرعي، منـــور محمد قبلان العنزي وابنــه محمد، أحمـد محمد عبد المحسن حداد وابنه محمد عبد المحسن، عبد الرحمن أنس عبد الرحمن العقيل، ناصر محمد العجمي، شافي محمد العجمي.

كما سمع منه المسند بلا فوت طالبات العلم الفاضلات:

أمينة بنت عبد الله محمد العلي، منى خليل المنقوش، د. مها يوسف الجار الله، بشرى عمر محمد بانصير، روان عبد الرحمن فيصل النعمة، منى معتوق أمان الفليج، فتوح عبد الله راشد الزير، نوال عبد اللطيف الخياط، دلال راشد علي باش، شعاع خليل إبراهيم المونس، ليلى محمد أحمد العجلان، رنده بهيج محمد سكيك، مزنه جمال إبراهيم الحميدي، عائشة جمال إبراهيم الحميدي، آلاء عوض محمد مرعي، خديجة السيد محفوظ مأمون، صبيحة مجدي رشدي، بدريه حمود العباد الشمري.

كما سمع منه المسند بفوت يسير: المشايخ وطلبة العلم الفضلاء:

محمد زياد عمر عبد اللطيف التكلة، د. محمد هشام الطاهري، أنس عبد الرحمن عبد الله العقيل، عبد الهادي سعيد البستاني، د. فيصل محمد عبد الرحمن مندني، الشيخ محمد سعيد بوميه، د. محمد محمدي محمد النورستاني، فواز مشاري عبد العزيز الكليب، صلاح عبد الله علي الغانم، أنور أحمد حمود الهيني، محمد رفيق الحسيني، الولي بن محمد محمود، محمد محمود محمود عبد الفتاح، أحمد حمود الأحمد العميري، محمد فـال أبو، عبد الرحمن فيصل عبد الرحمن اليــاقوت، عبد التواب علي روضان، مالك بن أنس محمد الصباغ، عثمان زيد الوصيص، محمد عايض محمد العتيبي، أحمد عادل الكسار، سالم محمد فالح العجمي، عصام شاكـــر عبد الله الغنيمي، عبد الله محمد جاس الرفاعي، حامد عبد الله الحمد الهشيم، محمد علي عبــد الرحمن محمد، عبــد القادر قاسم الدنبره، عيسى أحمــد الكندري، عبد اللطيف عبد الرحمن الجامع، فهد العيفي عبيد الدوسري، محمد مناور فتنان المطيري، عبد الرؤوف شودري علي، د. فيصل عيسى سالم العبد الهادي وابنه عبد الرحمن، غلام سرور عبد الغفار الطاهري، خالد راشد بدوي وابنه راشد، حناشي محمد علي العدواني، نواف عبد الحميد عثمان الوادي، صلاح الدين محمد هشام لعل، نايف منير نايف فارس، عماد علي قاسم علام، خلف راشد فلاح الفضلي، محمد عبد القادر فنصه، سعد جمـــال عبـــد العزيز البعيجــان، عبد الكريم عبد الغفور، عبد الرحمن عبد الوهاب أحمد السعدي، سعد سعود عماش السعيدي، محمد عوض محمـــد مرعي، عبد الرزاق سفـــاح جــلال العنزي، حــارث عبد الوهاب السعدي، عبد الوهاب أحمد السعدي، عبد الله عبد الوهاب السعدي، محمد محسن عمر العتيبي، شاه علم كاليم الله.

كما سمع منه المسند بفوت يسير طالبات العلم الفاضلات:

هناء حسن يوسف الكندري، أميمة عبد الرحمن علي البداح، تماضر صالح فرحان السعيد، سبائك محمد صالح كلبان، إيمان فيصل عيسى العبد الهادي، منى علي محمد العبيد، الشيماء محمد أحمد محمد، تسنيم محمد أحمد جاد، خديجة خالد راشد بدوي، سميرة خالد راشد بدوي، إيمان عبد الخالق محمد الخضرجي، خديجة مجدي رشدي، عائشة مجدي رشدي.

كما سمع منه المسند بأفوات مختلفة: المشايخ وطلبة العلم الفضلاء:

د. عادل عبد الله الفلاح، وليد عيسى الشعيب، محمد يوسف المزيني، د. عبد السلام مقبل عبده غالب، حمد خالد الحمد الخالد، سليم محمد الرفاعي، فهد علي مزوق الشطي، نور العلم عبد المنان تالو كدار، نواف فاضل الخالدي، محمد بهي الدين محمود موسى، علي أحمد عبد الله الحدادي، ياسر حمود عبده أحمد، عبد الرحمن صبيح المديرس، هدايت الله نثار أحمد، هاني شاكر أحمد، جــاسم محمد صالح نسيبة، أحمد ميس مرير الجنفاوي، عبد العزيز جاسم السميط، عبد القادر زناتي، يحيى عبد الله الكندري، أنس عبد الله الكندري، عبد الله متولي أحمد، إبراهيم ياسر المزروعي، أحمد محمد هشام الطاهري، نور الدين محمد هشام الطاهري، يحيى محمد هشام الطاهري، مشاري رشيد العازمي، عبد العزيز أحمد الزعبي.

كما سمع منه المسند بأفوات مختلفة: طالبات العلم الفاضلات:

أسماء محمد الزير، شرين محمود أحمد محمود، غفران محمد يوسف الترك وابنها محمد أسامة، غنيمة يوسف الجار الله، مروه فاروق علي إبراهيم، رانيا رضا عبد الوهاب، سميرة أحمد محمد الزامل، شيماء جمال عبده فاضل، رنا إبراهيم سليمان العاصم.

صح ذلك وثبت في (38) مجلساً؛ وكان مفتتح هذه المجالس المباركة في ضحى يوم الخميس 7 رجب 1429هـ؛ الموافق 10 يوليو 2008م، ومختتمها ضحى يوم الأربعاء 20 رجب 1429هـ؛ الموافق 23 يوليو 2008م، وأجاز به خاصة، وبما يجوز له عامة، بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر، والحمد لله على الإتمام، ونسأله حسن الختام.


العلامة الشيخ

عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي


مسند الإمام أحمد

لكم في ذِروةِ المجدِ العلاءُ

وهِمتكمْ سُموٌ وارتقاءُ

وهامتكُمْ تجاوزتِ الثُّريَّا

فأرضُكُمُ سَواءٌ والسَّماءُ

وكيفَ لشاعرٍ حَصِرٍ قَريضٌ

يكونُ لفضلكمْ نعمَ الجزاءُ

وقد أحيَا بكمْ ربٌ البَرايا

مناراً كان طاوَلَه الرجاءُ

منارَ السنة الغَرَّا سماعاً

وفهماً فيه ينكشفُ الغِطاءُ

نعم سناؤها الدنيا وأمسى

لكم في ذمة الدهر الوفاء

وأمتعتمْ بحدثنا قُلوباً

وأرواحاً تملّكها الصفاءُ

فأقبل يا رقيقَ الوجدِ واسمعْ

حديثَ المصطفى ولكَ الهناءُ

وجُد يا أيُّها الحادي وزِدنا

فَسَمْعُ الروحِ ليس له ارتواءُ

***

بخاريٌّ صحيحٌ لا يجارى

ومسلمُ بعده حقٌّ سواءُ

وأسفارُ الهدىَ سُنَنٌ تلاها

مَسَانيدٌ لها عَظُمَ الثنَاءُ

وأجزاءٌ كثيراتٌ عوالٍ

تَضَاءل عند رِفعتها العَلاءُ

تُجَدَّدُ سُنَّةُ المختارِ فيها

يُشَيِّدُها اتباعُ واقتداءُ

فلو عقدوا لهَا يوماً لواءً

فمسندُ أحمدٍ ذاك اللّواءُ

فهل سِفْرٌ يطاولُهُ فَخَاراً

وهل في مثلِ مَشْهده بُهَاءُ

أسانيدٌ حسانٌ مُشرقاتٌ

يُزَيِّنُها التحملُ والأداءُ

يَتيْهُ بها رجالٌ أكفياء

إلى الصحبِ الكرامِ لها انتهاءٌ

بها تُروى عظاتٌ محكماتٌ

عن الهادي فعمرَّ بها اهتداءُ

فأقبلْ يا محبَّ الخيرِ وارتعْ

فهذا السِّفْرُ للروحِ الغذاءُ

***

فمبدِعُه له في كل فنٍ

ثراءٌ وارتقاءٌ واجتباءُ

إمامٌ مخلصٌ وَرِعٌ تقيُّ

فما يغشاهُ في القلب الرّياءُ

مهيبُ في محياه نضيرُ

وعزُّ ليس منه الكبرياءُ

عظيمُ الشان رأسُ في المعالي

وليسَ يشين مجلسَهُ افتراءُ

ومنهجُه على الآثار يُبنىَ

فما يعنيه رأيٌّ أو مِراءُ

وما طلبَ الدُّنا إلا كفَافاً

فزخرفُها هبَاءٌ أو فَنَاءُ

وقال لمن تعلَّق بالفوانيْ

مقالَ الصِّدقِ لو سُمع النداءُ

قليلٌ من حلالِ الرزق يُجزي

وما يغني من الطمعِ الثراءُ

***

أقامَ ينافحُ الأهواءَ يمحو

بسيفِ الحقِّ ما صنع الشقاءُ

أما قالوا وقد نطقوا بحقٍ

وكان مقالُهم نعمَ الثناءُ

حمىَ اللهُ الحمى في كل ضيقٍ

بطودٍ ليس يُرهبه اللقاءُ

أبوبكر أعزَّ الدينَ لمَّا

تظاهرهُ ارتدادٌ واجتراءُ

وأحمدُ يوم محنتهِ فكانتْ

لدين اللهِ مهجتُه الفداءُ

تقلَّبَ في سِياط موجعاتٍ

وما رحم العتاةُ الأشَقياءُ

فما يُثنيه خوفٌ أو رجاءٌ

وما يغريْه مدحٌ أو هجاءُ

وما لانتْ عزيمتُه وصارتْ

كأن الدَّاهياتِ هي العطاءُ

فأعقبهُ بعزٍّ في البرايَا

وأعلاه المهيمنُ ما يشاءُ

***

ليالٍ قد قضيناها وأُنسٌ

ومسندُ أحمدٍ فيها السَّناءُ

غنمنا من عطاياها كُنوزاً

توارثها الهداةُ الأتقياءُ

فيا عبدَ الوكيلِ فدتك نفسي

فأنتَ لتاجِ مجلِسِنا الضياءُ

حَمَلنَا عنك أسفاراً كبَاراً

فصحَّ لنا انتسابٌ وانتماءُ

وكيسُ فوائدٍ ووعاءُ علمٍ

وتحقيقٌ وجَمْعٌ وانتقاءُ

جزاك الله عنا كلَّ خيرِ

فما يُغْنيك مدحٌ بل دُعاءُ

***

ليالٍ قد قضيناها وأُنس

وآلاءٌ ونورٌ يستضاءُ

وطيبٌ لا تقاومُه السَّجايا

وفاكهةٌ كذا رُطَبٌ وَمَاءُ

تُرىَ يا إخوتي هلْ من تدانٍ

وهل بعدَ الفراقِ لنا لقاءُ


عمر بن موفق النشوقاتي


أسماء القراء


هؤلاء هم القراء الذين تنابوا على قراءة مسند الامام، وهم: الشيخ عبدالله بن حسين ال عيسى، والشيخ حمد بن فلاح المطيري، والشيخ محمد زياد التكلة، والدكتور الطاهر الازهر خذيري، والدكتور محمد هشام الطاهري، والشيخ محمد بن سليمان الجيلاني، والشيخ انس بن عبدالرحمن العقيل.



جانب من الحضور


 


الشيخ الداوودي يلقي كلمة الحضور



الشيخ الشنقيطي يلقي قصيدته



... والشيخ النشوقاتي



الفلاح كان في مقدم الحضور


 


... والشعيب تابع جميع الجلسات

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي